إدوار گليسان

إدوار گليسان Édouard Glissant (عاش 21 سبتمبر 1928 - 3 فبراير 2011) شاعر وكاتب وناقد أدبي من المارتينيك. ويعتبر أحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في الفكر والثقافة الكاريبية.

إدوار گليسان

وُلد إدوار گليسان عام 1928 في سانت-ماري (مرتينيك)، وتتلمذ على يد إيميه سِزير في ثانوية شولر في مدينة فور-دي-فرانْس؛ وعلى خطى إيميه سِزير انخرط في النضال ضد الاستعمار، وشارك في تظاهرات منها تظاهرة لاستقلال الجزائر. فجاءت كتاباته وقتئذ: حقل الجُزُر (1953) ثم الأرض القلقة (1954) إلى قصيدته الطويلة بلاد الهند (1956)، جاءت كلها صدى للقهر الذي أُنْزِل بشعب الأنتيل. وقصصه مثل» الصَدع» (1958) و «مالمور» (1975)، تتجلى فيها أيضاً ملامح شعب لا يغيب عن باله التاريخٌ الأليم والبحثُ عن الهوية.

وكان جاء في مقاله المنــشور في» رسالة اليونيسكو» عام 1981 تحت عنوان «الدعوة إلى فهم الآخر»: «ليس تخالط الأعراق [في منطقة الكاريبي] قبولاً خاملاً للقيم المفروضة». وكان ذلك في السنة التي سبقت تعيينه رئيساً لتحرير هذه المجلة التي تعهّدها حتى عام 1988.

كان هذا المفكر الشمولي، الذي أتحفنا بمفهوم «العالَم الكلّي» (عنوان رواية له صدرت عام 1993)، يرى «أن منطقة الكاريبي تبدو (...) مكاناً مثالياً للعلاقة، حيث الأمم والجماعات، على اختلاف (وأصالة) خصوصياتها، تتشارك في مصير واحد». وهكذا كان يرى في التخالط لا مجرَّد اختلاط بين الثقافات، بل ما يشبه تلاقي أوجه الاختلاف، بحيث تساهم في صوغ مفهوم التنوع الثقافي الذي تدافع اليونيسكو عنه اليوم كما في الأمس.

ولم يمضِ على تولّي إدوار گليسان إدارة» رسالة اليونسكو» سوى أشهر حتى نشر عدداً من هذه المجلة بعنوان «حرب على الحرب: الكلمة للشعراء» (عدد نوفمبر 1982)، شارك فيه كتاب بارزون في العالم أمثال أدونيس، وألن گنسبرگ، وسوني لابؤو تانسي Sony Lab'ou Tansi، وأندريه ڤوزنسنسكي Andrei Voznesensky وســـواهم. وبعد ذلـــك بقليل جاء دور «مسارح العالم»، و «حضارة البحر»، و «فنون أميركا اللاتينـــية» و «تاريخ العالم»، و... وبذلك ترسّخت سويّة» رسالة اليونيسكو» منبراً مفتوحاً للنـــقاش الفــكري على الصعيد الدولي. ولا تزال «بصمة» إدوار گليسان هذه في صفحات المجلة عصية على الامحاء.

وفي 2006، شارك إدوار گليسان في الاحتفال بذكرى مرور خمسين سنة على أول ندوة للأدباء والفنانين السود أُقيمت بالتعاون مع اليونسكو. وقتئذ كانت تُشـــاهد آثار العمر عليه ، لكن فكره الجيّاش ظل بمـــنأى عن ذلك التـــأثير، فـــكرَ ابن الثامنة والعشرين الذي انضمّ إلى فريق المثقَّفين السود عام 1956 للاعتزاز عالياً وقوياً بانتمائه إلى الكريولية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

أعربت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوڤا، عن «عميق حزنها» حين تلقّت نبأ وفاة الكاتب والشاعر المرتينيكي إدوار گليسان، الذي تُوُفّي في باريس في 3 فبراير، عن 82 سنة. وقالت المديرة العامة: «ها هي قامة كبرى من قامات أدب الأنتيل تتوارى، لكنه أيضاً كاتب ملتزم. ألا إن النتاج الأدبي الغزير الذي تركه لنا تشريف لتخليط الأعراق ولمفهوم التحويل الكريولي الذي كان عزيزاً في فكره ومشاعره. وقد اختالت اليونسكو زهواً طيلة ما كان يُحسب بين معاونيها، إذ تولّى إدارة مجلة» رسالة اليونسكو» من 1982 إلى 1988».


الهامش