معركة مجدو (القرن 15 ق.م.)

(تم التحويل من معركة مگدو (1457 ق.م.))

معركة مجدو Battle of Megiddo (القرن 15 ق.م.) نشبت بين القوات المصرية بقيادة الفرعون تحتمس الثالث وتحالف متمرد كبير من الدويلات الكنعانية الخاضعة لمصر، بقيادة ملك قادش.[2] وكانت أول معركة تـُسجـَّل بتفاصيل موثوقة نسبياً. مجدو هي أيضاً أول استخدام مسجل للقوس المركب وأول إحصاء للقتلى.[3] كل تفاصيل المعركة أتت من المصادر المصرية—أساساً الكتابات الهيروغليفية في قاعة الحوليات في معبد آمون-رع في الكرنك، طيبة (التي هي الآن الأقصر)، للكاتب العسكري تجانني.

معركة مجدو
תל מגידו.JPG
منظر جوي تل مجدو
التاريخ16 أبريل 1457 ق.م.
الموقع32°35′07″N 35°11′04″E / 32.58528°N 35.18444°E / 32.58528; 35.18444Coordinates: 32°35′07″N 35°11′04″E / 32.58528°N 35.18444°E / 32.58528; 35.18444
النتيجة

نصر مصري

  • توسع إقليمي للإمبراطورية المصرية
المتحاربون
الامبراطورية المصرية الكنعانيون
قادش
مجدو
ميتاني
القادة والزعماء
تحتمس الثالث

ملك قادش

أمير مجدو
القوى
10,000-20,000 رجل 10,000-15,000
الضحايا والخسائر
4,000 قتيل، 1,000 جريح 8,300 قتيل،[1]
3,400 أسير
معركة مجدو (القرن 15 ق.م.) is located in إسرائيل
معركة مجدو (القرن 15 ق.م.)
الموقع داخل إسرائيل

السرد المصري القديم يذكر أن تاريخ المعركة كان اليوم 21 من الشهر الأول من الفصل الثالث، في السنة 23 من حكم تحتمس الثالث. ويُزعم أن ذلك كان 16 أبريل 1457 ق.م. حسب Middle Chronology، بالرغم من أن مطبوعات أخرى تذكر أن المعركة نشبت في 1482 ق.م. أو 1479 ق.م. كانت معركة مجدو نصراً مصرياً مؤزراً وأسفرت عن دحر القوات الكنعانية، التي فرت إلى ملاذ في مدينة مجدو. ذلك الفرار استتبع حصار مجدو المطوّل لاحقاً.

بإعادة تثبيت الهيمنة المصرية في المشرق، بدأ تحتمس الثالث عهداً بلغت فيه الامبراطورية المصرية أقصى اتساع لها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حوليات تحتمس الثالث

أثناء الحملة الأولى لـتحتمس الثالث في المشرق، دوَّن كاتبه الشخصي، تجانني، يوميات على ورق المخطوطات. في عامه 42 ملكاً تقريباً، وبعد سنوات من انتهاء حملاته في المشرق، أوعز تحتمس الثالث إلى حرفييه بإدراج مآثره العسكرية فيها جدران معبد آمون-رع في الكرنك. وتصف السجلات التاريخية تفاصيل 14 حملة قادها تحتمس الثالث في بلاد الشام، والغنائم التي اكتسبها من خلال حملته، والمدائح التي تلقاها من سكان المناطق المحتلة، والقرابين المقدمة لآمون رع. ويشير تسلسل الصور إلى إيمان المملكة الحديثة بتفاعل الآلهة مع الحروب: بتقيدم التبجيل والقرابين للآلهة مقابل المساعدة الإلهية في الحرب. بالاضافة إلى ذلك، فإن الحوليات تبين الأثر بعيد المدى لمعركة مجدو. بعد انتصار تحتمس الثالث في مجدو وحملاته الناجحة في المشرق طوال العشرين عاماً التالية، ارتفعت مصر مركز الصدارة في المجتمع الدولي وتحولها إلى امبراطورية واضح في الحوليات. وتُظهر الرسوم الدبلوماسية الدولية من خلال تبادل الهدايا مع بابل والامبراطورية الحيثية، وغيرها من المناطق البارزة والقوية خلال هذه الفترة الزمنية.


الحملة على ممالك كنعان

بدأ الفرعون تحتمس الثالث عهداً وصلت فيه الإمبراطورية المصرية إلى أقصى اتساع لها من خلال تعزيز الوجود المصري الطويل الأمد في المشرق. بعد نهاية وصايته على يد الفرعون المصري حتشپسوت، استجاب فوراً لتمرد الحكام المحليين بالقرب من قادش في محيط المنطقة التي تمثلها حالياً سوريا. وحين حاولت المقاطعات المصرية العازلة في أراضي الأموريون على طول الحدود مع الحثيين تغيير أراضيها، تعامل تحتمس الثالث مع التهديد شخصيًا. ويُعتقد أن الكنعانيين تحالفوا مع ميتاني والأموريون من منطقة النهرين بين منابع نهر العاصي والأردن. وكان الدافع والقوة الرئيسية وراء هذه الثورة هو ملك قادش. وأمنت قلعة قادش القوية، الحماية له وللمدينة. وانضم ملك مجدو، الذي يتمتع بحصن قوي بنفس القدر، إلى التحالف. تكمن أهمية مجيدو في موقعها الجغرافي على طول الحافة الجنوبية الغربية من مرج ابن عامر خلف حافة جبل الكرمل مباشرة والبحر المتوسط. ومن هذا الموقع، سيطرت مجيدو على فيا ماريس، الطريق التجاري الرئيسي بين مصر و بلاد الرافدين.

 
نموذج مجدو، 1457 ق.م.

تأتي النقوش المصرية للحملة الموجودة بمعبد الكرنك من جريدة يومية يحتفظ بها الكاتب تجانيني خلال الحملة. وفي السرد المصري، جمع تحتمس الثالث جيشاً من العربات الحربية والمشاة تراوح بين عشرة وعشرين ألف رجل.[2] وعندما حشد المصريون قواتهم، جمع ملك قادش العديد من المقاتلين من قبائل آرام وكنعان المحيطة به، ويقدر عددهم بما بين عشرة وخمسة عشر ألفاً.[2] ودخل مجدو ووضع قواته في تعنك. وتوقع أن يأتي عدوه عن طريق الدثيم - تعنك، وهو الطريق الرئيسي من سهول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط ​​إلى وادي قيشون، ومن مصر إلى بلاد ما بين النهرين.[4]وتجمّع الجيش عند حصن [تجارو]] الحدودي ("سيل" باليونانية). ووصل بعد عشرة أيام إلى غزة الموالية. وبعد يوم راحة، غادر إلى مدينة يوحم التي وصلها بعد 11 يوماً. ثم أرسل تحتمس الكشافة. ولمواصلة المسير نحو الشمال، كان عليهم عبور سلسلة تلال جبل الكرمل. حيث تقع مدينة وقلعة مجدو خلفها، وفيها تجمعت القوات المتمردة. كان هناك ثلاث طرق محتملة للوصول إلى مجدو. الطريق الشمالي، عبر زفتى، والطريق الجنوبي عبر تعنك، اللذان أتاحا وصولا آمنا إلى مرج ابن عامر. والطريق الثالث كان الطريق الأوسط عبر ""أرونا"" (وادي عارة)، وهو أكثر مباشرة إلا أنه محفوف بالمخاطر. إذ كان وادي ضيق، ولم يكن بإمكان القوات سوى العبور في صف واحد. فإذا انتظر العدو في نهاية الوادي، فإن المصريين سيخاطرون بتقطيع قواتهم. وناشد قادة الجيش تحتمس، ألا يسلك الطريق الصعب بل أن يسلك أحد الطريقين الأسهل. إلا أنه بعد الإستعانة بمعلومات من الكشافة، قرر تحتمس الثالث أن يسلك الطريق المباشر إلى مجدو. وفكر بأنه إذا نصحه جنرالاته بأن يسلك الطريق السهل، فإن عدوه سيفترض أنه سيفعل ذلك، لذلك قرر أن يفعل ما هو غير متوقع.[5]

ترك ملك قادش مفارز كبيرة من المشاة تحرس المسارين الأكثر احتمالاً، وتجاهل عملياً أرونا، الممر الجبلي الضيق القادم من الجنوب. تجاهل خطر انتشار جيشه في الجبال حيث قد تتعرض العناصر القيادية لكمين العدو في ممرات جبلية ضيقة، وقواته الرئيسية لا تزال بعيدة في أرونا، غير قادرة على مساعدتهم، اتخذ تحتمس الطريق المباشر من خلال وادي عارة. لتقليل المخاطر، قاد تحتمس نفسه رجاله عبر أرونا. مع المشاة وسلاح الفرسان الخفيف من رماة الرماة، المعروفين باسم haibrw أو الفرسان الذين يمرون بجانب الجبال، لإخراج أي كشافة قد يتم نشرهم وترك الطريق للقوة الرئيسية للمركبات، تحرك بسرعة. مع المدينة التي يحرسها العدو بشكل خفيف، قاد تحتمس هجومًا سريعاً، وتشتت المتمردين ودخل الوادي دون معارضة. حينها، أصبح للجيش المصري طريق واضح إلى مجدو، مع وجود أجزاء كبيرة من جيش المتمردين بعيدًا في الشمال والجنوب.[4]

المعركة والحصار

انتهز تحتمس الفرصة. فأقام معسكرا في نهاية النهار، لكن أثناء الليل حشد قواته بالقرب من العدو. وفي صباح اليوم التالي هاجموا. لا يمكن إثبات ما إذا كان ملك قادش المفاجأ قد تمكن من الاستعداد الكامل للمعركة. حتى لو فعل ذلك، لم يفيده كثيراً. على الرغم من أن قواته كانت على أرض مرتفعة مجاورة للقلعة، فقد تم ترتيب الخط المصري في تشكيل مقعر، يتكون من ثلاثة أجنحة، والتي كانت تهدد جناحي الكنعانيين. يُقدَر أن كلاً من المصريين والكنعانيين كان لديهم حوالي 1000 عربة و 10,000 من المشاة. قاد الفرعون الهجوم من المركز. أدى الجمع بين المواقع والأرقام، والقدرة الفائقة على المناورة لجناحهم الأيسر إلى جانب هجوم مبكر وجريء، إلى كسر إرادة العدو؛ انهار خطهم على الفور. وفر القريبون من المدينة إليها، وأغلقوا البوابات من ورائهم.

انهمك الجنود المصريون في نهب معسكر العدو. خلال النهب استولوا على 924 عربة و 200 بذلة من الدروع. لسوء حظ المصريين، خلال هذا الارتباك، تمكنت القوات الكنعانية المتناثرة، بما في ذلك ملوك قادش ومجدو، من الانضمام إلى المدافعين داخل المدينة. فقام من بداخلها بخفض الملابس المربوطة للرجال والمركبات وجذبوها فوق الجدران. وهكذا ضاعت فرصة الاستيلاء السريع على المدينة بعد المعركة.

حوصرت المدينة لمدة سبعة أشهر وهرب ملك قادش.[6] بنى تحتمس خندقًا مائيًا وحاجزًا خشبيًا ، مما أجبر سكانه في النهاية على الاستسلام. يُسجل في الكرنك أن الجيش المنتصر أخذ إلى الوطن 340 أسيراً، و 2041 فرساً، و 191 مهراً، و 6 فحول، و 924 عربة، و 200 بذلة مدرعة، و 502 قوسًا، و 1929 ماشية، و 22500 خروفاً، والدروع الملكية والمركبة وأوتاد خيام ملك مجدو.[7] اِستثنيت المدينة والمواطنون من الدمار. تم احتلال عدد من المدن الأخرى في مرج بن عامر واستعيدت السلطة المصرية في المنطقة.[7]

النتائج

 
نقش بارز في معبد الكرنك يبين تحتمس الثالث وهو يقتل أسرى كنعانيين بعد معركة مجدو، القرن 15 ق.م..
تميمة تحمل اسم الفرعون تحتمس الثالث، من 3480 سنة، عثرت عليها الفتاة نشاما شبيلمن (12 سنة) أثناء عملها في مشروع غربلة جبل الهيكل في عام 2016. أبعاد التميمة: 21×16×4 مم. تحتمس انتصر على الكنعانيين في معركة مجدو، القريبة من القدس، في سنة 1457 ق.م..[8]

اتسعت أملاك مصر بهذه الحملة. إذ كتب پول ك. ديڤس، "بإعادة الهيمنة المصرية على فلسطين، بدأ تحتمس عهداً وصلت فيه مصر إلى أقصى اتساع لها كإمبراطورية."[9] طلب تحتمس الثالث من الملوك المهزومني أن يرسل كلٌ منهم ابناً إلى البلاط المصري. حيث يتلقوا تعليماً مصرياً. فعندما يعودوا إلى أوطانهم، يحكموا بتعاطف مع مصر. ومع ذلك، كان الانتصار في مجدو مجرد بداية لتهدئة بلاد الشام. فقط بعد عدة حملات أخرى، كانت تجري سنويًا تقريباً، هدأت الاضطرابات. إلا أن نتيجة واحدة جاءت بشكل غير متوقع، ألا وهي كلمة "هرمجدون"، التي أخذت جذورها من اسم مجدو.[10]

الهامش

  1. ^ Nelson, Harold Hayden (1913), The Battle of Megiddo, University of Chicago Press, p. 53؛ انظر أيضاً Keegan, John (1993), The History of Warfare. Key Porter Books. ISBN 1-55013-289-X
  2. ^ أ ب ت Cline 2000 p. 16-17
  3. ^ Trevor N. Dupuy, Evolution of Weapons and Warfare.
  4. ^ أ ب Tomac Petar, Vojna Istorija, 1959. p.21
  5. ^ Cline 2000 p. 18
  6. ^ Cline 2000 p. 21
  7. ^ أ ب Cline 2000 p. 22
  8. ^ i24 (2016-04-19). "Ancient Egyptian Amulet Bearing Pharaoh's Name Discovered in Temple mount". i24.{{cite web}}: CS1 maint: numeric names: authors list (link)
  9. ^ Davis' Paul K. (1999). 100 Decisive Battles from Ancient Times to the Present: The World’s Major Battles and How They Shaped History. Oxford: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-514366-9 p. 1.
  10. ^ تل مجدو

مراجع

وصلات خارجية

اقرأ نصاً ذا علاقة في

An Account of the Battle of Megiddo