حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
ShafeiTaghreed

بـشـة

منذ استقلال السودان في 1956، دأب الجيش السوداني على إرسال نحو 200-400 ضابط سنوياً إلى القاهرة للحصول على دورة أركان حرب. الأمر أرسى أخوّة سلاح بين المؤسستين العسكريتين في البلدين. فلم يكن يصل للرتب العليا في السودان إلا من عاش في مصر وتواصل مع شعبها. فكانت تلك الخطوة هي أقوى رباط للعلاقات المصرية السودانية،

وفي 1982، قام حسني مبارك بأخطر (وأحمق) حدث في العلاقات المصرية السودانية. إذ قرر فرض رسوم على الضباط السودانيين، وصاحب ذلك تصرفات اعتبرها السودانيون استفزازية، فقرروا وقف إرسال ضباط دورة أركان الحرب إلى مصر. وفي نفس الوقت قامت ماليزيا بتقديم منح دراسية مجانية لضباط الجيش السوداني للحصول على ماجستير العلوم العسكرية. وانقطع أحد أهم وشائج الصلة بين البلدين. والآن فإن أكثر من 90% من كبار ضباط الجيش السوداني لم تطأ أقدامهم مصر.

وكان ضمن أول دفعة سودانية إلى ماليزيا، سنة 1983، العقيد عمر البشير. الذي سرعان ما تواصل مع مدبري انقلاب الإنقاذ الذي وقع في 1989 فوضعوه على رأس الانقلاب.

غداة الإنقلاب، نشر الأهرام بصفحته الأولى، أن رئيس المخابرات المصرية طار إلى الخرطوم. صيغة الخبر كانت توحي بأن لمصر يد في الانقلاب، على الصادق المهدي وحسن الترابي. طبعاً كشفت الأيام عن مواقف البشير ونظامه التي كانت أبعد ما يكون عن الصداقة لمصر. واضطرت القاهرة للاستجارة منه بالصادق المهدي الذي كانت تعده عدواً قبل الانقلاب.

وازدادت القطيعة بين الجيشين بإمداد مصر للانفصاليين بجنوب السودان بالأسلحة والعتاد. وقد قال لي ضابط عظيم سوداني: ابني أصيب في الحرب في الجنوب بصاروخ مكتوب عليه "الهيئة العربية للتصنيع (بمصر)".

"بـِشـّة" هي كنية عمر البشير في السودان.