بلط

(تم التحويل من Balts)

البـَلـْط Balts أو الشعوب البـَلـْطية Baltic people هي جماعة عرقية-لغوية هندو-اوروبية تتكلم اللغات البلطية، التي هي فرع من أسرة اللغات الهندو-اوروبية، والتي كان يتكلم بها في الأصل القبائل التي تقطن منطقة شبه جزيرة يوتلاند في الغرب، وأحواض أنهار موسكو، أوكا وڤولگا في الشرق. أحد سمات اللغات البلطية هي عدد السمات المحافظة أو العتيقة المـُحتفـَظ بها.[1] بين الشعوب البلطية نجد اللتوان واللاتڤيين المعاصرين (بما في ذلك اللاتگال) — كل البلط الشرقيين — وكذلك الپروس واليوتڤنگ و الگالند — البلط الغربيين — الذين انقرضت لغاتهم وثقافاتهم الآن.

توزيع القبائل البلطية، حوالي سنة 1200 م. البلط الشرقيون يظهرون بدرجات البني، بينما البلط الغربيون يظهرون بالأخضر. الحدود تقريبية.

كما أن كل نقطة في الكون اللانهائي يمكن أن تعد مركزاً له، كذلك نرى كل أمة وكل نفس في موكب الحضارات والدول تفسر مسرحية التاريخ والحياة تفسيراً يدور حول صفاتها هي والدور الذي قامت به فيه. وكان في شمال جبال البلقان خليط آخر من الشعوب- من البوهيميين، والبولنديين، واللتوانيين، والليفونيين، والفنلنديين، كل واحد منها يجعل تاريخه القومي المحور الذي حوله العالم كله مستمسكاً في ذلك بالعزة القومية التي تبعث الحياة في نفوس الشعوب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قبل التاريخ

وصول الهندو-اوروبيين

وكان الفنلنديون الذين تربطهم بالمجر والصرب صلات دم بعيدة، يعيشون في بداية العصور الوسطى على ضفتي نهر الفلجا الأعلى والأوكا Oka. وقبل أن يستهل القرن الثامن هاجر أولئك الأقوام إلى الأراضي الجدباء المسرحية المناظر المعروفة عند غيرهم باسم فنلندة وعندهم هم باسم السؤمي Suomi أو أرض المناقع، ولما أخذوا يغيرون على سواحل اسكنديناوة اضطر إرك التاسع Eric Ix ملك السويد إلى فتح بلادهم في عام 1157. وترك إرك أسقفاً عندهم في أبسالا لينشر بينهم الحضارة، فقتل الفنلنديون الأسقف هنري ثم اتخذوه بعد قتله قديسهم الشفيع، وأخذوا في بسالة هادئة يزيلون ويجففون المناقع، ويصرفون مياه "العشرة آلاف بحيرة"(17) ويجمعون الفراء، ويجاهدون ضد الثلوج.

وأخذت قبائل قريبة في أصولها من الفنلنديين تعمل بالفأس والمجرف جنوب خليج فنلندة، وهي قبائل البروسيين Borussians أو Prussians، والإسث Esths (الإستونيين)، واللف، Livs (اللفونيين)، واللتفا Litva (اللثوانيين) واللت Letts واللتفيين. فكانوا يصيدون الحيوان من الغابات، والسمك من مياه البحار والأنهار، ويربون النحل، ويفلحون الأرض، ويتركون وراءهم تراثاً من الآداب والفنون لمن هم أقل منهم قوة من خلفائهم الذين كانوا هم يكدحون من أجلهم. وظلت هذه القبائل كلها ما عدا الأستونيين وثنية حتى القرن الثاني عشر حين نشر الألمان بينهم المسيحية والحضارة بالنار والسيف. ولما وجد اللفونيون أن الألمان يتخذون الدين المسيحي وسيلة للتسلل إلى بلادهم والسيطرة عليهم قتلوا المبشرين، ونزلوا إلى نهر الدڤينا Dvina ليتطهروا فيه من دنس التعمد، وعادوا إلى آلهتهم القدامى. ودعا إنوسنت الثالث إلى شن حرب صليبية عليهم، ودخل الأسقف ألبرت Albert نهر الدفينا لحكم الألمان 1201. وأتمت طائفتان من الفرسان الدينيين- العسكريين طائفتا الفرسان اللفونيين، والفرسان التيوتون إخضاع دول البحر البلطي لألمانيا، وامتلكوا فيها أرضين واسعة، ونشروا الدين المسيحي بين أهلها، واتخذوهم رقيق أرض(18). وقويت قلوب الفرسان التيوتون بهذا النجاح، فتقدموا نحو الروسيا يرجون أن يخضعوا في القليل ولاياتها الغربية لألمانيا وللمسيحية اللاتينية، ولكنهم هزموا عند بحيرة بيبوس (1242) في واقعة من مواقع التاريخ الحاسمة التي لا يحصى لها عدد.

التاريخ الأول

وكان بحر آخر من الصقالية يموج حول هذه الدول البلطية. وكان منهم طائفة تسمى البولانيين أي "شعب الحقول"- وكانت تفلح أودية أنهار الوارث Warthe والأودر Oder، وطائفة أخرى تسمى المازور Mazurs، تسكن على ضفتي نهر الفستيولا Vistula، وطائفة ثالثة تدعى البومرزاني Pomerzani (أي "بجانب البحر") هي التي اشتق منها اسم بمرانيا Pomerania. وأراد الأمير البولندي ميسزكو الأول Mieszko I أن يجنب بلاده فتح الألمان، فوضع بولندة تحت حماية البابابوات، وأدارت بولندة من ذلك الحين ظهرها نحو صقالبة الشرق نصف البيزنطيين، وألقت بنفسها في أحضان أوربا الغربية والمسيحية الرومانية. وفتح بلسلاف الأول Boleslav I، (992-1025) ابن ميسزكو بومرانيا، وضم إلى بلاده برسلو Breslau وكركوفيا Cracow ونصب نفسه أول ملك على بولندة. وقسم بلسلاف الثالث Boleslav III (1102-1139) المملكة بين أبنائه الأربعة؛ وضعفت الملكية بعد هذا التقسيم، وقسم الأشراف الأرض إمارات إقطاعية، وأخذت بولندة تنقلب بين الحرية تارة والخضوع لألمانيا وبوهيميا تارة أخرى. واندفع عليها تيار المغول الجارف في عام 1241، واستولوا على كركوفيا عاصمة البلاد، ودكوها دكاً. ولما انحسر تيار الأسيويين طغت في أثره موجة من المهاجرين الألمان على بولندة الغربية، وخلقت فيها مزيجاً قوياً من لغة الألمان وشرائعهم، ودمائهم، ورحب بلسلاف الخامس في هذا الوقت عينه (1246) باليهود الفارين من المذابح في ألمانيا، وشجعهم على تنمية الأعمال التجارية والمالية، واختير ونسسلاس الثاني Wenceslas II ملك بوهيميا ملكاً على بولندة في عام 1310، وضم الأمتين تحت تاج واحد.

واستقر الصقالبة في بوهيميا ومورافيا في القرنين الخامس والسادس؛ وقام زعيم صلقبي يدعى سامو في عام 623 وحرر بوهيميا من حكم الآڤار وأسس فيها دولة ملكية مطلقة ماتت بموته في عام 658. وغزا شارلمان أرضها في عام 805، وظلت بوهيميا ومورافيا جزأين من الدولة الكارولنجية زمناً لا نعرف مداه. حتى إذا كان عام 894 أخضعت أسرة بريميزل Premysl كلا الإقليميين لسلطانها الدائم، ولكن المجر حكموا مورافيا نصف قرن من الزمان (907-957). وفي عام 928 أخضع هنري الأول بوهيميا للألمان. وعم الرخاء بوهيميا في عهد الدوق ونسسلاس الأول Wencaslas I، (928-935) على الرغم من خضوعها للألمان هذا الخضوع المتقطع. وكانت أم هذا الدوق القديسة لدملا St. Ludmilla قد ربته تربية مسيحية خالصة، وظل بعد أن تولى الحكم مسيحياً مخلصاً يطعم الفقراء ويكسوهم، ويحمي الأرامل والأيتام، ويستضيف الغرباء، ويحرر الأرقاء من ماله. وحاول أخوه أن يغتاله لأنه تعوزه الرذائل التي لابد من وجودها في الملوك، فضربه ونسسلاس بيده وعفا عنه، ولكن غيره من المتآمرين اغتالوا الملك وهو في طريقه لحضور القداس في اليوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 935؛ ولا تزال أهل بوهيميا يحتفلون بهذا اليوم ويسمونه عيد ونسسلال قديس بوهيميا وحارسها.

وخلفه أدواق ذوو نزعة حربية، وزحف بلسلاف الأول Boleslav I (939-967) والثاني (967-999)، وبراتسلاف الأول Bratislav I (1037-1055) من عاصمتهم ذات الموقع الحربي المنيع وفتحوا مورافيا، وسيليزيا، وبولندة؛ ولكن هنري الثالث أرغم براتسلاف على الجلاء عن بولندة والعودة إلى أداء الجزية لألمانيا. ثم حرر أتوكار الأول Attokar I 1197-1230 بوهيميا وصار أول ملوكها، وأخضع أتوكار الثاني النمسا، واستيريا Styria وكارنثيا؛ وكان أرتوكا هذا شديد الرغبة في تنمية الصناعة وإيجاد طبقة وسطى في البلاد يقاوم بها النبلاء المتمردين، فشجع الألمان على أن يهاجروا إلى بلاده حتى أصبح العنصر الألماني هو الكثرة الغالبية من سكان مدن بوهيميا ومورافيا كلها تقريباً(19)، وأصبحت مناجم الفضة في كتناهورا Kutna Hora أساس رخاء بوهيميا ومطمع غزاتها الكثيرين. وأعلن الألمان الحرب على أتوكار في عام 1274، وأبى أشراف بلاده أن يساعدوه على الغزاة، فتخلى لهم عن فتوحه، واحتفظ بعرشه بوصفه أميراً إقطاعياً خاضعاً لألمانيا. ولما أن تدخل الإمبراطور ردولف هابسبورج Rudolf of Hapsburg في شئون بوهيميا الداخلية عبأ أتوكار جيشاً جديداً حارب به الألمان عند درنكروت Durnkrut؛ وتخلى عنه النبلاء للمرة الثانية، فألقى بنفسه في وطيس المعمعة بين صفوف الأعداء المتراصة، ومات وهو يقاتل قتال المستيئس.

التاريخ

وصالح ونسسلاس الثاني (1287-1305) الألمان على أن يعود أميراً إقطاعياً خاضعاً لهم، وبذل جهوداً جبارة في إعادة النظام والرخاء إلى البلاد. وانتهى بموته عهد الأسرة البريمسلية بعد أن حكمت البلاد خمسمائة عام. كان البوهيميون، والمورافيون، والبولنديون هم كل من بقي من المهاجرين الصقالبة الذين كانوا يملئون من قبل ألمانيا الشرقية إلى حدود نهر الإلبه، كانوا في الوقت الذي نتحدث عنه خاضعين لسلطان الألمان.

ملخص الشعوب والقبائل البلطية

المناطق القبائل والأمم المحال
البلط الشرقيون Eastern Galindians منطقة موسكو
بلط الدنيپر حوض الدنيپر
البلط الشرقيون (الأواسط) لاتڤيون Latgalians
لتوان Aukštaitians ("سكان الأراضي المرتفعة")
Samogitians ("سكان الأراضي الواطئة")
اللتوان الپروسيون
البلط الانتقاليون[2] Selonians Toponomastic only.
Semigallians Toponomastic only.
Curonians, Curonian Kings Toponomastic only.
البلط الغربيون Yotvingians أو Sudovians منطقة تاريخية
الپروس Sambians
Scalvians
Nadruvians
Natangians
Bartians
Pomesanians
Pogesanians
Western Galindians
Warmians or Varmians
ساسنا
Lubavians
بلط پومرانيون پومرانيا

Extinct

طالع أيضاً

المراجع

بالإنگليزية

  • Bojtár, Endre (1999). Foreword to the Past: A Cultural History of the Baltic People. Budapest and New York: Central European University Press. p. 9. ISBN 963-9116-42-4, 9789639116429. {{cite book}}: Check |isbn= value: invalid character (help)
  • Gimbutas, Marija (1963). The Balts. London: Thames & Hudson.
  • "Lithuanians". 1911 Encyclopædia Britannica (1 ed.). 1911.

بالپولندية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ Bojtár page 18.
  2. ^ Bojtár page 207.

وصلات خارجية