مها الجابري

ميسر عادل الجابري(لقبها مها).png


ابنة عادل الجابري, إسمها الحقيقي ميسر الجابري من مواليد حلب عام 1932 م


تعرف بلقبها سوبرانو الشهباء,

تملك من صوت جميل و قوي يصل لطبقات عالية مكنها من أداء اصعب قوالب الغناء العربي مثل الدور والقصيده ولحن لها كبار الملحنين السوريين والمصريين,

اشتهرت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. تعلمت العزف على ألة العود من صغرها وحفظت الكثير من الشعر العربي القديم، وعلى يد شيوخ الطرب بحلب تعلمت فن الموشحات والأدوار والقدود الحلبية، فأجادتها وبرعت فيها.

إنطلاقتها الحقيقية عام 1965 م حين وصل إلى مسامع شاكر بريخان وإبراهيم جودت وعزيز غنام الكثير عن جمال صوتها، ومن هنا كانت انطلاقتها الفنية في برنامج سهرة المايكروفون، وبعد ذلك أطلق عليها الاسم الفني «مها الجابري».

من أشهر أغنياتها (شو بيصعب عليّ) التي كتب كلماتها نظمي عبد العزيز ولحنها إبراهيم جودت وحققت نجاحا كبيرا واغنية كتيرعلينا لو حبينا وهي من الاغاني السورية الطربيه المميزة في تلك الفترة, الملحن المصري الكبير سيد مكاوي عندما استمع إلى

صوت مها الجابري أعجب به, فلحن لها قصيدة (موطن النجوم) شعر بدوي الجبل، كان ذلك عام 1977 خلال إحدى زيارات مها إلى القاهرة. من اغاني مها الجابري أيضاً أغنية الحبايب التي أعاد غنائها المطرب

ذات خلق طيّب وتواضع

غنّت مها الجابري في صباها لأمّ كلثوم وأسمهان وماري جبران

ويعود الفضل في اكتشاف موهبتها إلى الفنان السّوري الرّاحل شاكر بريخان وبتشجيع كبير من الفنانين السّوريين إبراهيم جودت وعزيز غنام وممدوح الجابري. وعلى الرّغم من جمال صوتها وعزفها البديع على العود،إلا أنَّها لم تفكّر في احتراف الغناء، بل

كانت تمارسه على سبيل الهواية في السهرات العائلية ومع الصديقات. حتّى جاء عام 1956، فقد كان الفنان شاكربريخان يعمل في الإخراج الإذاعي في إذاعة حلب، وكان يخرج برنامج "سهرةالميكرفون"، يقدّم من خلاله المواهب الغنائيّة، وكان يشرف على

الجانب الموسيقي في البرنامج كلّ من عزيز غنّام وإبراهيم جودت، ووصل إلى مسامعهما لثلاثة (بريخان وغنام وجودت) جمال وصوت ميسر الجابري، فزارها الثّلاثة فيمنزلها وأقنعوها بالمشاركة في البرنامج، وبالفعل شاركت وكانت منه انطلاقتهاالفنية، بعد أن


أطلقوا عليها اسمها الفنّي مها الجابري


بدأت مهاالجابري نشاطها في إذاعة حلب، فقدّمت بعض الأغنيات من تلحين الموسيقيين الحلبيين، ومع بدء التلفزيون السّوري إرساله عام 1960، انتقلت إلى دمشق لتقدّم غنائها عبر الإذاعة والتّلفزيون، وكان أوّل لقاء لها مع الملحّن سليم سروة الذي كان أوّل

من تعاون معها لتقف كمطربة مرموقة وتتقدّم إلى الصّفوف الأولى في عالم الطّرب السّوري إلى جانب المطرب صباح فخري ومحمّد خيري وصحر ومصطفى ماهر لتشدو بصوتها السّاحر أعذب الأغنيات والموشّحات والقصائد والقدود الحلبيّة.

غنَّت مها الجابري كذلك عدد منالأغنيات لغيرها من المطربين والمطربات، فأدَّتْ باقتدار قصيدة "أفديه إنحفظ الهوى أو ضيَّعه" من كلمات كمال الدّين ابن النّبي ولحّنها الشّيخ أبو العلا محمّد الذي غنّاها بصوته في العشرينات من القرن العشرين، قبل أن

تغنّيهاأمّ كلثوم بعد ذلك وغيرها من المطربات وأداء مها الجابري للقصيدة لا يقلّ روعة واتقانا عن أدائهنّ فسجّلتها مها بتاريخ 15/11/1961، وقلّدت في الحفلات الخاصّة أهمّ أغاني سيّدة الغناء العربي أمّ كلثوم مثل: ثلاث قصائد لحّنها رياض

السّنباطي وهي قصيدة "أراك عصيّ الدّمع" من كلمات أبو فراس الحمداني و"رباعيات الخيّام" للشّاعر الفارسي عمر الخيّام وترجمها للعربيّة أحمد رامي وقصيدة "ذكريات" (قصّة حبّي) من كلمات أحمد رامي وأغنية "حبيبي يسعد أوقاتو" من كلمات

محمود بيرم التّونسي ولحّنها الشّيخ زكريّا أحمد. كما غنّت أيضا قصيدة "يا جارة الوادي" من كلمات أمير الشّعراء أحمد شوقي ولحّنها وغنّاها الموسيقار محمّد عبد الوهاب. وأدّت مها الجابري دورين هما "يا بديع الحسن" قديم ودور "يا ما أنت وحشني"


من كلمات محمّد الدّرويش"وتلحين الشّيخ محمّد عثمان، كما أدّت أغنية "ح أفضل وفي" التي كان رفيق شكري قدلحّنها لفايزة أحمد منذ الخمسينيات من القرن العشرين، وأغنية "وين قولي"التي لحّنها عبد الغني الشّيخ لفايزة أحمد، كما قدّمت مها

الجابري أغنية "ليشبتستحي منّي" للشّاعر المصري توفيق بركات والتي كان الملحّن اللّبناني مصطفى كريديّة قد لحّنها للمطربة نازك. كما اشتهرت أغانيها الخفيفة على كلّ لسان ومنها "أسمر خمري" و"طوّل بالك"، و"حبّك في قلبي". كما غنّت كذلك

عدّة أغان مجهولة الشّاعر والملحّن مثل "الزّمن بعدني" و"لا تدّعي بالحب يا أسمر" و"والله ما بنساك والله" و"ظامئ والشوق" و"لا تسلني عن حبيب" و"يا زين" و"أعمل ليه لعبتو والدنيا دنيتو"، ... وسنورد قائمة لكلّ هذه الأعمال التي غنّتها

مطربة مها الجابري في آخر المقال مع ذكر مؤلّفيها وملحّنيها، والتي كانت تذاع بشكل شبه يومي في إذاعتي دمشق وحلب وإذاعةبيروت والشرق الأدنى وإذاعة لندن القسم العربي، كانت صعبةالأداء لكنّ المطربة مها الجابري حلّقت فيها أجود تحليق، وسنورد

قائمة بهذه الأعمال في آخر هذا المقال مع ذكر مؤلّفيها وملحّنيها

هذا وقد قامت الهيئة العامّة لدار الأسد للثّقافة والفنون فيدمشق بإصدار اسطوانة لها مؤخّرا ضمن سلسلة أعلام الموسيقى والغناء فيسوريا وذلك تكريما لها وتحتوي الاسطوانة على معظم أغاني الهامّة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كما تربّعت المطربة القديرة مها الجابري على قمّة الأغنيات النّسائيّة في سوريا، ومن ألقابها لقب "أمّ كلثوم سوريا" و"سلطانة الطّرب"

شاركت المطربة مها الجابري في العديد من المهرجانات ومثلت سوريا في المهرجانات الغنائية العربية والعالمية فنالت النجاح والإعجاب وشهادات التقديرتقديرا لفنّها الرّاقي لما قدّمته للحركة الفنّيّة في سوريا من عطاء وجهد متميّزين.

وتعتبر مها الجابري مطربة سورية كبيرة عظيمةذات خلق طيّب وتواضع. قال فيها النّقّاد إنّها من أبرز الأصوات النّسائيّة السّوريّة التي حافظت على طابع الأغنية السّوريّة الأصيلة فهي صاحبة صوت جميل قويّ شجيّ قدير صادح "سوبرانو" متميّز بالعذوبة

والصّفاء ومكّنها من البراعة في أداء أصعب قوالب الغناء العربي باقتدار وبشكل خاصّ الدّور والقصيدة والموشّح والقدود الحلبية ونافست في عصرها ملكات الطّرب العربي الأصيل.


من ميزات مها الجابري أنّها كانت ترفض غناء الألحان المبتذلة والتّجاريّة كما كانت ترفض دائما الغناء في الملاهي اللّيليّة الرّخيصة، صادقة مع نفسها حريصة على فنّها الرّفيع المستوى ومسيرتها الرّاقية[7].


أمضت مها الجابري السّنوات الأخيرة من حياتها وحيدة في منزلها مع آلة التّسجيل، بعد الإهمال الذي تعرّضت له، ورحلت في السّابع عشر من آب عام 1982 عن خمسين عاماً تاركة أجمل أعذب الأغنيات وأجمل الذكريات ومازال أعبق أعمالها يتردّد صداه

في أرشيف المكتبة الغنائيّة السّورية والعربيّة.



المراجع

1- إلياس بودن، طالب بالدّكتوراة في الموسيقى والعلوم الموسيقيّة بالمعهد العالي للموسيقى بتونس.

2- مبيّض، (عامر رشيد)، مئة أوائل من حلب، أعلام، معالم أثريّة، صور وثائقيّة، حلب، دار القلم العربي، 2004، "مها الجابري"، ص 1783.

3- بن ذريل (عدنان)، الموسيقى في سورية، دمشق، دار طلاس للنّشر، ط 2، 1987، ص 67.

4- أبو الشّامات (عدنان)، ديوان الموشّحات وألحان عدنان أبو الشّامات، دمشق، دار الأنغام للتّراث، 2000، ص 157- 173.

5- الجمل (أحمد بوبس)، مقال "مها الجابري المطربة القديرة (1932-1982)"، دمشق، جريدة "شرفات الشّام" ثقافيّة فنيّة نصف شهريّة تصدر عن وزارة الثّقافة السّوريّة في الإنترنت: http://www.shorufat.com/read.php?sid=1796&id=13

6- البوّاب، (سليمان سليم)، موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين، دمشق، دار المنارة، 2000، ص 157- 173.

7- جبران (أسعد)، الموسيقى السّورية عبر التّاريخ، دمشق، دار العلم للملايين، 1990، ص 150.

8- معجم الصوت النسائي في الأدب العربي الحديث لأحمد دوغان.