النقل أو وسائل النقل، هي حركة الأشخاص، الحيوانات والبضائع من مكان لآخر والوسائل التي تتم بها تلك الحركة. تشمل نظم النقل، الطيران، السكك الحديدية، المياه، الكابلات، الأنابيب، والفضاء. ينقسم مجال النقل إلى البنية التحتية والمركبات والعمليات. تعود أهمية النقل لتوصيل البضائع بين الأشخاص، والتي بدورها تسهم في تأسيس الحضارات.[1]

People walking in front of the bulk carrier BW Fjord
French National Police use several modes of transport, each with their distinct advantages

يمكن أن يتراوح النقل بين جر طريدة إلى كهف في عصور ما قبل التاريخ وبين إرسال بعثة إلى القمر في العصر الحاضر. إن اطّراد القدرة على نقل كميات كبيرة من البضائع والحمولات، والحاجة إلى انتقال أعداد كبيرة من الناس براحة وأمان، وإلى مسافات بعيدة في زمن قصير نسبياً كان دائماً سمة من سمات الحضارة وتطورها تقنياً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التعريف

يمكن تعريف النقل من حيث المبدأ أنه الجهد المبذول من أجل زيادة قدرة الإنسان على الحركة والتنقل. غير أن الدارسين ينزعون في العصر الحالي إلى حصر مصطلح النقل بالوسائل الميكانيكية المعينة لحركة الأشخاص والبضائع، وهذا الحصر يقيد التعريف ويضيّقه. إذ ما تزال القوى الطبيعية الصرفة مستغلة وعلى نطاق واسع، ولها دورها المهم في النقل، إذ لا يمكن للطيران التجاري بعيد المدى أن يتحقق عملياً من دون حساب اتجاه تيارات الرياح المسايرة والمعاكسة كالتيار النفاث فوق المحيط الأطلسي أوغيره.


أنماط النقل

يصنف النقل بحسب أنماطه إلى:

1- النقل البدائي: ويشمل مختلف أشكال النقل المحلية والمبتكرة بما فيها القوة الجسدية للبشر وحيوانات الجر.

2- النقل البري: ويشمل النقل الميكانيكي على الطرق والنقل بالسكك الحديدية، والسيور والأدراج الناقلة والمصاعد، والنقل بالأنابيب.

3- النقل المائي: ويشمل النقل البحري، والنقل النهري والقنوات المائية.

4- النقل الجوي ويشمل النقل الجوي التجاري والحربي، والنقل الفضائي.

ويصنف النقل بحسب مستوياته إلى نقل أفقي ونقل عمودي أي النقل المتخصص برفع الأشياء والبضائع والبشر إلى مستويات عليا أو إنزالها إلى أسفل، وتختص به الروافع والمصاعد والأدراج والسيور الناقلة وأنابيب الضخ. ويمكن الرجوع إلى البحوث المتعلقة بكل نمط أو نوع من أنواع النقل في أبوابها من الموسوعة.

نظام النقل

باستخدام البشر

 
Human-powered transport remains common in developing countries.

توصل الإنسان الأول في بحثه عن الوسائل التي قد تعينه في تنقله إلى تدجين حيوانات الحمل والركوب. ومنها الخيل والجمال والبغال والحمير واللاما، والفيلة. فاستغلت للركوب والتحميل والتنقل بسرعة أكبر مما يمكن أن يحققه الإنسان بقواه الخاصة.

 
القوارب البدائية، إحدى أقدم وسائل النقل المائي.

وقد كان للخيل والإبل قيمة كبيرة في تواصل المجتمعات البشرية منذ بدء التاريخ، ولها دورها البارز في نشوء الحضارات وتطورها في مواطنها الأصلية من العالم القديم، ولاسيما في الجزيرة العربية وآسيا الوسطى وأوروبا.


النقل المائي

 
Built by the Dutch to transport spices, now used by the local fisherman to get to the sea, Negombo Dutch canal, Sri Lanka
 
Automobile ferry in Croatia

كذلك تنبه سكان المناطق المتاخمة لمجاري المياه، وخاصة سكان بلاد الرافدين والمصريين القدماء إلى إمكانية الاستفادة منها وسيلة للتنقل والتجارة مستعينين بالأرماث والأطواف والقوارب. وكان لابد بالتالي من أن يكون موقع التسليم و الاستلام في مكان يسهل الوصول إليه. وبسبب الاعتماد على النقل المائي لنقل السلع والبشر بأعداد كبيرة نشأت أقدم المدن ـ باستثناء القليل منها ـ على ضفاف الأنهار وعلى شواطئ البحار الصغيرة والضيقة. وهكذا اجتذبت الخلجان النهرية والبحرية الآمنة المستوطنين، وتحولت أوروك على الفرات وممفيس على النيل وموهنجو-دارو على نهر السند في الألف الرابع قبل الميلاد إلى مراكز مدينية على مجاري أنهار قابلة للملاحة.

ومع غياب أي منظومة ملاحة فلكية متطورة كان الإنسان القديم يبحر مساحلة ويستعين بأشكال الأرض الجغرافية للتوجه، متجنباً القيام بأي رحلة بحرية بعيداً عن البر. ولأن المراكب كانت تعتمد على الريح في حركتها فقد وفرت لها البحار الضيقة أماكن رسو مناسبة. وأبحر الناس بنجاح في البحر المتوسط والبحرين الأحمر والأسود والخليج العربي وبحر العرب وخليج البنغال ومضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي والشرقي، وفي بحر البلطيق وبحر الشمال. وترجع بداية النقل البحري في البحر المتوسط إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وكان مرفأ كنوسوس في جزيرة كريت ومرافئ جبيل وصيدا وصور الفينيقية من أول المرافئ المهمة في هذا البحر.


النقل البري

 
النقل سيراً على الأقدام، من وسائل النقل البري البدائية.

لايمكن الجزم بحال من الأحوال أي أنواع النقل البدائي سبق الآخر. فإذا استثني التنقل سيراً على الأقدام تبين أن النقل البري والنقل المائي متزامنان تقريباً في بداياتهما وتطورهما وفي استخدام التقانات المساعدة لكل منهما. وقد شهد النقل المائي تطوراً أسرع وأكبر مقارنة بالنقل البري الذي تأخر تطوره لاعتماده على الطرق الباهظة التكاليف، ولاسيما للدويلات والممالك الصغيرة والمناطق الصحراوية. وكانت الوسائل المحلية في التنقل تؤدي دوراً مهماً في عمليات النقل البدائية أكثر منها في المراحل المتقدمة من ذلك النشاط. وغالبا ما تبقى الوسائل المبتكرة محلية، والمعلومات عن تقنياتها تُتناقل ببطء. وكانت الإسهامات في هذا المجال الضيق من مجالات النقل هي التي تحدد الفروق في تكامل وسائله المتوافرة في أماكن مختلفة. وكانت الموانع الطبيعية تزيد في ذلك التفاوت لصعوبة الاتصال أو استحالته في بعض الأحيان. وكانت الأنهار غالباً الطريق الطبيعي لانتقال المعرفة، وخاصة حركة البضائع نزولاً مع مجرى النهر. وحين يتطلب الأمر صعود المجرى كان على الراكب إيجاد طاقةٍ لمركبه، فإما أن يجدّف بيديه وإما أن يستخدم مجدافاً من خشب أو أي أداة مكيفة الشكل، أو يجر مركبه من على البر. ولما تبين لراكب الماء أن أي سطح مرتفع في الرمث أو الطوف يمكن أن يكون مصدر طاقة إذا ما تلقى دفقة من ريح أضحى الشراع المثبت إلى صارٍ أول آلة من آلات المراكب. وكان لتبدل اتجاه الرياح الموسمي دوره في تشجيع الناس على الإبحار في اتجاهات معينة في أوقات معينة من السنة.

النقل باستخدام المركبات

كانت التباينات التي تفرضها الفروق الحضارية محصورة في مناطقها غالباً، سواء في استخدام الحيوانات المدجنة المحلية، أم في القدرة على الاستفادة من وسائل الجر والنقل كالعربات بأنواعها، أم في استعمال التجهيزات اللازمة لها كالرحل والسّرج و الجُل (وهو ما يلبَّسه الكديش أو البغل ليصان به) واللّجام والشكيمة والنير والعريش وغيرها من وسائل تحسين الركوب والجر والحمل. ولأن حلول مشكلات النقل كانت تعالج وفقاً لما هو متوافر تحت اليد أكثر من معالجتها مشكلة عامة فقد كانت فرص إيجاد الحلول المختلفة كبيرة. وفي جو محلي لا يتوافر فيه سوى حل وحيد كانت هناك احتمالات كثيرة لظهور ابتكارات مختلفة، ولكن كان يمكن أن تنصرم السنون والقرون قبل أن يعم تطبيق تلك الوسائل. فلم تعم المعرفة عن السنبوك العربي أو الشونة galley المتوسطية أو سفن الفايكنغ أو الجنك (القرقور) junk الصيني (الشكل 4) أو غيرها من المراكب إلا بعد وقت متأخر جداً، وتطلب الأمر قروناً لكي تأخذ تلك المعرفة أبعادها الجغرافية.

مثّل اختراع الدولاب قفزة نوعية في مجال النقل نجم عنه تطوير المركبات المدولبة بأنواعها. وهو الإنجاز المميز بعد تدجين الحيوانات القادرة على الحمل. فقد كان استخدام الدحاريج واختراع الدولاب واستخدامه في تحريك السطوح خطوة كبيرة في طريق الحضارة على مر العصور، فتمكن الإنسان من التحرك ولأول مرة بسرعات كبيرة، هو وأثقاله، وفي جماعات أحياناً. صحيح أن الحصان والجمل يستطيعان التحرك بسرعة أكبر من الإنسان الراكب عليهما، ولكن نقل حمولة كبيرة أو أكثر من شخص واحد على حيوان واحد - وهو ما يستطيع حيوان الجر القيام به - يتطلب وجود مركبة. ولعل أول ترتيب من هذا النوع كان يتألف من لوح أو جذع خشبي يجره الحيوان على الأرض، وهو الزحافة أو الزلاجة. وقد استخدم هنود السهول في شمالي أمريكا زلاجات لها عريش من جذعي شجر. ولما كانت عيوب الزلاجة كثيرة فقد تطلب الأمر البحث عن وسائل لتحسينها. وكان اختراع الدولاب وجمعه معها والاستعانة بالحصان لجرها من الحلول العبقرية التي أوصلت الإنسان إلى اختراع العربة. وكان سكان بلاد الرافدين، حيث يتوافر الخشب بكثرة قد تعلموا كيف يجمعون بين مقطعين عرضيين من شجرة ضخمة بمحور خشبي ويثبتونهما تحت جانبي الحِمل الثقيل ثم يدحرجونه. وقد أوصلتهم هذه الطريقة إلى اختراع الدولاب والعربة في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد. فأصبحت الزلاجة مستوية السطح وتحسنت شروط تماسها مع الأرض و تحولت إلى عربة بدولابين.

كان الدولاب أول الأمر يحضر من مقطع عرضي لجذع شجرة، غير أنه كان صغير القطر وسرعان ما يتكسر. وهذا ما دفع الصانع إلى جمع لوحين أو ثلاثة ألواح من الخشب وتسميرها بعضها إلى بعض ثم تدويرها. وكان الدولاب ثقيلاً ويقلل من قوة جر الحيوان؛ لذا عمد الصانع في الألف الثاني قبل الميلاد إلى تخفيف وزن الدولاب بتفريع مقاطع منه وإلى تركيب محور ثابت يدور عليه ليقلل مقاومته للحركة، ونجم عن ذلك الدولاب ذو البرامق spoked wheel (الشعاعات التي تربط بين مركز الدولاب وحتاره) فزادت سرعة العربة وأمكن تحميلها أثقالاً أكبر (الشكل 6). ولأن طاقة الحصان وقوته لم تتبدل كثيراً على مر العصور فقد اتجه الصناع إلى تحسين مردود العربة وفاعليتها بتحسين أشكالها ودواليبها، وتحسين عدة الحصان وسطح الطريق الذي تسير عليه العربة. وأدخلت العربة إلى مصر من سورية بين 1670ـ1570ق.م وانتقلت من هناك إلى الصحراء الكبرى و من ثم عبرت بحر إيجة إلى اليونان فروما ومنها إلى أوربا (الشكل 7).

وبالتوازي مع تطور العربة، التي ترمز للنقل البري تطورت المراكب البحرية التي كانت تبنى في البدء من الأخشاب المتوفرة. وتبين لوحة فسيفيساء تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد - والمعروفة بلوحة بيبلوس السورية - بحاراً يرمي مرساة من قاربه. ومن الأمثلة التي تبين مدى اهتمام الحضارات المختلفة بالنقل المائي قناة النيل التي أنشأها الفراعنة للوصول إلى البحر الأحمر، وأعاد عمرو بن العاص تأهيلها بعد فتح مصر. وقد استخدمت السفن في نقل الأفراد والبضائع وللأغراض الحربية أيضاً، وزاد حجمها وحمولتها حتى بلغت من المقدرة والقوة والفخامة ما أعطاها أبعاداً أسطورية مع عصر البخار.

كانت المهمة الأساسية للنقل هي الترحال والتجارة والتواصل وحمل الأثقال. وفي العصر الحاضر أصبح السفر للعمل والمتعة والسياحة من الوظائف الرئيسية للنقل أيضاً. تشتمل كل عملية نقل على ثلاثة عناصر ترتبط بعضها ببعض ويعتمد كل منها على الآخر، وهي: المركبة أو وسيلة الحمل، والمنحى أو الطريق الذي سيتم سلوكه، والقدرة أو الطاقة التي ستستخدم في الحركة. وكلما أدخل تعديل أو تحسين على وسيلة النقل، كزيادة وزنها أو تعديل حجمها أو شكلها يتوجب تعديل الطريق وتقويته وتكييف مصدر الطاقة الأصلية. كذلك فإن استخدام نوع جديد من القدرة قد يتطلب تعديلاً في وسيلة النقل أو استبدالها كلية. والمعروف أن التبدل النوعي في النقل لم يكن ليحدث نتيجة تبدلات في نوعية المركبات أو في الطرق التي تسير عليها المركبات فقط، بل كان نتيجة تطور الطاقة التي تتحرك بها تلك المركبات وما نجم عنها من تحسين وتطوير.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النقل الجوي

مع القفزات النوعية التي حققها الطيران في مطالع القرن العشرين أصبحت الطائرة وسيلة النقل الجوي الأساسية بعد المناطيد وسفن الهواء. وبموجب الخبرة التي تم اكتسابها في الحربين الأولى والثانية توصلت البشرية في زمن قصير نسبياً إلى تطوير الطائرات وتحسين سرعاتها وأمديتها وحجومها إلى درجة لا تصدق. وكان الركاب يؤلفون الحمولة الأولى للطائرات وليس الشحن. ويمكن لطائرات الركاب الحديثة التي لا تزيد سرعتها على سرعة الصوت حمل أكثر من 500 راكب في راحة تامة. وتفوقت الطائرات على السفن في نقل الركاب عبر المحيطات، حتى تجاوز إجمالي عدد الركاب المنقولين جواً سنوياً 500 مليون راكب (الشكل 11)، واحتل النقل الجوي المرتبة الأولى في النقل في بعض الدول، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يقتصر النقل الجوي على طائرات الخطوط الجوية وطائرات الشحن. فهناك أيضاً «التكسي» الجوي وما يزيد على 100000 طائرة خاصة أو مأجورة تجوب أرجاء السماء. وتزداد الحوامات أهمية يوماً بعد يوم. ومع أنها محدودة الحمولة والمدى فهي تمتاز بكونها لا تحتاج إلى مهبط معبد، كما تمتاز بمرونة مناورتها وتنوع استخداماتها. وقد برهنت على فوائدها في عمليات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء، وفي نقل الحمولات والركاب إلى مسافات قصيرة، وإلى أماكن لا يمكن بلوغها بوسائل أخرى.


النقل بالسكك الحديدية

 
InterCityExpress, a German high-speed passenger train

استخدمت الطاقة البخارية أولاً في المراكب التي تتحرك في الماء. ففي عام 1809 كيَّف روبرت فولتون محركاً بخارياً لإدارة دولاب بمجاديف على مركب مسطح القاع عرف باسم كليرمون أبحر صعوداً في نهر اهدسون حتى ألباني . ولم تمضِ بضع سنين حتى صار كل نهر صالح للملاحة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كثير من أنهار أوربا يضم أسيطيلاً من السفن البخارية. كذلك استُخدم البخار في النقل البري تدريجياً أيضاً. فظهرت العربات البخارية على طرق إنكلترا في ثلاثينات القرن 19 لكنها لم تلقَ رواجاً، ولعل ذلك راجع إلى رداءة الطرق آنئذٍ. وفي عام 1865 حدد البرلمان الإنكليزي سرع هذه المركبات بحيث لم تعد مناسبة للتنقل. غير أن الاستخدام الناجح للبخار على البر تركز في المركبات المدولبة التي تسير على سكتين. وفي عام 1825 افتتح جورج ستيفنسون سكة حديد لتسيير قاطرة بخارية في مقاطعة دورهام تجر 38 عربة حمولتها 90 طناً مع الركاب. ووضعت الخطط في كل من أوربا وأمريكا لإيصال «الحصان الحديدي» ـ وهو الاسم الذي أطلق على القطار في أول الأمرـ إلى مختلف المناطق الاقتصادية النائية مثل سيبريا والغرب الأمريكي. ومع مد السكك الحديدية همدت حمى النقل النهري و توقف بناء الطرق تقريباً (الشكل 9).

حل استخدام طاقة الكهرباء محل طاقة البخار في النقل البري ابتداء «بالترام والترولي» والقطارات الكهربائية والكبلية، وأحدثها اليوم القطار الوحيد السكة والقطار ذو الوسادة المغنطيسية.


ومع اقتراب القرن العشرين شهدت الطرق البرية قفزة نوعية كبيرة في تطورها وبنيتها. وكان ذلك تلبية لتطور المركبات ذوات العجلتين، أي الدراجة الهوائية التي ظهرت في العقد الثامن من القرن 19. ومع أن الدراجة ظلت لعبة تستهوي الملايين من أجل المتعة، ومن أجل التنقل محلياً في أوربا فقد انهمك صانعو الدراجات في البحث عن وسائل لتحسينها، ونجحوا في تزويد الدراجة بمحرك فكانت الدراجة النارية. غير أن المنافسة تركزت على تحويل العربات التي تجرها الخيول إلى عربات بلا خيول. وتلخصت المشكلة في محاولات استخدام طاقة البخار أو الكهرباء، ومن ثم البترول المكتشف حديثاً، بدلاً من طاقة الحصان. وفي سنة 1886 توصل الألماني گوتليب دايملر إلى تركيب محرك يعمل على البنزين على عربة بأربعة دواليب تسير بسرعة 29 كم في الساعة. وفي عام 1899 أسس رانسوم أولدز من الولايات المتحدة الأمريكية مصنعاً في ديترويت لمركبات ذاتية الحركة سميت «أوتوموبيل». وكان دايملر قد سبقه مع شريكه بنز إلى إنتاج السيارة «مرسيدس» في أوربا، في حين ألغت إنكلترا قوانينها التي تمنع استخدام العربات المزودة بمحرك. وهكذا اختصت السيارة بمحركات الاحتراق الداخلي وبدأ عصر السيارة والطرق المعبدة الصالحة لها.

أحدثت السيارة في القرن العشرين تبدلاً في المجتمعات وازدهارها أكثر مما حققته السكك الحديدية في القرن التاسع عشر. فتطور بناء الجسور والأنفاق، وشيدت الضواحي وظهرت مراكز التسوق وتغير طابع المدينة، وانتعشت معها الصناعات المساعدة التي وفرت فرص عمل لقسم كبير من السكان. وكان من نتائج رواج السيارات نشوء شبكة الطرق الداخلية المعبدة وانتشار النزل والفنادق والبيوت المتنقلة على امتدادها، وظهور الحافلات والسيارات الخاصة والعامة التي اجتذبت الركاب من القطارات، وظهور الشاحنات التي اختصت بنقل الحمولات ومعدات الطرق المختلفة. وفي المقابل أسهم محرك الاحتراق الداخلي في نشوء أزمة الطاقة والتلوث.


نظم أخرى


العناصر

البنية التحتية

 
الجسور، مثل جسر البوابة الذهبية، تسمح للطرق والسكك الحديدية بعبور المسطحات المائية.




المركبات



التشغيل


الأهمية

ارتبط تطور النقل بتطور الحضارات وبالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية فيها. وكان له فيها آثار إيجابية وأخرى سلبية. فقد وفر تطور أنماط النقل وتقنياته إمكانات الوصول إلى أماكن وبقاع لم يكن الإنسان ليبلغها لولا توافر تلك الوسائل، كما سهل تنقل الناس بين مختلف المناطق في البلد الواحد مما ساعد على صهر المجتمع وبناء ثقافة اجتماعية متقاربة وتقوية مشاعر الانتماء الوطني، وعلى توعية كثير من المناطق النائية و تطورها اجتماعياً واقتصادياً ومساعدتها على الاندماج في المجتمع. كذلك أتاح النقل المجال لتنقل الأفراد والبضائع بين البلدان المختلفة وأسهم في توطيد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين الدول وعلى الصعيد العالمي. وكان له دوره في تشكيل تكتلات سياسية واقتصادية واسعة كما هو شأن الاتحاد الأوربي ودول الكومنولث وغيرها. كذلك أسهم تطور وسائل النقل في ظهور أشكال جديدة من التنظيمات الاقتصادية كالعولمة والأسواق المشتركة والشركات المتعددة الجنسيات وغيرها. وأفسح في المجال للتبادل الثقافي وانتقال الحضارات على المستوى العالمي. ولعل من أهم منجزات تطور وسائل النقل أنه فتح أبواباً جديدة للتنقل كالسياحة والسفر للمتعة وغزو الفضاء واستكشاف الكون وإقامة المحطات الفضائية.

ومن الآثار السلبية التي تسبب بها تطور وسائل النقل انتقال العديد من العادات والمظاهر الاجتماعية غير المستحبة إلى كثير من المناطق النقية اجتماعياً، وإضعافها النشاطات الاقتصادية والأسواق المحلية للبلدان النامية لانفتاحها على السوق العالمية وسهولة نقل البضائع و تبادلها بين البلدان. وكذلك تنامي نشاط الكثير من الفعاليات غير المشروعة والمخالفات القانونية كعمليات التهريب وغسيل الأموال والغش والتزييف وغيرها. هذا إضافة إلى تسهيل انتقال الأمراض والأوبئة وانتشارها نتيجة سرعة حركة الأفراد المصابين وسهولته. ناهيك عن ازدياد تكاليف النقل والازدحام في البر والبحر والجو وضعف منظومات النقل الجماعي المحلية والتلوث البيئي الذي يزداد استفحالا على المستوى العالمي، والناجم عن مخلفات وسائل النقل والغازات الضارة التي تطلقها عوادم المحركات.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الركاب

 
A local transit bus operated by ACTION in Canberra, Australia

الشحن


التاريخ

 
Bullock team hauling wool in Australia


 
أول رحلة للإخوين رايت عام 1903


التأثيرات

الاقتصاد

 
Transport is a key component of growth and globalization, such as in Seattle, Washington, United States


التخطيط

 
The engineering of this roundabout in Bristol, United Kingdom, attempts to make traffic flow free-moving

يخضع النقل مهما كان نمطه لقواعد عامة تفرضها القوانين والأعراف الدولية والمحلية وتهدف إلى توفير الأمن والحماية ودرء الحوادث وضمان سلامة الركاب والحمولات ووسائل النقل نفسها، ومراعاة الأنظمة المعمول بها في كل بلد، وخاصة منع التهريب و العمليات غير المشروعة والمخالفات التي تضر بالدولة والمجتمع. ومن الأمور العامة والبديهية المتعارف عليها في كل الأمم تطبيق قواعد المرور المنصوص عنها لوسيلة النقل المستخدمة، والتقيد التام بالخطوط المحددة للحركة في البر والبحر والجو وبإشارات المرور وأفضلية المرور داخل المدن وخارجها، والتحقق من سلامة المركبة وأمنها قبل بدء الحركة والتحقق من تثبيت الحمولة، وغير ذلك من النواظم الضابطة لحركة كل نوع من أنواع النقل. إضافة إلى تجنب نقل الممنوعات والمواد الخطرة إلا بموافقة السلطات المسؤولة، وعدم تعاطي المسكرات أو المخدرات في أثناء القيادة وغير ذلك.

البيئة

 
Traffic congestion persists in São Paulo, Brazil despite the no-drive days based on license numbers.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ محمد وليد الجلاد. "النقل". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-03-11.

المراجع

وصلات خارجية