التدخل العسكري التركي في الحرب الأهلية الليبية الثانية

التدخل العسكري التركي في الحرب الليبية الثانية، هو تدخل عسكري من قبل تركيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني في الحرب الأهلية الليبية الثانية. في 2 يناير 2020، وافق المجلس الوطني الأكبر لتركيا على التدخل العسكري، ونشر قوات عسكرية تركيا في ليبيا لمدة عام.[13] بدأ الانتشار العسكري التركي في ليبيا في 5 يناير.[14] كان الدعم التركي المباشر لحكومة الوفاق الوطني بشكل عام يتضمن إرسال مستشارين ميدانيين يقدمون التدريب ودعماً تشغيلياً وجوياً من خلال الطائرات المسيرة،[15] عملاء الاستخبارات،[16] ودعماً من سفن البحرية التركية للقوات البرية الليبية.[17] بالإضافة لنشر قواتها ومعداتها، استعانت تركيا بمرتزقة سوريين من الجيش الوطني الليبي المدعوم من تركيا لدعم وعزيز قوات الوفاق، منذ ديسمبر 2019.[18]

التدخل العسكري التركي في الحرب الأهلية الليبية الثانية
Turkish involvement in the Libyan Civil War
جزء من حملة غرب ليبيا 2019-2020 والمواجهة التركية الروسية في سوريا وليبيا 2019-2020
Libyan Civil War.svg
الوضع العسكري في ليبيا في 10 يونيو 202010 June 2020
  تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني ومليشيات مختلفة التي تشكل قوة درع ليبيا
  تحت سيطرة القوات المحلية
التاريخ5 يناير 2020 (2020-01-05) – الحاضر
(4 سنة, 4 شهر, 1 أسبوع و 6 يوم)
الموقع
الوضع مستمر[4]
المتحاربون
 تركيا
ليبيا حكومة الوفاق الوطني
المعارضة السورية الحكومة الانتقالية السورية
ليبيا مجلس النواب
القادة والزعماء
تركيا رجب طيب أردوغان
تركيا خلوصي أكار
تركيا خاقان فيدان
ليبيا فايز السراج
ليبيا عبد الرازق الندوري
ليبيا خليفة حفتر
ليبيا عقيلة صالح
الوحدات المشاركة
الجيش الليبي
القوات المسلحة التركية
الجيش الوطني السوري
الجيش الوطني الليبي
القوى
المعارضة السورية 11.600 (يونيو 2020)[5]
تركيا 50 advisors[6]
30.000
الضحايا والخسائر

المعارضة السورية 351[5]–500[7] قتيل
تركيا 2 قتلى[8]


تركيا 27 قتيل[9][10][11] (per LNA)
ليبيا 100 قتيل (حسب مصادر تركية)[12]

يعتبر الهدف الأساسي للتدخل العسكري التركي في ليبيا محاولة تركيا تأمين وصولها للموارد الطبيعية في شرق المتوسط كجزء من مبدأ الوطن الأزرق (بالتركية: Mavi Vatan)، واصة في أعقاب التصديق على الاتفاقية البحرية التركية الليبية. يذكر أيضاً أن الأهداف التركية الثانوية تشمل مواجهة النفوذ المصري والإماراتي في المنطقة.[19]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

مذكرة التفاهم التركية الليبية

الاتفاقية البحرية التركية الليبية

 
خريطة لاتفاقية السيادة البحرية التركية الليبية في البحر المتوسط.

اتفاقية ترسيم الحدود التركية الليبية، هي اتفاقية بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني الليبية تم التوقيع عليها في 27 نوفمبر 2019، لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في البحر المتوسط. في ديسمبر 2019، صدق البرلمان التركي على الاتفاقية كما أقرته وكانت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.


ويهدف الاتفاق التركي الليبي إلى[20]:

  • تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا.
  • الحفاظ على الأمن وحماية سيادة ليبيا، وتعزز قدرات حكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة.
  • حماية الحقوق البحرية للبلدين وفق القانون الدولي.
  • السيادة على المناطق البحرية بما يهدف لحماية حقوق البلدين ضمن حدود القانون الدولي.
  • التأسيس لمهام التدريب والتعليم، وتطوير الإطار القانوني، وتعزز العلاقات بين الجيشين التركي والليبي.
  • التعاون في تبادل المعلومات الأمنية ما بين ليبيا والحكومة التركية، وتغطية جميع الجوانب الأمنية.


التدخل التركي

بعد الموافقة على تفويض لمدة سنة واحدة لإرسال قوات إلى ليبيا، صرح الرئيس رجب طيب أردوغان أن القوات التركية بدأت تنتشر في البلاد في 5 يناير.[14] وطبقًا لقناة العربية، فإن عملاء الاستخبارات كانوا أول أصول تركية تصل إلى ليبيا.[21] زعم الجيش الوطني الليبي أنه قصف سفينة شحن تركية كانت تحمل إمدادات للقوات المدعومة من تركيا في 19 فبراير خلال ضربات صاروخية على ميناء طرابلس، مع أن تركيا نفت وجود أي سفن شحن تركية في الميناء.[22] في 25 فبراير، أكد الرئيس أردوغان مقتل جنديين تركيين في ليبيا.[8] كما ذكر أن 100 مقاتل موالٍ للجيش الوطني الليبي قتلوا في عملية انتقامية.[12]

عملية عاصفة السلام

أعلن رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني السراج عملية عاصفة السلام في 25 مارس،[23] مع دعم كبير من طائرات بدون طيار واستخبارات تركية للعملية.[24][25] في 1 أبريل، أطلقت فرقاطة تركية صاروخ أرض-جو على طائرة بدون طيار تابعة للجيش الوطني الليبي كانت قد اقتربت منه، وسقطت في عجيلات.[26][27] وبدعم من الطائرات بدون طيار التركية، استولت قوات الجيش الليبي على المدن الساحلية صرمان، وصبراتة، والعجيلات، والجاميل، ورقدالين، وزلطن، والأصح في 13 أبريل، وأعادت، بنجاح، ربط الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الليبي بالحدود التونسية. وبحسب ما ورد تسببت الضربات التركية في خسائر فادحة للقوات في المنطقة ودمرت المركبات العسكرية التي زودتها الإمارات العربية المتحدة بالقوات الموالية لحفتر.[28]

بعد التهديدات التي وجهها حفتر والحوادث التي وقعت بقرب السفارة التركية في طرابلس، حذرت تركيا من أنها "ستعتبر قوات حفتر أهدافًا مشروعة" إذا استمرت الهجمات على مصالحها ومهامها الدبلوماسية في المنطقة. لكن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي نفى أن تكون القوات مسؤولة عن الهجوم.[29] في مايو 2020، أفادت التقارير أن الطائرات بدون طيار التركية دمرت ثلاثة أنظمة بانتسير-اس1[30] إلى جانب ستة أنظمة أخرى تم تدميرها بواسطة طائرات حكومة الوفاق وطائرات بدون طيار.[31]

بحلول 6 يونيو، نجحت حكومة الوفاق الوطني في طرد قوات حفتر من طرابلس بأكملها واستولت على معقل الجيش الوطني في ترهونة، مع اعتبار دعم تركيا عاملاً مهمًا في تحويل الهجوم لصالح حكومة الوفاق الوطني.[32]

تأسيس قواعد عسكرية

 
خريطة توضح القوات العسكرية التركية الجاري إنشائها في ليبيا، 12 يونيو 2020.

في 12 يونيو 2020، أفادت صحيفة يني‌شفق التركية، أنه في أعقاب زيارة فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية لأنقرة ولقائه بالرئيس التركي اردوغان، اتفق على أن تقوم تركيا بإعادة تنظيم قوات الوفاق وتدريبها، وإنشاء قواعد جوية وبحرية حول العاصمة طرابلس، ومن المقرر نشر طائرات بدون طيار تركية، وأنظمة دفاع صاروخي ومعدات أخرى هناك.[33]

وتعمل تركيا في الوقت الحالي، على إنشاء القواعد العسكرية التالية:

ردود الفعل

منظمات فوق وطنية

  •   الأمم المتحدة رفض الاتحاد الأوروبي نشر القوات التركية في ليبيا، ودعا، بالاشتراك مع وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 7 يناير إلى وقف فوري لإطلاق النار في طرابلس وحولها.[34]

بلدان

  •   قبرص - نددت الحكومة القبرصية بالصفقة وحاولت حشد دول أخرى في المنطقة لمعارضة جانب الحدود البحرية.[35]
  •   مصر - نددت الحكومة المصرية، حليفة حكومة طبرق، بالاتفاق البحري والعسكري التركي،[36] الذي وصفه وزير الخارجية سامح شكري بأنه "غير قانوني" في بيان مشترك في 5 ديسمبر مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.[37]
  •   فرنسا - ندد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بالاتفاق بين أنقرة وطرابلس في بيان مشترك مع وزير الخارجية المصري.[37]
  •   اليونان - طردت اليونان السفير الليبي من أثينا، وأرسلت رسالتين احتجاجية إلى الأمم المتحدة حول جانب الحدود البحرية في الصفقة، التي اعتبرتها اليونان تنتهك سيادتها وتهدد الاستقرار الإقليمي.[38]
  •   إسرائيل - أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي، كاتز، معارضة إسرائيل لاتفاقية الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس، وأكد أن الصفقة "غير قانونية" بحسب الموقف الرسمي الإسرائيلي، بينما أشارت في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل لا تريد صراعاً مع تركيا.[39] في وقت سابق من الشهر، قامت البحرية التركية بطرد سفينة أبحاث أوقيانوغرافية إسرائيلية كانت تعمل بموافقة الحكومة القبرصية في المياه القبرصية،[40] أدى هذا التصرف، في سياق الاتفاق مع حكومة الوفاق الوطني، إلى مخاوف إسرائيلية من أن تركيا تهدف إلى "إنشاء حدود بحرية بعرض البحر الأبيض المتوسط بأكمله" وقطع وصول الإسرائيليين إلى المياه الدولية عبر البحر الأبيض المتوسط، قناة 99% من الصادرات الإسرائيلية.[41] خبيرة الطاقة بريندا شافر تفسر خط أنابيب إيست ميد بين إسرائيل وقبرص واليونان (المتوقع أن تتمكن من تلبية 10% من احتياجات أوروبا من الغاز وتقليل الاعتماد على روسيا) كمحاولة مشتركة لاستبعاد تركيا من نادي "غاز المتوسط".[42] لكن قرار التوقيع على الصفقة جاء ردا على الاتفاق التركي الليبي.[43]
  •   تونس - رفضت تونس طلب تركيا استخدام أراضيها للشحنات العسكرية.[44]
  • مجلس النواب الليبي - تعارض حكومة طبرق التي سيطرت حتى أواخر 2019 على الغالبية العظمى من الأراضي الليبية وكذلك معظم حقول النفط الليبية[45] الاتفاق البحري الموقع بين تركيا وطرابلس والذي يمتد الحدود البحرية التركية من الساحل الجنوبي الغربي التركي إلى ساحل درنة وطبرق.[42] في 22 ديسمبر، استولى الجيش الوطني الليبي التابع لحكومة طبرق على سفينة تركية دخلت المياه الواقعة تحت سيطرتها،[46] لكنها أطلقت سراحها في اليوم التالي.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

معرض الصور

المصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج "Egypt announces international anti-Turkey alliance". al-monitor.com. 31 May 2020.
  2. ^ [1]
  3. ^ [2]
  4. ^ "Turkish military units moving to Libya, Erdogan says". reuters.com. January 5, 2020.
  5. ^ أ ب "Turkish involvement in Libya's war". 1 June 2020. {{cite web}}: Text "Turkey sends new 400 mercenaries to Libya, and over 350 killed so far" ignored (help)
  6. ^ https://www.syriahr.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%aa%d8%b2%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b0%d8%b9%d8%a7%d9%86/
  7. ^ "LNA Says Turkish Battleship Strikes Area in Western Libya". Asharq AL-awsat.
  8. ^ أ ب "Erdogan says two Turkish troops killed in Libya conflict". Reuters.
  9. ^ LNA kills 16 Turkish military personnel including 3 commanders
    "Eastern Libya forces say 16 Turkish soldiers killed in fighting - Libya as Haftar's forces advance on Misrata". Reuters.
  10. ^ نت, العربية (February 28, 2020). "7 قتلى أتراك بقصف الجيش الليبي على معيتيقة". العربية نت.
  11. ^ Libyan Army killed 4 Turkish soldiers, Syrian militant leader near Tripoli
  12. ^ أ ب "Erdogan Confirms First Turkish Soldier Deaths in Libya | Voice of America - English". www.voanews.com.
  13. ^ Cupolo, Diego (January 2, 2020). "Turkish parliament approves troop deployment to Libya". Al-Monitor.
  14. ^ أ ب Patrick Wintour (January 5, 2020). "Turkish troops deploy to Libya to prop up embattled government". theguardian.com. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "GuardianTroopsDeployed" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  15. ^ [3]
  16. ^ [4]
  17. ^ [5]
  18. ^ "300 pro-Turkey Syrian rebels sent to Libya to support UN-backed gov't: watchdog". xinhuanet.com.
  19. ^ [6]
  20. ^ "اتفاقية تركية ليبية من أبرز بنودها "السيادة البحرية" في المتوسط (خريطة)". وكالة أنباء تركيا. 2019-1-29. Retrieved 2019-12-01. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)
  21. ^ "Turkish intelligence agents, foreign fighters arrive in Libya: Sources".
  22. ^ "Libya: LNA says Tripoli port attack targeted Turkish weapons".
  23. ^ https://www.middleeastmonitor.com/20200327-sarraj-announces-launch-of-operation-peace-storm-in-response-to-haftar-attacks/. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |عنوان= ignored (help)
  24. ^ "Battle for air supremacy heats up in Libya despite COVID-19 outbreak".
  25. ^ https://ahvalnews.com/libya/peace-storm-turkey-tries-turn-tables-libya. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |tirle= ignored (help)
  26. ^ "Turkish ship fired SAM off Libya coast".
  27. ^ "Libya: Turkey warship fires missiles on sites controlled by Haftar militias".
  28. ^ "Libya's GNA seizes control of Haftar-held Sabratha, Sorman".
  29. ^ "Turkey threatens to target Haftar's forces in Libya if attacks persist".
  30. ^ "Russian Pantsir systems neutralized in Libya".
  31. ^ "9 Russian "Pantsir-S1" missile systems were destroyed in Libya".
  32. ^ Wintour, Patrick. "UN-backed Libyan forces oust renegade general from Tripoli".
  33. ^ "TURKEY TO ESTABLISH PERMANENT MILITARY BASES IN LIBYA, REORGANIZE GNA FORCES, BEGIN DRILLING FOR OIL". southfront.org. 2020-06-12. Retrieved 2020-06-12.
  34. ^ "EU rejects Turkish troops in Libya".
  35. ^ "Cyprus rallies Israel, other neighbors to counter Turkey-Libya maritime deal".
  36. ^ "Egypt Rejects Turkey-Libya Deal on Sea Rights, Security".
  37. ^ أ ب "Egypt, France denounce 'illegal' MoUs between Ankara, Libya's PM".
  38. ^ "Greece sends letters to UN over Turkey-Libya deal".
  39. ^ "Israel opposes Turkey-Libya maritime border accord".
  40. ^ https://www.timesofisrael.com/turkish-ships-said-to-force-israeli-research-vessel-out-of-cypriot-waters/. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)
  41. ^ "Turkey maneuver could block Israel's access to the sea".
  42. ^ أ ب "Newly Aggressive Turkey Forges Alliance With Libya".
  43. ^ "Cyprus, Greece, Israel to sign pipeline deal on Jan. 2".
  44. ^ {{cite web | url= https://www.gercekgundem.com/dunya/147014/tunustan-turkiyenin-libya-tezkeresi-talebine-ret | title= Tunus'tan Türkiye'nin 'Libya tezkeresi' talebine ret }
  45. ^ "Turkey-Libya maritime deal triggers Mediterranean tensions".
  46. ^ .