تقسيم الدولة العثمانية

تقسيم الدولة العثمانية (30 أكتوبر 19181 نوفمبر 1922)، كان حدث سياسي وقع بعد الحرب العالمية الأولى. التجمع الهائل للأراضي والشعوب التي كانت تشكل الدولة العثمانية، تقسم إلى دول جديدة.[1] أدى التقسيم إلى تأسيس العالم العربي المعاصر وجمهورية تركيا. منحت عصبة الأمم الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان ومنحت المملكة المتحدة الانتداب على بلاد الرافدين وفلسطين (والتي تقسمت في بعد إلى فلسطين وإمارة عبر الأردن). مناطق الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية أصبحت جزء من السعودية واليمن.

بعد احتلال القسطنطينية من قبل القوات البريطانية والفرنسية في نوفمبر 1918، انهارت الحكومة العثمانية بالكامل ووقعت معاهدة سيڤر عام 1920. غير أن حرب الاستقلال التركية أجبرت الحلفاء والمجلس الوطني الأكبر لتركيا على توقيع والتصديق على معاهدة لوزان عام 1923، لاغية لمعاهدة سيڤر ومرسخة لمعظم القضايا الاقليمية. القضايا التي لم تحسم نوقشت فيما بعد تحت إشراف عصبة الأم عام 1926. تقاسم البريطانيون والفرنسيون فيما بينهم المنطقة الشرقية من الشرق الأوسط (ويطلق عليها أيضاً "سوريا الكبرى") حسب اتفاقية سايكس بيكو. عُقدت اتفاقيات سرية أخرى مع إيطاليا وروسيا (انظر الخريطة).[2] شجع وعد بلفور الحركة الصهيونية الدولية على المطالبة بوطن يهودي في منطقة فلسطين، والذي كان فيه مملكة إسرائيل، وكان ذلك في الوقت الذي كان يعيش فيه أقلية يهودية بارزة تحترم الأغلبية المسلمة العربية. النظام القيصري وقع اتفاقيات وقت الحرب مع الوفاق الثلاثي لتقسيم الدولة العثمانية لكن بعد إندلاع الثورة الروسية ، لم تشارك روسيا في التقسيم الفعلي. كانت معاهدة معاهدة سيڤر قد اعترفت بالفعل بانتدابات عصبة الأمم الجديدة في الشرق الأوسط، استقلال اليمن، السيادة البريطانية على قبرص.

كانت الدولة العثمانية زعيمة العالم الإسلامي من المفهوم الجغرافي-السياسي، الثقافي، والأيديولجي. أدى تقسيم الدولة العثمانية إلى سيطرة القوى الغربية على الشرق الأوسط، مثل بريطانيا وفرنسا. ظهرت مقاومة تأثير هذه القوى من قبل الحركة القومية التركية وأصبحت أكثر انتشاراً في المناطق التي كانت تابعة للدولة العثمانية في الشرق الأوسط، بعد الحرب العالمية الثانية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

لوقت طويل اعتقدت القوى الغربية بأنها في نهاية المطاف ستهيمن على المنطقة المتنازع عليها عن طريق إضعاف الحكومة المركزية للدولة العثمانية. توقعت بريطانيا احتياجاها لأمين المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق الهند الاستعمارية، ونظرت لنفسها على أنها تخوض صراع مغلق على النفوذ الاستعماري يعرف باسم اللعبة الكبرى.[3] عندما لاح شبح الحرب، سعى العثمانيون للحماية من القوى العظمى. كانوا مرفوضين من بريطانيا، فرنسا وروسيا، وفي النهاية عقد العثمانيون تحالفاً مع ألمانيا.[4]

خططت القوى الغربية للتقسيم عن طريق اتفاقيات مختلفة أبرمها "الحلفاء" في وقت مبكر في سياق الحرب العالمية الأولى.[5] اختلفت هذه القوى على الأهداف المتناقضة في فترة ما بعد الحرب وعقدت اتفاقيات ثنائية وثلاثية مختلفة.[6]


الانتداب الفرنسي

أصبحت سوريا ولبنان محمية فرنسية (كان تحت اسم انتداب عصبة الأمم).[7] قوبلت السيطرة الفرنسية على الفور بمقاومة مسلحة، ومن أجل مكافحة القومية العربية، قسمت فرنسا انتدابها على لبنان وأربع دول فرعية أخرى.[8]

الانتداب على لبنان

كان سوريا الكبرى اسم المنطقة التي أسستها فرنسا. وكان يسبق تأسيس لبنان المعاصرة. وامتدت من 1 سبتمبر 1920 حتى 23 مايو 1926. شكلتها فرنسا من الكتلة المشرقية (التي منحتها عصبة الأمم الانتداب عليها) بتأسيس "منطقة آمنة" للسكان المسيحيين الموارنة. حصل الموارنة على الحكم الذاتي وأمنوا مركزهم في لبنان المستقلة عام 1943.

بدأ التدخل الفرنسي لصالح الموارنة بتنازلات الدولة العثمانية، اتفاقيات عقدت في القرن 16 19. عام 1866، عندما قاد يوسف كرم انتفاضة الموارنة في جبل لبنان، وصلت قوة بحرية فرنسية للمساعدة، وكانت بمثابة تهديد للحاكم، داود پاشا، وفيما بعد نُقل كرم سالماً.

الانتداب البريطاني

 
الانتداب البريطاني على فلسطين

فاز البريطانيون بثلاث مناطق انتداب، منها إثنتان من أبناء الشريف الحسين، فيصل الاول، الذي كان ملك العراق وإمارة عبر الأردن بشرط تولي العرض لإبن آخر من أبناء الشريف حسين، عبد الله الأول. كان الانتداب على فلسطين تحت الادارة البريطانية المباشرة. معظم شبه الجزيرة العربية سقطت في يد حليف بريطاني آخر، ابن سعود، الذي أسس المملكة العربية السعودية عام 1932.

الانتداب على العراق

تنازعت بريطانيا العظمى وتركيا على ادارة الولايات العثمانية السابقة في الموصل في العشرينيات. حسب معاهدة لوزان 1923، سقطت الموصل تحت الانتداب البريطاني، لكن الجمهورية التركية الجديدة زعمت أن الولاية كانت جزء من قلب الدولة العثمانية تاريخياً. ذهبت لجنة من ثلاث أشخاص تابعة لعصبة الأمم إلى المنطقة عام 1924 لدراسة الحالة وفي 1925 أوصت بأن تظل المنطقة متصلة بالعراق، وأن الانتداب البريطاني يجب أن يظل 25 سنة أخرى، لضمان حقوق الحكم الذاتي للسكان الأكراد. رفضت تركيا هذا القرار. ومع ذلك، فقد عقدت العراق وتركيا معاهدة في 5 يونيو 1926، تتفق في معظمها مع قرار عصبة الأمم. ظلت الموصل تحت الانتداب البريطاني حتى حصل العراق على استقلاله عام 1932 بتنصيب الملك فيصل، واحتفظت بريطانيا بقواعدها العسكرية هناك وحقوق المرور لقواتها عبر البلاد.

الانتداب على فلسطين

 
تسليم القدس للبريطانيين في 9 ديسمبر 1917 بعد معرك القدس.

أثناء الحرب، قدم البريطانيون ثلاث وعود متناقضة حول المصير النهائي لفلسطينز وعد البريطانيون، عن طريق ضابط المخابرات البريطاني ت. إ. لورنس (الشهير بلورنس العرب)، باستقلال الدولة العربية المتحدة التي تغطي معظم الشرق الأوسط العربي في مقابل دعم العرب للبريطانيين أثناء الحرب. وعدت بريطانيا أيضاً بتأسيس وتعزيز وطن قومي يهودي كما ورد في وعد بلفور 1917. وأخيراً، وعد البريطانيون عن طريق مراسلات حسين مكماهون بأن الأسرة الهاشمية سيكون لها الزعامة على معظم الأراضي في المنطقة مقابل دعمهم في الثورة العربية الكبرى.

الثورة العربية، التي كان جزء منها من تنظيم لورنس، أسفرت عن انتصار القوات البريطانية تحت قيادة الجنرال اللنبي للقوات العثمانية عام 1917 واحتلال فلسطين وسوريا. كانت الأرض تحت ادارة البريطانيين حتى انتهاء الحرب.

حصلت المملكة المتحدة على حق ادارة فلسطين في مؤتمر ڤرساي الذي تمخ عنه تأسيس عصبة الأمم عام 1919. هربرت صمويل، الجنرال السابق في مجلس الوزراء البريطاني الذي كان له دور أساسي في وعد بلفور، عُين المندوب السامي الأول في فلسطين. عام 1920 في مؤتمر سان رمو، في إيطاليا، مُنح انتداب عصبة الأمم في فلسطين لبريطانيا. عام 1923 نقلت بريطانيا جزء من هضبة الجولان إلى الانتداب الفرنسي على سوريا، مقابل منطقة متولا.

حركات الاستقلال

بعد رحيل العثمانيون، طالب العرب بدول مستقلة في دمشق، لكن كانوا ضعفاء، عسكرياً واقتصادياً، لمقاومة القوى الاوروپية على المدى الطويل، وسرعان ما استعاد البريطانيون والفرنسيون سيطرتهم.

في العشرينيات والثلاثينيات خطت العراق، سوريا ومصر طريقها نحو الاستقلال، بالرغم عدم مغادرة القوات البريطانية والفرنسية رسمياً من المنطقة حتى بعد قيام الحرب العالمية الثانية. لكن في فلسطين، تسبب النزاع بين القوى القومية العربية والصهيونية في وضع لم يستطع البريطانيون حله أو النأي بأنفسهم عنه. تصاعد قوى أدولف هتلر في ألمانيا أظهر من جديد الطلب الصهيوني لتأسيس دولة يهودية في فلسطين. (لمزيد من التفاصيل، انظر النزاع الإسرائيلي العربي وتاريخ فلسطين).

الأناضول

الروس، البريطانيون، الإيطاليون، الفرنسيون، اليونانيون، والأردن تنازعوا جميعاً على الأناضول، إستناداً إلى فوضى وعود الحرب، التحركات العسكرية، الاتفاقيات والمعاهدات السرية.

روسيا

أراد النظام القيصري استبدال السكان المسلمين في شمال الأناضول والقسطنطينية بمستوطنون قوزاق.[بحاجة لمصدر] في مارس 1915، أخبر وزير الخارجية سرگي سازونوڤ السفير البريطاني جورج بوشانان والسفير الفرنسي موريس پاليولوج أن تسوية ما بعد الحرب دائماً ما طالبت بالحيازة الروسية "لمدينة القسطنيطينة"، الساحل الغربي للبوسفور، بحر مرمرة، والدردنيل، وكذلك تراقيا الجنوبية حتى خط إنوس-ميديا"، و"جزء من السواحل الآسيوية بين البوسفور، نهر سكاريا، والنقطة التي يتم تحديدها على ساحل خليج إزميت."[9] نشرت اتفاقية القسطنيطينة على العامة في الجريدة الروسية إزڤستيا في نوفمبر 1917، للحصول على دعم الجمهورية الأرمنية للثورة.[10] إلا أنه بإندلاع الثورة الروسية تخلى الروس عن خططهم الروسية.

المملكة المتحدة

سعى البريطانيون للسيطرة على مضائق مرمرة، واحتلال إسطنبول (بالاشتراك مع الفرنسيين) من 13 نوفمبر 1918 حتى 23 سبتمبر 1923. بعد حرب الاستقلال التركية وتوقيع معاهدة لوزان، غادرت القوات المدينة.

إيطاليا

حسب اتفاقية سانت-جان-ده-موريان 1917 بين فرنسا، إيطاليا والمملكة المتحدة، حصلت إيطاليا على جنوب غرب الأناضول بالكامل عدا منطقة أضنة، وتشمل إزمير. إلا أنه، عام 1919 رئيس الوزراء اليوناني إلفثريوس ڤنزيلوس، حصل على امتياز من مؤتمر باريس للسلام 1919 لاحتلال إزمير، متجاوزاً بنود الاتفاقية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فرنسا

 
الجنود الإستعماريون الفرنسيون برفقة أسرى أتراك من عنتاب.

طبقاً لاتفاقية سايكس بيكو عام 1916، حصل الفرنسيون على هاتاي، لبنان وسوريا وأبدوا رغبتهم في جزء من جنوب شرق الأناضول. اتفاقية سانت-جان-ده-موريان 1917 بين فرنسا، إيطاليا والمملكة المتحدة منحت لفرنسا منطقة أضنة.

احتل الجيش الفرنسي أجزاء من الأناضول من 1919 حتى 1921، وتشمل مناجم الفحم، السكك الحديدية، موانئ البحر الأسود في زنگل‌داك وكردنيز إرغلي، القسطنطينية (برفقة البريطانيين)، اوزنكوپرو في تراقيا الشرقية ومنطقة قليقيا. في النهاية انسحبت فرنسا من كل هذه المناطق، بعد اتفاقية أنقرة، هدنة مودانيا، معاهدة أنقرة ومعاهدة لوزان. هذه النزاع أُطلق عليها أيضاً حرب قليقيا (بالفرنسية: La guerre en Cilicie, بالتركية: Güney Cephesi - الجبهة الجنوبية).

اليونان

 
المقترح اليوناني في مؤتمر باريس للسلام.
 
اليونان حسب معاهدة سيڤر.

الحلفاء الغربيون، وخاصة رئيس الورزاء البريطاني ديڤيد لويد جورج، وعد بالحصول على أراضي يونانية لتوسيع الدولة العثمانية إذا ما دخل اليونان الحرب إلى جانب الحلفاء. شملت تلك الأراضي تراقيا الشرقية، جزر إمبروس (چنق‌قلعه وتندوس، (Bozcaada)، وأجزاء من شرق الأناضول حول مدينة إزمير.

في مايو 1917، بعد نفي قسطنطين، عاد رئيس الوزراء اليوناني إلفثريوس ڤنيزلوس إلى أثينا وتحالف مع الوفاق. القوات العسكرية اليونانية (التي كانت منقسمة بين أنصار الملكية وأنصار ڤنيزلوس) بدأ بالاشتراك في العمليات العسكرية ضد الجيش البلغاري على الحدود. في العام نفسه، مُنحت إزمير إلى إيطاليا حسب اتفاقية سانت-جان-ده-موريان بين فرنسا، إيطاليا والمملكة المتحدة.

في مؤتمر باريس للسلام 1919، استناداً لوعود فترة الحرب، مارس ڤنيزلوس ضغوطاً شديدة من أجل هلاس التوسعية (فكرة مگالي) التي تشمل تجمعات يونانية كبيرة في إپيروس الشمالية، تراقيا (وتشمل القسطنطينية) وآسيا الصغرى. عام 1919، وبالرغم من المعارضة الإيطالية، حصل على تصريح من مؤتمر باريس للسلام 1919 لاحتلال إزمير.

جمهورية جنوب غرب القوقاز

جمهورية جنوب غرب القوقاز تأسست في البداية على الأراضي الروسية عام 1918، بعد انسحاب القوات العثمانية إلى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى نتيجة لهدنة مودروس. وحصلت على حكومة انتقالية مستقلة اسمياً يرأسها فكر الدين پيري‌وغلي ومقرها قارص.

بعد إندلاع القتال بينها وبين جورجيا وأرمنيا، قام المندوب السامي البريطاني الأميرال سمرست أرثر گو-كالثورپ لاحتلال قارص في 19 أبريل 1919، وحل البرلمان واعتقل 30 من أعضاء الحكومة. ووضع محافظة قارص تحت الحكم الأرمني.

أرمنيا

 
المقترح الأرمني لمؤتمر باريس للسلام.
 
أرمنيا الويلسونية، حسب معاهدة سيڤر.

في السنوات التالية للحرب، أسس الأرمن حكومة انتقالية، ثم جمهورية. النزاعات العسكرية بين الأتراك والأرمن أثناء وبعد الحرب انتهت بترسيم حدود الدولة الأرمنية.

ادارة أرمنيا الغربية

في أبريل 1915، دعمت روسيا تأسيس حكومة انتقالية أرمنية تحت حكم أرام مانوكيان، زعيم مقاومة ڤان. رغبت حركة التحرير القومية الأرمنية في أني تحرر الأرمن من النظام العثماني مقابل مساعدة الجيش الروسي. إلا أن النظام القيصري كان قد عقد اتفاقات سرية مع الوفاق الثلاثي حول التسوية النهائية لوضع الأراضي الأناضولية المختلفة.[11] نشر الثوريون هذه الخطط للعامة عام 1917 للحصول على دعم الجمهورية الأرمنية.[12]

في الوقت نفسه، أصبحت الحكومة الانتقالية أكثر استقراراً، بانتقال المزيد من الأرمن إلى داخل أراضيها. عام 1917، أعيد توطين 150.000 أرمني من أرض‌روم، بيطليس، موش وڤان.[13] وأرمن گارو (اشتهر باسم كاركين پاستيرماكيان) وزعماء أرمن آخرون للنظاميين الأرمن في المسرح الاوروپي لنقلهم إلى الجبهة القوقازية.

تركت الثورة الروسية الجبهة في شرق تركيا في حالة تغير مستمر. في ديسمبر 1917، تم التوقيع على هدنة من قبل ممثلي الدولة العثمانية ومفوضية عبر القوقاز. إلا أن الدولة العثمانية بدأت بإعادة تسليح الجيش الثالث على الجبهة الشرقية. بدأ القتال في منتصف فبراير 1918. الأرمن، تحت ضغط شديد من الجيش العثماني والنظاميين الأكراد، أُجبروا على الانسحاب من إرزنجان إلى أرض‌روم ثم إلى قارص، وفي النهاية غادروا هذه المدينة في 25 أبريل. رداً على التقدم العثماني، تحولت مفوضية عبر القوقاز إلى فدرالية عبر القوقاز؛ التي سرعان ما انحلت وأدى ذلك إلى تشكيل الأرمن جمهورية أرمنيا الديمقراطية في 30 مايو 1918. معاهدة باطومي التي وقعت في 4 يونيو، قللت من مساحة الجمهورية الأرمنية إلى 11.000 كم² فقط.


أرمنيا الويلسنية

في مؤتمر باريس للسلام 1919، زعم الشتات الأرمني والاتحاد الثوري الأرمني أن أرمنيا التاريخية، المنطقة التي كانت خارج سيطرة الدولة العثمانية من 1915 حتى 1918، يجب أن تكون جزء من الجمهورية الأرمنية الديمقراطية. استناداً إلى المبادئ وردت في "النقاط الأربعة عشر" التي وردت في خطاب وودرو ويلسون، زعم الشتات الأرمني أن أرمنيا لديها "القدرة على السيطرة على المنطقة، مشيراً للسيطرة الأرمنية التي تشكلت بعد الثورة الروسية. كذلك زعم الأرمن أن السكان المهيمنين على المنطقة أصبحوا من الأرمن بعد نقل السكان الأتراك إلى المحافظات الغربية. بوغوص نوبار، رئيس الوفد القومي الأرمني، أضاف: "في القوقاز، حيث، بدون الإشارة إلى 150.000 أرمني الموجودون في الجيش الروسي الإمبراطوري، هناك أكثرمن 40.00 من المتطوعين الذين ساهموا في تحرير جزء من الولايات الأرمنية، وحيث، تحت قيادة قادتهم، أنترانيك ونازربكوف، كانوا، وحدهم بين شعوب القوقاز، ممن قاموا بمقاومة الجيوش التركية، منذ بداية انسحاب البلشڤيين حتى توقيع الهدنة."[14]

قبل الرئيس ويلسون الحجج الأرمنية لرسم الحدود، وكتب: "يتوقع العالم منهم (الأرمن)، أنهم سيقدمون كل التشجيع والمساعدة المتاحة لهم للاجئين الأتراك الذين قد يرغبون في العودة لمواطنهم السابقة في مقاطعات طرابزون، أرض‌روم، ڤان، وبيطليس، مذكرين بأن هؤلاء الأشخاص، عانوا بشدة."[15] اتفق المؤتمر على اقتراحه بأن جمهورية أرمنيا الديمقراطية يجب أن تتسع إلى حدود شرق تركيا المعاصرة.

جمهورية تركيا

بين 1918 و1923، أجبرت حركات المقاومة التركية بزعامة مصطفى كمال أتاتورك اليونانيين والأرمن على الخروج من الأناضول، في الوقت الي لم يكن للإيطاليين أي حضور يذكر. كذلك قمع الثوريون الأتراك محاولات الأكراد للاستقلال في العشرينيات. بعد نجاح المقاومة التركية في السيطرة على الأناضول، كان هناك أمل بالوفاء بشروط معاهدة سيڤر.

قبل الانضمام إلى الاتحاد السوڤيتي، وقعت جمهورية أرمنيا الديمقراطية معاهدة ألكسندروپول، في 2 ديسمبر 1920، التي تتفق مع الحدود الحالية بين البلدين. بعد ذلك أصبحت أرمنيا جزءاً من الاتحاد السوڤيتي. تم التصديق على هذه الحدود مرة ثانية بمعاهدة موسكو (1921) التي تنازل فيها البلشڤيون عن المحافظات التي يحتلها الأتراك بالفعل؛ قارص، إغدير، أرض‌خان، وأرتڤين إلى تركيا مقابل منطقة أجارا وعاصمتها باطومي.

تركيا والاتحاد السوڤيتي حديث التأسيس، وجمهورية أرمنيا الاشتراكية السوڤيتية وجمهورية جورجيا الاشتراكية السوڤيتي صدقوا على معاهدة قارص في 11 سبتمبر 1922، لتأسيس الحدود الشمالية الشرقية لتركيا وإرساء السلام في المنطقة. في النهاية، وُقعت معاهدة لوزان عام 1923، والتي أنهت التقال رسمياً وأدت إلى تأسيس الجمهورية التركية المعاصرة.


حرب الاستقلال التركيةMiddle Eastern theatre of World War Iمعاهدة لوزانمؤتمر لوزانهدنة مودانيامؤتمر لوزانمؤتمر لندنمعاهدة سلام قليقيامعاهدة قارصمعاهدة أنقرة (1921)معاهدة ألكسندروپولمعاهدة موسكو (1921)مؤتمر سانرمومؤتمر لندنمؤتمر لندن (فبراير 1920)مؤتمر باريس للسلام 1919اتفاقية لونگ-برنگر للنفطاتفاقية فيصل-وايزمانهدنة مودروسوعد بلفور 1917Agreement of St.-Jean-de-Maurienneالاتفاقية الفرنسية الأرمنية (1916)اتفاقية سايكس بيكومراسلات حسين مكماهونLondon Pactجيمس هاربوردلجنة كينگ-كرانالميثاق الملياحتلال إزميراحتلال إسطنبولتقسيم الدولة العثمانيةمعاهدة سيڤرمعاهدة باطوميمعاهدة برست-ليتوڤسك

انظر أيضاً

 
كتاب "نهاية الدولة العثمانية وتشكيل الشرق الأوسط"، تأليف ديڤد فرومكين. انقر الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش

  1. ^ Roderic H. Davison; Review "From Paris to Sèvres: The Partition of the Ottoman Empire at the Peace Conference of 1919-1920" by Paul C. Helmreich in Slavic Review, Vol. 34, No. 1 (Mar., 1975), pp. 186-187
  2. ^ P. Helmreich, From Paris to Sèvres (Ohio State University Press, 1974)
  3. ^ Fromkin, A Peace to End All Peace (1989), pp. 26–28.
  4. ^ Fromkin, A Peace to End All Peace (1989), pp. 49–50.
  5. ^ Paul C. Helmreich, From Paris to Sèvres: The Partition of the Ottoman Empire at the Peace Conference of 1919-1920 (Ohio University Press, 1974) ISBN 0-8142-0170-9
  6. ^ Herbert Henry Asquith, (1923) The Genesis of the War. p. 82
  7. ^ Fromkin, A Peace to End All Peace (1989), pp. 436–437.
  8. ^ Quilliam, Syria and the New World Order (1999), p. 33. "In order to inhibit Arab nationalism from developing potency and challenging their administration, the French authorities operated an imperial policy of divide and rule. The dismemberment of 'Historical Syria' into artificial statelets signified a policy that sought to thwart the appeal of Arab nationalism. As the region is full of ethnic, religious, and linguistic minorities, the dismemberment followed a logical pattern that generated structural problems for the future. Mount Lebanon was detached from Syria with the surrounding Muslim environs of Sidon, Tripoli, and Beqa'. The remaining territory was subdivided into four mini-states: Aleppo, Damascus, Latakia, and Jabal al-Druze, thus disrupting the coherence of Arab nationalism within Bilad al-Sham."
  9. ^ Armenia on the Road to Independence, 1967, pg. 59
  10. ^ Richard G. Hovannisian, The Republic of Armenia[صفحة مطلوبة]
  11. ^ Armenia on the Road to Independence, 1967, p. 59
  12. ^ Richard G. Hovannisian, The Republic of Armenia[صفحة مطلوبة]
  13. ^ Richard G. Hovannisian, The Armenian People from Ancient to Modern Times: Foreign Dominion to Statehood: The Fifteenth...[صفحة مطلوبة]
  14. ^ letter to French Foreign Office - December 3, 1918
  15. ^ President Wilson's Acceptance letter for drawing the frontier given to the Paris Peace Conference, Washington, November 22, 1920.

المراجع