تركيا تستبق يوم ذكرى مذابح الأرمن بحملة إعلانية بنيويورك

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafei
0
إعلان كبير عن موقع إلكتروني factcheckarmenia.com يحمل وجهة النظر التركية في تكذيب حدوث مذابح للأرمن. مكان الإعلان: وست سايد هاي‌واي، منهاتن العليا، مدينة نيويورك، 12 أبريل 2015.

لمواجهة اليوم العالمي لتذكر التطهير العرقي للأرمن (24 أبريل) الحكومة التركية تطلق حملة دعائية مضادة في مدينة نيويورك لنفي مذابح الأرمن.

الطرفان يبالغان بوقاحة. فالأرمن يزعمون أن الأتراك ذبحوا 2 مليون أرمني مسالم. والأتراك ينفون المذابح تماماً.

الحقائق الباردة هي أن الأرمن بعد الحياة في سلام كطائفة مميزة في الدولة العثمانية، ألـّبتهم روسيا على الدولة العثمانية منذ 1894، وأشرفت روسيا على تشكيل فصيلين مقاتلين من الأرمن هما الطاشناق والخنجاق انشقوا سراً على الدولة العثمانية وتواطأوا وتعاونوا مع الروس في حملة القوقاز (1914-1918 أثناء الحرب العالمية الأولى). وأثناء تقسيم الدولة العثمانية، اقترحت معاهدة سيڤر إنشاء دولة لأرمنيا بين البحر المتوسط والبحر الأسود وبحر قزوين، أي أنها منطقة عازلة بين تركيا والشرق الأوسط. وحظت نسخة متوسطية من تلك الدولة بدعم الرئيس الأمريكي وودرو ولسون، فسموها أرمنيا الولسونية. وشعر السوفيت بالغضب من استبعادهم من اتفاق سايكس-بيكو بين بريطانيا وفرنسا فأذاعوا الاتفاق، وشجعوا الأرمن على شق عصا الطاعة أثناء شنهم الحرب السوڤييتية التركية (1917-1922) وحملوا السلاح بجانب السوفيت. وكان الروس يطمعون في حصة من الشرق الأوسط بإسم رعاياهم الأرمن الأرثوذكس، وهي أرمنيا الكبرى. فكان رد الفعل التركي فظاً وحشياً، أكثر من المعتاد - فوجودهم أصبح مهدداً.

موقف مصر

لثاني عام على التوالي تثير مصر قضية التطهير العرقي للأرمن نكاية في تركيا. ولكني أذكـّر أصدقائي الأرمن أنهم كانوا ذوي حظوة في أرجاء الدولة العثمانية، وتولوا منصب "الصدر الأعظم" أكثر من أي عرق آخر في الدولة العثمانية؛ بل وأن وصولهم بأعداد كبيرة إلى مصر تزامن من نهضة محمد علي باشا وأسرته. فكان منهم أول وزير مالية وأول رئيس وزراء. وكل ذلك قبل أي مذابح أو أحداث تدفعهم للهجرة من بلادهم.

ومــاذا بعـد؟

أمريكا لن تخسر تركيا من أجل الأرمن - ولكنها ستحافظ على قضية المذابح كورقة ضغط. أما والأمر كذلك، فمآل مصر وتركيا إلى مصالحة-أراها قريبة، فالبلدان يصطفان في المعسكر الأمريكي. لذلك، فنصيحة للمصريين، لا تشتطوا في العداوة مع الأتراك حول قضية الأرمن. لو حقاً تريدون مضايقة الدولة التركية في شيء مفيد، فلتجبروهم على دفع المليار دولار التي نجامل ابن أردغان بها كل سنة بتمرير شاحناته مجاناً عبر مصر. لكي لا يكون الأمر جعجعة فارغة لإلهاء الناس.

انظر


<comments />