جزيرة أمون

جزيرة أمون، هي جزيرة تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل بجوار جزيرة جلادة، مدينة أسوان محافظة أسوان. تبلغ مساحة جزيرة آمون 11027 متر مربع.

جزيرة آمون
جزيرة أمون.jpg
الجغرافيا
الموقعنهر النيل، محافظة أسوان، مصر
المساحة11.027 km2 (4.258 sq mi)
الإدارة
المحافظةأسوان

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

كانت تسمى جزيرة كشبة نسبة إلى مالكها الأصلي عاداة كشبة، وهو يهودي مصري كان يقيم في الجزيرة منذ ثلاثينيات القرن العشرين. بدأ ببناء فيلا يقيم فيها وترك الأرض حولها مزرعة لتربية الغزلان، وزرع فيها أشجاراً كثيفة نادرة بدت كغابة. وبعد العدوان الثلاثي عام 1956 هاجر إلي الخارج فسيطرت الدولة علي الجزيرة. وآلت إلي الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق (ايجوث) التي أنشأت حمام سباحة بالقرب من المبني الذي حولته إلي فندق لا تزيد طاقته عن تسعين فردا في الليلة ليصبح ثالث فندق في أسوان بعد كتراكت وسافوي الذي سمي فيما بعد أوبروي وفيما بعد لحق بهما موفنبيك.[1]

أجرت الحكومة الجزيرة فيما بعد الي شركة فرنسية اسمها كلوب مد أو نوادي البحر المتوسط، وركزت الشركة الفرنسية اهتمامها علي حمام السباحة فطورته واضافت إليه بارا. وفي آواخر الثمانينيات قامت ايجوث ببناء محطة مياه وتولت تشغيل الفندق. لكنها أغلقته أثناء حرب غزو العراق بسبب ضعف عدد النزلاء.

الجزيرة الواقعة بجوار جزيرة آمون بأقل من سبعين متراً وسيطر عليها سميح ساويرس أيضا تسمي جزيرة جلادة وتبلغ مساحتها 22 ألف متر مربع منها 11 ألف متر مربع أملاكاً خاصة لورثة رجل تركي اسمه "جلادة أنطون". وفي هذه الجزيرة فيللا من دورين تحيط بها أشجار كثيفة وعلي مدخلها الرئيسي ساقية قديمة لرفع المياه. وهي جزيرة لا تقل جمالاً عن جزيرة أمون كانت هدفا لصناعة السينما الرومانسية. حيث مثل فيها عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت فيلم يوم من عمري سبقه فيلم آخر مثله عماد حمدي ومديحة يسري.


نزاع ملكية الجزيرة

في بداية 2005 طرحت ايجوث مبني الفندق للبيع وأرض الجزيرة لحق الانتفاع وتقدمت ثلاث شركات للشراء وهم شركة إم. جي للتنمية الصناعية والسياحية وشركة أوراسكوم هولدنج وترافكو للفنادق وفي 15اغسطس 2005 اقيمت مزايدة مغلقه ورسا المزاد علي اوراسكوم بمبلغ 15 مليون جنيه ثمنا لمبني الفندق وسددت الشركة 25% من الثمن عند إخطارها بالموافقة علي أن تدفع الباقي عند توقيع العقد.. أما حق الانتفاع فعلي الأرض التي تصل مساحتها إلي 11027 مترا مربعاً لمدة 35 عاما قابلة للتجديد تلقائيا لمدة مماثلة " أي ان مدة العقد سبعين عاما " مقابل مبلغ 103671 (مائة وثلاثة آلاف وستمائة وواحد وسبعون) دولار امريكي عن السنة الأولي دفعت عند التوقيع وبزيادة سنوية 1% عن المدة الأولي و2% عن المدة الثانية كما يشمل العقد تطوير وتجديد الفندق وإنشاء توسعات لعدد 156غرفة بمبلغ 40 مليون جنيه طبقاً للعرض الفني المقدم منه.

لم تمر سوي فترة قليلة حتي تقدمت اوراسكوم إلي المحافظة بطلب ترخيص بهدم مبني الفندق وارفق بالطلب عقد حق الانتفاع بالأرض وشراء كامل مبني الفندق الا انه اصطدم بمفاجأة غير متوقعة وهي ان مبني الفندق مسجل كمبني ذي طراز معماري مميز إلا أن تلك المشكلة تم تجاوزها يوم6 فبراير2006 عندما انعقدت جلسة لجنة "هدم المباني والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ علي التراث المعماري"بمقر مبني المحافظة واصدرت قرارا وحيدا بـ"استبعاد فندق جزيرة امون من السجل الخاص بالمباني ذات الطراز المعماري المميز" وبناء عليه صدر الترخيص بالهدم من الوحدة المحلية لصالح اوراسكوم علي أن تبني ثلاثة مبان خاصة بالفندق وحمام السباحة وحمل القرار رقم 174لسنة 2006.

اعترضت ايجوث علي ما فعلت اوراسكوم بحجة أن العقد لا يخول لأوراسكوم حق الهدم والبناء.. وتقدمت ايجوث بشكوي إلي المحافظ السابق سمير يوسف تذكره فيها بعدم موافقتها علي هدم الفندق فأشر عليه "لا ينظر ولا يلتفت لهذا الموضوع وعلي الجهات المختصة اتخاذ ما يلزم من إجراءات بالطرق القانونية".

وبعد انتهاء اوراسكوم من هدم الفندق وتسويته بالأرض وقطع الأشجار المحيطة به تقدمت ايجوث بشكوي اخري للمحافظة تطلب فيه "عدم استصدار ترخيص بناء لاوراسكوم "وعندما عرض الامر علي المستشار القانوني للمحافظ الحالي مصطفي السيد انتهي رأيه في 30 يونيه 2008 إلي"عدم اصدار ترخيص بناء حتي ينتهي النزاع بين طرفي العقد وموافقة شركة ايجوث مالكة الأرض" وهو الرأي الذي صدق عليه المحافظ.

حدثت عدة مفاوضات بين اوراسكوم وايجوث حتي توصلتا إلي اتفاق ينص علي " تعديل مكونات المشروع إلي اقامة اجنحة فندقية بحمامات سباحة بدلا من المشروع السابق لفندق ثلاثة نجوم لا يتناسب مع أهمية الموقع وزيادة حق الانتفاع السنوي الي مليون جنيه بدلا من ستمائة ألف تزيد بنسبة 1% علي المدة الأولي و2% عن المدة الثانية " أي أن حق الانتفاع يرتفع لاوراسكوم إلي مدة سبعين سنة "مع اعفائها سنتين لتبدأ من 16 أغسطس 2009 مع تعهدها بسداد اية تعويضات تطلب من المستثمرين المتنافسين الذين تقدموا بعروض المزايدة للحصول علي جزيرة امون "وهو الاتفاق الذي وافق عليه مجلس إدارة ايجوث في 12 إبريل 2009 ووافقت عليه الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما بعدها بثلاثة ايام ليتم عمل جمعية عمومية غير عادية لإيجوث في18مايو 2009 وافقت عليه وفي 28 يونيه 2009 عقد اجتماع حضرته شركة ايجوث ومثلها نبيل علي سليم رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب وشركة اوراسكوم هولدينج للفنادق ومثلها سميح انسي ساويرس رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب ومحمود زعيتر ثابت نائب سميح ساويرس للشئون المالية ووقعا علي ملحق عقد بيع مباني فندق امون وتجهيزاته وحق الانتفاع الخاص بالاتفاق الجديد.

بعدها تقدمت اوراسكوم بطلب بناء فندق جديد يتكون من ثلاثة أدوار بارتفاع 11 مترا وهنا اصطدمت بقرار سابق لرئيس الوزراء يحمل رقم 963 لسنة2003 لا يجيز الارتفاع لأكثر من سبعة أمتار للمباني علي الجزر النيلية واحتجت اوراسكوم بأن العقد مرفق به موافقة احمد نظيف رئيس الوزراء علي الشراء إلا أن الرد عليها كان أنه عند البناء يجب الالتزام بقانون البناء الموحد.

وتقدمت اوراسكوم بطلب لاستثناء المبني من قيود الارتفاع وأرسل الطلب إلي محمد يسري زين العابدين كبير مستشاري مجلس الوزراء للعرض علي احمد نظيف بصفته رئيس المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية وهنا طلب من اوراسكوم إحضار خرائط مساحية وموافقة هيئة عمليات القوات المسلحة وموافقة مركز استخدام الاراضي إلا ان اوراسكوم لم تحصل عليها اضافة الي عدم حصولها علي موافقة وزارة الري ( هيئة حماية النيل ) لذا توقف مشروع بناء الفندق وتحولت جزيرة امون الي قسمين احدهما صحراء صخرية بعد قيام اوراسكوم بهدم الفندق بمبانيه الثلاثة وإزالة الاشجار النادرة الموجودة حوله واحاطتها بأكشاك خشبية زرقاء مليئة بأفراد الأمن. وتنتظر جزيرة جلادة مصيرا قريبا من مصير آمون.

وفي 2011، اشترتها شركة بالم هيلز المملوكة لوزير الإسكان السابق أحمد المغربي ووزير النقل السابق محمد منصور، مما أثار قضية استغلال الوزراء رجال الأعمال مناصبهم الحكومية في تسهيل صفقات تجارية خاصة، فقام الرئيس حسني مبارك بالتدخل وإصدار قرار بسحب الأرض المملكة من الشكة واعادة طرحها بحق الانتفاع فقط لمدة 49 عاما في مزايدة علنية. [2]

وفي نوفمبر 2019، فوجئ الأهالي القريبين من جزيرة آمون، بعدد كبير من رجال الحراسات الخاصة ممسكين بكلاب بوليسية ضخمة، أكدوا للأهالي أنهم يعملون لدى رجل الأعمال نجيب ساويرس، وأن ملكية الجزيرة آلت إليه، وهو ما أثار غضبهم. ونشر الأهالي ڤيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين الشرطة بالتدخل لمنع وقوع اشتباكات بينهم، وبين رجال الحراسات الخاصة، وحتى لا تتفاقم المشكلة، ليؤكد الأهالي أنهم يمتلكون تلك الأرض منذ زمن بعيد، ورجل الأعمال يريد خلق أزمة كبيرة. استوطن أهالي الجزيرة فيها منذ الستينيات ومعظم الموجودين في الجزيرة من أهالي النوبة ويطالبون بحقهم فيها.[3]

ومن جانبه نفى نجيب ساويرس ما تردّد عن اتهامه باقتحام جزيزة آمون، موضحاً أنه لا يمتلك تلك الأرض، وليس لديه حراسات خاصة، لكنه اتهم ساكني الجزيرة بالاعتداء عليها؛ كونها ملكية خاصة.[4] وأضاف ساويرس، في تغريدة له: "لا أرضي ولا ملكي، ولا عندى حراسات خاصة ولا عامة وأنا حبيب النوبيين وهما عارفين كده.. بس اللى أعرفه إن الجزيرة ملكية خاصة وهما متعدين عليها".

مرئيات

أهالي جزيرة أمون يتصدون لحراس بكلاب بوليسية تابعين لنجيب
ساويرس
حاولوا اقتحام الجزيرة والاعتداء عليهم، نوفمبر 2019.

المصادر

  1. ^ "فضيحة جزيرة آمون ساويرس". جريدة الفجر. Retrieved 2011-02-07.
  2. ^ "القصة الكاملة لصفقة «جزيرة آمون» التى حصل عليها «المغربى» وألغاها الرئيس باتصال هاتفى بعد صلاة الجمعة". جريدة اليوم السابع. 2010-07-19. Retrieved 2011-02-07.
  3. ^ "النواب والأمن تصدوا له.. "ساويرس" يستعين بكلاب بوليسية وحراسات خاصة لتهجير أهالي جزيرة آمون النوبية (فيديو)". القاهرة 24. 2019-11-10. Retrieved 2019-11-12.
  4. ^ "ساويرس عن أزمة جزيرة آمون: «لا أرضي ولا ملكي لكنها ملكية خاصة ومعتدين عليها»". جريدة المال. 2019-11-10. Retrieved 2019-11-12.