سلطنة مجرتين

(تم التحويل من Majeerteen Sultanate)

سلطنة مجرتين (صومالية: Suldanadda Majeerteen, lit.'Boqortooyada Majerteen'، إنگليزية: Majeerteen Sultanate)، تُعرف أيضاً باسم مجرتينيا (إنگليزية: Majeerteenia)، هي مملكة صومالية كان مقرها القرن الأفريقي. حكمها الملك عثمان محمود وBeeldaaje خلال عصرها الذهبي، كانت السلطنة تسيطر على المناطق التي تسمى اليوم أرض البنط. كان أقدم ذكر للمملكة في القرن السادس عشر. امتلك النظام السياسي جميع أجهزة الدولة الحديثة المتكاملة وحافظ على شبكة تجارية قوية. كما دخلت السلطنة في معاهدات مع قوى أجنبية ومارست سلطة مركزية قوية على الجبهة الداخلية.

سلطنة مجرتين

سلطنة مجرتين
𐒈𐒚𐒐𐒆𐒖𐒒𐒖𐒆𐒆𐒖 𐒑𐒖𐒃𐒜𐒇𐒂𐒜𐒒
Suldanadda Majeerteen
Migiurtinia
ح. القرن 17–1927
سلطنة مجرتين في أواخر القرن التاسع عشر.
سلطنة مجرتين في أواخر القرن التاسع عشر.
الوضعسلطنة صومالية
محمية إيطالية (7 أبريل 1889– 26 أكتوبر 1926)
العاصمةعلولة
اللغات المشتركةالصومالية
الدين
الإسلام
الحكومةملكية
الملك 
• 1809 - 1818
Boqor محمود الرابع "هوادان" يوسف علي
• 1818 - 1835
عثمان محمود يوسف
• 1835 - 1837
يوسف عثمان محمود
• 1837 - 1866
محمود يوسف عثمان
• 1866 - 1927
عثمان محمود يوسف
التاريخ 
• تأسست
ح. القرن 17
• حملة السلطنات
أكتوبر-نوفمبر 1927
المساحة
• الإجمالية
90,744 km2 (35,036 sq mi)
تلاها
سلطنة هوبيو
أرض الصومال الإيطالي
اليوم جزء منالصومال

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

التأسيس

تأسست سلطنة مجرتين حوالي أوائل القرن السابع عشر على يد صوماليون من قبيلة مجرتين دارود.[1] وصلت إلى أوجها خلال القرن التاسع عشر، في عهد الملك عثمان محمود.[2]

الاتفاقية البريطانية-المجرتينية

 
أحد حصون سلطنة مجرتين في حافون.

بسبب حوادث تحطم السفن المستمرة على طول رأس عسير في الشمال الشرقي، دخلت سلطنة مجرتين في عهد الملك عثمان في اتفاقية غير رسمية مع بريطانيا، حيث وافق البريطانيون على دفع إعانات سنوية للملك من أجل حماية أطقم السفن البريطانية الغارقة وحماية حطام السفن من النهب. ومع ذلك، لم يُصدق على الاتفاقية، حيث كان البريطانيون يخشون أن يؤدي ذلك إلى "منح سلطات أخرى سابقة لعقد اتفاقات مع الصوماليين، الذين بدوا مستعدين للدخول في علاقات مع جميع القادمين".[3]

سلطنة هوبيو

تعرضت سلطنة مجرتين في عهد الملك عثمان محمود للهجوم في منتصف القرن التاسع عشر بسبب صراع على السلطة بينه وبين ابن عمه الطموح يوسف علي قناديد. بعد ما يقرب من خمس سنوات من القتال، هُزم الشاب المغرور هزيمة منكرة وأجبر أخيرًا على النفي في اليمن. بعد عقد من الزمان، في سبعينيات القرن التاسع عشر، عاد قناديد من شبه الجزيرة العربية مع فرقة من الفرسان الحضارمة ومجموعة من المساعدين المخلصين. وبمساعدتهم إلى جانب المساعدات والأسلحة من الملك عثمان، تمكن من التغلب على عشائر بني هوية المحلية وتأسيس سلطنة هوبيو (أوبيا) المنفصلة عام 1878.[2][4]

المعاهدات الإيطالية-المجرتينية

في أواخر القرن التاسع عشر، دخل جميع الملوك الصوماليين الموجودين في معاهدات مع إحدى القوى الاستعمارية، الحبشة، بريطانيا أو إيطاليا، باستثناء البهانتة،[5] حيث اعتبر الإيطاليون جزءًا من البهانتة، تابعين لسلطان مجرتين المحمي من إيطاليا.[6] بوساطة السلطان يوسف علي قناديد وبعد مؤتمر جمع أعيان السلطنة في بارگال،[7] في 7 أبريل 1889 بمدينة علولة، أبرم الملك عثمان معاهدة مع إيطاليا، مما جعل مملكته محمية تُعرف باسم أرض الصومال الإيطالية.[8] في السنوات التي أعقبت المعاهدة، كانت المحمية رمزية إلى حد ما بسبب السفن الحربية الإيطالية المكلفة بالحفاظ على الاتصال بالسلطان التي كانت تأتي بشكل نادر وغير منتظم. وكان يمكن تنفيذ عمليات القرصنة ونهب البواخر المحطمة وتجارة الأسلحة وتجارة الرقيق دون أي عواقب تقريبًا.[8]

وقد وقع ابن عمه الثاني وخصمه السلطان يوسف علي قناديد اتفاقية مماثلة مع سلطنة هوبيو في العام السابق. دخل كل من الملك عثمان والسلطان قناديد في معاهدات الحماية لتعزيز أهدافهما التوسعية، حيث يتطلع السلطان قناديد إلى استخدام دعم إيطاليا في صراعه المستمر على السلطة مع الملك عثمان على سلطنة مجرتين، وكذلك في صراع منفصل مع سلطان زنجبار العُماني على منطقة شمال ورشيخ. عند التوقيع على الاتفاقيات، كان الحكام يأملون أيضًا في استغلال الأهداف المتنافسة للقوى الإمبريالية الأوروبية من أجل ضمان الاستقلال المستمر لأراضيهم بشكل أكثر فعالية.[9]

نصت شروط كل معاهدة على أن على إيطاليا الابتعاد عن أي تدخل في إدارات السلطنة المعنية في ما يخص الامتيازات الرقابية والاقتصادية.[9] في مقابل الأسلحة الإيطالية والدعم السنوي، تنازل السلاطين عن الحد الأدنى من الرقابة والامتيازات الاقتصادية.[10] كما وافق الإيطاليون على إيفاد عدد قليل من السفراء للترويج لكل من السلطنات ومصالحهم الخاصة.[9] أُديرت المحميات الجديدة بعد ذلك بواسطة ڤينسنزو فيلوناردي من خلال شركة ذات امتياز.[10] تم توقيع بروتوكول الحدود الأنگلو-إيطالي لاحقاً في 5 مايو 1894، تلاه اتفاقية في عام 1906 بين كاڤاليير پستالوزا والجنرال سوين تقر بأن باران تقع تحت إدارة سلطنة مجرتين.[9] مع الامتداد التدريجي للحكم الاستعماري الإيطالي إلى شمال الصومال، ضُمت المملكتين في نهاية المطاف في أوائل القرن العشرين.[11] ومع ذلك، على عكس المناطق الجنوبية، لم تكن السلطنات الشمالية خاضعة للحكم المباشر بسبب المعاهدات السابقة التي وقعتها مع الإيطاليين.[بحاجة لمصدر]

الإدارة

البيروقراطية

 
أطلال قلعة الملك عثمان في برگل (بُنيت عام 1878)، العاصمة الموسمية لسلطنة مجرتين.

مارست سلطنة هوبيو، سلطنة مجرتين، خلال فترة وجودها، سلطة مركزية قوية، وامتلكت جميع أجهزة الدولة الحديثة المتكاملة: بيروقراطية عاملة، ونبالة وراثية، وأرستقراطيون، وعلم دولة، بالإضافة إلى الجيش المحترف.[12][13] احتفظت كلتا السلطنة أيضًا بسجلات مكتوبة لأنشطتها، والتي لا تزال موجودة.[14]

كانت العاصمة الرئيسية لسلطنة مجرتين في علولة، ومقرها الموسمي في برگل. وبالمثل كان لديها عدد من القلاع والحصون في مناطق مختلفة داخل المملكة، بما في ذلك قلعة في موركانيو.[15]

ومع ذلك ، كان حاكم سلطنة مجرتين يتمتع بسلطة أكبر من تلك التي كان يتمتع بها القادة الصوماليون الآخرون خلال تلك الفترة. بصفته "الأول بين الأنداد"، فرض الملك عثمان ضرائب على حصاد الأشجار العطرية وصيد اللؤلؤ على امتداد الساحل. احتفظ بحقوقه السابقة على البضائع التي تم الحصول عليها من حطام السفن على الساحل. كما مارست السلطنة سلطتها على الأراضي الحرجية والمراعي، وفرضت ضرائب على الأراضي والمخزون.[16]

التجارة

وفقًا لتقارير رسمية من عام 1924 بتكليف من رگيو حاكم الصومال الإيطالي، حافظت سلطنة مجرتين على أنشطة تجارية قوية قبل الاحتلال الإيطالي في العام التالي. ورد أن السلطنة صدرت سلع قيمتها 1.056.400 روبية هندية، 60% منها جاء من بيع اللبان وأنواع أخرى من العلكة. بيعت الأسماك والمنتجات البحرية الأخرى بقيمة إجمالية قدرها 250.000 ريال عماني، أي ما يعادل 20% من إجمالي صادرات السلطنة. وجاءت عائدات التصدير المتبقية من الثروة الحيوانية، حيث تتكون قائمة الصادرات لعام 1924 من 16 بنداً.[17]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العسكرية

بالإضافة إلى الإدارة المدنية القوية، حافظت سلطنة مجرتين على جيش نظامي. إلى جانب حماية النظام السياسي من التهديدات الخارجية والداخلية، تم تكليف المسؤولين العسكريين بتنفيذ تعليمات الملك. تضمنت الأخيرة تحصيل الضرائب، والتي تأتي عادةً على شكل زكاة التي عادةً ما يوزعها الصوماليون على اللفقراء ورجال الدين.[16][18]

أرض البنط

عام 1998 تأسسة منطقة أرض البنط المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال، والتي تدير الآن الكثير من الأراضي السابقة لسلطنة مجرتين.[19]

قائمة الحكام

حكام سلطنة مجرتين:[20]

# السلطان الحُكم ملاحظات
1 السلطان عثمان "أبا-دير" 1815–1842 يُعرف باسم عثمان
2 السلطان يوسف "أبا-يعقوب" 1842–1844 يُعرف أيضاً بيوسف الثاني. حكم لفترة وجيزة، امتد لعامين فقط.
3 السلطان محمود السلطان عثمان بن محمود 1844–1860
4 السلطان عثمان السلطان محمود بن عثمان 1860–1927 يُعرف أيضاً بالسلطان عثمان محمود أو عثمان الثاني محمود. امتد حكمه لحوالي 70 سنة. كان آخر حكام سلطنة مجرتين.

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Fergusson, James (2013-05-01). The World's Most Dangerous Place: Inside the Outlaw State of Somalia (in الإنجليزية). Da Capo Press. ISBN 978-0306821585.
  2. ^ أ ب Helen Chapin Metz, Somalia: a country study, (The Division: 1993), p.10.
  3. ^ David D. Laitin, Politics, Language, and Thought: The Somali Experience, (University Of Chicago Press: 1977), p.71
  4. ^ Lee V. Cassanelli, The shaping of Somali society: reconstructing the history of a pastoral people, 1600-1900, (University of Pennsylvania Press: 1982), p.75.
  5. ^ Jardine, Douglas (1923). Mad Mullah of Somaliland. Early in 1885 Great Britain concluded separate protective treaties with all the Somali tribes now living under her protection, except the Warsangeli, who concluded a treaty in 1886, and the Dolbahanta, with whom no treaty has been made.
  6. ^ Irons, Roy (2013). Churchill and the Mad Mullah of Somaliland : betrayal and redemption, 1899-1921. Barnsley, South Yorkshire. p. 12. ISBN 978-1-4738-3155-1. OCLC 885208819. No treaty was concluded with the Dolbahanta, the largest of the clans, for the Italians regarded part of the clan as subject to the Sultan of the Mijerteen, who was himself under Italian protection.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  7. ^ Battera, Frederico (2004). "Dalla tribù allo Stato nella Somalia nord-orientale: il caso sei Sultanati di Hobiyo e Majeerteen, 1880-1930". pp. 144–145.{{cite web}}: CS1 maint: url-status (link)
  8. ^ أ ب La Migiurtinia Ed Il Territorio Del Nugál. p. 57.
  9. ^ أ ب ت ث Issa-Salwe (1996), 34–35.
  10. ^ أ ب Hess (1964), 416–17.
  11. ^ The Majeerteen Sultanates
  12. ^ Horn of Africa, Volume 15, Issues 1-4, (Horn of Africa Journal: 1997), p.130.
  13. ^ Michigan State University. African Studies Center, Northeast African studies, Volumes 11-12, (Michigan State University Press: 1989), p.32.
  14. ^ Sub-Saharan Africa Report, Issues 57-67. Foreign Broadcast Information Service. 1986. p. 34.
  15. ^ S. B. Miles, On the Neighbourhood of Bunder Marayah, Vol. 42, (Blackwell Publishing on behalf of The Royal Geographical Society (with the institute of British Geographers): 1872), p.61-63.
  16. ^ أ ب I. M. Lewis, A pastoral democracy: a study of pastoralism and politics among the Northern Somali of the Horn of Africa, (LIT Verlag Münster: 1999), p.208.
  17. ^ Transformation towards a regulated economy, (WSP Transition Programme, Somali Programme: 2000) p.62.
  18. ^ Luling, Virginia (1993). The Use of the Past: Variation in Historical traditions in a South Somalia community. University of Besançon. p. 178.
  19. ^ Istituto italo-africano, Africa: rivista trimestrale di studi e documentazione, Volume 56, (Edizioni africane: 2001), p.591.
  20. ^ "Somali Traditional States". Worldstatesmen. Retrieved 5 April 2015.

المصادر

وصلات خارجية