تليلات الغسول

موقع تليلات الغسول.jpg

تليلات الغسول موقع أثري مساحته 20هكتاراً، يتألف من مجموعة من التلال الصغيرة الواقعة إلى الشمال الشرقي من البحر الميت بنحو 5كم.

تليلات الغسول.jpg

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإكتشافات الأثرية

اكتُشف الموقع عام 1928، ثم أُجريت فيه تنقيبات بين أعوام 1929-1938، أشرف عليها المعهد البابوي التوراتي بروما، وشارك فيها كل من مالون A.Mallon ور. كوپل R.Koeppel ور. نوفيل R.Neuville، واستكمل الأب نورث R.North هذه الأعمال عام 1960، ثم تابع بين أعوام 1967-1978، الباحث ب. هنسي B.Hennessey، التنقيب فيه باسم المدرسة البريطانية للآثار في القدس وجامعة سيدني في أستراليا.

وقد استأنفت جامعة سيدني التنقيبات في الموقع منذ عام 1994، بإدارة بورك Bourke، ولازالت هذه التنقيبات مستمرة حتى تاريخه، وهي تهدف إلى الحصول على المزيد من المعلومات عن هذا الموقع المتميز، وربطها بالتنقيبات التي جرت فيه سابقاً.

أظهرت التنقيبات أن موقع تليلات الغسول قد سُكن على امتداد المراحل الباكرة والوسطى والأخيرة للعصر الحجري-النحاسي (الكالكوليت) بين 4600 و3600 ق.م تقريباً، وكُشف فيه عن بقايا معمارية مهمة بينها بيوت دائرية صغيرة، على شكل حفر في السويات الأقدم، ثم ظهرت في السويات الأحدث بيوت كبيرة مستطيلة، راوحت أبعادها بين 15×5م، بُنيت من اللِبن فوق أساسات حجرية عميقة، أرضها من الطين المرصوص، وسقوفها من الطين والقصب، ترتفع على أعمدة، وتحيط بهذه البيوت مساحات مكشوفة عُثر فيها على دلائل مختلف فعاليات الطبخ والمواقد والتنانير ومخازن بعدة غرف ومشاغل مختلفة. وهناك بيوت صغيرة على شكل حفر دائرية قطرها بين 1-2م مبنية من الأحجار، يُعتقد أنها خُصصت لعمليات دباغة الجلود. كما وُجد نمط آخر من المنازل المستطيلة ذات الجدار الواحد المنحني، وهو الجدار الأقصر للمنزل. كما كُشف عن المعابد التي مورست فيها شعائر دينية مختلفة، أحدها مستطيل الشكل مدخله من جداره الطويل الذي يُفتح على باحة فيها مصطبة، يقوم عليها بناء المعبد الرئيس، ولقد حمل جدار أحد المعابد رسومات جميلة من أشكال هندسية ونجوم وأقنعة وأشكال بشرية وحيوانية محورة ذات ألوان متناسقة، دلت كلها على القدرة العالية لفناني ذلك العصر، الذين نحتوا من الأحجار المختلفة أشكالاً بشرية محورة أيضاً، وقد نحتوا دمى حيوانية تمثل الثور خاصة.

ومن المكتشفات المهمة، الأدوات الحجرية المنوعة، كالرحى والأجران للطحن والجرش والنصال والمناجل والمكاشط ذات الشكل المروحي والأدوات المسننة والأدوات العظمية وأدوات صناعة الأخشاب ومختلف أنواع الخرز ورؤوس الهراوات والثقالات وحجارة المغازل والطبعات الطينية التي تدل على صناعة السلال والمنسوجات، إضافة إلى أحجار دائرية الأشكال يُعتقد أنها استخدمت لوضع الأصواف المصبوغة عليها، كما وُجد القليل من الأواني النحاسية كالبلطات والفؤوس.

تُعد الأواني الفخارية من أهم مكتشفات هذا الموقع، وكانت عادية وبسيطة في السويات الأقدم، ثم صارت أفضل إتقاناً في السويات الأحدث، وغدت ملونة ومزخرفة بخطوط وأشكال هندسية متنوعة، بينها أواني تخزين ضخمة مزخرفة بالحز وآثار الحبال أو الطبع بالأصابع. وهناك أواني فخارية لها رقاب عالية وأخرى على شكل مضخة، استخدمت لاستخراج الزبدة من الحليب. كما وجدت مزهريات حجرية على شكل صحن عميق يرتكز على قاعدة تتخللها مجموعة من الفتحات، يُظن أنها استخدمت كمباخر، إضافة إلى الأقماع والصحون والأكواب وغيرها. لقد عُثر في الموقع على بقايا نباتية وحيوانية، تدل على أن سكان الموقع قد عاشوا من الزراعة، ولاسيما القمح والشعير والبقول بأنواعها، إضافة إلى ثمار التمر والزيتون، كما دجنوا الغنم والماعز والبقر والخنازير والحمير.

يمثل موقع تليلات الغسول، إضافة إلى موقع بير السبع في النقب، حضارة متميزة ظهرت في نهاية عصور ما قبل التاريخ سميت بـالحضارة الغسولية Ghassulian، عُرفت بعادات دفن خاصة، إذ وضعت الجثث (الأطفال خاصةً)، داخل جرار فخارية أو بشكل قرفصائي داخل حفرة في إحدى زوايا المنزل. انتشرت هذه الحضارة من منطقة العمق في سورية شمالاً مروراً بلبنان، موقع جبيل، حتى فلسطين في جنوبي بلاد الشام.[1]


المصادر

  1. ^ سلطان محيسن. "تليلات الغسول". الموسوعة العربية.