الوجود والزمان

" الكينونة والزمان (ألمانية: Sein und Zeit ؛ إنگليزية: Being and Time)" كتاب مارتن هايدگر الرئيسي الذي كتبه عام 1927 يعد باتفاق عام بين الباحثين أعظم تحليل للوجود البشري ظهر في الفلسفة الوجودية على امتداد هذه الحركة كلها. ومن الممكن النظر إلى تركيزه في هذا الكتاب على موضوعات مثل : الهم، القلق، والإثم، والتناهي. وقبل هؤلاء جميعاً الموت على أنه إشارة إلى نزعة هيدجر نحو لون من العدمية. لكن هايدجر لا ينتمي إلى المذهب العدمي فهو يقرر ببراعة لفظية إن العدم الذي يكتب عنه رغم أنه ليس شيئاً فإنه على وجه الدقة وجود. يقول : " هذا الآخر الذي يختلف تماماً عن جميع الكيانات هو مالا كيان له أو عدم لكن هذا العدم هو وجود على نحو أساسي.

الوجود والزمان
Being and Time (German edition).jpg
غلاف الطبعة الألمانية
المؤلفمارتن هايدگر
العنوان الأصليSein und Zeit
المترجم1962: John Macquarrie and Edward Robinson
1996: Joan Stambaugh
البلدGermany
اللغةالألمانية
الموضوعالهرمنوطيقا, phenomenology
نـُشـِر1927 (in German)
1962: SCM Press
1996: State University of New York Press
2008: Harper Perennial Modern Thought
الصفحات589 (Macquarrie and Robinson translation)
482 (Stambaugh translation)
ISBN0-631-19770-2 (Blackwell edition)
978-1-4384-3276-2 (State University of New York Press edition)
تلاهكانط ومشكلة الميتافيزيقا
ترجمة كتاب الكينونة والزمان. انقر لمطالعته كاملاً.

هايدگر في كتابه الوجود والزمان يرى ان الموجود البشري هو السبيل الوحيد لفهم حقيقة الوجود. والفكر عنده ليس علاقة ذات حرة غير زمانية مع موضوع مجهول تحاول أن تنفذ إلى سره, بل يقول أننا لا نفهم الوجود إلا عن طريق وجودنا وفي صميم كينونتنا. ولذلك يقول أن الأنطولوجيا هي وجودنا نفسه. واليونان هم اول من اهتم بمسألة الوجود ولكن هذا الاهتمام استحال إلى مقولات لدراسة كيفيات الموجود.

هايدگر انتقد التعريفات السابقة للوجود، ابتداء من أفلاطون وحتى فلسفة القرن العشرين, بهدف تقديم تعريفا جديداً، خصوصا في كتابه الوجود والزمان. حيث يريد ان يعيد الفلسفة إلى موضوعها الاصيل وهو الكون. ويقول هايدگر الفلسفة الغربية أخطأت موضوعها القائم بين الكون والكائن. بين الكون وجميع الكائنات المتجلية فيه.[1] لأن الفلسفات السابقة كانت تبحث عن الوجود بينما كانت تعني به الموجود. مثلا أرسطو كان يعني الوجود بما هو موجود. وقد أخذ هايدغلر على الفلسفة الإغريقية عموما انها صارت فلسفة ماورائيات, أي أنها جعلت الكائنات على درجتين او في عالمين: عالم المحسوس (فيزيقيا) وعالم ما فوق الطبيعة, فكانت (ميتافيزيقيا).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السؤال عن الوجود

الوجود عند هايدگر لا ينفصل عن الحقيقة (او الأليثين- Aletheia) التي بمفهومها اليوناني تعني اللاتحجب. لأن كل تعامل او حكم على الموجود لا يتم الا اذا ظهر عن تحجبه. فهل قصد هايدجر باللاتحجب , الأنا المتعالي ؟. هايدجر يجد في تفسير الفلسفة اليونانية أن الإنسان ليس مركز التجربة ومحورها بل هو الموجود اللامحتجب.

لقد صرح هايدجر ان السؤال عن الوجود هو الذي حرك فكره.


السؤال عن الوجود في أفق الزمان

في كتاب الوجود والزمان يتحدث هيدجر عن الآنية (او الدازين- Dasein). ويعني به الموجود الإنساني الذي يبقى دائما على علاقة بالموجود, ويتميز عن سائر المخلوقات بفهم هذا الوجود والسؤال عنه.

هيدجر سلط ضوء جديد على تاريخ الميتافيزيقا من افلاطون حتى نيتشة, وأكسى الفينومنولوجيا ثوب انثروبولوجي جديد , تعذر على رائدها [[هوسرل]] التعرف عليها.
كتاب الوجود والزمان كان بداية انقلاب جديد في الفكر الفلسفي. ومن المهم في هذا الكتاب معرفة الهدف الأساسي: السؤال عن الوجود, وارتباطه بمشكلة الزمان. لأن الزمان هو الافق الذب نطل منه على مسألة الوجود.
الكتاب مقسم إلى قسمين: الاول يتناول تفسير الآنية, من جهة الزماني، وتفسير الزمان بوصفه الافق الترانسندنتالي للوجود. أما القسم الثاني فيشرح المعالم الرئيسية "للتحطيم الفينومنولوجي" لتاريخ الانطولوجيا على هدى من مشكلة الزمانية.

بدأ هيدجر من محاورة السفسطاني للاجابة على سؤال قديم قدم الميتافيزيقا. وهو لا يعني ان يصلنا بالتاريخ, بل يريد تصفيته مما يشوبه.

هل يمكننا ان نسأل عن الوجود ومعناه , إن لم نسأل اولا عمن يطرح السؤال ونحلل مقومات وجوده ؟. السائل يتفرد عن غيره من الكائنات إلى انه الموجود الذي يهتم بوجوده. وتحليل الآنية لا يتم من خلال تأملات انثروبولوجية او نفسية او اجتماعية, بل الهدف هو التعرف على ماهية السائل.
ويصف هايدجر هذا السؤال بالأنطولوجيا الأساسية التي تريد تحليل اسلوب وجود السائل وتبين مقومات وجوداته. من حيث هو الوحيد الذي علاقة دائمة مع نفسه، اي ان له خاصية التواجد. التي لم تفطن لها الانطولوجيا التقليدية.
المهمة الرئيسية للسؤال عن الوجود تقوم على تحليل الآنية من جهة و تحطيم تاريخ الانطولوجيا من ناحية اخرى.
ومن الصعوبة بمكان ان نقول شيءا عن الآنية, لأن العالم يغرينا بما نعرفه ونكرره في حياتنا اليومية.
هايدجر يقترح طريق دائري يبدأ بالموجود وينتهي بالوجود, ومن ثم يبدأ مرة اخرى بتحليل الآنية بعد أن حدد الوجود.

ماذا يقصد هايدگر من تحطيم تاريخ الانطولوجيا ؟. يقصد ان الآنية محتضنة في التراث والعادات والتاريخ بشكل عام, ولهذا نراها تترك مام امرها للتاريخ لاجتياز قراراتها الحاسمة, دون ان تكلف نفسها مشقة استشراف هذا التراث لاستشفاف وجودها التاريخي الخاص. فلا بد ازالة الحجب التي تراكمت على التراث والرجوع إلى المنابع الاصلية للمفاهيم والمقولات التي شوهتها المذاهب المتوالية التي اهملت السؤال الرئيسي عن الوجود.
يؤكد هيدجر ان منهجه فينومنولوجي, ولكن ليس بالتصور الهوسرلي الذي يرد كل شيء إلى الأنا الخالص (الذي يبقى حتى لو فني العالم). ويقول انالنطولوجيا ممكنة اذا اصبحت فينومنولوجيا. لأن الفلسفة هي انطولوجيا فينومنولوجية تبدأ من تفسير الآنية بوصفها مسار كل سؤال فلسفي.

مصادر

قالب:Martin Heidegger