العلاقات الأمريكية التركية

العلاقات الأمريكية التركية هي العلاقات الثنائية بين الحكومة الأمريكية والحكومة التركية.

العلاقات التركية - الأمريكية
Map indicating locations of Turkey and USA

تركيا

الولايات المتحدة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

العصر العثماني

العلاقات المبكرة

 
طابع بريد تركي في ذكرى مرور 150 سنة على الاستقلال الأمريكي، بتصوير للرئيس التركي عصمت إينونو والرئيس الأمريكي فرانكلن روزڤلت.


بعد الحرب العالمية الثانية

فيلم من الجيش الأمريكي عن تركيا، 1952.

كانت العلاقات بالولايات المتحدة من أهم العلاقات الدولية لتركيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة. بدأ ارتباط تركيا بالولايات المتحدة عام 1947 عندما أصدر الكونگرس الأمريكي، بموجب بنود مبدأ ترومان، قراره بأن تكون تركيا، مستقبل للمساعدات الاقتصادية والعسكرية الخاصة من أجل مساعدتها في مقاومة تهديدات الاتحاد السوڤيتي. لقد كان الاهتمام المتبادل في احتواء التوسع السوڤيتي بمثابة أساس للعلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا خلال العقود الأربعة التالية. نتيجة للتهديدات السوڤيتية والمساعدات الأمريكية لمواجهتها، انتقلت تركيا من الحكومة المنتخبة بنظام الحزب الواحد إلى النظام الانتخابي متعدد الأحزاب؛ كما حدث فعلياً في الانتخابات التعددية التي عُقدت عام 1946. عام 1950، هُزم الرئيس عصمت إنونو أمام الحزب المعارض الرئيسي بزعامة عدنان مندريس، الذي أُنتخب بالتصويت الشعبي. دعماً لاستراتيجية الولايات المتحدة لحرب باردة شاملة، ساهمت تركيا بأفراد في قوات الأمم المتحدة في الحرب الكورية (1950-53)، انضمت إلى الناتو عام 1952، وأصبحت عضوياً مؤسساً في منظمة المعاهدة المركزية، حلف دفاعي مشترك تأسس عام 1955، وتبنت مبادئ مذهب أيزنهاور 1957. في الخمسينيات والستينيات، تعاون تركيا مع حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في الشرق الأوسط (إيران، إسرائيل، والأردن) لاحتواء نفوذ الدول التي اعتبرت عميلة للسوڤييت (مصر، العراق، وسوريا). أثناء الحرب الباردة، كانت تركيا حصناً للجناح الجنوبي الشرقي للناتو، بوجودها على الحدود المباشرة لبلدان حلف وارسو ومعرضة لخطر الحرب النووية على أراضيها أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. منذ عام 1954، استضافت تركيا قاعدة إنجرليك الجوية، قاعدة عمليات هامة للقوات الجوية الأمريكية، والتي لعبت دوراً حيوياً أثناء الحرب الباردة، حرب الخليج، ومؤخراً حرب العراق.

إحتلال قبرص

الثمانينات

مابعد الحرب الباردة

الحرب على الارهاب: 2000-الحاضر

وفي مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، زادت أهمية تركيا كلاعب رئيسي في إطار ما عُرف إبان إدارة الرئيس بوش الابن بـ"الحرب علي الإرهاب". فعلي سبيل المثال تجاوبت تركيا بأريحية مع تفعيل المادة من معاهدة الدفاع الخاصة بحلف الناتو والتي تفرض علي جميع الأعضاء في الحلف تقديم جميع أشكال المساعدة لأية دولة تواجه عدواناً خارجياً. وخلال أقل من 24 ساعة قامت تركيا بتسهيل استخدام أراضيها ومجالها الجوي للقوات الأمريكية لبدء الحرب علي أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2001.

وكان هذا الدور محل تقدير وإعجاب الولايات المتحدة التي استفادت معنوياً ورمزياً من مشاركة دولة مسلمة في إطار حربها علي أفغانستان. فضلاً عن إرسال تركيا لما يقرب من حوالي 1200 جندي لتقديم العون لقوات الدعم والإسناد (إيساف) التابعة لحلف الناتو ولا تزال تركيا تقوم بدور مهم في إطار تقديم العون اللوجستي والتدريبي لقوات الجيش الأفغانية، ومن المتوقع أن تلعب تركياً دوراً محورياً في إطار الإستراتيجية الجديدة التي وضعها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لمعالجة الوضع في أفغانستان.

وفضلا عن هذا المحدد الإستراتيجي فقد لعبت عدة ملفات أخرى في الشرق الأوسط دورا مهما في رسم طبيعة العلاقات التركية الأميركية منها الملف الكردي والموقف من حزب العمال الكردستاني PKKحيث لعب هذا الموقف دوراً مهما في توثيق العلاقات بين واشنطن وأنقرة. فالولايات المتحدة تدعم الموقف التركي من الحزب وتعتبره منظمة إرهابية. ويتأسس الموقف الأميركي من هذا الحزب على تفهم مخاوف تركيا من أن تؤدي الحرب الأمريكية على العراق التي نجحت في الإطاحة بصدام حسين إلي تشجيع الأكراد علي الانفصال عن العراق وتكوين دولتهم المستقلة في الشمال، وهو ما قد يشجع أكراد تركيا والذين يتراوح عددهم ما بين 15 – 20 % من عدد سكان تركيا البالغ حوالي 70 مليون نسمة، على القيام بالشيء نفسه والانضمام للدولة الوليدة.

وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية السعي التركي للانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث اعتبرت واشنطن أن التحاق تركيا بأوروبا هدفاً أميركياًً، ليس فقط بسبب المزايا التي قد تعود علي حليف مهم وإستراتيجي لها من وراء ذلك، وإنما أيضا بهدف أولاً بناء جسر قوى بين الشرق والغرب عبر البوابة التركية، وثانياً محاولة إحداث توازن إستراتيجي داخل الاتحاد الأوروبي بين القوى التقليدية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والقوى الجديدة الأقرب للحليف الأمريكي مثل تركيا وبعض دول أوروبا الشرقية مثل بولندا.

وإذا كانت العلاقات الأمريكية – التركية قد شهدت توتراً طيلة فترتي الرئيس بوش، إلا أن ذلك لم يمنع الإدارة الأمريكية من أن تستمر في النظر لتركيا كحليف إستراتيجي مهم لا يمكن التفريط فيه مهما وصلت درجة الخلافات معه. وقد زاد من ذلك، التحول الذكي الذي مارسته حكومة "العدالة والتنمية" في سياساتها الخارجية بإعطاء مزيد من الاهتمام للشرق الأوسط ليس فقط باعتباره مجرد "حديقة خلفية"، وإنما باعتباره أحد المنافذ المهمة لتركيا في حال رفض الاتحاد الأوروبي عضويتها به.

وقد بدا واضحاً أنه كلما زاد انخراط تركيا في ملفات الشرق الأوسط، كلما ازداد الطلب الأمريكي عليها وارتفعت أسهمها كحليف يجب استرضاؤه والاعتماد عليه.

العلاقات الحالية

 
الرئيس الأمريكي جورج و. بوش يستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، يوم الإثنين 2 أكتوبر 2006.
 
جارد كوشنر واردوغان في أنقرة، 27 فبراير 2019.
 
لقاء براءة البيرق بالرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، حضر اللقاء جارد كوشنر، ووزير الخزانة ستيڤ منوتشن، البيت الأبيض، 16 أبريل 2019.


في 27 فبراير 2019 التقى جارد كوشنر، صهر ترمپ الرئيس التركي أرودغان وصهره، براءة البيرق، وزير الخزانة في أنقرة.[1]

في 16 أبريل، 2019 قام براءة البيرق بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ. وحضر اللقاء جارد كوشنر، صهر ترمپ، وستيڤ منوتشن وزير الخزانة. وحسب البيرق، فإن ترمپ استمع إلى شرح البيرق لحاجة تركيا لشراء منظومة الصواريخ الروسية إس-400.[2]


في 26 أبريل 2019، اعتقلت تركيا ثالث موظف تركي في القنصلية الأمريكية باسطنبول، نظمي جانتورك، ومعه زوجته وابنته، بتهمة الانضمام لجولن. نظمي كان قيد الحبس المنزلي منذ يناير 2018. قبل الواقعة بأسبوعين اقترح الكونگرس، قانون لفرض عقوبات على تركيا حتى تفرج عنهم.[3]


في 24 أبريل 2021، اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإبادة بحق الأرمن، ليكون أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1.5 مليون أرمني على يد الدولة العثمانية عام 1915 بأنه ابادة. وتعني هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغيراً جذرياً عن صياغة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود.[4]

وكتب بايدن في بيان "الأمريكيون يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم". وقالت مسؤولة أمريكية رفضت كشف اسمها، إن الاعلان يشكل "تكريماً للضحاياً، وليس لإلقاء اللوم على أحد"، فيما كانت تركيا قد حذرت من أي لجوء إلى ما تصفه بـ"الافتراء". وتعني هذه الخطوة، التي تعد رمزية إلى حد كبير، تغيرا جذريا عن صياغة شديدة الحذر تبناها البيت الأبيض منذ عقود. وسوف يحتفي بها الأرمن في الولايات المتحدة لكنها تأتي في وقت صدام بين أنقرة وواشنطن بشأن عدد آخر من الملفات.

وفي أول ردة فعل لها، اتهمت تركيا الولايات المتحدة بمحاولة إعادة كتابة التاريخ، وكتب وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو على تويتر بعد لحظات من إعلان بايدن موقفه، أن "الكلمات لا يمكنها تغيير التاريخ أو إعادة كتابته"، مضيفا "لن نتلقى دروسا من أحد حول تاريخنا". من جهته، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "أطرافا ثالثة" بالتدخل في شؤون بلاده، وقال في رسالة بعث بها إلى بطريرك الأرمن في اسطنبول: "لا أحد يستفيد من تسييس أطراف ثالثة للجدل - الذي ينبغي أن يتولاه مؤرخون - وتحويله أداة تدخل ضد تركيا". في 3 أبريل 2023 وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقادات حادة للسفير الأمريكي في أنقرة، جيف فليك، على خلفية زيارة الأخير لزعيم حزب الشعب الجمهوري ومنافسه الرئاسي كمال كيليتشدار أوغلو.

وقال أردوغان في كلمة خلال افتتاح مشاريع في إسطنبول: "أدعو السفير الأمريكي في تركيا إلى عدم تجاوز حدوده، والالتزام بمهام منصبه".

وأضاف: "في الانتخابات القادمة علينا تلقين الولايات المتحدة درسا"، مشيرا إلى أن "(الرئيس الأمريكي جو بايدن) يتكلم من هناك (من الولايات المتحدة)، وسفيره هنا ماذا يفعل؟ يذهب لزيارة كمال (كيليتشدار أوغلو).. هذا معيب".[5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقات العسكرية

 
خطط دفاعية أمريكية-تركية من الخمسينيات للتصدي لغزو روسي محتمل. قناة اسطنبول كانت جزءاً من تلك الخطط.[6]


العلاقات الاقتصادية

 
الفائدة الاضافية على السندات الدولارية التركية لعشر سنوات فوق معدل فائدة سندات الخزانة الأمريكية، حتى 11 يناير 2019.

الصفقة أو "لي الذراع" الذي قامت به أمريكا لتركيا، برفع سعر اقتراض تركيا(من 4.5-6.5% فوق فائدة سندات الخزانة الأمريكية) لإجبارها على التراجع عن مطالبتها بحصة في غاز شرق المتوسط، واستمر الارتفاع لشهري يوليو وأغسطس 2018 (انظر الدائرة الحمراء بالرسم البياني). تركيا مدمنة اقتراض، وعليها، في 2019، سداد نحو 100 مليار دولار، من إجمالي ديون سيادية 470 مليار دولار، وهذا لا يمكنها عمله إلا باقتراض أموال جديدة يذهب معظمها لسداد فوائد ديون قديمة. فلما اِرعوت تركيا وإلتزمت الصمت حيال شرق المتوسط وتوقفت عن التحرش بسفن التنقيب، عاد سعر الفائدة، في أكتوبر 2018، لما كان عليه، ومرّت جولة تنقيب إكسون موبل بسلام، في 9 يناير 2019،[7] فتمكنت تركيا، في 11 يناير 2019، من استئناف الاقتراض، فباعت سندات دولارية مستحقة بعد عشر سنوات بقيمة 2 مليار دولار.[8]

وتأكيدا، لهذا الأسلوب الجديد في التحكم، غرد ترمب اليوم (13 يناير 2019) محذراً تركيا من المساس بالأكراد في سوريا، وإلا "فسيدمر الاقتصاد التركي".[9]

في 28 يونيو 2019 سحبت قطر استثمارات قيمتها 4.6 مليار دولار من بورصة اسطنبول، في أول خمس شهور من هذا العام (وهو وقت احتدام الخلاف الأمريكي-التركي)، حسب المستودع المركزي التركي للأوراق المالية، ومذكور في صحيفة دنيا المالية اليومية.[10]

ومن ناحية أخرى، وافقت السلطات المصرفية التركية، اليوم، على استحواذ بنك الإمارات على بنك دنيز التركي بمبلغ يناهز 3.2 مليار دولار، وقد اشتراه من بنك سبيربانك، أكبر البنوك الروسية.[11]

عقوبات التعامل مع روسيا

في 23 فبراير 2024 أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حزمة عقوبات جديدة على روسيا وصفت بأنها الأكبر منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وتضمنت إجراءات بحق أكثر من 500 شخص وكيان في دول عديدة، وأوضح أن العقوبات الجديدة تستهدف "قطاع روسيا المالي والبنية التحتية لصناعاتها الدفاعية وشبكات الإمداد وجهات الالتفاف على العقوبات عبر قارات عدة". وتشمل القائمة الطويلة شركات تكنولوجيا في قطاعات أشباه الموصلات والمسيّرات وأنظمة المعلومات ومعهدين للرياضيات التطبيقية.

كما تشمل العقوبات نظام الدفع الروسي "مير" الذي تقول وزارة الخزانة الأميركية إنه مكّن موسكو من "بناء بنية تحتية مالية سمحت لها بالالتفاف على العقوبات وإعادة الصلات المقطوعة مع النظام المالي الدولي".[12]


وفي 5 مارس 2024، أعلنت محطة نفط دورتيول التركية، وهي إحدى محطات النفط متوسطة الحجم في تركيا، وقف تداول الواردات الروسية، بعد تلقيها كميات قياسية عام 2023، وذلك وسط تصاعد ضغوط العقوبات الأمريكية.[13]

وقالت شركة گلوبال ترمينال سيرڤسيز (GTS) التي تدير المحطة الواقعة في محافظة هاتاي جنوب شرقي تركيا، أنها أبلغت عملاءها بأنها لن تقبل أي منتجات من روسيا. وصرحت الشركة لرويترز: "قررت شركة جي تي إس قطع جميع العلاقات المحتملة مع النفط الروسي، وأعلنت لعملائها وفقاً لذلك في أواخر فبراير (شباط) 2024، أنه حتى لو لم يكن هناك خرق لأي قوانين أو لوائح أو عقوبات، فإنها لن تقبل أي منتج من أصل روسي، أو أي منتجات يتم تحميلها من الموانئ الروسية كإجراء إضافي لقواعد العقوبات المعمول بها".

وأشارت إلى أن جميع العمليات السابقة كانت متوافقة تماماً مع العقوبات، بما في ذلك سقف أسعار مجموعة الدول السبع. وأضافت: "إن النهج الجديد الذي تتخذه الشركة هو إجراء إضافي للقضاء على آثار الأنشطة التي تخرج عن نطاقها وسيطرتها، على الرغم من الجهود المبذولة للالتزام بجميع العقوبات المطبقة".

ومنذ عام 2022 أصبحت تركيا واحدة من أكبر مستوردي الخام والوقود الروسي، بعد أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. وردت روسيا بإعادة توجيه النفط بعيداً عن أوروپا والولايات المتحدة إلى آسيا وتركيا وأفريقيا. وأدى التهديد الأمريكي بفرض عقوبات على الشركات المالية التي تتعامل مع روسيا بالفعل، إلى تجميد التجارة التركية الروسية، مما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات مقابل كل من النفط المستورد والصادرات التركية.

واستقبل ميناء دورتيول - الذي يستورد ويصدر ويخزن الوقود والنفط الخام - 11.74 مليون برميل من النفط الخام والوقود الروسي العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة تحليلات الشن «كبلر». وأصبحت سابع أكبر محطة استيراد في تركيا من حيث الحجم، حيث ارتفعت من المركز العاشر عام 2021. وكانت واردات النفط والوقود الروسية في عام 2023 أعلى بنحو 7 مرات من إجمالي حجم البضائع التي تلقتها من جميع المصادر في 2021، وهو آخر عام كامل قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

وارتفعت الصادرات من المحطة أيضاً عام 2023، حيث ارتفعت بأكثر من 5 مرات عن عام 2021، لتصل إلى نحو24.7 مليون برميل، وفقاً لـ«كبلر». وأظهرت بيانات كبلر أن آخر ناقلة قامت بالتفريغ في دورتيول وصلت في 19 فبراير، وشحنت حمولة ديزل تبلغ 511.000 برميل من ميناء بريمورسك الروسي، الواقع على بحر البلطيق.

وقالت جي تي إس إنها ستظل تقبل الشحنات الروسية التي تم ترشيحها قبل تنفيذ الحظر في أواخر فبراير. وشملت الوجهات الشائعة للنفط المصدر من دورتيول، موانئ كورنث وإيليوسيس وسالونيك اليونانية، ومراكز تداول وتكرير وتخزين النفط في شمال غربي أوروپا؛ وهي روتردام وأنتوِرپ. تجدر الإشارة إلى أن أنقرة تعارض العقوبات الغربية على موسكو، على الرغم من انتقادها غزو روسيا لأوكرانيا قبل عامين. وتمكنت من الحفاظ على علاقات وثيقة مع كل من موسكو وكييڤ.

وفي 22 مارس 2024 أعلنت تركيا توصلها لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف لحماية الشركات التركية من العقوبات الدولية المفروضة بسبب التعامل مع روسيا.

وقالت صحيفة "حرييت" التركية نقلت عن مصادر تركية أن الاتفاق يتضمن تفعيل آلية تتيح للشركات التركية التجارة مع الشركات الروسية مع الالتزام بالعقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، ويهدف الاتفاق، الذي أطلق عليه «خطة تنسيق العقوبات»، لحماية الشركات التركية من التعرض للعقوبات الأميركية الثانوية.

وذكرت المصادر التي لم تسمها الصحيفة أنه بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه خلال المباحثات التركية الأميركية في واشنطن، في إطار اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، ستخطر الولايات المتحدة تركيا قبل فرض عقوبات على الشركات المشتبه في تحايلها على القيود المفروضة على روسيا، كما ستطلب معلومات منها حول الأمر.

وفي ديسمبر 2023، قررت واشنطن فرض عقوبات على أكثر من 250 شخصاً ومؤسسة من بينها شركات تركية بسبب صلتها مع روسيا.

وحافظت تركيا، التي أعلنت منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراي 2022، أنها لن تلتزم بأي عقوبات على روسيا خارج عقوبات الأمم المتحدة، على علاقاتها الاقتصادية والتجارية القوية مع روسيا، رغم كونها دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي.

وفي فبراير 2024 هدد مسؤولون من وزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين، خلال زيارة لتركيا ، والتقوا خلالها مسؤولين في شركات وبنوك، بمعاقبتها بسبب علاقاتها التجارية مع روسيا. وقال السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي يرهوف، إن المسؤولين الأميركيين يضغطون على الشركات في تركيا لقطع علاقاتها مع بلاده.

وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية في سبتمبر 2023، عقوبات على 5 شركات ومواطن تركي قالت إنهم ساعدوا روسيا على التهرب من العقوبات ودعموها في حربها ضد أوكرانيا.

وأثرت العقوبات الأميركية على الشركات المتعاملة مع روسيا على حركة التجارة بين أنقرة وموسكو، ما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات لكل من واردات النفط الروسية والصادرات التركية.

وتعد روسيا أكبر مصدر للنفط الخام والديزل إلى تركيا، التي تعاني من شح الطاقة، وقامت بتوريد 8.9 مليون طن متري من النفط الخام و9.4 مليون طن من الديزل إليها في 2023. وتعطلت بعض المدفوعات بسبب التلويح الأميركي بعقوبات جديدة في نهاية ديسمبر 2023، لكن ذلك لم يمنع تدفقات النفط.[14]



العلاقات السياسية

أهمية تركيا بالنسبة لأمريكا في الشرق الأوسط

 
تركيا حجر الزاوية في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط.
 
رئيس الأركان الأمريكي جوسف دنفورد يبحث مع نظيره التركي يشار گولر «إرساء الأمن والاستقرار في منطقة منبج، شمال سوريا، إلى جانب العلاقات العسكرية بين البلدين»، 30 سبتمبر 2018.


تمثل تركيا أحد المفاتيح المهمة لفهم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وذلك ليس فقط بسبب البعد الجيوإستراتيجي لتركيا والذي أعطاها ميزة تنافسية عالية، وإنما أيضا بسبب قدرة تركيا الفائقة علي تقديم نفسها للغرب والولايات المتحدة باعتبارها الشريك الأمثل الذي يمكن الاعتماد عليه في منطقة بالغة الأهمية والحساسية بالنسبة للغرب عامة والولايات المتحدة خاصة.

لذا فقد دخلت أنقرة في شراكة إستراتيجية طويلة المدى مع الغرب والولايات المتحدة بشكل جعلها بمثابة "حجر زاوية" في أي سياسة أمريكية تجاه الشرق الأوسط.



أسس التعامل التركي مع ملفات الشرق الأوسط

 
السفير الأمريكي روبرت پيرسون (يمين) يلتقي رئيس الأركان العامة التركية الجنرال حلمي أوزكوك (يسار) في أنقرة في يوم الإثنين 7 يوليو 2003. لقاؤهما كان يُتوقع أن يـُركـِّز على اطلاق سراح جنود أتراك في السليمانية، بشمال العراق، اعتقلتهم القوات الأمريكية قبل يومين. پيرسون غادر منصبه في 7 يوليو بعد العمل ثلاث سنوات سفيراً للولايات المتحدة في العاصمة التركية.

وفيما يخص سياساتها الشرق أوسطية يمكن القول بأن تركيا انطلقت من عدة أسس أهمها ما يلي:

  • محاولة التصالح مع الإرث الإسلامي والعثماني في الداخل والخارج، دون أن يعني ذلك محاولة أسلمة الداخل التركي أو الدخول في تحالفات أممية على المستوى الخارجي، وإنما محاولة تصحيح الصورة العربية عن تركيا كقوة غربية مقطوعة الصلة بمحيطها الجغرافي والإستراتيجي.
  • محاولة إيجاد مسافة واضحة مع التوجهات والسياسات الغربية في المنطقة، والاعتماد على الذات في تحسين العلاقة مع دول الشرق الأوسط بعيداً عن العباءة الغربية.
  • الدخول بقوة على خط الصراعات في المنطقة، ليس من أجل تفجيرها وإنما لمحاولة تهدئتها والقيام بدور الوسيط "المبرّد" للخلافات في الشرق الأوسط.
  • تجنب الدخول في لعبة الاصطفافات والمحاور الإقليمية مع الانفتاح على كافة اللاعبين بما يعظّم الصورة التركية كوسيط محايد.
  • تجنب الانزلاق لمعارك دينية أو مذهبية في المنطقة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محددات العلاقات الأمريكية - التركية

منذ نهاية الحرب الباردة راجت أطروحات عديدة حول تراجع الأهمية الإستراتيجية لتركيا، خاصة من المنظور الغربي، وذلك عطفاً علي انتهاء الخطر الشيوعي وعدم الحاجة لسياسة "سد المنافذ" التي وفرت لتركيا دوراً مهماً طيلة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.

بيد أن التاريخ أثبت لاحقاً عدم صحة هذه الأطروحات، ليس فقط بسبب تغير ديناميات البيئة الدولية في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما فرضته من أدوار جديدة للقوى التقليدية ومنها تركيا، وإنما أيضا بسبب إدراك الأتراك أنفسهم لطبيعة هذا التغير وسعيهم للتعاطي معه وفق رؤية مغايرة وأدوات مختلفة زادت من حضورهم ورفعت من حظوظهم الإقليمية والدولية وعلى عكس ما كان مطروحاً سلفاً من احتمال تراجع أهمية تركيا وافتقاد دورها الحيوي، بدا لاحقاً أن ثمة حاجة غربية وأمريكية ملّحة للدور التركي خاصة في ظل تعقد الأوضاع في الشرق الأوسط، ودخول الولايات المتحدة للمنطقة بكل ثقلها تحت ذريعة "الحرب علي الإرهاب" التي أفقدتها كثيراً من حضورها الرمزي، وأثقل كاهلها بالعديد من المشاكل التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن.

وإذا كانت العلاقات الأمريكية – التركية قد شهدت توتراً ملحوظاً في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن الخيط الناظم لهذه العلاقة يؤكد أن كلا الطرفين كان حريصاً علي ألا تؤثر خلافاته مع الطرف الآخر علي الشراكة الإستراتيجية بينهما، ما دفعهما إلي إعادة تقييم العلاقة بشكل يضيّق فجوة الخلافات ويزيد من مساحة الالتقاء.

ومنذ انضمامها لحلف شمال الأطلسي "الناتو" عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدت تركيا أشبه بـ"الحصان الأسود" بالنسبة للغرب والولايات المتحدة التي سعت لتقوية علاقاتها مع حليف إستراتيجي مهم ومؤثر جغرافياً وسياسياً وحضارياً.

وقد نسج كلا الطرفين علاقاته بالآخر في إطار عدد من المحددات أهمها المحدد الإستراتيجي، حيث تنظر الولايات المتحدة لتركيا باعتبارها أحد المفاتيح الإستراتيجية في المنطقة الممتدة من أوروبا وحتى القوقاز مروراً بالبلقان والشرق الأوسط.

وقد حرصت الولايات المتحدة طيلة نصف قرن خلا علي توطيد علاقتها بأنقرة ودعمها عسكرياً واقتصادياً. وقد توطدت العلاقات بين البلدين خلال مرحلة الحرب الباردة وما بعدها، خاصة في ظل تكثيف الولايات المتحدة لوجودها في منطقة الشرق الأوسط عقب حرب الخليج الثانية عام 1990.

أهمية تركيا لأمريكا

وقد أكد كثيرون على أن تركيا ستظل أحد المفاتيح المهمة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والقوقاز وذلك انطلاقاً من عدة اعتبارات أهمها:

  • الدور المهم لتركيا كنافذة على محاور وبلدان ذات أهمية خاصة بالنسبة لواشنطن مثل إسرائيل و العراق و إيران و سوريا و أرمينيا و جورجيا و أذربيجان، ودورها المحوري في حفظ الاستقرار في الحزام الممتد من وسط أوروبا حتى تخوم الهند و روسيا.
  • الموقع الإستراتيجي لتركيا كممر بحري وملاحي يخترق البحر الأسود وبحر القوقاز والبحر المتوسط.
  • تركيا باعتبارها ممرا احتياطيا لإمدادات النفط والغاز من دول آسيا الوسطي لأوروبا عبر خط (جيهان – باكو) وذلك كبديل عن الخط الروسي الممتد عبر أوكرانيا.
  • النظر لتركيا باعتبارها نموذجاً لدولة ديمقراطية مسلمة لديها تحالف وثيق مع الولايات المتحدة ما قد يحسّن الصورة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

لكل هذه الاعتبارات رأت واشنطن أن بإمكان تركيا أن تلعب دوراً مهما في أكثر من جبهة، وقد نشطت تركيا بشكل واضح خلال السنوات الثماني الماضية كي تخلق لنفسها حيزاً معتبراً في الشرق الأوسط، ووسعت من دوائر حركتها الخارجية، وقد شجعتها واشنطن على ذلك حيث رأت أن الدور الجديد لتركيا في الشرق الأوسط من شأنه أن يحقق لها مزايا عديدة ليس أقلها ما يلي:

  • خلق توازن إستراتيجي بين تركيا وإيران في الشرق الأوسط وذلك في ظل حالة الفراغ التي خلّفها سقوط نظام صدام حسين.
  • محاولة الاستفادة من الدور التركي في تحسين الصورة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد غزو العراق.
  • الاستفادة من الدور التركي في الحفاظ على وحدة العراق من خلال استخدام الفزاعة الكردية مع أنقرة، خاصة وأن الولايات المتحدة باتت تخشى من أن تقسيم العراق سيؤدي حتما إلى تمدد النفوذ الإيراني أكثر في العراق، فضلا عن حصول تداعيات أمنية تطال عموم المنطقة وتمس المصالح الأمريكية في الصميم.
  • الاستفادة من العلاقات الجيدة التي تربط تركيا بكل من سوريا وإسرائيل من أجل تحقيق اختراق في العلاقة بين الطرفين عبر توفير "قناة خلفية" لإدارة المفاوضات بين الطرفين.
  • الاستفادة من احتمالات قيام تركيا للعب دور الوسيط بين إيران والمجتمع الدولي وربما الولايات المتحدة لاحقاً.

العلاقات الثقافية

الإعلام

تسجيل صوتي - لخطاب الرئيس جون كندي إلى الشعب التركي في ذكرى مرور 25 سنة على رحيل مصطفى كمال أتاتورك، مسجل في أكتوبر 1963.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Erdogan to Meet Trump's Son-in-Law Jared Kushner in Ankara". بلومبرگ. 2019-02-27. Retrieved 2019-02-27.
  2. ^ "Albayrak Meets Trump, Investors Say 'Worst Ever We Have Seen'". bianet.org. 2019-04-16. Retrieved 2019-04-16.
  3. ^ "Turkey indicts third U.S. Consulate worker in Istanbul on terrorism charges". رويترز. 2019-04-26. Retrieved 2019-04-28.
  4. ^ "بايدن يصف المذبحة التي تعرض لها الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية بالإبادة الجماعية". فرانس 24. 2021-04-24. Retrieved 2021-04-24.
  5. ^ "أردوغان ينتقد زيارة السفير الأمريكي لمنافسه الرئاسي". روسيا اليوم.
  6. ^ Nicholas Danfort (2020-01-09). "NicholasDanfort". تويتر.
  7. ^ "ExxonMobil starts second test drill for gas offshore Cyprus". فايناشل ميرور. 2019-01-09.
  8. ^ "Turkey to sell 10-year dollar bonds via Citigroup, Deutsche, JPMorgan". أحوال نيوز. 2019-01-09.
  9. ^ Vivian Salama (2019-01-13). "Trump Warns Turkey Not to Attack Kurds in Syria". وال ستريت جرنال.
  10. ^ "هروب جماعي للاستثمارات القطرية من تركيا.. وأزمة أردوغان تتفاقم". العين الإخبارية. 2019-06-29. Retrieved 2019-06-30.
  11. ^ "turkish-banking-regulator-approves-emirates-nbds-acquisition-of-denizbank". bankerme.net. 2019-06-29. Retrieved 2019-06-30.
  12. ^ "بايدن يعلن "أكبر حزمة عقوبات" ضد روسيا بعد عامين على حرب أوكرانيا". الجزيرةنت.
  13. ^ "محطة نفط «دورتيول» التركية تقرر وقف الواردات الروسية". جريدة الشرق الأوسط. 2024-03-05. Retrieved 2024-03-19.
  14. ^ "أنقرة وواشنطن تتوصلان لاتفاق يجنّب الشركات التركية العقوبات بسبب روسيا". ترك بلس.

وصلات خارجية