جورج كينان

(تم التحويل من جورج كنان)

جورج فورست كينان George F. Kennan (ولد 16 فبراير 1904 - مات 17 مارس 2005) كانَ ولسنوات عضواً في قسم الشؤون الخارجية للولايات المتحدة. وكمُخططٍ للسياسات الخارجية في آواخر الأربعينيات والخمسينيات، ولقد أُعتبر "مهندسَ" الحرب الباردة بدعوته للاحتواء الاتحاد السوفيتي. أحد أسلافه، جورج كينان، كان مستكشفاً وكاتباً.

جورج كينان
George F. Kennan
Head and shoulders portrait of a balding man, wearing a suit and tie.
سفير الولايات المتحدة. إلى يوغوسلاڤيا
في المنصب
16 مايو 1961 – 28 يوليو 1963
الرئيسجون كندي
سبقهكارل إل. رانكن
خلـَفهتشارلز بورك إلبريك
سفير الولايات المتحدة. إلى الإتحاد السوڤيتي
في المنصب
14 مايو 1952 – 19 سبتمبر 1952
الرئيسهاري ترومان
سبقهألان گودريش كيرك
خلـَفهتشارلز بولن
تفاصيل شخصية
وُلِد
جوروج فروست كينان

(1904-02-16)فبراير 16, 1904
ملواكي، وسكنسن، الولايات المتحدة
توفيمارس 17, 2005(2005-03-17) (aged 101)
پرنستون، نيوجرزي
الزوجآناليس سورنسن
المدرسة الأمجامعة پرنستون (بكالوريوس)
المهنة
  • Diplomat
  • Political scientist
  • Writer

وُلد كينان في ميلواكي، وسكنسن لكوسِث كينان وفلورنسا جيمس كينان، ولقد التحق بأكاديمية ساينت جون العسكرية وفيما بعد بجامعة برينستون، وتخرجَ منها في 1925 مُلتحقاً بالسلك الدبلوماسي.

كانت مهمته الأولى في جنيف، ثم انتقل بعدها لهامبورغ في 1927 وتالين في 1928. وفي السنة التالية كُلف بمهمة كسكراتيرٍ ثالثٍ متصل بجمهوريات البلطيق. وفي 1931 تزوج من النرويجية آناليس سورانسين، وهو نفس العام الذي بدأ فيه بتعلم اللغة والثقافة الروسية في برلين وهي محاولة من وزارة الخارجية للاعتراف بالاتحاد السوفيتي.

وعند افتتاح السفارة الأمريكية في موسكو في عام 1933، انتقل كينان مع السفير وليام بولت، حيث خدمها حتى عام 1937. بعدها قضى عاماً في الولايات المتحدة، وعاماً في پراگ، وبعدها في 1940، انتقل للسفارة الأمريكية في برلين، حيث خدم كسكرتير أول تحت سمنر ولز حيث عمل جاهداً لإيجاد تسوية سلام. ولقد كان في برلين حينما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا النازية حيث مكث عدة شهور لم يستطع فيها الهرب إلا في 1942.

وأثناء الحرب مَثل كينان الولايات المتحدة في البرتغال وأصبح مفوضاً من قبلها في اللجنة الأوروبية الاستشارية، ثم عاد في 1944 ليعمل في السفارة الأمريكية بموسكو.

وفي 1947، أوكل جورج مارشال إلى كينان مهمة التخطيط لسياسات وزارة الخارجية حيث خرج ب[[سياسة الاحتواء] تحت اسمٍ مجهول في مقال بمجلة الشؤون الخارجية تحت عنوان "مصادر التحكم بالاتحاد السوفيتي"، واشتهرت باسم مقال المجهول (أو مقال سين) في يوليو من عام 1947. ثم عيّن سفيراً للولايات المتحدة في الاتحاد السوفيتي في 1952، ولكنه اِستُبعِدَ في أكتوبر بسبب تعليقاتٍ أطلقها في برلين تسببت بأزمة دبلوماسية، حين قارن الاتحاد السوفيتي بألمانيا النازية، حيث اعتبر شخصاً لا يحظى بالترحاب.

وتقاعد كينان من الشؤون الخارجية في 1953، حيث اشترك في مؤسسة الدراسات المتقدمة في پرنستون حتى فترة التقاعد، ولقد مُنح جائزة پوليتسر لكتابه "روسيا تترك الحرب" و"الذكريات."

راجع أيضاً: أصول الحرب الباردة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة والمسيرة

ولد كينان في ميلواكي، وسكنسن، لكوشوث كنت كينان، وهو محامي متخصص في قانون الضرائب ينحدر من سلالة مستوطنين إسكتلنديين أيرلنديين فقراء سكنوا كنتيكت ومساتشوستس في القرن الثامن عشر، وسمي على اسم المناضل المجري لايوش كوشوت (1802-94)،[1][2] وفلورنس جيمس كينان، لكنها توفت بعد شهرين من ولادته نتيجة التهاب البريتون الذي نتج عن إنفجار الزائدة الدودية، رغم ذلك ظل كينان يعتقد لفترة طويلة أن والدته توفت فور ولادته.[3] كان الصبي يأسف دومًا لوفاة والدته؛ ولم يكن قريبًا أبدًا لوالده أو زوجة أبيه، ولكنه كان قريبًا من أخواته الكبار.

في سن الثامنة، سافر إلى ألمانيا ليعيش مع زوجة أبيه ليتعلم الألمانية.[1] ارتاد كينان أكاديمية سانت جورج نورثوسترن العسكرية في دلافيد، وسكنسن حتى دخوله إلى جامعة پريستنون في النصف الثاني من عام 1921.[4] لم يكن كينان معتادًا على المجتمع الراقي في رابطة اللبلاب ووجد كينان الخجول والمنطوي على نفسه سنواته الجامعية صعبة وشعر بالوحدة.[5] بعد حصوله على درجة البكالريوس في التاريخ عام 1925، فكر كينان في دراسة القانون لكنه وجدها باهظة وبدلًا من ذلك تقدم إلى الخدمة الخارجية للولايات المتحدة.[6][1] نجح كنان في الامتحان التأهيلي وبعد سبعة أشهر من الدراسه في مدرسة الخدمة الخارجية في واشنطن حصل على أول وظيفة وهي نائب قنصل في جنيڤ، سويسرا، وخلال عام انتقل إلى منصب أخر في هامبورگ ألمانيا. عام 1928 فكر كينان في تقديم استقالته وارتياد الجامعة، ولكنه اختير لبرنامج تدريب لغوي سيماثل درجة الدراسات العليا وسيستغرق ثلاث سنوات وبدون الحاجة إلى ترك الوظيفة.[6]

عام 1929 بدأ برنامجه بدراسة التاريخ والسياسة والثقافة واللغة الروسية في المعهد الشرقي التابع لجامعة برلين، ومن خلاله سار لى خطى ابن عمل جده جورج كينان (1845-1924)، وهو أحد كبار المتخصصين في القرن التاسع عشر في روسيا القيصرية ومؤاف كتاب سيبريا ونظان النفي وهو كتاب صدر عام 1891 حول نظام السجن القيصري ولقى استحسانًا كبيرًا.[7] وخلال مسيرته الدبلوماسية، برع كينان في العديد من اللغات الأخرى منها الألمانية والفرنسية والبولاندية والتشيكية والبرتغالية والنرويجية.[1]

عام 1931 عُين في مفوضية في ريگا لاتڤيا كسكرتير ثالث، وتولى العمل على الشئون الاقتصادية السوڤيتية]]، ومن هنا أصبح كينان شغوفًا بالشئون الروسية.[8] في بداية العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع الحكومة السوڤيتية خلال عام 1933 بعد انتخاب الرئيس فرانكلين روزڤلت، رافق كينان السفير وليام بوليت، وبحلول منتصف الثلاثينيات أصبح كينان ضمن خبراء الشأن الروسي المدربين تدريبًا مهنيًا بين موظفي السفارة في موسكو، بجانب تشارلز بوهلن ولوى دبليو. هندرسون. وكان هؤلاء الموظفيين قد تأثروا مدير شعبة شئون أوروبا الشرقية التابعة لوزارة الخارجية والذي تولى هذا المنصب لفرة طويلة روبرت كلي.[9] واعتقدوا أنه لا يوجد أساس يذكر للتعاون مع الاتحاد السوڤيتي، حتى ضد الخصوم المحتملين.[10] في نفس الوقت، درس كينان التطهير الكبير لستالين، مما أثر على رأيه حول الديناميكية الداهلية للنظام السوڤيتي حتى نهاية حياته.[8]

وجد كينان نفسه على خلاف حاد مع جوزيف دافيز، خليفة بوليت كسفير لدى الاتحاد السوڤيتي، والذي دافع عن التطهير الكبير وأوجه حكم ستالين كينان لم يكن لديه أي تأثير على قرارات ديفيز واقترح الاخير أن يتم نقل كينان خارج موسكو من أجل "صحته".[8] فكر كينان في الاستقالة من الخدمة ولكنه تقبل الوظيفة في وزارة الخارجية في واشنطن.[11] وكرجل معتد بنفسه، بدأ كينان كتابة المسودة الاولى من مذكراته في سن ال34 عندما كان لا يزال دبلوماسي صغير نسبيا.[12] في رسالة إلى اخته جانت عام 1935، عبر كينان عن إنفصاله عن الحياة الأمريكية قائلًا: "أكره القسوة والاضطراب في حياتِنا السياسيةِ؛ أكره الديمقراطية وأكره الصحافة... وأكره 'الناس'؛ وأصبحت عي أمريكي بشكل واضح"[13] نشب الجدل أيامًا حول مقال كتبه كينان بعنوان "الشروط المسبقة"، وفيه وقال إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تصبح "دولة سلطوية"، وأنه ينبغي تجريد جميع النساء والمهاجرات الأمريكيين من أصل أفريقي من حق التصويت، حيث يرى أن الذكور البيض الأمريكان فقط هم الذين يملكون الذكاء اللازم للتصويت.


في سبتمبر 1938، كان كينان قد تولى مرة أخرى منصباً في مفوضية پراگ. بعد احتلال ألمانيا النازية للجمهورية التشيكوسلوڤاكية في بداية الحرب العالمية الأولى، عين كينان في برلين، وهناك أيد سياسة الإعارة-التأجير الأمريكية، ولكنه حذر من إظهار أي تأييد أمريكي للسوڤييت، والذين اعتبروهم حلفاء غير لائقين. اعتقل في ألمانيا لمدة ستة أشهر بعد أن أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة بالاشتراك مع دول المحور في ديسمبر 1941.[14]

في سبتمبر 1942، عُين مستشاراً في مفوضية في لشبونة، البرتغال، حيث تولى على مضض وظيفة إدارة الاستخبارات وعمليات القاعدة العسكرية. وفي يوليو 1943 توفى برت فيش السفير الأمريكي في لشبونة فجأة، وأصبح كينان قائم بالأعمال ومدير السفارة الأمريكية في البرتغال. وأثناء وجوده في لشبونة لعب دور رئيسي في الحصول موافقة البرتغال من أجل استخدام البحرية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية لجزر الأزور خلال الحرب العالمية الثانية. وواجه كينان في البداية تعليمات غير منظمة وانعدم التنسيق من واشنطن، فأخذ زمام مبادرة التحدث شخصياً مع الرئيس روزڤلت والحصول منه على خطاب موجه لرئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو سالازار وهو ما فتح باب امتياز استخدام المرافق في جزر الأزور.[15][16] في يناير 1944 أرسل إلى لندن، حيث شغل نصب مستشار الوفد الأمريكي في اللجنة الاستشارية الأوروبية والتي عملت لتجهيز سياسة التحالف في أوروبا، والذي اعتقد أها تجاهلت قدراته كخبير مدرب، رغم ذلك وخلال أشهر من بداية عمله، عُين نائبًا لرئيس البعثة في موسكو بناء على طلب أڤرل هاريمان السفير لدى الإتحاد السوڤيتي.[17]


المسيرة الأكاديمية والحياة اللاحقة

 
لوحة لجورج كينان، مرسوم من قبل ند سيلدر في 1947، وموجودة في معهد سميثسونيان

في عام 1957 دعت البي بي سي كينان لإلقاء محاضرات ريث السنوية وهي سلسلة تتكون من ستة محاضرات إذاعية حملت عنوان روسيا، الذرة والغرب وشمل ذلك تاريخ العلاقات بين روسيا وروسيا وآثارها وعواقبها المحتملة.

بعد إنتهاء عمله الدبلوماسي القصير في يوغوسلاڤيا خلال عام 1963، قضى كينان بقية حياته في الأكاديمية وأصبح ناقدًا واقعيًا للسياسة الخارجية الأمريكية.[18] قضى كينان 18 شهرًا كباحث في معهد الدراسات المتقدمة بين عامي 1950 و1952، ثم أنضم بشكل دائم إلى هيئة التدريس في كلية الدراسات التاريخية بالمعهد عام 1956.[19] وخلال عمله هناك، كتب كينان 17 كتاب وعددًا من المقالات حول العلاقات الدولية، وفاز بجائزة البوليتز للتاريخ،[20] والجائزة الوطنية لكتاب غير خيالي،[21] وفاز مرة أخرى بپوليتزر والجائزة الوطنية للكتاب[22] in 1968 for Memoirs, 1925–1950.[23] نشر مجلد ثانٍ من مذكراته تعود لعام 1963، عام 1972، ومن أبرز أعماله الدبلوماسية الأمريكية 1900-1950 ولوحات من حياة والذي نشر عام 1989 وحول التل المهترئ ونشر الاخير عام 1993.[24]

تقدر أعماله التاريخية بستة مجلدات وتدور حول العلاقات بين روسيا والغرب من عام 1875 وحتى الوقت الذي عاش فيه؛ أما عن الفترة من 1894 وحتى 1914 فقد جهزها ولكنه لم ينتهي منها، وكان مهتم بشدة ب:

  • حماقة الحرب العالمية الأولى كخيار للسياسة العامة؛ وقال أن تكاليف الحرب الحديثة، بشمل مباشر وغير مباشر، قد تجاوزت بشكل متوقع تكاليف إسقاط آل هوهنتسولرن.
  • عدم فعالية دبلوماسية القمة، باعتبار مؤتمر ڤرساي حالة مطروحة، كما أنف هناك الكثير في يد القادة الوطنيين الكثير ليقوموا به تجاه أي مسألة من اهتمام مستمر ومرن والذي تتطلبه المشاكل الدبلوماسية.
  • تدخل الحلفاء في روسيا عامي 1918-19، وكان ساخطًا على آراء السوڤيت حول المؤامرة الرأسمالية الواسعة ضد أولى الدول الاشتراكية، حتى أن بعضهم لم يذكر الحرب العالمية الاولى.

وكان ساخطًا أيضًا على قرارات التدحل باعتبارها ومكلفة ومؤذية. وقال أن التدخلات، مع صعود الوطية الروسية، قد أمنت بقاء دولة البلاشفة.

الواقعية

لا تزال الأسس التي شكلت مسيرة كينان كدبلوماسي ومؤرخ واقعي سياسي ذات صلة بالجدل حول السياسة الأمريكية الخارجية، والتي تميزت منذ القرن التاسع عشر بالتحول من مدرسة الأباء المؤسسين الواقعيى إلى المدرسة المثالية أو المدرسة الويلسونية للعلاقات الدولية. وحسب التقاليد الواقعية، قأن الأمن يعتمد على مبدأ توازن القوى، تعتمد الويلسونية (يراها الواقعيون غير عملي) تعتمد على الأخلاقيات باعتبارها المعيار الوحيد المحدد في ممارسات الحكم. وحسب الويلسونية فأن نشر الديمقراطية فالخارج باعتبارها سياسة خارجية أكر مهم وأخلاقي وشئ مقبول عالميًا. وخلال فترة رئاسة بيل كليتون، فقد مثلت الديمقراطية الأمريكية المدرسة الويلسونية الذين يؤيدون الواقعية شبهوا سياسات الرئيس كلينتون بالخدمة الاجتماعية. ويرى كينان، الذي يستند مفهومه للدبلوماسية الأمريكية على النهج الواقعي، أن مثل تلك الاخلاقيات بدون الإلتفات إلى حقائق السلطة والمصلحة الوطنية أثارها عكسية و سوف تؤدي إلى إضعاف القوة الأمريكية.[25]

في كتابته التاريخية ومذكرات يتحدث باستفاضة عن أسفه لسقوط العديد من صانعي السياسة الخارجية الديمقراطية والأمريكان منههم على وجه الخصوص، وحسبما يرى كينان، لإان عندما واجه مشرعو السياسات الأمريكيون بشكل مفاجئ الحرب الباردة، ولم يرثوا أكثر بقليل من الأساس المنطقي والفصاحة المتوقع أن تون مثالية، وشرعية المفهموم وأخلاقية عند الطلب، والصلاح الذاتي الذي يصل إلى درجة عالية من الدرجة والتقوى .[26] ومصدر المشاطل هو قوة الرأي العام، وهي قوة لا يمكن تجنب عدم استقرارها وهي غير جادة وذاتية وعاطفية وبسيطة. ويصر كينان أن الشعب الأمريكي يمكن أن يتحدوا فقط خلف هدف سياسي خارجي على مستوى بدائي من الشعارات والإلهام العقائدي الوطني.[27]

عندما نشر المجلد الأول من مذكراته الاحتواء (1967)، ضم الكتاب ما تخطى استخدام القوة المضادة العسكرية. ولم يكن سعيدًا أبدًا أن السياسة التي أثر فيها كان على صلة بسباق التسلح في الحرب الباردة. وفي مذكراته قال كينان أن الاحتواء لم يتطلب إضفاء الابع العسكري على السياسة الخارجية الأمريكية، فالقوة المضادة "تعني ضمنًا الدفاع السياسي والاقتصادي لأوروبا الغربية ضد الأثر التخريبي للحرب على المجتمع الأوروبي.[28] وكان الإتحاد السوڤيتي مستنفذ من أثر الحرب، ولم يمثل تهديد عسكري خطر بالنسبة للولايات المتحدة أو الحلقاء في بداية الحرب الباردة لكنه كان بمثابة منافس إيديولوجي وسياسي.[29]

خلال الستينات، انتقد كينان التدخل الأمريكي في الڤيتنام، زاعمًا أن الولايات المتحدة ليس لها مصلحة حيوية كبيرة في المنطقة.[30] ويعتقد كينان أن الإتحاد السوڤيتي، وبريطانيا وألمانيا وأمريكا الشمالية ظلت أراض حيوية للمصالح الأمريكي. خلال السبعينيات والثمانينيات كان من أكبر نقاد إعادة سباق التسلح بما أن الاٍنفراج الدولي قد انتهى.[31]

في عام 1989 كرم جورج بوش الأب كينان واعطاه وسام الحرية الرئاسي، وهو أعظم تكريم مدني في البلاد. رغم ذلك ظل ناقد واقعي لرؤساء الولايات المتحدو في ذلك الوقت، وحث حكومة الولايات المتحدة على "الانسحاب من مناصرتها العامة للديمقراطية و[[حقوق الأنسان" وقال أن الميل لرؤية أنفسنا على أننا مركز التنوير السياسي ومعلمين لعدةة أجزاء في العالم تذهلني لأنها غير مدروسة وغير مرغوبة وغير مكشوفة.[32][33] تلك الأفكار كانت قابلة للتطبيق على وجه الأخص ضمن العلاقات الأمريكية الصينية. وعارض كينان حرب إدارة كلينتون في كوسوڤو وتوسع الناتو (تأسيس ما عارضه أيضًا منذ نص قرن قبلها)، وعبر عن مخاوف أن تؤدي تلك السياسات التي ستؤدي إلى تدهور العلاقات مع روسيا.[34] ووصف توسع الناتو ب"خطأ استراتيجي ذو أبعاد ملحمية محتملة".[35]

ظل كينان نشيطًا ومتنبهًا خلال السنوات الأخيرة من حياته، استخدامه لكرسي متحرك بسبب التهاب المفاصل. وخلال سنواته الأخيرة، وقال كينان "وكان الأثر العام للتطرف في الحرب الباردة هو تأخير التغيير الكبير، الذي طغى على الإتحاد السوڤيتي، بدلا من التعجيل به".[36] في سن ال98 حذر من النتائج غير المتوقعة لشن الحرب على العراق، كما حذر من أن الهجوم على العراق سيكون بمثابة شن حرب ثانية "لا علاقة لها بالحرب الأولى ضد الإرهاب" وحذر من أن جهود إدارة بوش لربط القاعدة بصدام حسين" غير داعمة بشكل مرضي وغير موثوقة":


أي شخص قد درس تاريخ الدبلوماسية الأمريكية خاصة الدبلوماسية العسكرية، يعرف أن قد تبدأ في حرب مع أشياء معينة في ذهنك كغرض لما تفعله، لكن في النهاية تجد نفسك تحارب من أجل أشياء لم تفكر بها من قبل... بتعبير أخر، وللحرب زخم خاص بها، كما أنها تبعدك عن النوايا التي كنت تفكر بها عندما بدأت الحرب.

فاليوم إذا ذهبت إلى العراق، كما يريدنا الرئيس أن نفعل، ستعرف أين تبدأ، لكنك لن تعرف إلى أين ستنتهي.[37]

في فبراير 2004، اجتمع علماء، ودبلوماسيون وخريجون من جامعة پرينستون في الحرب الجامعي للاحتفال بعيد ميلاد كينان ال100. ومن بين الحاضريين وزير الخارجية كولين پوِل وواضع نظيرة العلاقات الدولية جون ميرشايمر والصحفي كريس هدجس، والسفير السابق و[[موظف الخدمة الخارجية جاك اف. ماتلوك الأبن وكاتب قصة حباة جون لويس گاديس. .[38]

الوفاة والإرث

توفى كينان في 17 مارس 2005 في منزله في پرينستون، نيورجرزي عن عمر يناهز 101. وحاولت إنعاشه زوجته النرويجية أناليز والتي تزوجها عام 1931، وأولاده الأربعة وأحفاده الثامنية وأبناؤ أحفاده الستة.[1][32] أما أناليز فقد توفت عام 2008 عن عمر يناهز 98[39]

في نعي نشر في نيويورك تايمز، وُصف كينان ب"الدبلوماسي الأمريكي الذي قام بأكثر ما قام به أي مبعوث أخر في جيله لتشكل سياسة الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة" وأليه "لجئ البيت الأبيض والپنتاگون عندما سعوا لفهم الإتحاد السوڤست بعد الحرب العالمية التانية"[1]

أمافورن پوليس فقد وصفته ب"أكثر الدبوماسيين تأثيرًا في القرن العشرين". ويقول هنري كيسنجر تأليف عقيدة دبلوماسية خاصة بعصره كأي دبلوماسي في تاريخنا"، أما كولن پاول وصفه بأن "أفضل معلم" في التعامل مع مسائل السياسة الخارجية في القرن ال21.[40]

خلال مسيرته حصل كينان على العديد على الجوائز والتكريم، وبصفته كاتب وباحق حصل مرتين على جائزة پوليتسر و الجائزة الوطنية للكتاب، كما حصل على فرانسيس پارك مان وجائزة كتاب السفير وجائزة بانكروفت. ومن بين التكريمات الأخرى شهادة الخدمة الموالية والجديرة من وزارة الخارجية (1953) وجائزة پرينستونز ووددرو ويبسن للإنجازات المميزة في مجال الخدمة الوطنية عام 1976 وووسام الاستحقاق 1976 وجائزة ألبر أينشتاين للسلام 1981، وجائزة تجارة الكتب الألمانية للسلام 1982 وميدالية الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب الذهبية 1984، وجائزة جيمس ماديسون للخدمة العامة المميزة والتي تقدمها مجتمع ويگ-كليوسوفيك الأمريكي عام 1985، ميدالية مؤسسة فرانكلين روزفلت للتحرر من الخوف (1987) ووسام الحرية الرئاسي 1989، جائزة الخدمة المتميزة من وزارة الخارجية (1994)، ومكتبة الكونگرس الأسطورة الحية 200. حصل منان على 29 درجة فخرية وأطلق اسمه على أحد كرسي في اسراتيجية الأمن القومي في كلية الحرب الوطنية ودرجة جورج إف كينان في معهد الدراسات المتقدمة.[41][42][43]

يرى المؤرخ ويلسون دي. ميسكامبل أن كينان لعب دور أساسي في تطوير السياسات الخارجية في إدارة ترومان. ويقول أيضاً إن كينان لم يؤمن بالاحتواء العالمي أو احتواء القوي.؛ وأنما أراد فقط إعادة توازن القوى في العلاقات الدوليةتوازن القوى بين الولايات المتحدة والسوڤيت.[44] ومثل المؤرخ جون لويس گاديس، ويسلم Miscambill بأنه على الرغم من أن كينان شخصيا فضل الاحتواء السياسي وأسفرت توصياته في نهاية المطاف عن سياسة موجهة نحو نقطة قوية أكثر منها نحو أكثر منها نحو الاحتواء العالمي.[45]

الأراء الثقافية

وإذ يلاحظ إتساع نطاق الهجرة المكسيكية إلى الولايات الجنوبية الغربي، يقول كينان في 2002 "هناك أدلة واضحة على وجود تمييز متزايد بين الثقافات في مناطق الجنوب الواسعة والجنوب الغربي في تلك البلاد من ناحية، وهؤلاء الذين يعيشون في المناطق الشمالية" في السابق "وتميل ثقافة معظم سكان هذه المناطق إلى أن تكون في المقام الأول لاتينية بالطبيعة أكثر من أن تكون متوارثة من العادات الأمريكية الشابقة؛ هل يمكن حقا أن يكون هناك القليل من الجدارة [في أمريكا]حتى أنها تستحق أن يتم تحطيمها بشكل متهور لصالح مزيج من المزيج ؟ "[46] ويقال أن كنا طوال مسيرته كان يمثل "نهج أهلانية العسكري" الذي كان يشبه أو حتى تجاوز حزب لا أدري في خمسينيات القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى ذلك كان منان يؤمن بأن النساء الأمريكان كاوا يمتلكون الكثير من السلطة.[47]

انظر أيضًا

المصادر

الهامش

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Weiner & Crossette 2005.
  2. ^ Harper, John Lamberton (1996). American visions of Europe : Franklin D. Roosevelt, George F. Kennan, and Dean G. Acheson (1st pbk. ed.). Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-56628-5.
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Gaddis1990
  4. ^ Isaacson & Thomas 1986, p. 73.
  5. ^ Lukacs 2007, p. 17.
  6. ^ أ ب Miscamble 2004, p. 22.
  7. ^ Miscamble 2004, pp. 22–23.
  8. ^ أ ب ت Miscamble 2004, p. 23.
  9. ^ Bennett, Edward Moore (1985), Franklin D. Roosevelt and the. Search for Security: American–Soviet Relations, 1933–39, Wilmington, Delaware: Scholarly Resources, p. 24, ISBN 0-8420-2247-3, https://archive.org/details/franklindrooseve0000benn_f1v6/page/24 
  10. ^ Gaddis 1990, pp. 117–143.
  11. ^ Paterson 1988, p. 122.
  12. ^ Engerman, David (20 November 2011). "The Kennan Industry". The Chronicle of Higher Education. Retrieved 2019-05-05.
  13. ^ Menend, Louis (6 November 2011). "Getting Real George F. Kennan's Cold War". The New Yorker. Retrieved 2019-07-09.
  14. ^ Paterson 1988, p. 123.
  15. ^ Kennan 1967.
  16. ^ "Letter from President Roosevelt to the Portuguese President of the Council of Ministers (Salazar)". Office of the historian. United States Department of State. 1941. Foreign Relations of the United States Diplomatic Papers, 1941, Europe, Volume II Document 846.
  17. ^ Paterson 1988, pp. 123–124.
  18. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Miscamble 2004 31
  19. ^ Mayers 1990, p. xiv.
  20. ^ "History". Past winners & finalists by category. The Pulitzer Prizes. Retrieved 2012-03-17.
  21. ^ "National Book Awards – 1957". National Book Foundation. Retrieved 2012-03-17. (With acceptance speech by Kennan.)
  22. ^ "National Book Awards – 1968". National Book Foundation. Retrieved 2012-03-17.
  23. ^ Hixson 1989, p. 221.
  24. ^ Mayers 1990, p. 376.
  25. ^ Richard Russell, "American Diplomatic Realism: A Tradition Practised and Preached by George F. Kennan," Diplomacy and Statecraft, Nov 2000, Vol. 11 Issue 3, pp. 159–183
  26. ^ Kennan 1972, p. 71.
  27. ^ Urban 1976, p. 17.
  28. ^ Kennan 1967, p. 358.
  29. ^ George Kennan, architect of the Cold War, dies at 101, March 18, 2005, https://www.usatoday.com/news/washington/2005-03-18-kennan_x.htm, retrieved on August 5, 2009 
  30. ^ Anderson, David L. (1991), Trapped by Success, New York: Columbia University Press, p. xi, ISBN 0-231-07374-7, https://archive.org/details/trappedbysuccess0000ande/page/ 
  31. ^ Miscamble 2004, p. 33.
  32. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Smith
  33. ^ In an interview with the New York Review of Books in 1999
  34. ^ Miscamble 2004, p. 34.
  35. ^ Talbott 2002, p. 220.
  36. ^ Zinn, Howard (2003), A People's History of the United States, New York: HarperCollins, p. 592, ISBN 0-06-052842-7 
  37. ^ Eisele, Albert (September 26, 2002), George Kennan Speaks Out About Iraq, History News Network, http://hnn.us/articles/997.html, retrieved on August 5, 2009 
  38. ^ Engerman, David C. (February 29, 2004), The Kennan century: Debating the lessons of America's greatest living diplomat 
  39. ^ http://www.towntopics.com/aug1308/obits.php
  40. ^ O'Hara, Carolyn (March 2005), Cold Warrior, https://foreignpolicy.com/story/cms.php?story_id=2817, retrieved on August 16, 2009 
  41. ^ Kennan's Legacy, Institute for Advanced Study, June 11, 2007, http://www.ias.edu/spfeatures/george_kennan/, retrieved on August 16, 2009 
  42. ^ American Academy of Arts and Letters – Award Winners: Gold Medal, American Academy of Arts and Letters, http://www.artsandletters.org/awards2_popup.php?abbrev=Gold, retrieved on August 16, 2009 
  43. ^ Library of Congress to Honor "Living Legends", Library of Congress, April 14, 2000, https://www.loc.gov/today/pr/2000/00-059.html, retrieved on August 16, 2009 
  44. ^ Miscamble 1992, pp. 118, 353.
  45. ^ Pelz, Stephen (December 1994), "The Sorrows of George F. Kennan", Reviews in American History 22 (4): 712, doi:10.2307/2702824, ISSN 0048-7511 
  46. ^ Bill Kauffman, Free Vermont, The American Conservative December 19, 2005.
  47. ^ Mayers 1990, p. 52.

ببليوگرافيا

Further reading


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بجورج كينان، في معرفة الاقتباس.
Wikisource has original works written by or about:
مناصب دبلوماسية
سبقه
ألان كيرك
United States Ambassador to the Soviet Union
1952
تبعه
تشارلز بولن

قالب:PulitzerPrize HistoryAuthors 1951–1975 قالب:PulitzerPrize BiographyorAutobiographyAuthors 1951–1975