لارسا أو كما يسميها السكان المحليون تل السنكرة أو سنكرة مدينة سومرية أثرية هامة تقع جنوب العراق. في منطقة القطيعة حاليا في جهة الجزيرة. التي تقع ضمن حدود محافظة ذي قار.

موقع لارسا في العراق.

تبعد هذه المدينة حوالي 25 كيلومترا جنوب شرق مدينة الوركاء أو أوروك الأثرية. و قد جاء ذكرها في نقوش سومرية قديمة تعود لحوالي 2700-2800 ق.م. أصبحت لارسا قوة عسكرية مسيطرة في منطقة بلاد ما بين النهرين بين عامي 2000-1600 ق.م. بسبب انهيار السلالة الثالثة الحاكمة في أور.

تعد لارسا Larsa من المدن المهمة في تاريخ بلاد الرافدين القديمة، ويعرف موقعها اليوم باسم تل السنكره (أو سنقرة). ويقع هذا التل على بعد 40كم تقريباً إلى الشمال الغربي من مدينة الناصرية الحالية في جنوبي العراق، وكان نهر الفرات يمر بمدينة لارسا في العصور القديمة، ولكن تغيُّر مجرى هذا النهر جعله يمر على بعد 20 كم تقريباً إلى الغرب من موقعها. يغطي تل السنكره حالياً مساحة تبلغ أبعادها 2كم من الشمال إلى الجنوب و1.5كم من الشرق إلى الغرب، وفي وسط الموقع تقريباً يوجد مرتفع بارز يمثل بقايا زقورة معبد المدينة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعبد الرئيسي

 
لوح سومري قديم من معبد الشمس يبابار في لارسا 1850 ق.م.

كان المعبد الرئيس في لارسا عبارة عن مجمع ديني ضخم مخصص لعبادة إله الشمس، شمش، ويشغل هذا المجمع مساحة يبلغ طولهـا 277م × 95م، ويتألف من سلسلة أبنية أهمها البناية الأمامية التي تضم ساحة مفتوحة وغرفاً تحيط بجهاتها الأربع. في القسم الجنوبي الغربي من الساحة توجد غرفة العبادة وخلفها مباشرة الزقورة. وينتظم المدخل الرئيس للمعبد مع الساحة ومدخل غرفة العبادة على محور واحد، يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي. وهناك ممر يحيط بالزقورة ويفصلها مع غرفة العبادة عن بقية أرجاء المعبد التي تحيط بهما. زينت جدران المعبد الخارجية بالطلعات والدخلات. وزينت جدران الساحات إما بأنصاف أعمدة لها أشكال حلزونية وإما بالطلعات والدخلات المشابهة لما هو موجود في الواجهات الخارجية. وقد أمكن تمييز سبع مراحل بنائية للمعبد تعود إلى عصور مختلفة في الألف الثاني قبل الميلاد، تعود المرحلة الأولى إلى عصر إيسن- لارسا، وتعود ثلاث مراحل لاحقة إلى عصر سلالة بابل الأولى. وهناك مرحلتان تعودان إلى العصر البابلي الوسيط، السلالة الكاشية، والمرحلة الأخيرة تعود إلى عصر سلالة إيسن الثانية في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.


قصر نور عضد

 
لوح طيني رسم عليه مخطط قصر نور أدد في لارسا (1856 - 1850 ق.م.)

أما قصر نور-أدد فقد شيد بالآجر، وضم ساحة مركزية واسعة وقاعة عرش مع غرف لأغراض متعددة. وتدل نتائج التنقيب في بقايا بناية هذا القصر أن عملية تشييده لم تكتمل؛ إذ لم يعثر فيها على أي مخلفات أثرية مقترنة بالاستعمالات اليومية الاعتيادية، ولكن أهم المكتشفات الأثرية جاءت من بناية المعبد، التي حملت اسم "إي- ببار" E-babbar الذي يعني باللغة السومرية «المعبد الناصع»، ومن بين تلك المكتشفات جرة فخارية تضم مواد وأدوات تخص عمل الصاغة.

ذكرها في النصوص التاريخية

 
"متعبد لارسا"، تمثال صغير نذري مكرَّس للإلهة أمورّو لإطالة عمر حمورابي، من مطلع الألفية الثانية ق.م.، اللوڤر.

يرد اسم مدينة لارسا في نصوص جميع العصور التاريخية في بلاد الرافدين القديمة حتى نهاية الألفية الأولى ق.م.. وقد برز الدور السياسي والحضاري لها حين أصبحت عاصمة لسلالة آمورية أسسها نبلانم عام 2025 ق.م. تقريباً، أي في أواخر عصر سلالة أور الثالثة، وحكم في هذه السلالة أربعة عشر ملكاً، كان آخرهم ريم-سن الثاني (1822-1763 ق.م.) الذي استطاع أن يسقط سلالة مملكة إيسن المنافسة في عام 1794 قبل الميلاد ويضمها إلى مملكته. ولكن مملكة لارسا واجهت بعد ذلك منافساً قوياً هو حمورابي، ملك بابل، الذي تمكن من الاستيلاء عليها وأسر ملكها ريم-سن الثاني في عام 1763 ق.م.، ويرد وصف لحصار حمورابي الذي فرضه على لارسا مدة ستة أشهر ثم استيلائه عليها وذلك في رسائل من مدينة ماري في سورية.

ملوك لارسا

 
قائمة ملوك لارسا، منقوشة في السنة 39 من حكم حمورابي، اللوڤر.
الحاكم حكم (تأريخ قصير) تعليق
نپلانم ح. 1961—1940 ق.م. عاصر إبي-سوئن من اور 3
إميسوم ح. 1940—1912 ق.م.
ساميوم ح. 1912—1877 ق.م.
زبايا ح. 1877—1868 ق.م. ابن ساميوم، أول نقش ملكي
گونگونوم ح. 1868—1841 ق.م. حص على الاستقلال من لپت-عشتار من إسين
أبي‌سارى ح. 1841—1830 ق.م.
صوموإل ح. 1830—1801 ق.م.
نور-عضد ح. 1801—1785 ق.م. عاصر صومو-لا-إل من باب
سن-إدينام ح. 1785—1778 ق.م. ابن نور-عضد
سن-إريبام ح. 1778—1776 ق.م.
سن-إقيشام ح. 1776—1771 ق.م. عاصر زامبيـّا من إسين، ابن سن-إريبعم
سلي-عضد ح. 1771—1770 ق.م.
ورد-سن ح. 1770—1758 ق.م. حاكم مشارك محتمل مع كودر-مابوك والده
ريم-سن الأول ح. 1758—1699 ق.م. عاصر إردانه‌نه من اوروك، هزمه حمورابي من بابل، شقيق ورد-سن
حمورابي من باب ح. 1699—1686 ق.م. الحكم البابلي الرسمي
سمسو-إلونا من باب ح. 1686—1678 ق.م. الحكم البابلي الرسمي
ريم-سن الثاني ح. 1678—1674 ق.م. قـُتِل في ثورة ضد بابل

اكتشافها

استكشف موقع المدينة لأول مرة من قبل وليام ك. لوفتس W.K.Loftus الذي زاره في عام 1853م، ورسمت أول خريطة للموقع من قبل ڤالتر أندريه W.Andrae في عام 1903. وقد بدأت بعثة آثارية فرنسية التنقيب في موقع مدينة لارسا برئاسة أندريه بارو (1932 - 1934م) André Parrot، واستؤنف التنقيب في مواسم متقطعة في الأعوام 1968-1970م و1976-1991م. وكانت أعمال التنقيب الأثرية تجرى في موضعين رئيسين من الموقع حيث توجد في الأول بقايا معبد المدينة وزقورته، وفي الموضع الثاني توجد بقايا قصر نور- أدد (1865-1850ق.م)، وهو الملك الثامن في سلالة لارسا، ولا تزال أرجاء واسعة من موقع مدينة لارسا غير منقبة.

على الرغم من أن التنقيبات الآثارية في موقع لارسا لم تكشف عن طبقات يعود تأريخها إلى ما قبل الألف الثالث قبل الميلاد؛ هناك شواهد على أن المدينة سكنت منذ دور العبيد، في النصف الثاني من الألف الخامس قبل الميلاد، حتى أواخر الألف الأول قبل الميلاد (العصر الفرثي). وتعود معظم البقايا التي كشفت عنها التنقيبات إلى العصر البابلي القديم، في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد. ويصطلح على إطلاق اسم عصر إيسن - لارسا على القسم الأول من ذلك العصر بسبب قيام سلالتين قويتين في مدينتي إيسن ولارسا في أثنائه، وكانتا تتنافسان للسيطرة على جنوبي بلاد الرافدين.

الهامش