تحالف المحيط

تحالف المحيط alliance of the periphery استراتيجية في السياسة الخارجية وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، ودعت إسرائيل إلى متابعة علاقات ثنائية وثيقة بشكل استثنائي مع بعض الدول غير العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف إنشاء ثقل سياسي موثوق يناظر التحالفات العسكرية العربية في الصراع العربي الإسرائيلي. وطبقت هذه السياسة بشكل أساسي فيما يتعلق بـتركيا، وإيران، والإمبراطورية الإثيوبية، واتجاه الأكراد الذين يعيشون في العراق وسوريا.[1][2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كان يُنظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي لعقود عديدة على أنه صراع في المقام الأول بين الدول العربية وإسرائيل، وليس صراعاً إسلامياً. لذا، فإن دولاً مثل تركيا وإيران، كانت منافسة للدول العربية على الهيمنة الإقليمية، فعززت علاقاتها مع اسرائيل بشكل متزايد ، التي كانت تسعى إلى قبول أوسع لوجودها وأمنها من دول المنطقة وكذلك البحث عن نافذة للتواصل المستقبلي والمفاوضات وتطبيع العلاقات مع الدول العربية. وتزامنت أهداف الحكومة الإسرائيلية مع سياسات الحكومتين التركية والإيرانية في ذلك الوقت. إذ سعت تركيا إلى التكامل مع اقتصادات السوق الحرة والديمقراطيات في أوروبا، وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي. فيما كان شاه إيران حليفاً رئيسياً لـالولايات المتحدة، الأمر الذي سهل الحوار بين إسرائيل وإيران وتركيا.

وحالوت اسرائيل تطبيق ذات المبدأ مع الأكراد، الذين يشكلون أقليات كبيرة في تركيا وإيران والعراق وسوريا، وقدم مسؤولو الحكومة الإسرائيلية دعماً واسع النطاق للأحزاب السياسية الكردية وتطلعاتهم إلى قدر أكبر من الحكم الذاتي وحتى الاستقلال. وحافظ إقليم كردستان العراق على علاقات مفتوحة مع إسرائيل ويشكل جماعة ضغط لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين إسرائيل والعراق.

التطوير

في عام 1950، أصبحت كل من تركيا وإيران أولى الدول الإسلامية، والوحيدة، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. طورت كل من تركيا وإيران علاقاتها مع إسرائيل التي تضمنت تعاوناً عسكرياً واسع النطاق، وساعدت إسرائيل التطور الصناعي والعسكري في تركيا وإيران. وخلال حرب 1967، زودت إيران إسرائيل بالنفط. كما حققت إسرائيل تقدماً كبيراً في إقامة علاقات مع كل من إثيوبيا ونيجيريا والهند، وجميعها دول تضم أعداد كبيرة من المسلمين. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، تمكنت إسرائيل من إقامة علاقات مع الجمهوريات الإسلامية المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى مثل كازاخستان، طاجيكستان وغيرها. لكن فشلت المحاولات الإسرائيلية تجاه إندونيسيا وأفغانستان وبروناي وباكستان وماليزيا.

تركيا

في 28 أغسطس 1958 وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون إلى أنقرة بزيارة سرية، جرى خلالها التوقيع على اتفاقية سرية في أنطاليا مع رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس، وكانت هذه الاتفاقية جزء من تحالف المحيط. اسست الاتفاقية لعصر من التعاون الأمني ​​غير المسبوق بين البلدين، وفي سعيهما لمواجهة التوسع السوفييتي، والقومية العربية، والإسلاموية، والإرهاب، إذ انخرطت تركيا وإسرائيل في تبادل معلومات استخباراتية رفيعة المستوى والتخطيط للحرب، بما في ذلك عقد اجتماعات نصف سنوية بين قادة الاستخبارات والجيش في كل منهما.

ونصت الاتفاقية على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التالية:

  • الدفاع المشترك
  • تبادل المعلومات الاستخبارية
  • التدريب العسكري
  • التعاون الصناعي
  • التعاون الاقتصادي

وفي 1996 دخلت أنقرة بسرعة في عدد من اتفاقيات التعاون الأمني ​​مع إسرائيل والتي تضمنت نقل التكنولوجيا العسكرية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب على مكافحة الإرهاب، وذلك بموجب اتفاقية الدفاع التركية الإسرائيلية، والتي دفعت أنقرة إلى شراء عدد كبير من الأسلحة وتحديث التكنولوجيا من الشركات الإسرائيلية، وإنفاق أكثر من 2 مليار دولار خلال العقد اللاحق.[3]

الانتهاء

شكلت الإطاحة بشاه إيران عام 1979 بمثابة انتكاسة كبيرة لهذه السياسة. إذ قطعت الحكومة الإيرانية الجديدة علاقاتها مع إسرائيل، وقد وصفها قادتها مثل روح الله الخميني وعلي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد مراراً وتكراراً بأنها "كيان غير شرعي" بل ودعوا إلى انهائها. أدى هذا المبدأ إلى محاولات مشكوك فيها من جانب إسرائيل لإقامة علاقات جيدة مع جمهورية إيران الإسلامية المناهضة صراحةً لـ الصهيونية بعد الثورة الإيرانية. رغم ذلك قدمت إسرائيل أسلحة ومساعدات استخباراتية لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكما ساعدت إيران في بيع نفطها.[4]

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "The Factors Behind Rebellion in Iranian Kurdistan". March 2011. Archived from the original on 2020-10-21. Retrieved 2019-08-19.
  2. ^ Reisinezhad, Arash (2018-08-10). The Shah of Iran, the Iraqi Kurds, and the Lebanese Shia. ISBN 9783319899473.
  3. ^ Duncan Randall. "Turkey and Israel: A Relationship Unlikely to be Fully Rekindled". Foreign Policy Research Institute.
  4. ^ Parsi, Trita Treacherous Alliance (2007), p. 104.

وصللات خارجية