بلتزار كلوسوڤسكي Balthasar Klossowski (عاش 29 فبراير 1908 في باريس - 18 فبراير 2001 في روسينير، سويسرا)، ويعرف باسم بالتوس، هو فنان فرنسي-پولندي معاصر. اشتهر بلوحاته عن المراهقات لكنها لم تكن كل ما تخصص فيه، فقد صمم ديكوراً وأزياء لمسرحيات عديدة ورسم پورتريهات مهمة ومشاهد من الحياة اليومية في المدن الفرنسية والريف الفرنسي.

بالتوس
Balthus
BalthusFace.jpg
بالتوس، تصوير Damian Pettigrew (1996)
وُلِدَ
بلتزار كلوسوڤسكي

29 فبراير 1908
باريس، فرنسا
توفي18 فبراير 2001
روسينير، سويسرا
الجنسيةفرنسي
اللقبرسم، تصوير، ألوان مائية
العمل البارز
الشارع (1933-35)
الجبل (1937)
عارية أمام المرآة (1955)
الجوائزPraemium Imperiale

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته وأعماله

فنان صغير في باريس

 
بالتوس، درس القيثارة، 1934، زيت على كنڤاة. قد يكون المدرس هو پورتريه شخصي.

كان بالتوس محظوظاً بأن صدرت لوحاته المبكرة في كتاب عام 1921 بمقدمة كتبها الشاعر الألماني الشهير راينر ماريا ريلكه، الذي ارتبط بعلاقة عاطفية بوالدته لفترة وكان سبباً في رعاية موهبة بالتوس وتوجيهها، ليظل ولعه بالقطط باقيا معه حتى نهاية مشواره الفني، حتى أنه أطلق على البورتريه الوحيد الذي رسمه لنفسه اسم ملك القطط.[1]

كان للوحات بالتوس في رسم القاصرات تاريخ من إثارة المشاكل حين تم عرضها في باريس لأول مرة في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، حيث تم اتهامه باستغلال القاصرات والتغرير بهن، بل وتم اتهامه بالتورط في علاقات جنسية معهن، وهو ما نفته القاصرات اللواتي رسمهن بشدة.

لم يؤثر الهجوم الشرس على بالتوس دافع عن نفسه ببسالة، متهما من يقولون أن لوحاته مثيرة للغرائز أن المشكلة في عينهم وخيالهم الذي ينظرون به إلى لوحاته، معتبرا أن اختياره رسم القاصرات وراءه وجهة نظر فنية بحتة، هي أنه يفضل رسم الفتاة المراهقة على رسم المرأة الناضجة، لأن جمال المراهقة يثير اهتمامه أكثر ويجعله يفكر بالمستقبل وبما سيصير إليه هذا الجمال، أما جسد المرأة المكتملة فاكتماله يجعله يفقد سره وغموضه، وهو أمر لا يغريه كفنان أبدا.

في مواجهة الحملات الضارية التي تم شنها عليه بعد عرض لوحاته عن المراهقات، وجد بالتوس الذي كان وقتها في السادسة والعشرين من عمره نقادا كثيرين يدافعون عنه كان على رأسهم الناقد والفنان السريالي الشهير أندريه بريتون، إلا أنه لم يتوقف كثيرا عند ما تم شنه عليه من هجوم، واستمر في هوايته في رسم المراهقات.

سيرته

 
بالتوس والقطة.

وُلد بالتوس (واسمه الحقيقي بلتازار كلوسوفسكي) في باريس من أب بولندي رسّام ومؤرخ للفن وأم روسية. خلال الحرب العالمية الأولى، انتقل مع عائلته للعيش في سويسرا حيث افترق والداه بعد فترة قصيرة وارتبطت أمه بعلاقة قوية مع الشاعر ريلكه. وبفضل هذا الأخير، تعرّف في سن المراهقة إلى فنانين كبار لعبوا دوراً في تشكيل ثقافته وصقل أسلوبه الفني، كموريس دونيه وپيير بونار وموريس دو فلامينك. ولمتابعة دروسهم استقر بالتوس في باريس عام 1924، وبتشجيع منهم انكب على نسخ لوحات لبوسان ودافيد وكوربيه في متحف اللوفر، ثم توجه إلى إيطاليا لدراسة رسامي عصر النهضة، وخصوصاً لوحات پييرو دلا فرانشيسكا ومازاتشيو. وخلال تلك الفترة، شكّل الأدب والحكايات الخرافية وعلم التحليل النفسي قوتاً يومياً له.[2]

ولدى عودته إلى باريس عام 1933، أنجز عدداً من البورتريهات لنساء ناضجات وفقاً للطلب. ولكن سرعان ما ملّ هذا النشاط ففتح باب محترفه لفتيات في سن المراهقة الأول وانطلق في رسم لوحات فتنت للفور أندريه بروتون ورفاقه بطبيعتها الإروسية ومناخها الملغز وجرأة مواضيعها. ومن بين هذه الفتيات نذكر جارة الفنان، تيريز بلانشار، وحفيدته فريديريك تيزون، ولورانس باتاي، ابنة الكاتب جورج باتاي. وبرسمهن في وضعيات ملتبسة، كسولة وحالمة، سعى بالتوس إلى تجسيد تلك اللحظة التي تفقد الفتاة فيها براءتها وتستيقظ الرغبات في جسدها. وحول اختياره هذا الموضوع الحساس، قال: «أرى المراهقات كرمزٍ. لا يمكنني أبداً رسم امرأة ناضجة. جمال الفتاة المراهِقة مثيرٌ أكثر للاهتمام. المراهِقة تجسّد المستقبل، الكائن قبل أن يتحول إلى جمال كامل. حين يكتمل جسد المرأة يفقد سرّه أو غموضه».

ونظراً إلى الجانب الاروسي الواضح لبعض هذه اللوحات، أحدث معرضه الباريسي عام 1934 فضيحة كبيرة، واتُّهم بالانحراف، خصوصاً بعدما تبيّن للجمهور أنه استعان بماثلات قاصرات لرسم لوحاته. وللدفاع عن نفسه، صرّح بالتوس آنذاك: «مفاتن الفتاة المراهِقة صافية وسليمة من أي عيب. الإروسية التي نعثر عليها داخل لوحاتي هي في عين الناظِر أو مخيّلته». ولم تكف مدافعة السورّياليين وپيير جان جوف عن المعرض، ثم نفي الماثلات، بعد بلوغهن سن الرشد، أي التباس في علاقتهن بالفنان أثناء مثولهن في محترفه، لتبديد شبهة الانحراف الجائرة بحقه. لكنّ ذلك لن يمنع بالتوس من معالجة هذا الموضوع حتى نهاية حياته مستعيناً بالمشاهد الحميمية نفسها التي يتحكّم بها عنصر تشويق مثير يرتكز على زمنيتها المعلّقة وعلى مراهقات مسترسلات في الحلم أو القراءة أو في تأمل ذاتهن داخل المرآة، يجاورهن قطٍّ يظهر كشاهد على حالتهن، ساخر تارةً وتارةً شيطاني، ويرمز وفقاً لبعض النقّاد إلى عين الفنان بالذات.

أسلوبه الفني

 
Balthus, عارية أمام المرآة، 1955، زيت على كانڤاه، متحف متروپوليتان للفنون

ونظراً إلى فرديته المفرطة، أنكر بالتوس مراراً انتماء هذه اللوحات إلى الفن السرّيالي، علماً أن الطابع الحلمي والإروسي المبلبـل فيها ومناخها الغرائبي واللازمني يناقضان هذا الإنكار ويقرّبانها بشدة من لوحات بعض الفنانين السورّياليين. لكن هذه الأعمال تقترب في جـماليتها أيضـاً من أسلوب فناني «الموضوعية الجديدة» وبعض التعبـيريين الألمـان، مثل جورج گروز وأوتو ديكس وماكس بكمان، وفي ألوانها الكامدة والرصـاصـيـة تقترب من لوحات رسامي «التريشينتو» و«الكواتروشينتو» الإيطاليين.

تبقى ملاحظة أخيرة وهي أن عمل بالتوس الفني لا يمكن اختزاله بلوحات المراهقات وإن كرّس لهذا الموضوع معظم وقته. فإلى جانب هذه الأعمال، صمم الفنان ديكوراً وأزياء لمسرحيات عدة ورسم بورتريهات مهمة، كذلك الذي حققه للرسام دوران (1936) وبورتريه خوان ميرو وابنته (1937) وبورتريه أنطوانيت دو واتفيل (1937) والبورتريه الذاتي (1940)، ورسم أيضاً مشاهد من الحياة اليومية في المدينة وأخرى ريفية مختصَرة بجوهرها وذات توازن هندسي منجَز، يبدو الزمن معلّقاً فيها، ما يحوّل البشر والحيوانات التي تقطنها إلى أشياء جامدة تختلط بشكلٍ حميم مع مادة اللوحة.

وثمة أمثولة رئيسية نستخلصها من عمل بالتوس وهي أن فن الرسم يبقى أقوى من جميع التيارات الفنية حين يتمكّن ممارسه من توليف الجماليات المتوافرة ومن إدراج فنّه ضمن التقليد الرسامي الكبير ومن تأمين قراءة رمزية لموضوعاته بنبرةٍ شمولية. وهو ما استطاع بالتوس تحقيقه بعبقرية نادرة.

تأثيره وذكراه

 
العارية مرفوعة الذراعين، زيت على كانڤاه، 1951،رسم بالتوس

أفلام عن بالتوس

  • Damian Pettigrew, Balthus Through the Looking Glass (72', Super 16, PLANETE/CNC/PROCIREP, 1996). Documentary on and with Balthus filmed at work in his studio and in conversation at his Rossinière chalet. Shot over a 12-month period in Switzerland, Italy, France and the Moors of England.


معرض الصور

المصادر

  1. ^ بلال فضل (2014-09-17). "في متحف المتروبوليتان بنيويورك: معرض للكبار فقط عن الفتيات والقطط.. شاهد على مسؤوليتك!". التقرير. Retrieved 2014-09-19.
  2. ^ أنطوان جوكي (2013-12-07). "بالتوس رسّام البراءة المفقودة". صحيفة الحياة اللبنانية.

المراجع

  • Aubert, Raphaël (2005). Le Paradoxe Balthus. Paris: Éditions de la Différence
  • Balthus (2001). Correspondance amoureuse avec Antoinette de Watteville: 1928-1937. Paris: Buchet/Chastel
  • Clair, Jean and Virginie Monnier (2000). Balthus: Catalogue Raisonné of the Complete Works. New York: Harry N. Abrams, Inc.
  • Davenport, Guy (1989). A Balthus Notebook. New York: Ecco Press
  • Neret, Gilles (2003). Balthus. New York: Taschen
  • Klossowski de Rola, Stanislas (1996). Balthus. New York: Harry N. Abrams, Inc.
  • Roy, Claude (1996). Balthus. Paris: Gallimard
  • Vircondelet, Alain (2001). Mémoires de Balthus. Monaco: Editions du Rocher
  • Von Boehm, Gero (author) and Kishin Shinoyama (photographer) (2007). The Painter's House. Munich: Schirmer/Mosel
  • Weber, Nicholas Fox (1999). Balthus, a Biography. New York: Alfred A. Knopf ISBN 0-679-40737-5

وصلات خارجية

مناصب ثقافية
سبقه
جاك ألبير
مدير
الأكاديمية الفرنسية في روما
تبعه
جان ليماري