أرمينيا الولسونية

(تم التحويل من أرمنيا الويلسونية)

أرمينيا الولسونية Wilsonian Armenia تشير إلى شكل حدود جمهورية أرمنيا الأولى في معاهدة سيڤر، كما رسمتها وزارة خارجية الرئيس الأمريكي وودرو ولسون.[1] كانت معاهدة سيڤر معاهدة سلام صيغت ووُقـِّعت بين قوى الحلفاء الغربيون والحكومة المهزومة للدولة العثمانية في أغسطس 1920. المعاهدة لم توقـّع عليها قط الولايات المتحدة الأمريكية. فالمعاهدة وقـّع عليها أطرافها إلا أن الدولة العثمانية لم تصدّق عليها.

إسقاط متعامد لأرمينيا الولسونية
أرمينيا الولسونية حسب معاهدة سيڤر.
Wilsonian.jpg

الحدود المقترحة ضمت الولايات العثمانية أرضروم، بدليس و وان، اللائي كان يعيش فيهن، في وقتٍ ما، تجمعات أرمنية بأحجام مختلفة. هذه المنطقة مـُدِّدت إلى الشمال، حتى الجانب الغربي لطرابزون لتعطي جمهورية أرمنيا الأولى منفذاً على البحر الأسود في ميناء طرابزون. دولة پنطس المقترحة في مؤتمر پاريس للسلام في 1919، إلا أن حكومة إلفثريوس ڤنيزلوس اليونانية خافت من الوضع المتزعزع لمثل تلك الدولة ولذلك فقد ضـُمـَّت، بدلاً من ذلك، في دولة أرمنيا الولسونية المقترحة.

رفض مجلس الشيوخ الأمريكي الانتداب على أرمينيا في 1920. أدى اندلاع حرب الاستقلال التركية لعدم تصديق الدولة العثمانية على معاهدة سيڤر. ولاحقاً في ذلك العام، اندلعت الحرب الأرمنية التركية. انهزمت أرمنيا ووقعت معاهدة ألكسندروپول في 2 نوفمبر 1920 تبرأت فيها من وحدة التراب الأرمني المزعومة في معاهدة سيڤر. معاهدة قارص تم التفاوض عليها بين روسيا السوڤيتية وتركيا إثر ضم جمهورية أرمنيا الديمقراطية بواسطة الجيش الأحمر في 2 ديسمبر 1920، ووُقـِّعت بين الحكومة السوڤيتية في أرمنيا في 23 أكتوبر 1921. تلك المعاهدة الأخيرة لم تـُقبـَل أبداً، سواء من الحكومة الأرمنية المطاح بها ولا لاحقاً من جمهورية أرمنيا. وبشكل منفصل، تفاوضت حكومة روسيا السوڤيتية حول حدود مشابهة بين ما اعتبرته أرض أرمنيا وتركيا في معاهدة موسكو (1921).

الحدود النهائية بين تركيا وأرمنيا اِتـُفِق عليها دولياً في معاهدة لوزان في 1923 التي حلت محل معاهدة سيڤر التي لم يُصدَّق عليها ولم تـُنـَفـَّذ. .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المفاوضات

أثناء مؤتمر لندن، شجـَّع ديڤيد لويد جورج ولسون على قبول انتداب على الأناضول، وخصوصاً، بدعم من الشتات الأرمني، على الولايات التي يُزعم أنها أرمنيا المحتلة من تركيا. أرسل ولسون لجنة كنگ-كرين والجنرال جيمس هاربورد إلى المنطقة لدراسة مزاعم الحركة الوطنية الأرمنية، ولتحديد ما إذا كانت تلك المزاعم متوافقة مع النقاط الأربعة عشر لولسون. النقطة الثانية عشر كانت:

"الجزء التركي من الدولة العثمانية الحالية يجب أن يُضمَن لهم سيادة آمنة، ولكن القوميات الأخرى التي هي الآن تحت الحكم العثماني يجب أن يُضمن لهم، أيضاً، أمناً غير مشكوك فيه لأرواحهم وفرصة غير مبتسرة للتنمية الذاتية، ويجب أن يظل الدردنيل مفتوحاً بشكل دائم للمرور الحر للسفن والتجارة من كل الأمم تحت ضمانات دولية."

عالجت لجنة كنگ-كرين قضية ما إذا كان يجب وجود دولة أرمنية، وما إذا كان من الضروري خلق تلك الدولة تحت الانتداب الأمريكي. وتوصلت اللجنة إلى ضرورة خلق دولة أرمنية. ولوحظ أن المبررات التي اقترحتها اللجنة لتبرير خلق الدولة الأرمنية كانت مشابهة لمبررات خلق إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية.[بحاجة لمصدر] أوصى الجنرال هاربورد بعدم تقسيم الأراضي التي يعيش فيها الأرمن،[بحاجة لمصدر] لمنع المشاكل المحتملة مثل الحروب الأهلية. وذكر تقرير هاربورد أن "إغراء الانتقام من أخطاء الماضي" سيجعل الحفاظ على السلام في المنطقة أمراً بالغ الصعوبة.

لاحظت لجنة كنگ-كرين أن الأرمن قد عانوا تجربة صادمة، جعلتهم غير قادرين على الثقة في أن الدولة العثمانية سوف تحترم حقوقهم بعد ذلك، وأن الأرمن كانوا "شعباً". ولذلك أوصت اللجنة أن الاستقلال الأرمني الذي تحقق بالقوة أثناء حملة القوقاز يجب أن يحترمه المجتمع الدولي وأن يضمنه الحلفاء.



الأعقاب

في أعقاب لجنة كنگ-كرين، أخذت الأحداث على الأرض مسارها الخاص. وطلب الرئيس ولسون من الكونگرس الأمريكي سلطة تأسيس انتداب على أرمنيا في 24 مايو 1920. رفض مجلس الشيوخ الأمريكي الطلب بغالبية 52 ضد 23 في 1 يونيو 1920. وفي سبتمبر 1920، اندلعت الحرب الأرمنية التركية. وانهزمت جمهورية أرمنيا الأولى في نوفمبر 1920 ووقـَّعت معاهدة ألكسندروپول التي بمقتضاها تخلت أرمنيا عن مطالبنتها بتنفيذ معاهدة سيڤر ومعها مطالبتها بما تسميه "غرب أرمنيا". ولاحقاً أطيح بحكومة أرمنيا. الحكومة الأرمنية الجديدة وقـّعت معاهدة قارس، التي أعادت تأكيد التنازلات الأرمنية لتركيا ورسـّمت الحدود الحالية بين البلدين.

في أواخر 1922، تفاوضت الأطراف الدولية المحتلفة للتوصل إلى معاهدة لوزان لتحل محل معاهدة سيڤر. وبالأخذ في الاعتبار المعاهدة التركية-الأرمنية السابقة ووجهات نظر الحكومة الأرمنية السوڤيتية آنذاك، فإن قضية المطالب الأرمنية بما يسمى "أرمنيا الغربية" قد أُسقِطت.

بعد الحرب العالمية الثانية، حاول الاتحاد السوڤيتي أن يلغي معاهدة قارس وأن يستعيد الأراضي التي تنازل عنها لتركيا. المطالب السوڤيتية كانت مدعومة من معظم الشتات الأرمني في أرجاء العالم، وكذلك من الاتحاد الثوري الأرمني.[2] حاول الزعماء الأرمن أن يجمعوا دعماً بريطانياً وأمريكياً لاستعادة شرق الأناضول من تركيا، إلا أن ونستون تشرشل عارض المطالب السوڤيتية والأرمنية. وبالمثل، دعمت وزارة الخارجية الأمريكية تركيا، قائلةً كدأبها منذ 1934، أن دعمها السمابق لأرمنيا الولسونية قد انتهى.[3] ومن ناحية أخرى، أسقط الاتحاد السوڤيتي مطالبه الإقليمية من تركيا بعد وفاة ستالين في 1953.[4]

الوقت الحالي

في الوقت الحالي، كمواصلة للهدف الأولي، تأسيس أرمنيا المستقلة والمتحدة والتي تضم جميع الأراضي المعينة كأرمنيا الولسونية حسب معاهدة سيڤر هو هدف معلن للاتحاد الثوري الأرمني، بغض النظر عن الإنهاء الرسمي للدولة الموحدة عن دعم الفكرة في 1934[3] وحقيقة أن تلك الأراضي يسكنها الآن في الأساس أكراد وأتراك.

المؤرخ الأرمني للتطهير ڤاهاكن دادريان يعزم أنه، بالرغم من أنها بدأت جهد لتعزيز الكثير من الأرمن، فإن معاهدة سيڤر عملت بشكل رئيسي على تفاقم مصائب الأرمن. وكتب قائلاً: "بالرغم من أنها طال انتظارها وأنها تستحق شروطها التي قد تبدو للأرمن، كوعد لاسترداد مساحة كبيرة من أرمنيا التاريخية والتي أصبحت آمالاً أرمنية باهظة وتطلعات غير مقيدة."[5] كما تزامنت معاهدة سيڤر مع الهزيمة النهائية لوزارة دمات فريد في إسطنبول والتي كانت بمثابة شعلة البداية للاضطهاد ضد من يكتبون عن التطهير العرقي. منذ تلك الفترة بدأت الاجراءات العسكرية في التراجع حتى اختفت تدريجياً.[5]

انظر أيضاً


الهامش

  1. ^ Hovannisian, Richard G. (1996). The Republic of Armenia, Vol. IV: Between Crescent and Sickle, Partition and Sovietization. Berkeley, California: University of California Press. pp. 40–44. ISBN 0-520-08804-2.
  2. ^ Richard G. Hovannisian The Armenian People from Ancient to Modern Times: Foreign dominion to statehood: the fifteenth century to the twentieth century. Palgrave Macmillan, 2004. P. 417
  3. ^ أ ب Suny, Ronald Grigor (1993). Looking Toward Ararat: Armenia in Modern History. Indiana University Press. pp. 169, 175–176.
  4. ^ Ro'i, Yaacov (1974). From Encroachment to Involvement: A Documentary Study of Soviet Policy in the Middle East, 1945-1973. Transaction Publisher. pp. 106–107.
  5. ^ أ ب Vahakn N. Dadrian The History of the Armenian Genocide: Ethnic Conflict from the Balkans to Anatolia to the Caucasus, p. 359

وصلات خارجية