يحيى بن أبي الشكر

يحيى بن أبي الشكر، هو فلكي منجم ورياضياتي عربي، عمل مع نصير الدين الطوسي في مرصده.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

محيي الدين، يحيى بن محمد بن أبي الشكر المغربي، المعروف بالحكيم المغربي وبأبي الفتح. ينسب بعض المؤرخين أصله إلى المغرب، وآخرون إلى قرطبة بالأندلس، وقيل إنه سافر إلى المشرق العربي، واستقر فترة في مدينة حلب ليعمل في بلاط السلطان الأيوبي ناصر الثاني (634-658هـ)، وبعد غزو المغول لسوريا، سافر إلى مراغة في سنة 658هـ، ليعمل في مرصدها مع الرياضي الموسوعي نصير الدين الطوسي (597-672هـ)، حيث توفي.[1]

تنوعت ثقافته وقدراته العلمية ولاسيما في مجالات: الفلك والتنجيم والرياضيات، وكان ركن الدين بن شرف الدين، أحد فلكيي القرن الخامس عشر، قد كتب في زيج جامع السعيدي أن فلكيي مرصد المراغة، أمثال أثير الدين الأبهري ومحيي الدين المغربي ونجم الدين دبيران وفخر الدين الأخلاطي، قد استمر عملهم - بعد وفاة نصير الدين - مدة ثلاثين عاماً حتى اكتملت دورة واحدة لكوكب زحل، مما ساعدهم على إجراء التعديلات اللازمة على جداول الإيلخاني، كما ذكر صاييلي في كتابه «المراصد الفلكية في العالم الإسلامي».

ويشير المؤرخون إلى أن الجداول الفلكية التي أعدها في المرصد محيي الدين المغربي تحتوي على تصحيحات للزيج الإيلخاني وكانت متممة له.

«واستناداً إلى الوابكنوي فإنه في الوقت الذي اعتمد فيه الزيج الإيلخاني على جداول ابن الأعلم وابن يونس إلى حد كبير، نجد أن زيج محيي الدين المغربي يظهر بصدق طبيعة العمل الذي تمَّ في مرصد المراغة».

وتوصل محيي الدين إلى قيم رياضية تختلف عن نظيراتها عند نصير الدين الطوسي تتعلق بمبادرة الاعتدالين.

والمغربي مع زملائه الفلكيين في مرصد مراغة تأكدوا «بأنه يجب طرح ثلاث دقائق من بُعد الشمس عن أوج نقطة فلكها الخارج، وذلك من أجل تحقيق التوافق الضروري بين الموقع الذي تم استخراجه بالحساب وبين الموقع المرئي».


مؤلفاته

ويشير قدري طوقان إلى أن محيي الدين «ألف كتاباً على غرار كتاب شكل القطاع للطوسي، اعتمد فيه كثيراً على مثلثات الطوسي. كما أدخل فيه بعض براهين مبتكرة لبعض النظريات التي تتعلق بالمثلث الكروي القائم الزاوية». قرأ عليه العديد من طلاب العلم والباحثين في مراغة منهم عز الدين الحسن بن الشيخ محمد بن الشيخ الحسن الواسطي العطار شيخ دار سوسيان.

عالجت مؤلفات محيي الدين المغربي موضوعات فلكية وتنجيمية ورياضية، فمن أهم مؤلفاته: «رسالة في الأحكام على تحويل سني العالم« وهي مرتبة على مقدمة وثلاثة وعشرين باباً، كل باب منها مفرد في معناه ليسهل تناوله على القارئ، وله «عمدة الحاسب وغنية الطالب» وهو زيج لتقويم الكواكب، رتبَّه على فصول وأبواب تشتمل على /241/ فناً من أنواع الحساب. و«تاج الأزياج وغنية المحتاج» رتبَّه على فصول وأبواب تحتوي على فنون من أنواع الحساب وجملتها مئة باب، و«الجامع الصغير في أحكام النجوم» ألفه سنة 670هـ، ويشير إلى الكتاب مجموعة من المؤرخين منهم: ابن الأكفاني في كتابه: «إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد» ويعرّف علم أحكام النجوم بأنه «علم يتعرف منه الاستدلال بالتشكيلات الفلكية على الحوادث السفليّة» و«المدخل المفيد وغنية المستفيد» يعرّف المغربي الكتاب بما يلي: «قد جمعت في هذا الكتاب بنداً من أقاويل الحكماء المتقدمين، ولطائف من فوائد المتأخرين، وجعلته يحتوي على أربع مقالات وسميت أولاهن: بالمدخل والثلاثة: «غنية المستفيد في الحكم على المواليد»، و«تحرير المجسطي» وقد ورد الكتاب في المصادر بتسميات مختلفة وألفه المغربي لأبي الفرج غريغوريوس الملطي - ابن العبري المتوفى سنة 685هـ - وذلك بناء على طلبه، ويتألف الكتاب من عشر مقالات، و«تهذيب مقالات ثيوذوسيوس في الأكر» وهو كتاب في ثلاث مقالات هذبه وأصلحه محيي الدين، و«شرح كتاب أبلونيوس في المخروطات» وهو كتاب مرتَّب على سبع مقالات، و«إصلاح كتاب مينيلاوس في الأشكال الكرية»، و«تحرير إقليدس في أشكال الهندسة»، و«أحكام النجوم»، و«الشكل القطاع أو أشكال القطاع» ألف محيي الكتاب على غرار كتاب «شكل القطاع» للطوسي، اعتمد فيه كثيراً على مثلثات الطوسي، و«الأحكام على قرانات الكواكب في البروج الاثني عشر»، و«كتاب تسطيح الإسطرلاب»، و«كتاب طوالع المواليد»، و«مقدمات تتعلق بحركات الكواكب»، و«الاختيارات»، وتنسب إليه مقالات متفرقة منها: مقالة في استخراج تعديل النهار وساعات المشرق والدائرة من الفلك بطريق هندسي، ورسالة في كيفية الحكم على المسائل النجومية، ورسالة في كيفية استخراج الجيوب الواقعة في الدائرة، ومرسى الدهور والأكوان في الميقات، وأدوار الأنوار مدى الدهور والأكوار، وكلام في آيات الكرسي.

كان فلكياً ومنجماً ورياضياً من الدرجة الأولى، عمل بالجانب النظري للعلم وطبقه على أرصاده، واستخرج من ذلك نتائج أصيلة دفعت بالعلم إلى مراحل متقدمة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ مصطفى موالدي. "محيي الدين، يحيى بن محمد المغربي". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-11-12.

قراءات إضافية

  • ابن الأكفاني، إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد، تحقيق محمود فاخوري ومحمد كمال وحسين الصديق (مكتبة لبنان ناشرون، بيروت 1998م).
  • آيدين صاييلي، المراصد الفلكية في العالم الإسلامي، ترجمة عبد الله العمر (مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت 1995م).
  • قدري حافظ طوقان، تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دار الشروق، بيروت 1963م).
  • ROSENFELD (B.A.) &IHSANOGLU (E.), Mathematicians, Astronomers & other scholars of Islamic Civilization and their Works (7th-19th C.),(Research Center for Islamic History, Art and Culture, Istanbul, 2003).
  • SUTER (H.), Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, (Druck und Verlag Von B. G. Teubner, Leipzig ,1900).