الإسلام في قزخستان

(تم التحويل من الإسلام في كازاخستان)

الإسلام، هو أكبر الديانات في قزخستان، إذ يمثل المسلمون 70.2% من السكان. [2] غالبية القزخ من المسلمين السنة على المذهب الحنفي.[3] كما توجد أقلية شيعية وأحمدية.[4] جغرافياً، تعد قزخستان الدولة ذات الأغلبية المسلمة في أقصى شمال العالم. يشكل القزخ أكثر من نصف إجمالي السكان، وتشمل المجموعات العرقية الأخرى ذات الخلفية الإسلامية الأوزبك والأويغور والتتار.[5] وصل الإسلام لأول مرة إلى الأطراف الجنوبية من المنطقة في القرن الثامن عشر عن طريق العرب.

جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد

IslamicWorldNusretColpan.jpg
 ع  ن  ت


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

ارتبط وصول الإسلام إلى قزخستان بوصوله إلى وسط آسيا، إلى طشقند وسمرقند وبخارى، وعندما تولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان في سنة 88 هـ دخلت فتوح الإسلام في بلاد ما وراء النهر مرحلة جديدة، وصلت إلى حد الاستقرار، وقد عبر قتيبة النهر في المرحلة الأولى من جهاده واستطاع ان يغير في المرحلة الثانية من جهاده على بخارى، وفي المرحلة الثالثة (بين سنتي 90 هـ و93 هـ) استطاع أن يثبت راية الإسلام في حوض جيحون، وفي المرحلة الرابعة من جهاده استطاع توجية الحملات إلى ولايات نهر سيحون فيما بين سنتي 94 هـ - و96 هـ وامتد النفود الإسلامي إلى فرغانة في أعالي نهر سيحون، وسرداريا واستمر جهاده بهذه النطقة قرابة 14 عاماً، وصلت فتوحاته إلى مدينة كشغر على حدود الصين. وهكذا ثبت قتيبة بن مسلم انتشار الدعوة فيما وراء نهر سيحون، وأرسل عمر بن عبد العزيز إلى ملوك ما وراء النهر يدعوهم إلى الإسلام وأسلم البعض ، وسارع أهالى من بقي في بلاد ما وراء النهر إلى اعتناق الإسلام في عهد هشام بن عبد الملك، وزاد انتشار الإسلام في منطقة قازاخستان في عهد العباسيين، وازدهر الإسلام عندما أسلم الخواقين من آل بوغرا، ومكن الدعوة الإسلامية إسلام الأتراك السلاجقة، ودمرت معظم الحضارة الإسلامية عندما تعرضت المنطقة لغزو المغول.

وعندما اعتنق المغول الإسلام تحولوا إلى قوة عظيمة لنشر الإسلام واهتم الإمير المغولي بركة خان بنشر الإسلام في كافة بلاد الروس، غير أن الروس في عهد القياصرة بدأوا محاولاتهم للسيطرة على منطقة آسيا خلال القرن الثامن والتاسع، واستغرق اخضاع الروس لوسط آسيا مدة تزيد على 182 عاماً، وجرد الشيوعيون حملات على الجمهوريات الإسلامية التي كونت جبهة مقاومة من الجمهوريات الإسلامية بالتركستان، ولم يتم القضاء على تلك المقاومة إلا في سنة (1353 هـ - 1934 م)، ولم يتم إدماج جمهورية قازاخستان إلا في سنة (1355 هـ/1936 م). وأعلنت قازاخستان انضمامها إلى اتحاد الكومنوليت الروسي والذي تأسس من روسيا الاتحادية، واكرابينا، وروسيا البيضاء وأوزبكستان. وأغلق الروس المدارس الإسلامية في قازاخستان ، وأغلقت وهدمت الآلاف المساجد. خلال القرن الثامن عشر، ازداد النفوذ الروسي بسرعة تجاه المنطقة. بقيادة الإمبراطورة كاثرين، أظهر الروس في البداية استعدادًا للسماح بازدهار الإسلام حيث تمت دعوة رجال دين مسلمين إلى المنطقة لدعوة القزخ للإسلام، والذين اعتبرهم الروس "متوحشين"، جهلاء بالآداب والأخلاق.[6][7]

تغيرت السياسة الروسية تدريجياً نحو إضعاف الإسلام من خلال إدخال عناصر من الوعي الجماعي ما قبل الإسلام.[8] تضمنت هذه المحاولات طرقًا لمدح شخصيات تاريخية ما قبل الإسلام وفرض إحساس بالدونية من خلال إرسال القزخ إلى مؤسسات عسكرية روسية رفيعة المستوى.[8] ردًا على ذلك، حاول القادة الدينيون القزخ إثارة الحماسة الدينية من خلال تبني القومية التوركية، على الرغم من تعرض العديد منهم للاضطهاد نتيجة لذلك.[9] خلال الحقبة السوڤيتية، ظلت المؤسسات الإسلامية قائمة فقط في المناطق التي كان فيها عدد القزخ يفوق عدد غير المسلمين بشكل ملحوظ بسبب العبادات الإسلامية اليومية.[10] في محاولة لمواءمة القزخ مع الأيديولوجيات الشيوعية، كانت العلاقات بين الجنسين والجوانب الأخرى للثقافة القزخية أهدافًا رئيسية للتغيير الاجتماعي.[7]

في الآونة الأخيرة، بذل القزخ تدريجيًا جهودًا حازمة لتنشيط المؤسسات الدينية الإسلامية بعد سقوط الاتحاد السوڤيتي. رغم أنهم ليسوا أصوليين بشدة، إلا أن القزخ يستمرون في التماهي مع عقيدتهم الإسلامية،[11] وحتى بتكريس أكبر في المناطق الريفية. أولئك الذين يزعمون أنهم ينحدرون من المحاربين والدعاة الأصليين المسلمين في القرن الثامن يحظون باحترام كبير في مجتمعاتهم.[12] كما شددت الشخصيات السياسية القزخية على ضرورة رعاية الوعي الإسلامي. على سبيل المثال، أكد وزير الشؤون الخارجية القزخي، مراد تاژين مؤخرًا أن قزخستان تولي أهمية لاستخدام "إمكانات الإسلام الإيجابية، والتعرف على تاريخها وثقافتها وتراثها".[13]

حاولت السلطات السوڤيتية تشجيع شكل خاضع من الرقابة على الإسلام تحت الإدارة الروحية لمسلمي آسيا الوسطى وقزخستان كقوة موحدة في مجتمعات آسيا الوسطى، بينما في نفس الوقت تحظر الحرية الدينية. منذ الاستقلال، ازداد النشاط الديني بشكل ملحوظ. تسارع إنشاء المساجد والمدارس الدينية في التسعينيات، بمساعدة مالية من تركيا، مصر، وبشكل أساسي السعودية.[14] عام 1991، كان هناك 170 مسجدًا عاملاً، وأكثر من نصفها حديث البناء. في ذلك الوقت، كان ما يقدر بنحو 230 جالية مسلمة نشطة في قزخستان. ومنذ ذلك الحين ارتفع عدد المساجد إلى 2320 مسجدًا اعتبارًا من عام 2013.[15] عام 2012، افتتح رئيس قزخستان النقاب عن مسجد حضرت-سلطان في العاصمة، وهو أكبر دار عبادة للمسلمين في آسيا الوسطى.[16]


الإسلام والدولة

عام 1990، أنشأ نور سلطان ناظرباييڤ، أمين عام الحزب الشيوعي القزخستاني في ذلك الوقت، أساسًا للدولة الإسلامية من خلال إخراج قزخستان من سلطة المجلس الإسلامي في آسيا الوسطى، الذي وافق عليه الاتحاد السوڤيتي، وإدارة دينية ذات توجه سياسي لعموم آسيا الوسطى. بدلاً من ذلك، أنشأ ناظرباييڤ مفتيات (المفتي الأكبر)، أو سلطة دينية منفصلة، للمسلمين القزخ.[17]

مع التركيز على الحكومات الإسلامية المقربة من إيران وأفغانستان، حرم دستور 1993 على وجه التحديد الأحزاب السياسية الدينية. يحظر دستور 1995 المنظمات التي تسعى إلى إثارة الفتنة العرقية أو السياسية أو الدينية، ويفرض رقابة حكومية صارمة على المنظمات الدينية الأجنبية. كما فعل سابقه، ينص دستور 1995 على أن قزخستان دولة علمانية. وهكذا، فإن قزخستان هي الدولة الوحيدة في آسيا الوسطى التي لا يعطي دستورها مكانة خاصة للإسلام. رغم ذلك، انضمت قزخستان إلى منظمة التعاون الإسلامي في نفس العام. استند هذا الموقف إلى السياسة الخارجية لحكومة ناظرباييڤ بقدر ما استند إلى الاعتبارات الداخلية. وإدراكًا منه لإمكانيات الاستثمار من الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، فقد زار ناظرباييڤ إيران وتركيا والسعودية؛ في الوقت نفسه، فضل تصوير قزخستان كجسر بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي. على سبيل المثال، قبل في البداية صفة مراقب فقط في منظمة التعاون الاقتصادي (منظمة التعاون الاقتصادي)، وجميع الدول الأعضاء فيها ذات غالبية مسلمة. كانت رحلة الرئيس الأولى إلى مكة، والتي تمت عام 1994، جزءًا الرحلة التي تضمنت أيضًا زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في الڤاتيكان.[17]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Religious Composition by Country, 2010-2050". Pew Research Center. 12 April 2015. Retrieved 22 October 2017.
  2. ^ "Kazakhstan ranks fourth among the Post-Soviet countries in terms of the number of the Muslim population, IA REGNUM reports" (in Russian). REGNUM. {{cite web}}: Cite has empty unknown parameter: |deadurl= (help)CS1 maint: unrecognized language (link)
  3. ^ International Religious Freedom Report 2006 Archived 2008-06-22 at the Wayback Machine U.S. Embassy in Astana, Kazakhstan
  4. ^ "KAZAKHSTAN: Ahmadi Muslim mosque closed, Protestants fined 100 times minimum monthly wage". Forum 18. Retrieved June 7, 2014.
  5. ^ Kazakhstan - International Religious Freedom Report 2009 U.S. Department of State. Retrieved on 2009-09-07.
  6. ^ Khodarkovsky, Michael. Russia's Steppe Frontier: The Making of a Colonial Empire, 1500-1800, pg. 39.
  7. ^ أ ب Ember, Carol R. and Melvin Ember. Encyclopedia of Sex and Gender: Men and Women in the World's Cultures, pg. 572
  8. ^ أ ب Hunter, Shireen. "Islam in Russia: The Politics of Identity and Security", pg. 14
  9. ^ Farah, Caesar E. Islam: Beliefs and Observances, pg. 304
  10. ^ Farah, Caesar E. Islam: Beliefs and Observances, pg. 340
  11. ^ Page, Kogan. Asia and Pacific Review 2003/04, pg. 99
  12. ^ Atabaki, Touraj. Central Asia and the Caucasus: transnationalism and diaspora.
  13. ^ inform.kz | 154837 Archived 2007-10-20 at the Wayback Machine
  14. ^ From the article "Kazakhstan, Islam in" in Oxford Islamic Studies Online
  15. ^ "Kazakhstan leads in number of mosques in Central Asia". Retrieved 2018-01-02.
  16. ^ "Kazakhs Open Huge New Mosque". RadioFreeEurope/RadioLiberty. Retrieved 2018-01-02.
  17. ^ أ ب Country Study - Kazakhstan Library of Congress

المراجع

  • الأقليات المسلمة في آسيا واستراليا - سيد عبد المجيد بكر.

قراءات إضافية

  • Bigozhin, Ulan. (2018). "Local Politics and Patronage of a Sacred Lineage Shrine in Kazakhstan." Central Asian Affairs 5(3): 233–252. https://doi.org/10.1163/22142290-00503003
  • Bigozhin, Ulan. (2019). "'Where is Our Honor?" Sports, Masculinity, and Authority in Kazakhstani Islamic Media." Central Asian Affairs 6(2-3): 189-205. https://doi.org/10.1163/22142290-00602006
  • Karagiannis, Emmanuel (April 2007). "The Rise of Political Islam in Kazakhstan: Hizb Ut-Tahrir Al Islami". Nationalism and Ethnic Politics. 13 (2): 297–322. doi:10.1080/13537110701293567. S2CID 143664088.
  • Privratsky, Bruce (2001). Muslim Turkistan: Kazak Religion and Collective Memory. London: Curzon.
  • Privratsky, Bruce (2004). "'Turkestan Belongs to the Qojas': Local Knowledge of a Muslim Tradition". In Dudoignon, Stephane (ed.). Devout Societies vs. Impious States. Berlin: LIT Verlag. pp. 161–212.