محمد كمال إسماعيل

محمد (بك) كمال إسماعيل (و. 13 سبتمبر 1908 - ت. 2 أغسطس 2008) هو دكتورمهندس مصري، من أبرز أعماله توسيع للمسجد الحرام والمسجد النبوي، كان الملك فهد بن عبد العزيز هو الذي اختاره لهذا العمل الجليل، بعد أن اطلع على مجموعة المجلدات النادرة التي أصدرها قبل 60 عاما تحت عنوان موسوعة مساجد مصر. يلقب بأستاذ الأجيال.

محمد كمال إسماعيل
Mohamed-kamal-ismail.jpg
شيخ المعماريين محمد كمال إسماعيل
وُلِدَ13 سبتمبر 1908
توفي2 أغسطس 2008
الجنسيةمصري
المهنةمعماري
الجوائزجائزة الملك فهد للعمارة الإسلامية
المبانيتوسيع المسجد النبوي، توسيع المسجد الحرام، مجمع التحرير، دار القضاء العالي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

في مدينة ميت غمر الدقهلية وفي الخامس عشر من سبتمبر عام 1908، ولد محمد كمال إسماعيل، حيث درس في مدرسة المدينة الإبتدائية مبدياً تفوقاً ونبوغاً لافتا للأنظار. بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية ليضعوا ترحالهم بها وليزداد إحساسه بالجمال فيها عمقاً كما كان يقول، وهناك بجوار البحر المتوسط، والثروة المعمارية ذات الملامح الأوروبية للمدينة، أنهي تعليمه الثانوي في مدرسة العباسية، ليكون القرار بعدها بالتوجه لقاهرة المعز للالتحاق بجامعتها «فؤاد الأول»، ودراسة الهندسة بها.

كان واحداً من بين أفراد دفعته التي لم يتعد عددها سبعة دارسين، كما ذكر في أحد حواراته التليفزيونية قبل سنوات من رحيله، وعلي الرغم من أنه تتلمذ علي يد أساتذة من إنجلترا وسويسرا درسوا له في الجامعة فنون العمارة العالمية إلا أنه تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيه عقب التخرج ويكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية.


تميزه

كان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى، وأصغر من تخرج فيها، وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على ثلاث شهادات للدكتوراه في العمارة الإسلامية، كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك. هو الذي قام على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين التي أمر بها خادم الحرمين الملك فهد وشهد عهده أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام، وعلى امتداد 14 قرنا.

بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، سافر المهندس محمد كمال إسماعيل إلي فرنسا للحصول علي الدكتوراة التي حصل عليها للمرة الأولي في العمارة من مدرسة بوزال عام 1933، ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة، تلاها بعدها بسنوات قليلة بدرجة دكتوراة أخرى في الإنشاءات وليعود إلي مصر ويلتحق بالعمل في مصلحة المباني الأميرية التي شغل منصب مديرها في العام 1948، كانت المصلحة وقتها تشرف علي بناء وصيانة جميع المباني والمصالح الحكومية، لتصممم يداه العديد من الهيئات ومنها دار القضاء العالي، مصلحة التليفونات، مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع الجلاء الذي أنشئ عام 1951 بتكلفة 200 ألف جنيه بالنسبة للإنشاءات، ومليون جنيه، بالنسبة للمباني التي بلغ ارتفاعها 14 طابقا،

وكان لتصميم المبني علي شكل القوس دوراً في تحديد شكل ميدان التحرير، وما تفرع منه من شوارع علي حد وصف المعماريين. في تلك الفترة قدم دكتور محمد كمال إسماعيل للمكتبة العربية والعالمية موسوعة مساجد مصر في أربع مجلدات عرض فيها لتصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر كل منها عن مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية، وقد طبعت تلك الموسوعة فيما بعد في أوروبا ونفدت كما يقول المتخصصون فلم يعد منها أي نسخ سوي في المكتبات الكبري. وقد كانت تلك الموسوعة سببا أيضاً في حصوله علي رتبة البكوية من الملك فاروق تقديراً لجهوده العلمية في تقديمها.

أهم أعماله

القاهرة

 
مجمع التحرير بميدان التحرير
  • مسجد صلاح الدين بالمنيل
  • مبنى مصلحة التليفونات بشارع الملكة نازلي (رمسيس)
  • تعلية مبنى المحكمة المختلطة المهيب (دار القضاء العالي)
  • مجمع التحرير، والذي أقيم على مساحة 12500 متر مربع شاملة المباني والحدائق في الجزء الجنوبي الغربي من الميدان، وهي جزء من أراضي سراي الإسماعيلية. ذلك المبنى الذي كان العاملون به عند إنشائه يشار إليهم بإعتبارهم شريحة مجتمعية ووظيفية متميزة تم إنتقائهم بعناية وكأنهم من العاملين بالسرايات الملكية وكانوا -مهما كانت درجاتهم- يرتدون البدل وأربطة العنق وكانت أقصى درجة إذدحام بأي مكتب لا تزيد عن ثلاثة موظفين. ربما لا نكون مغالين إذا قلنا أن مبنى المجمع غير التاريخ الإجتماعي لمصر تماما مثلما وضع نظريات هندسية جديدة فهو مبنى ساحر تراه في كل مرة بشكل مختلف تبعاً للزاوية أو الجهة التي تراه منها.

السعودية

 
المسجد النبوي بالمدينة

وعلي الرغم من ملامح تصميماته التي تركها وراءه تتحدث عنه علي مدار سنوات عمله، إلا أن عملية توسعة الحرمين المكي والنبوي التي كلفه بها ملك السعودية الراحل فهد بن عبد العزيز، تظل الأهم والأبرز في مسيرته المعمارية، وذلك وكما يقول المتخصصون لضيق المساحة والحيز الذي يمكن لأي مهندس التعامل معه،

فمن السهل أن تتعامل مع مساحة من الأرض الفضاء لتصمم بها ما تشاء، ولكن من الصعب فعل الشيء ذاته مع مكان تم بناؤه بالفعل، وبخاصة لو كان مقدساً لدي المسلمين. وفي مقال له بجريدة الأهرام في العام 2006، ذكر الكاتب الصحفي صلاح منتصر في احتفاله بذكري مولد هذا المعماري الثامن والتسعين، أنه تم توسعة الحرم النبوي بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحته من 14 ألف متر مربع إلي 104 آلاف متر مربع، بينما تمت توسعة الحرم المكي لتزداد من 265 ألف متر مربع إلي 315 ألف متر مربع، وهي التوسعات التي لم تتضمن فقط توسعة الحرمين، ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقباب،

بالإضافة إلي جراج للسيارات يسع لنحو 5000 سيارة تحت الأرض وتكلفت هذه الإنشاءات نحو 18 ألف مليون دولار. وقد بدأت عملية التوسيع في العام 1982، واستمرت لمدة 13 عاماً انتهت بهذا الإبداع الذي كرم عليه بمنحه جائزة الملك فهد للعمارة الإسلامية اعترافا بجهوده في أعمال الحرمين.

ويقول الدكتور علي رأفت، أستاذ العمارة الإسلامية، معلقاً علي تلك التوسعات: «كان اختيار الملك فهد للمهندس المصري الدكتور محمد كمال إسماعيل لتصميم والإشراف علي تنفيذ التوسعات الأخيرة بالحرمين، نابعاً من سمعته التي اشتهر بها واستندت علي العلم الواسع بالمساجد في عصورها المختلفة.

إلي جانب ما اشتهر به من حساسية فنية بالعناصر الإسلامية انتفاعياً وفكرياً، وقد أسعدني الحظ للاستماع لمحاضرة له، كان قد ألقاها في نادي روتاري، تحدث فيها عن مشروع تلك التوسعة التي أدخل فيها أحدث التكنولوجيا لتوفر الراحة للمصلين في مختلف أيام العام. وذلك من خلال استخدامه ميكانيزم فتح وقفل الأسقف أوتوماتيكيا بواسطة إثني عشر مظلة من التفلون علي شكل خيمة، مساحة كل منها 306 أمتار مربعة، وهي أكبر مساحة خيمة في العالم علي عمود واحد، واستعمال سبعة وعشرين مساحة كل منها 1818 مترا، لحماية المصلين.

مؤلفاته

قدم إلى المكتبة العربية والعالمية موسوعة مساجد مصر في أربع مجلدات عرض فيها لتصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر كل منها عن مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية، وقد طبعت تلك الموسوعة فيما بعد في أوروبا ونفدت كما يقول المتخصصون فلم يعد منها أي نسخ سوى في المكتبات الكبرى. وقد كانت تلك الموسوعة سببا في حصوله على رتبة البكوية من الملك فاروق تقديراً لجهوده العلمية في تقديمها.

حياته الخاصة

انشغل مهندسنا المصري دكتور محمد كمال إسماعيل بحياته العملية عن مثيلتها الخاصة. لينسي حتى فكرة الزواج إلي أن اتخذ قرار الارتباط في العام 1952، وهو في الرابعة والأربعين من العمر ولينجب ابناً واحداً كان له كما يقول الكاتب صلاح منتصر، حفيدان لا يزالان في سن الطفولة. ومع رحيل الزوجة في العام 2002، ورحيل غالبية أصدقائه أيضاً، زادت حالة الانعزال التي عاشها المهندس محمد كمال إسماعيل، وخاصة بعد أن كان قد بلغ الخامسة والتسعين من عمره ورحل ولم يتم الإشاره إلى كثير من انجازاته المحلية التي من أشهرها مجمع التحرير.

قالوا عنه

ورغم التاريخ الحافل والمشرف لإسماعيل ـ الذي حصل علي «البكوية» من الملك فاروق، ومنح جائزة الملك فهد للعمارة ـ فإن القاعدة العريضة من المصريين، وبينهم الكثير من أبناء مهنته لا يعلمون عنه الكثير، فكان من الضروري أن نسلط الأضواء علي عبقري رحل وسط لا مبالاة رسمية وتجاهل أو جهل إعلامي بقيمته حيث لم يصل علي جثمانه سوي «صفين» من مشيعيه الذين كانوا من تلاميذه ومحبيه

يقول عنه دكتور علي رأفت، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، ومصمم مكتبتها الحديثة، عشق أستاذنا دكتور محمد إسماعيل، العمارة الإسلامية التي كان يحب اللجوء الي عناصرها في تصميماته رغم تنوع ثقافته الهندسية التي استقاها من مدارس معمارية عدة، فبرزت في أعماله الأقواس والزخارف والأعمدة والأفنية الداخلية التي تحتوي علي سلالم، وهو ما يتضح في بنائه مجمع الجلاء الذي بناه علي شكل قوس وجعل له فناء داخليا كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية. كما تتضح في مسجد صلاح الدين بالمنيل الذي يعد تحفة أقيمت علي نسقها عدد من المساجد في دول الخليج.


جوائز وتتكريمات

وصلات خارجية

المصادر