هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك

(تم التحويل من Henry St John, 1st Viscount Bolingbroke)

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك Henry St John, 1st Viscount Bolingbroke (عاش 16 سبتمبر 167812 ديسمبر 1751) كان سياسياً إنگليزياً، مسئول حكومي وفيلسوف سياسي. وقد كان زعيم للتوري، ودعم كنيسة إنگلترة سياسياً بالرغم من آرائه المناهضة للدين ومعارضته اللاهوت.[1][2] وفي 1715 قام بدعم تمرد اليعاقبة 1715 الذي سعى للاطاحة بالملك الجديد جورج الأول. وقد فر إلى فرنسا حيث أصبح وزيراً للخارجية للمطالب بالعرش. وقد أقيمت عليه دعوى بالخيانة، إلا أنه عكس مساره وسُمِح له بالعودة إلى إنگلترة في 1723. أكثر ما اشتهر به كونه فيلسوف Country Party.

المبجل

هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك
PC
1stViscountBolingbroke.jpg
هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك. منسوب رسمها إلى ألكسس سايمون بل، c.1712. National Portrait Gallery, London, NPG 593
وزير الدولة للقسم الجنوبي
في المنصب
17 أغسطس 1713 – 31 أغسطس 1714
العاهل آن
جورج الأول
سبقه The Earl of Dartmouth
خلفه James Stanhope
وزير الدولة للقسم الشمالي
في المنصب
21 سبتمبر 1710 – 17 أغسطس 1713
العاهل جورج الأول
سبقه Henry Boyle
خلفه William Bromley
وزير الحربية
في المنصب
1704–1708
العاهل آن
سبقه جورج كلارك
خلفه روبرت والپول
تفاصيل شخصية
وُلِد Henry St John
16 سبتمبر 1678
باترسي، سري
إنگلترة
توفي 12 ديسمبر 1751(1751-12-12) (aged 73)
باترسي، لندن
بريطانيا العظمى
الحزب التوري

في بريطانيا، الاسم "Bolingbroke" يُنطق Bullingbrook أو Bullenbrook.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

في كلية إيتون زامل بولنبروك فيها غريمه المستقبل روبرت والپول.

ورأس الوزارة جيمس ستانهوب سبع سنين. ومن أول قوانينه وأكثرها شعبية رده جون تشرشل، دوق ملبره-الذي اتهمه المحافظون من قبل-لجميع مناصبه السابقة، خصوصاً القيادة العامة للجيش. وبعد عودة الدوق من منفاه اعتكف في قصر بلنهيم، وهناك عانى آلام المرض الطويل، ومات في 16 يونيو 1722، أما الأمة التي اغتفرت له مقتنياته وتذكرت انتصاراته المتعاقبة، فقد قبلت هذا الحكم الذي أصدره عليه بولنبروك-"لقد كان رجلاً عظيماً إلى حد لا أتذكر معه هل كانت له أخطاء أو لم تكن(7)".

وحل بولنبروك محل ملبره في المنفى. ذلك أنه بعد أن طرده جورج الأول من الحكومة، وهدد بقديمه إلى المحاكمة بتهمة التفاوض سراً مع الأسرة المالكة التي سقطت، وكرهه الأحرار والمنشقون عن الكنيسة الذين وخزهم بسخريته وخزاً موجعاً، واجتنبه رجال الكنيسة لازدرائه اللاهوت المسيحي-بعد هذا كله فر إلى فرنسا (مارس 1715)؛ وانضم إلى جيمس الثالث، وأصبح وزير دولة لدولته التي لا وجود لها، وعاون على تنظيم تمرد استيوارتي في إنجلترا، واقترح غزوها من فرنسا. فأعلن البرلمان إدانته بالخيانة، وصادر ثروته، وحكم عليه بالإعدام. وأوشكت حركة رد الاستيوارتيين أن تطيح بعرش جورج الأول، فالمحافظون الكارهون للهانوفريين لأنهم أحلاف غاصبون؛ وعامة الناس في إنجلترا، الراسخون في الولاءات القديمة، والتواقون سراً للأسرة المنفية؛ وطبقات إسكتلندة العليا والدنيا، الفخورة بأنها أعطت إنجلترا ملكاً اسكتلندياً، الضيقة أشد الضيق بقانون الاتحاد (1707) الذي قضى على البرلمان الاسكتلندي-كل أولئك كانوا على استعداد للتحريض على غزوة يقودها الشاب الذي اعترف به لويس الرابع عشر ملكاً شرعياً أوحد على إنجلترا.

وكان جيمس فرانسس ستيوارت قد بلغ الآن (1715) السابعة والعشرين، وإن عرفه التاريخ باسم "المطالب المسنّ بالعرش". كان قد ربي في فرنسا، وأشربه المذهب الكاثوليكي معلموه الرهبان ومعاناة أبيه جيمس الثاني إشراباً رفض معه حجة بولنبروك الذي زعم له أنه سيقوى الميل لأسرته في إنجلترا إذا هو وعد باعتناق البروتستنتية. قال له بولنبروك وهو يحاوره، كيف يمكن حمل الاسكتلنديين المشيخيين (أتباع كلفن)، والأنجليكان المحافظين، على تأييد رجل يأتي إلى عرشهم بالمذهب الذي قاتلوا للإطاحة به وال قرن حافل بأشد الاضطراب؟ ولكن جيمس كان صلباً لا يلين، فصرح أنه يؤثر أن يكون كاثوليكياً بغير عرش، على أن يكون ملكاً بروتستنتياً. أما بولنبروك، البريء من الإيمان والمبادئ، فقد حكم على جيمس بأنه أصلح للرهبنة منه للملك(10). وكان البرلمان خلال ذلك (أغسطس 1714) قد عرض دفع 100.000 جنيه مكافأة لمن يقبض على جيمس الثالث إذا وطئ تراب بريطانيا.

ثم بدا أن عاملاً شخصياً يحول الأحداث إلى خدمة قضية المطالب بالعرش، ذلك أن جون ايرسكين، ايرل مار، كان وزيراً لشئون إسكتلندة في السنوات الأخيرة للملكة آن. فلما طرده جورج الأول، وضع الخطط لثورة استيوارتية في إنجلترا، ثم أبحر إلى إسكتلندة واستنفر الاسكتلنديين لينضووا تحت لواء ثورته (6 سبتمبر 1715) وظاهره نفر من النبلاء، فارتفع عدد قواته إلى ستة آلاف راجل وستمائة خيال؛ ولكن أدنبره وجلاسجو والسهول الجنوبية ظلت موالية للملك الهانوفري. وقررت الحكومة البريطانية الإعدام عقاباً للخيانة ومصادرة الملكية لجميع العصاة. وعبأت ثلاثة عشر ألف رجل، ودعت ستة آلاف آخرين للأسطول، ثم أمرت دوق آرجيل قائد حاميتي أدنبره وستيرلنج بأن يخمد التمرد. فالتقى بقوات مار عند شريفموير (13 نوفمبر 1715) في معركة لم يستطع أي الفريقين أن يدعى لنفسه فيها نصراً حاسماً. وتقدمت قوة اسكتلندية أخرى في تهور إلى ثلاثين ميلاً من ليفربول بدلاً من أن تنضم إلى مار، مؤملة عبثاً أن تثير وتحمي حركات التمرد الاستيوارتية في المدن الإنجليزية. وفي برستون طوقها جيش حكومي وأكرهها على التسليم دون قيد أو شرط (14 نوفمبر).

ولا بد أن جيمس الثالث كان على علم بهذه الأحداث قبل أن يقلع من دنكرك في 27 ديسمبر. وكان بولنبروك قد أنذره بأن ثورة استيوارتية لن تنشب في إنجلترا. ولكن المطالب بالعرش دفعة للمضي في هذه المغامرة إيمانه بالشرعية الإلهية لقضيته، مضافاً إليه 100.000 كراون من الحكومة الفرنسية وثلاثين أفلاً من الفاتيكان. فلما رسا على أرض إسكتلندة انضم إلى جيش مار في بيرث، ووضع الخطط لحفل تتويج مهيب في "سكون". ولكن صمته واكتئابه، وشكواه من أنه خدع في مدى انتشار التمرد، كل أولئك لم يضف شيئاً إلى حماسة الاسكتلنديين، فشكوا بدورهم من أنهم لم يروه قط يبتسم، ونادراً ما سمعوه يتكلم(11). أضف إلى ذلك أنه كان يرتعد من الملاريا، ولم يحتمل شتاء الشمال. ورأى مار أن جنده لا يصلحون للمعركة، فأمرهم بالتقهقر إلى مونتروز، وبحرق جميع المدن والقرى والمحاصيل في أثرهم لتعطيل آرجيل عن مطاردته. وأسف جيمس على هذا التدمير، وترك نقوداً ليعوض بعض ما خسر أولئك الذين تضررت أملاكهم. فلما اقترب جيش آرجيل الذي كان متفوقاً جداً من مونتروز فر جيمس، ومار، وغيرهما من قادة الثورة مسرعين إلى الساحل، وأبحروا إلى فرنسا (4 فبراير 1716). واستسلمت القوات الثائرة أو تفرقت في كل مكان.

ورحل معظم الأسرى ليخدموا عبيداً في المستعمرات، وأعدم سبعة وخمسون، وتقرر إعدام اثني عشر نبيلاً اسكتلندياً التجأوا إلى فرنسا، إذا عادوا منها. وكان جيمس قد راوده الأمل في أن يرسل فليب أورليان جنوداً يخفون لنجدته في إسكتلندة، ولكن فرنسا كانت الآن تفكر في التحالف مع إنجلترا، فحث جيمس على أن يرحل عن أرض فرنسا. ومن ثم أقام حيناً في أفنيون البابوية، ثم في روما. وبقي ولنبروك في فرنسا حتى 1723، وإذ كان يجيد الفرنسية فإنه انطلق على سجيته في الصالونات بين الفلاسفة. وكان يحذق كل شيء إلا السياسة، فاشترى أسهماً في مشروع لو، ثم باعها بربح كبير قبل أن تنفجر "الفقاعة". وإذ كان قد ترك زوجته في إنجلترا، فإنه اتصل اتصالاً كاد يكون شريفاً بماري ديشان دمارسيي، وهي مركيزة فيليت الأرملة. وكانت في الأربعين، وهو في الثامنة والثلاثين. وكانت ككثيرات جداً من النساء الفرنسيات قد احتفظت بجاذبيتها مع أنها فقدت بعض جمالها، ولعل تهذيبها وحيويتها وذكاءها هو ما جذبه إليها، فعشقها، ولما ماتت الليدي بولنبروك تزوج المركيزة، وذهب ليعيش معها في لاسورس. وهناك زاره فولتير كما سبق القول (1721)، قال الفيلسوف الشاب "وجدت في هذا الإنجليزي الشهير كل علم أمته، وكل أدب أمتنا(13)".


بولنبروك

 
بولن‌بروك صُوِّر بجانب إيرل أكسفورد، مع پورتريه فرانسس أتربري. النقش مبني على رسم بريشة گودفري نلر.

وكانوا خصوماً كثيرين متنوعين. فتآمرت جماعة منهم ما زالت متشيعة لأسرة ستيوارت، مع المطالب بالعرش، وسنراها بعد قليل تنتشي بمغامرة "الأمير الجميل الشاب تشارلي "Bonnie Prince Charlie". و "شلة" أخرى راحت ترقص حول فردريك لويس، أمير ويلز (ولي العهد)، عدو الملك ووريثه. وكان أعظم كتاب العصر الإنجليز يناوئون الوزير-سويفت، وبوب، وفيلدنج، وآربتنوت، وطومسن، وأكينسايد، وجاي؛ تهكموا بسلوكه، وفضحوا أخلاقه، وعابوا سياساته، ولاموه على قطع تلك المعونة السخية التي كانت تغدق على المؤلفين والتي تفردت بها الحكومة في عهد وليم الثالث والملكة آن. أما المحافظون المتعطشون لرحيق المنصب فقد استعدوا عليه أصحاب السلطان سراً، واستعانوا بالشعراء وأثاروا ثائرة البرلمان في عزمهم على أن يخلفوا هذا الوزير الشبيه بفولستاف على مزود الوزارة. وعبر وليم بلتني، وتشسترفيلد، وبت الصاعد، بأصواتهم عن قضيتهم، ودافع عنها بولنبروك في غير هوادة بقلمه القتال.

العفو والعودة

وكان بولنبروك قد نال في 1723 عفواً ملكياً يسمح له بالعودة إلى إنجلترا واستعادة أملاكه، ولكنه أبعد بنفوذ ولبول عن ناصب الدولة وعن عضوية البرلمان باعتباره رجلاً تعددت خياناته وشك في ولائه. على أن هذا لم ينتقص من سلطانه. ففي بيته بلندن التقت صفوة إنجلترا، مفتونة بوسامته وألمعيته وعبير اسمه. هناك، وفي بيته الريفي، راح يتراشق بالسخريات مع سويفت، وبالهرطقات مع بوب، وبالأغاني الشعبية مع جاي؛ وهناك أفضل ناضل ليوحد بين المحفظين الجياع وبين الأحرار الذين لم يظفرهم بما يشبعهم من الرشا، في معارضة متكتلة ضد ولبول؛ وهناك نظم محرري وبرنامج مجلة-سميت أولاً (1726) "السيد الريفي" ثم "الفنان"-راحت تكيل اللطمات، أسبوعاً بعد أسبوع، لكل شيء صنعه ولبول أو أراد أن يصنعه. وكتب بولنبروك بقلمه أشد المقالات أذى، وهي أروع نثر سياسي شهده العصر بعد اضمحلال سويفت. وقد أهدى سلسلة من تسعة عشر خطاباً (1733-34) "رسالة في الأحزاب"-إلى ولبول تهكماً منه. كتب تشسترفيلد لابنه يقول "لم أكن أعرف مبلغ قوة اللغة الإنجليزية حتى قرأتها(36)".

 
هنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك

أما آفة بولنبروك فكانت خلقه. فلقد كان أدبه الجم (وهو ناموسه الخلقي الوحيد) يفارقه إذا أحبطت مشيئته أو عورضت آراؤه. وفي يونيو 1735 تشاجر مع بلنتي الزعيم الأسمى للمعارضة وعاد غاضباً إلى فرنسا. وهناك استقر مع مركزيته قرب فونتنبلو وواسى جراحه بالفلسفة. وفي كتابه "رسائل في دراسة التاريخ وفائدته" (الذي ألفه في 1735) وصف التاريخ بأنه معمل هائل أجرت فيه الأحداث تجارب لا حصر لها على الرجال، والاقتصاد، والدول، ومن ثم كان خير مرشد إلى طبيعة البشر، وأذن فالي تفسير الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. "إن التاريخ هو الفلسفة التي تعلم بالمثال... فنحن نرى الرجال بطولهم الكامل في التاريخ(37)". وينبغي "أن نعكف عليه بروح فلسفية" وألا يقتصر همنا على فهم الأسباب والآثار والنتائج المتماثلة، بل نجاوز هذا إلى الطرق التي تبين إلى الآن أنها معينة على تطور البشر وسعادتهم(38). والعقبة في مثل هذه الدراسات هي "أن قليلاً من كتب التاريخ يخلو من الأكاذيب، وليس بينها كتاب يخلو من الأخطاء.. ولقد سرت روح الكذب من المؤرخين الكنسيين إلى غيرهم(39)". ولكن قد يستطيع الطالب القوي العزم بمواجهة كاذب بآخر أن يشق طريقه بينهما إلى الحقيقة. وفي 1736 عاد بولنبروك إلى حلبة السياسة بكتابه "رسائل في الروح الوطنية" الذي هاجم فساد حكومة ولبول ودعا إلى روح جديدة من الولاء المنكر للذات في السياسة الإنجليزية.

"لا مونتيني وهو يكتب "مقالاته"، ولا ديكارت وهو بني عوالم جديدة، ولا... نيوتن وهو يكتشف ويرسي القوانين الصحيحة للطبيعة على التجربة وعلى هندسة رفيعة، لا أحد من هؤلاء شعر بابتهاج عقلي أكثر من الوطني الصادق الذي يسخر كل قوة فهمه، ويوجه كل أفكاره وأفعاله، لخير وطنه(40)".

وتطلع أمله إلى الجيل الأصغر. فلما زار إنجلترا في 1738 سعى إلى صداقة الأمير فردريك لويس، ولي العهد، الذي كان الآن يقود حركة المعارضة لولبول. ووجه بولنبروك إلى سكرتير فردريك الخاص أشهر كتبه وهو "مفهوم الملك الوطني". وقد مات فردريك في 1751، ولكن ابنه، وهو الذي سيصبح جورج الثالث، استقى من هذه الصفحات بعض مواد عقيدته السياسية(41). وكان المقال في جوهره دعوة لنظام ملكي خير كذلك سيحلم به فولتير و "الفلاسفة" في الجيل التالي. فقد زعم بولنبروك أن إنجلترا قد تردت في هوة لا يقوى على انتشالها منها سوى ملك يرتفع فوق الشيع والأحزاب، لا بل فوق البرلمان، ملك يقبض على زمام السلطة، ويعاقب الرشوة، ويحكم كما يملك. ولكن الملك الوطني سينظر إلى سلطته لا على أنها حق إلهي بل أمانة عامة؛ لا مطلقة، بل مقيدة بالقانون الطبيعي وحريات رعاياه وحرية الصحافة وتقاليد المملكة؛ وسيحكم على جميع المسالك حسب تأثيرها في رخاء الشعب وسعادته(42). سيشجع التجارة باعتبارها أهم مصدر لثروة الأمة؛ وسيقي البحرية في بريطانيا باعتبارها الحارس للاستقلال القومي ولتوازن القوى في القارة.

كان "مفهوم الملك الوطني" محاولة لبناء حزب جديد من المحافظين يلبس مبادئ الأحرار ويتألف من المحافظين الذين أقصوا عن الحكم والأحرار الساخطين؛ حزب يرفض الولاء للاستيوارتيين، يستهدف التوفيق بين الأرض والتجارة، وبين الإمبراطورية والحية، وبين الخدمة العامة والثروة الخاصة . فلما نشر المقال (1749) أصبح الصيحة التي احتشد حولها الشباب المتحمس الذين تطلعوا إلى الملكية بوصفهم "أصدقاء الملك" لتطهر حكومة إنجلترا. وقد شكل الفلسفة السياسية لصموئيل جونسن وبت الأب والابن. وأوحى بالمحافظة اللبرالية التي دان بها بنيامين دزرايلي، الذي أشاد كتابه "دفاع عن الدستور الإنجليزي" (1835) ببولنبروك أباً للديمقراطية المحافظة، والرجل الذي أرسي بإعادة تنظيمه العقل العام تنظيماً كاملاً الأساس لعودة المحافظين على الحكم(44)". لقد كان تأثير بولنبروك ودزرايلي هو الذي صب من جديد حزب التورى المهزوم ليخرج منه حزب "المحافظين" التقدمي في إنجلترا اليوم.

الانزلاق إلى الحرب

وخلال ذلك تعاونت دعاية بولنبروك مع تلك الروح المقاتلة، التي اتسم بها برلمان تسلط المال على تفكيره، على إنهاء حكم ولبول الطويل وكان الوزير الحذر، الذي أقم سلطته على صون السلام، ينفر من التورط في خصومات مع الدول الأجنبية، فاتفق مع الكردينال فلوري-الذي كان يحكم فرنسا وفق مبادئ مماثلة-على الاحتفاظ أطول ما يستطاع بالسلام الذي أرسته معاهدة أوترخت، وترك فيما عدا ذلك إدارة العلاقات الخارجية لأخيه الكفء أوراتيو. ولكن احتفاظ إنجلترا بجبل طارق، وتنافس إنجلترا وأسبانيا على السيطرة على أمريكا والبحار، ولدا عنفاً أشد بمضي الزمن. وكان جورج الأول ووزيره ستانهوب قد أكدا لفليب الخامس ملك أسبانيا في يناير ويونيو 1721 أن إنجلترا ستتخلى عن جبل طارق حالما تسمح بذلك مالية بريطانيا ويرتضيه مزاج البرلمان. ولكن الشعب البريطاني أبى أن يرتضي هذا الاستسلام(45). فلنتابع الآن الرواية الإنجليزية في كيفية انزلاق إنجلترا إلى الحرب، فهي تبين غلو الجماهير في وطنيتهم ونزاهة المؤرخين البريطانيين(46).

وفاته

كان اعتناق بولنبروك للربوبية سراً مخفي وعدوى متفشية في الطبقة الأرستقراطية. ففي كتاباته التي حبسها عن النشر في حياته صوّب قدحه المفعم بالازدراء إلى جميع الفلاسفة تقريباً فيما عدا بيكون ولوك. فلقب أفلاطون بأبي الكذب اللاهوتي، وسمي القديس بولس "حالماً متعصباً" وليبنتز "مشعوذاً كيميائياً(23)" والميتافيزيقيين "مجانين مثقفين" ووصف كل القائلين بتميز النفس عن الجسد بأنهم(24) "معتوهون روحيون" وسخر من العهد القديم لأنه خليط من الهراء والأكاذيب(25). ولقد صرح بإيمانه بالله، ولكنه رفض ما بقي من العقيدة المسيحية. فكل المعرفة عنده نسبية وغير يقينية. يقول: "ينبغي لنا دائماً أن نكون غير مؤمنين... ففي الدين، والحكم، والفلسفة، ينبغي أن نتشكك في كل شيء مقرر(26)" وألقى وراء ظهره بآخر تعزيات الشكاك وهي الإيمان بالتقدم؛ فكل المجتمعات تمر بدورات "من النشوء إلى الفساد، ومن الفساد إلى النشوء(27)".

في 1744، كان منهمكاً في مساعدة مفاوضات تأسيس ادارة جديدة ذات "قاعدة عريضة"، ولم يُظهر أي تعاطف مع التجريدة اليعقوبية في 1745. فقام بترشيح مـُعلـِّماً للأمير جورج، الذي أصبح فيما بعد جورج الثالث. وفي حوالي 1749، كتب Present State of the Nation، وكانت مَلزمة غير كاملة.

وفي 1744 ورث بولنبروك ضيعة الأسرة في باترسي، وغادر فرنسا لينفق هناك آخر سني صراعه مع المرض واليأس. وهجره أصحابه القدامى لانهيار نفوذه السياسي وحدة طبعه. وأنهى موت زوجته الثانية (1750) اهتمامه بشئون البشر، "في كل سنة ازداد عزلة في هذه الدنيا(28)" وهذا عقاب الأنانية. وفي 1751 ابتلى بالسرطان الذي انتشر في وجهه فأملي وصية تتسم بالتقوى، ولكنه رفض أن يسمح لأي قسيس بالاهتمام بروحه(29).

وقد سجل فيليپ ستانهوپ، إيرل تشسترفيلد الرابع آخر الكلمات التي سمعها منه: "God who placed me here will do what He pleases with me hereafter and He knows best what to do".

ومات في 12 ديسمبر 1751، عن عمر 73 سنة، بعد ستة شهور من العذاب، بغير أمل لا لنفسه ولا للبشر. لقد أخذ اضمحلال الإيمان الديني يولد ذلك التشاؤم الذي سيصبح العلة الخفية التي تبتلي بها النفس العصرية.

وقد دُفن مع زوجته الثانية في كنيسة الأبرشية في باترسي، where a monument with medallions and inscriptions composed by Bolingbroke was erected to their memory.

الوقع

 
پورتريه هنري سانت جون، منسوبة للرسام جوناثان رتشاردسون.

أعماله


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ See e.g., Henry St. John Viscount Bolingbroke, "Letters or Essays Addressed to Alexander Pope: Introduction," The Works of Lord Bolingbroke: With a Life, Prepared Expressly for This Edition, Containing Additional Information Relative to His Personal and Public Character, (Philadelphia: Carey and Hart, 1841) Vol 3, pp. 40-64. Also available on Project Gutenberg as "Letter to Alexander Pope" in Letters to Sir William Windham and Mr. Pope.
  2. ^ D'Holbach, Baron. Good Sense paragraph 206

للاستزادة

  • Barrell, Rex A. Bolingbroke and France (1988)
  • Biddle, Sheila. Bolingbroke and Harley. London. Allen & Unwin, 1975. ISBN 0-04-942138-7
  • H. T. Dickinson, Bolingbroke (London: Constable, 1970). ISBN 0-09-455690-3; the standard political biography
  • Fieldhouse, Henry N. "Bolingbroke and the Idea of Non-Party Government," History (1938) 23:46+
  • Gerrard, Christine. The Patriot Opposition to Walpole: Politics, Poetry, and National Myth, 1725–1742 (1994).
  • Douglas, Sir Harkness. Bolingbroke: The Man and His Career (1957), biography
  • Hammond, Brean S. Pope and Bolingbroke: A Study of Friendship and Influence (1984)
  • Hart, Jeffrey. Viscount Bolingbroke (1980)
  • Hassall, Arthur. Life of Viscount Bolingbroke (2006). Originally published 1889.
  • Hearnshaw, F. J. C. Bolingbroke and Progressive Conservatism, Kessinger Publishing (2005) ISBN 978-1-4254-6195-9. Originally published as a chapter in Hearnshaw's Some Great Political Idealists of the Christian era (1937)
  • Kramnick, Isaac. Bolingbroke and His Circle: The Politics of Nostalgia in the Age of Walpole (1992); political philosophy
  • Kramnick, Isaac. "An Augustan Reply to Locke: Bolingbroke on Natural Law and the Origin of Government," Political Science Quarterly Vol. 82, No. 4 (Dec., 1967), pp. 571–594 in JSTOR
  • Harvey Claflin Mansfield. Statesmanship and party government;: A study of Burke and Bolingbroke (1965)
  • Pocock; J. G. A. The Machiavellian Moment: Florentine Political Thought and the Atlantic Republican Tradition. (1975)
  • Sichel Walter. Bolingbroke And His Times, 2 vols. (1901–02) Vol. 1 The Reign of Queen Anne, Vol. 2 March 1715 - December 1751 ; old fashioned narrative
  • Varey, Simon. Henry St John, Viscount Bolingbroke (Twayne's English Authors Series) (1984), short summary
  • Zagorin, Perez. “The Court and the Country: A Note on Political Terminology in the Earlier Seventeenth Century," English Historical Review (1962) 77;306-11 in JSTOR

المصادر

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  • قالب:A Short Biographical Dictionary of English Literature

الهامش

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بهنري سانت جون، أول ڤايكونت بولن‌بروك، في معرفة الاقتباس.
پرلمان إنگلترة
سبقه
Henry Pinnell
Henry St John
عضو البرلمان عن Wootton Bassett
with Henry Pinnell 1701
Thomas Jacob 1701-1702
Henry Pinnell 1702-1705
John Morton Pleydell 1705-1706
Francis Popham 1706-1707

1701-1707
تبعه
Parliament of Great Britain
پرلمان بريطانيا العظمى
سبقه
Parliament of England
عضو البرلمان عن Wootton Bassett
with Francis Popham

1707-1708
تبعه
Francis Popham
Robert Cecil
سبقه
Francis Popham
Robert Cecil
Member for Wootton Bassett
with Richard Goddard

1710
تبعه
Richard Goddard
Edmund Pleydell
سبقه
Richard Neville
Sir John Stonhouse, Bt
عضو البرلمان عن Berkshire
with Sir John Stonhouse, Bt

1710-1712
تبعه
Sir John Stonhouse, Bt
Robert Packer
مناصب سياسية
سبقه
George Clarke
Secretary at War
1704-1708
تبعه
Robert Walpole
سبقه
Henry Boyle
Secretary of State for the Northern Department
1710-1713
تبعه
William Bromley
سبقه
The Earl of Dartmouth
Secretary of State for the Southern Department
1713-1714
تبعه
James Stanhope
ألقاب فخرية.
سبقه
The Earl Rivers
Lord Lieutenant of Essex
1712-1714
تبعه
The Earl of Suffolk
Peerage of Great Britain
لقب حديث Viscount Bolingbroke
1712-1751
تبعه
Frederick St John