الزراعة في سوريا

تعتبر الزراعة في سوريا من أهم مقومات الاقتصاد السوري، وقد حققت الدولة السورية الأمن الغذائي بشكل ذاتي اعتماداً على سياسات تطوير القطاع الزراعي، تبلغ مساحة مجمل الأراضي الصالحة للزراعة 32% وتشكل 26% من مجموع الدخل القومي، ويعمل بالمجال الزراعي فقط دون الصناعات المعتمدة على الزراعة وفق الإحصاءات الرسمية لعام 2007 نحو مليون عامل في سوق العمل. وأهم المحاصيل، هي القمح والشعير والقطن التي تعتبر سوريا العاشرة عالميًا في إنتاجه، والزيتون وتعتبر السادسة عالميًا في إنتاجه؛ إلى جانب الخضار والفواكة من الأشجار المثمرة وسواها، والأزهار.[1]

خريطة توضح الأراضي ذات المحاصيل الزراعية في سوريا عام 2010

حسب تقديرات 2010، أسهمت بنسبة 17.6% الناتج المحلي الإجمالي. ويعمل في القطاع الزراعي نحو 17% من مجموع قوة العمل أي قرابة 900 ألف عامل. وتبلغ مساحة سوريا 18.5 مليون هكتار وتشكل المساحة القابلة للزراعة ومساحة الغابات حوالي 6.5 مليون هكتار، أما القسم المتبقي فهو عبارة عن مراع (البادية) ويسود المناخ المتوسطي الذي يتميز بالشتاء الماطر والصيف المعتدل والجاف.

  • ترتبط الزراعة في سوريا بعدة عوامل:-
    • الأراضي
    • الموارد المائية
    • الحراج والغابات
    • المراعي

تتركز الأراضي الزراعية على الأغلب على طول نهر الفرات، وفي المناطق الساحلية والوسطى. حجم الأسهم المروية أصغر بكثير من البعلية، ويختلف بشكل مميز عبر المحافظات. على المستوى الوطني، الحجم المتوسط للأسهم هو 9,2 هكتار، بينما بالنسبة للمزارع المروية 3,6 هكتار.

لكن المنطقة المروية ازدادت باطراد خلال العقود الماضية، مع صغر حجمها، حيث تضاعفت منذ عام 1985. وفي وضعه الحالي، يستخدم القطاع الزراعي في سوريا نحو 85% من جميع الموارد المائية المتاحة في البلاد. وبلغ مجموع نفقات الزراعة المروية ما يقارب من 70% من مجموع نفقات الزراعة. إلا أن الجفاف الشديد يبقى مشكلة متكررة.

تشكل المراعي 45% من الأراضي. وتشمل هذه النسبة الصحراء السورية، على افتراض هطول ما يكفي من الأمطار.

يتم تربية المواشي على نطاق واسع على الأغلب. المنتجات الزراعية الرئيسية هي: (بالترتيب التنازلي تبعاً للحجم والقيمة): القمح، القطن، حليب البقر، حليب الغنم، الزيتون، البندورة، الفستق، بيض الدجاج، العنب، بذور القطن، البرتقال، التفاح، اللوز، البطاطا، الكرز، اليانسون والأعشاب المماثلة، البطيخ، الصوف، الكريفون، التبغ.

بلغت الصادرات السورية من المنتجات الزراعية ما مجموعه 1.9 مليار دولار عام 2010. من بين صادرات المنتجات الزراعية الرئيسية: زيت الزيتون، البندورة، اليانسون والبهارات المماثلة، القمح، المنتجات القطنية. كما تستورد سوريا القمح والطحين والحليب وغيرها من المنتجات الزراعية. تطورت مصايد الأسماك قليلاً، والقوارب صغيرة أو متوسطة الحجم. تشمل الأسماك التي يتم صيدها، التونا والسردين والوقار والبوري الأحمر والرمادي، أي ما مجموعه 18.000 طناً (2007).

منذ عام 2007، عانت سوريا من القحط وقلة المحاصيل. يعتبر برنامج الغذاء العالمي القسم الشمالي الشرقي من سوريا منطقة شديدة التأثر بالجفاف.

يعمل في مجالها رُبع الأيدي العاملة بحيث تنتج 29% من الناتج الوطني الإجمالي حسب تقديرات البنك الدولي. والمحاصيل الرئيسية هي القمح الذي تجاوز إنتاجه 4.300.000 طن متري والشعير الذي بلغ إنتاجه 180.000 طن متري عام 1996. وإجمالاً تضطر البلاد لاستيراد كميات متفاوتة من الحبوب لسد حاجة الاستهلاك المحلي؛ لأن المواطن السوري يستهلك سنويًا ما معدله 160 كجم من الحبوب، بينما لا يزيد استهلاك المواطن البريطاني على ثلث هذا المقدار.[2]

ويؤلف القطن أكبر المحاصيل الزراعية التجارية، إذ وصل إنتاجه إلى 765.000 طن من الألياف عام 1995 بعد أن كان لا يزيد على 50.000 طن عام 1952.

ويتعلق الإنتاج الحيواني بصورة رئيسية بتربية الأغنام التي تبلغ 13 مليون رأس بحيث تحتل سوريا المرتبة الـ 18 بين دول العالم في هذا المضمار. وفي البلاد قرابة 818,000 رأس من الأبقار لإنتاج اللحم أو الحليب.

ومن المنتجات الزراعية الأخرى في سوريا العنب حيث بلغ إنتاجه عام 1996م 455 ألف طن والتفاح 240 ألف طن والباذنجان 160 ألف طن.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

عرفت سوريا الزراعة منذ أقدم العصور واشتهرت بجودة المنتجات الزراعية من فواكه وحبوب و(تعد الموطن الاصلي لبعض الاشجار المثمرة مثل الزيتون، الفستق الحلبي وغيرها) وكانت الزراعة من أهم الأنشطة الأنتاجية، خصوصآ حول حوض الفرات ودجلة منطقة (الجزيرة السورية),وعلى ضفاف باقي الأنهار السورية كـ بردى وقويق والعاصي ومدن وجبال الساحل السوري، واشتهرت سورية منذ زمن بعيد بزراعة الحبوب والفاكهة والخضار، وقد طوّرت سوريا الوسائل الزراعية والري مثل السدود والنواعير (السواقي) على مدى العصور.


العصور الحديثة

 
مشروع ري في الحسكة

يعتبر النشاط الزراعي في سوريا من أهم الأنشطة الإنتاجية، خصوصا بعد عام 1980 حيث ازدادت مساحة الاراضي المروية بقضل المشاريع الزراعية الكبيرة واستخدمت الالات الزراعية الحديثة وزيادة الاهتمام الحكومي بالزراعة وتطوير البنية التحتية والاهتمام بالموارد المائية، حيث تقدر مساهمة هذا القطاع ما بين 25-30% من إجمالي الناتج المحلي.

والقطاع الزراعي يؤدي – دورًا مهمًا في الاقتصاد القومي السوري حيث تساهم الصادرات الزراعية بنصيب هام في التجارة الخارجية، وتوفير العملات الأجنبية، كما يوفر القطاع الزراعي الكثير من المواد الأولية لمختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية الأخرى. إضافة لذلك يساهم في تشغيل الأيدي العاملة وتوفير العيش لأعداد كبيرة من الأفراد (50% من السكان يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر عام 1980).حيث يحتل القطاع الزراعي المرتبة الثانية بعد النفط من حيث الإيرادات التصديرية في ميزان الصادرات السورية، وخلال العقود الأخيرة الماضية تمكنت الزراعة من تغطية الاحتياجات الناتجة عن زيادة السكان بمعدل أربعة أضعاف مما حسن درجة الاكتفاء الذاتي من القسم الأكبر من المواد الغذائية الرئيسية وشجع الصادرات التقليدية مثل القطن بالإضافة إلى دخول أسواق تصديرية جديدة مثل القمح والخضار والفواكه.

المساحة البعلية \ ألف هكتار المساحة المروية \ ألف هكتار العام
3787٫1 1082٫1 1994
3290٫2 1439٫1 2004

التقسيمات الزراعية

تقسم سوريا من الناحية البيئية الزراعية إلى:

  • منطقة الاستقرار الأولى:

مساحتها 2.7 مليون هكتار وتشكل 14.6% من مساحة سورية، معدل أمطارها السنوي أكثر من 350 مم/سنة ومحاصيلها الرئيسة الحبوب والبقوليات والمحاصيل الصيفية والخضار والأشجار المثمرةوأهمها الحمضيات والتفاحيات واللوزيات.

  • منطقة الاستقرار الثانية:

مساحتها 2.5 مليون هكتار وتشكل 13.3% من مساحة سورية، معدل أمطارها250-350مم/سنة محاصيلها الرئيسية الحبوب والبقوليات والأشجار المثمرة وأهمها الكرمة والزيتون واللوز.

  • منطقة الاستقرار الثالثة:

مساحتها 1.3 مليون هكتار وتشكل 7.1% من مساحة سورية، معدل أمطارها السنوي يزيد عن 250مم/سنةولايقل عن هذا الرقم وأهم محاصيلها الزراعية الشعير، وأحياناً تزرع فيها البقوليات.

  • منطقة الاستقرار الرابعة:

مساحتها 1.8 مليون هكتار وتشكل 9.9% من مساحة سورية معدل أمطارها السنوي 200-250مم/سنة وأهم محاصيلها الزراعية الشعير.

  • منطقة الاستقرار الخامسة:

مساحتها 10.2 مليون هكتار وتشكل 55.1% من مساحة سورية أمطارها السنوية غير مستقرة وتتراوح بين 100- 150مم/سنة، وهي تستخدم كمراعي للغنم.


أهم المنتجات الزراعية السورية

تنتج سوريا العديد من المنتجات الزراعية، منها:

  • الحبوب والبقوليات:

القمح - الذرة الصفراء - العدس - الحمص - السمسم - الفول - الشعير .

  • الفاكهة:

المشمش - التفاح - الكرز - التين - العنب - الخوخ - الكمثرى أجاص - الدراق - الحمضيات (البرتقال - الليمون)

  • الخضار والمنتجات الحقلية:

البندورة - البطاطا - البصل - البطيخ الأحمر والأصفر - قرعيات (القرع - الخيار - الكوسا) - الباذنجان - الفليفلة

  • محاصيل هامة:

القطن - الزيتون - فستق حلبي - اللوز - الجوز البلدي - الشمندر السكري - التبغ

الثروة المائية

يبلغ وسطي الموارد المائية الفعلية المتاحة حوالي 15 مليار مكعب وبالتالي تصنّف سورية آإحدى الدول الفقيرة بالمياه وفق التصنيف العالمي الذي يعتبر أن حد الفقر المائي هو ألف متر مكعب للفرد في السنة. وتنقسم الموارد المائية في سوريا إلى:

  • الأنهار:

الفرات - الخابور - الزركان - البليخ - الساجور - العاصي - أبو قبيس - البارد - الأبيض - عفرين -جقجق - قويق - الكبير الشمالي السن - بانياس الساحل - الجرجب - الكبير الجنوبي - -بردى - الأعوج - السيبراني - اليرموك - مرقية.

  • الأحواض المائية (الينابيع): -
  1. حوض بردى والأعوج
  2. حوض اليرموك
  3. حوض العاصي
  4. حوض الساحل
  5. حوض البادية
  6. حوض دجلة والخابور
  1. بحيرة تشرين
  2. بحيرة الأسد
  3. بحيرة جبول
  4. بحيرة قطينة
  5. بحيرة بلوران
  6. بحيرة العتيبة
  7. بحيرة خاتونية
  8. بحيرة مزيريب
  9. بحيرة البعث
  10. بحيرة مسعدة

إضافة لعدد من البحيرات لسدود سطحية.

التحديات المعاصرة

تواجه الزراعة عدة تحديات منها:

  • عدم إمكانية التوسع الأفقي بالنسبة للأراضي المروية.
  • استخدام طرق الري التقليدي في 70% من إجمالي المساحة المروية والتي تستنزف كميات مياه كبيره.
  • عدم الاستفادة من كامل حصة سورية من مياه نهر الفرات ودجلة.
  • ضعف المنظومة المؤسساتية التي تدير شؤون الزراعة والري.
  • تغير المناخ العالمي.

المصادر

  1. ^ "القطاع الزراعي السوري". الكوثر. 2018-05-26. Retrieved 2020-06-16.
  2. ^ "الاقتصاد في سوريا". فنك. Retrieved 2020-06-16.

المراجع