مدونة:تعقيب على تحليل كتاب خطاب الجنون

تعقيب على تحليل كتاب خطاب الجنون، هي مدونة للمعماري ناصر الرباط، أستاذ الآغا خان لتاريخ العمارة الاسلامية بمعهد مساتشوستس للتكنولوجيا.

ناصر الرباط.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المدونة

الأستاذ عبد الغني مروة المدير المسؤول، مجلة الناقد 56 Knightsbridge London SW1X 7NJ England الثلاثاء  حزيران،  الأستاذ عبد الغني مروة المحترم، تحية طيبة وبعد، ارسل اليوم هذا الخطاب تعقيباً على ملاحظة واردة في مراجعة أحمد زين الدين لكتاب محمد حيان السمان خطاب الجنون، المنشور في العدد الثاني والسبعين من مجلة الناقد ولست في معرض الرد على المراجعة سالفة الذكر أو دحض أوتفنيد آراء السيد زين الدين، فأنا أوافقه الرأي في معظم ما جاء به ولكن ملاحظته في مراجعته تلك عن اعتماد الكاتب على شاهد واحد ابن جبير ليقرر أن المجانين كانوا يقيدون في البيمارستانات الإسلامية ، توافق قولها مع ملاحظتي لاتجاه سائد في الكتابة العربية المعاصرة، جعلتني أقرر أن أتخذ منها مدخلاً لإبداء رأي نقدي في منهجية وأدلجة من أيدولوجية استخدام التاريخ لدى بعض الكتاب العرب المعاصرين وهذه ملاحظة تبتغى أولاً وآخراً إثارة النقاش بخصوص الوقفة التمجيدية الدفاعية الكاسحة التي يقفها العديد من مثقفينا تجاه التاريخ العربي الإسلامي بشكل عام، مضحين أحياناً بالنسبية التاريخية في التعامل مع مراجع كُتبت قبل قرون من ظهور الأساليب الكتابية الحديثة أو إدماج الحس التاريخي بالحس القومي العربي المهيمن حالياً، وأحياناً بالمنهج الذين قرروه هم أنفسهم، وأحياناً بالدقة والأمانة في الاستشهاد بالتاريخ نفسه فهذا مايقوله ابن جبير عن البيمارستان الذي أنشأه صلاح الدين في إحدى قاعات القصر الفاطمي الكبير الذي عرف في العصر المملوكي بالبيمارستان العتيقوبإزاء هذا الموضع موضع مقتطع للنساء المرضى ولهن أيضاً من يكفلهن ويتصل بالموضعين المذكورين موضع آخر متسع الفناء فيه مقاصير عليها شبابيك الحديد اتخذت محابس للمجانين، ولهم أيضاً من يتفقد في كل يوم أحوالهم ويقابلها بما يصلح لهاطبعة دار صادر، بيروت، ، ص ، وإليك مايقوله عن المجانين في البيمارستان النوري بدمشق وللمجانين المعتقلين أيضاً ضرب من العلاج وهم في سلاسل موثقون، نعوذ بالله من المحنة وسوء القدر المرجع السابق، ص ­ ابن بطوطةوهذه الحصون لطائفة يقال لهم الاسماعيلية ويقال لهم الفداوية، وهن سهام الملك الناصر وبهم يصيب من يعدو عنه من أعدائه بالعراق وغيرها، ولهم المرتبات وإذا أراد السلطان أن يبعث أحدهم إلى اغتيال عدو له أعطاه ديته فإن سلم بعد تأتي ما يراد منه فهي له وإن أصيب فهي لولده، ولهم سكاكين مسمومة يضربون بها من بعثوا إلى قتله، وربما لم تصح حيلهم فقتلوا طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، ، ص  ابن جبيروفي صفحته حصون للملاحدة الاسماعيلية، فرقة مرقت من الإسلام وادعت الإلهية في أحد الأنام قيض لهم شيطان من الأنس يعرف بسنان خدعهم بأباطيل وخيالات وموه عليهم باستعمالها وسحرهم بمحالها فاتخذوه إلهاً يعبدونه ويبذلون الأنفس دونه وحصلوا في طاعته وامتثال أمره بحيث يأمر أحدهم بالتردي من شاهقة جبل فيتردى ويستعجل في مرضاته الردى ومع خالص المودة والتحية، ناصر الرباط أستاذ الآغا خان المساعد لتاريخ ونظريات ونقد العمارة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا(MIT)