شارل پيگي Charles Péguy ,(و.1873 ـ ت. 5 سبتمبر 1914) شاعر فرنسي اشتراكي.

Charles Péguy
Portrait of Charles Péguy, by Jean-Pierre Laurens, 1908
Portrait of Charles Péguy, by
Jean-Pierre Laurens, 1908
وُلِدCharles Pierre Péguy
(1873-01-07)7 يناير 1873
Orléans, France
توفي5 سبتمبر 1914(1914-09-05) (aged 41)
Villeroy, France
الوظيفةWriter
الجامعة الأمÉcole Normale Supérieure

ولد في مدينة أورليان في فرنسا، وهو يتحدَّر من أسرة ريفية فقيرة، ونشأ يتيم الأب عصامياً، أفاد من منحةٍ من ثانوية أورليان، لينهي فيها دراسته بنجاح، ثم مضى إلى باريس لمتابعة الدراسة بمعهد المعلمين العالي، بيد أنه أخفق في امتحان القبول، فتطوَّع في الجيش وخرج منه ضابطاً صغيراً، وقد تسنى له أن يلتحق في عام 1894 بمعهد المعلمين العالي، واتضح، آنئذ، منحاه الفكري العقائدي، فقد رفض المسيحية الكاثوليكية، مؤمناً بالاشتراكية المثالية ولهذا قطع دراسته بعد عام واحد في المعهد، وآبَ إلى أورليان، لينشئ فريقاً يهتم بالدراسات الاشتراكية، وعكف على تحبير مقالاتٍ، أفصح بها عن دعوةٍ متحمسة للاشتراكية، وفي تلك الأثناء ظهرت قضية دريفوس التي قسمت الرأي العام الفرنسي، ونافح بيغي عنها بمقالاتٍ تنضح جرأة، وشرع آنذاك بكتابة مؤلفه «جان دارك» الذي مزج فيه إعجابه بالبطلة الشهيدة، مع عقيدته الاشتراكية.

وتزوج في عام 1897 أخت صديقه الأثير مارسيل بودوان، واستعان ببائنة زوجته لينشئ المكتبة الاشتراكية بباريس، ولكنه لم يكن راضياً عما كان يدور في أروقة السياسة من تشويه للحقائق ونيلٍ من الحريات فنأى عن رفاقه الاشتراكيين، وكانت القطيعة التي بترت صلاته معهم، حين أصدر «الصحائف الخمس عشرية» Les Cahiers de la Quinzaine التي كانت منبراً لآرائه الجريئة المتحررة، متخذاً مقراً لها في شارع السوربون، دُعي بالدُّكان La Boutique، أصدر فيه كتيبات من تأليفه أو تأليف بعض الكتاب المتعاطفين معه، وهاجم دعاة الانهزامية تجاه خطر التوسع الألماني، وكتب مؤلفه «وطننا» Notre Patrie وارتد بحزم إلى العقيدة المسيحية. وأعانه على ذلك تأثره بفلسفة أستاذه برگسون، ومطالعاته الدائبة لخواطر پاسكال. واندلعت الحرب العالمية الأولى فالتحق بالجيش، تؤهله خدمته القديمة ليكون ضابطاً، وفي عشية معركة المارن في 5 سبتمبر 1914، أصابت رصاصةٌ غادرةٌ جبهة شارل پيگي فصرعته على الفور.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

 
Cover of Die Aktion with Péguy's portrait by Egon Schiele

ثمة ثلاث مراحل، ترادفتْ فيها آثار شارل بيجي، النثرية والشعرية، «الصحائف الخمس عشرية» التي تضمُّ أهم أعماله النثرية وتتسم بأنها مرآة تعكس هموم عصره ومشاكل مجتمعه وقواه المصطرعة. ويستهل مؤلفه «لغز المحبة لدى جان دارك» Le Mystère de la charité de Jeanne d’Arc المرحلة الثانية الهامة من إنتاجه الأدبي، ويتجلى فيها بيغي شاعراً ملهماً، مؤمناً بالعقيدة الكاثوليكية. وقد ترادفت في إثره، قصائد «الألغاز» Les Mystères، و«المفوفات» Les Tapisseries، و«حواء» Eve التي شارف بيغي فيها قمة الإبداع الشعري.

أما المرحلة الثالثة، فتضم مؤلفاته النثرية التي تستهدف غايتين: أولاهما الردُّ على خصومه القدامى والجدد ومناصرة أفكار أستاذه برگسون، التي أجملها بدراسةٍ مسهبةٍ عن فلسفته، وثانيتهما فسح المجال، بأسلوب طلي، ليسرد بكتابه «المال» L’Argen ملامح من طفولته التي كان يتجاذبها الفقر والكفاح، وتلاه كتاب «كليو» Clio الذي تنحو فيه نظراته إلى العصور الخوالي، ليتحدث بلسان ربة التاريخ كليو، كيف يلتهم طاعون الزمن، الطاغي، آثار الإنسان الأدبية المعرضة للنسيان والإهمال، ولم يقدر لهذا الكتاب أن ينشر إلا بعد وفاته. وتنبسط هذه المؤلفات كلها شاهداً ذا دلالة على العصر الذي عاش فيه بيغي، وتنهض بناءً أدبياً شامخاً، يمثل فيه طيف الاشتراكي ذو الوجه الإنساني مع طيف الوطني الصادق، وطيف المسيحي المؤمن، كما يمثل فيها طيف الشاعر الملهم الشجاع. ثمة سمةٌ أخرى يتصف بها أسلوبه النثري، هو أن المرء لا يجد فيه فكرةً جافةً مقدودةً وفقاً لهندسةٍ ذاتِ معانٍ مجردةٍ، بل إن أفكاره تلتمس جذورها من كيان أناسٍ أحياء.

يجنح بيغي في قصائده التي يضمها ديوان «لغز المحبة لدى جان دارك» إلى الشعر الحر Vers Libre لأنه أكثر طواعية واستجلاءً لمشاعره الدينية الدفينة، وقد اتسق له أن يظفر فيها بإشراقات تجعل من قصائده قمة من قمم الشعر الفرنسي. غير أن بيغي لم يحبس إلهامه الشعري في إطار الشعر الحر، فقد عاد إلى الوزن التقليدي حين ألفى من المناسب أن يُلين من تيار عاطفته الدينية العارمة فنظم رباعيات ومفوفات، وتلتها مقطوعات تضم أكثر من ألف وتسعمئة رباعية، مماثلة لملحمة شعرية رحيبة سماها «حواء» تمجيداً للأم الجدة الأولى حواء، التي تألمت وقاست واتهمت بأن خطيئتها الأولى قد استنزلتها من الجنة إلى الأرض وتترسل هذه الملحمة، كما شبهها الناقد جاك بونو بالنغمات الرَّهوة، الطلية، تَنْسِمُ، منطلقة من أرغن خفي، تلعب على كعابه وأوتاره أنامل الموسيقار الخالد يوهان سباستيان باخ.


ملاحظات

المصادر

بديع حقي. "بيغي (شارل ـ)". الموسوعة العربية.

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بشارل پيگي، في معرفة الاقتباس.

وصلات خارجية