لبيب شقير

(تم التحويل من محمد لبيب شقير)

محمد لبيب شقير (1926 - 1986) أستاذ قانون بجامعة القاهرة، ورئيس مجلس الأمة المصري (20 يناير 1969 - 14 مايو 1971)، مفكر مصري برز في الستينات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

من مواليد منشأة سلطان، محافظة المنوفية.

حصل على ليسانس حقوق القاهرة عام 1947، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة پاريس عام 1952، عمل أستاذاً بكلية الحقوق.

كان لبيب شقير طالبا في كلية الحقوق في أربعينيات القرن الماضي‏,‏ وكان إلي جانب تفوقه في دراسته القانونية عظيم الاهتمام بالأدب والثقافة‏,‏ وقد كان أهل القانون بصورة عامة‏,‏ في جيل لبيب شقير وفي الجيل السابق عليه‏,‏ يعتبرون الثقافة الأدبية جزءا أساسيا من ثقافتهم‏,‏ يحرصون عليه ويخجلون من أي تقصير فيه‏,‏ ويكفي أن نشير هنا إلي أن كلية الحقوق هي التي تخرج فيها أحمد لطفي السيد والدكتور محمد حسين هيكل مؤلف حياة محمد وغيره من روائع الأدب والتاريخ‏,‏ وهي نفسها الكلية التي تخرج فيها توفيق الحكيم ويحيي حقي ومحمد مندور وأحمد بهاء الدين ومحمد عودة وعبد الرحمن الشرقاوي وفتحي غانم وإحسان عبد القدوس وكامل زهيري ويحيي الجمل وغيرهم من كبار الأدباء والمفكرين في تاريخ مصر الحديث‏، وكان لبيب شقير من هؤلاء الذين يجمعون بصورة رائعة بين الثقافة القانونية والثقافة الأدبية‏.‏[1]

وقد قادته اهتماماته الأدبية إلي التعرف علي الأستاذ العقاد الذي كانت له في ذلك الوقت مكانة عالية في الثقافة والمجتمع‏.‏ وحرص لبيب شقير علي المواظبة في حضور ندوة العقاد التي كان يعقدها في بيته بمصر الجديدة يوم الجمعة من كل أسبوع‏.‏ وقد أحس العقاد بنبوغ تلميذه‏,‏ فتعاطف معه وأولاه الكثير من عطفه ومحبته‏.‏ وكان لبيب شقير ينتمي إلي أسرة بسيطة‏، ولم يكن من الميسورين‏,‏ وكان يتلقي من والده ثلاثة جنيهات كل شهر يعتمد عليها في كل شيء‏.‏ ويحدثني الدكتور لبيب شقير فيقول‏:‏ إنه كان يتعرض لأزمات مادية قاسية‏,‏ فكان الذي يسارع إلي إنقاذه من هذه الأزمات هو العقاد‏، فلم يتردد العقاد لحظة واحدة في أن يقف إلي جانب تلميذه وأن يمد له يد العون كلما استطاع إلي ذلك سبيلا‏، كل ذلك رغم أن العقاد نفسه لم يكن من الأثرياء‏,‏ بل كان محدود الدخل، لأنه كان يعتمد علي قلمه‏، ولم تكن له أي موارد أخري‏,‏ ولم يكن القلم في ذلك الوقت‏,‏ ولا في غيره‏,‏ موردا ماديا ذا بال‏,‏ اللهم إلا في حالات استثنائية قليلة جدا‏.‏

ولكن العقاد كان لديه من كبريائه وإحساسه بكرامته ما دفعه إلي أن يظهر علي الدوام وكأنه لا يحتاج إلي أن يمد يده طلبا للعون من الآخرين‏.‏ ومع ذلك فمن الثابت أن العقاد في حدود ظروفه وإمكاناته كان يسارع إلي مساعدة تلاميذه ومنهم لبيب شقير‏.‏

تخرج لبيب شقير في الجامعة سنة 1947‏ وكان أول دفعته في كل الحقوق‏,‏ ولذلك فقد رشحته الجامعة بعد تخرجه بعام واحد لبعثة دراسية في باريس‏,‏ وفوجئ لبيب بإلغاء البعثة نتيجة تقرير من وزارة الداخلية جاء فيه‏:‏ إن لبيب شقير يساري وله أفكار متطرفة ونشاط هدام‏.‏ وأحس لبيب شقير أن مستقبله كله في خطر‏,‏ وأن جهده العلمي وتفوقه الدراسي مهددان بالضياع النهائي‏,‏ وضاقت الدنيا بالفتي الذي كان في الثانية والعشرين من عمره‏,‏ أي أنه كان يخطو خطواته الأولي نحو المستقبل‏,‏ وقد أصيب بالإحباط وخيبة الأمل‏.‏

ولم يجد لبيب شقير أمامه إلا أن يذهب للعقاد وهو أستاذه الذي تعود أن يمد له يده بالعون الكبير في أزمات أقل شأنا وخطورة‏.‏ وقد كان ذلك في عام 1948,‏ وكان رئيس وزراء مصر ووزير الداخلية في ذلك الحين هو محمود فهمي النقراشي باشا‏,‏ وكان النقراشي صديقا قديما وحميما للعقاد‏,‏ وكان من كبار المعجبين بالعقاد والمحبين له‏,‏ ويقال إنه تعود ـ وهو رئيس للوزراء ـ أن يزور العقاد في بيته أكثر من مرة في الأسبوع‏,‏ حيث كان يمر عليه في الصباح الباكر ليشرب معه فنجان القهوة ويقضي بعض الوقت ثم يتوجه بعد ذلك إلي مكتبه في رئاسة الوزارة‏.‏

ذهب لبيب شقير إلي العقاد وروي له قصة إيقاف بعثته وقصة الأسباب الملفقة التي أدت إلي ذلك‏.‏ وتألم العقاد عندما سمع القصة وأحس بالغضب‏,‏ وأمهل تلميذه بعض الوقت‏.‏ وقد روي لبيب شقير، لـرجاء النقاش، أن العقاد ذهب في اليوم التالي إلي النقراشي‏,‏ وكانت هي المرة الوحيدة التي يزور فيها العقاد صديقه رئيس الوزراء في مكتبه‏,‏ ولم يخرج العقاد من مكتب رئيس الوزراء إلا ومعه قرار بسفر لبيب شقير إلي باريس للحصول علي الدكتوراه‏,‏ وكان مما قاله العقاد لرئيس الوزراء‏:‏ إن لبيب شقير طالب نابغ‏,‏ وما قيل عنه هو افتراء ودس وعبث بمصائر أبنائنا الموهوبين‏.‏ ثم قال العقاد لرئيس الوزراء‏:‏

أنا شخصيا مسئول عن لبيب وسلوكه وأفكاره وأخلاقه‏,‏ ولابد أن يسافر لأنه جدير بالبعثة وبريء من التهمة‏,‏ وأن وقع منه خطأ فحاسبوني أنا عليه‏.‏

وما كان النقراشي الذي يحب العقاد ويحترمه ليرد طلبا بهذا الوضوح وهذه القوة للعقاد‏,‏ وسافر لبيب شقير إلي باريس‏,‏ ونال الدكتوراة في سنوات قليلة‏,‏ وكان موضع إعجاب أساتذته الفرنسيين‏,‏ وعندما عاد إلي مصر كان من ألمع الأساتذة الجامعيين‏,‏ ثم كان بعد ذلك من ألمع الوزراء وأكثر العاملين في الحياة العامة نفعا للوطن والمواطنين‏.‏ وقد قال لي لبيب شقير إنه كان يكتب للعقاد وهو في باريس‏,‏ وكان العقاد يرد عليه في رسائل مطولة تتناول شتي شئون الفكر والأدب والحياة‏,‏ وأن هذه الرسائل تبلغ العشرات‏,‏ ثم أخبرني لبيب شقير أنه ينوي نشر هذه الرسائل في كتاب سوف يكون وثيقة ثقافية بالغة القيمة والأهمية‏, ‏ ولكن لبيب شقير ـ لسوء الحظ ـ مات قبل أن يتمكن من نشر الكتاب‏.‏


العمل السياسي

عمل وزيراً في عهد عبد الناصر فتولى ثلاث وزارات في خمس حكومات متتالية من عام 1383هـ 1964م، شغل منصب رئيس مجلس الأمة في 20-1-1969، عين وزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية عام 1964، ووزيراً للتخطيط عام 1966، ووزيراً للتعليم العالي عام 1967، ورئيس المجلس الأعلى للبحث العلمي عام 1967.

تم اعتقاله عام‏1971‏ في أحداث‏15‏ مايو المعروفة‏,‏ وقضي الدكتور لبيب عاما أو بعض عام في السجن‏,‏ ثم خرج من السجن ليتفرغ للعمل الحر والتأليف الاقتصادي‏.

عمل مستشاراً بصندوق النقد الدولي عام 1982 في دولة الإمارات العربية.

ويحكي أنور السادات:

بعد وفاة عبد الناصر كتب أحد الصحفيين (محمد حسنين هيكل) مقالاً قال فيه أن "عبد الناصر ليس أسطورة". وفى اللجنة المركزية للإتحاد الإشتراكى العربى عقد إجتماع لمناقشة الأوضاع عقب وفاة عبد الناصر فخرج رئيس مجلس الأمة (لبيب شقير) يطلب الكلمة. وعندما تحدث قام بالهجوم على ذلك الصحفي الذى كتب المقال وأخذ يكيل له إتهاما بعد إتهام ويصعد من حملته عليه إلى أن وصل بالمطالبة بالإعدام جزاء ما كتب هذا الصحفي.
ولكننى لا أؤمن بهذه الطريقة في العمل ولا أقتنع بها فرفضت بالطبع ما قال به رئيس مجلس الأمة.

أنور السادات

وفاته

في سنة‏ 1986‏ توفي الدكتور لبيب شقير‏، وكان في الستين من عمره‏,‏ حيث إنه من مواليد ‏1926،‏ وكانت وفاته ـ كما قيل يومها ـ نتيجة أزمة قلبية مفاجئة تعرض لها في دولة الإمارات العربية‏,‏ حيث كان يعمل مستشارا اقتصاديا لصندوق النقد العربي‏.‏

كتبه

الهامش

  1. ^ رجاء النقاش. "عندما قال العقاد‏:‏ أنا المسئول". صحيفة الأهرام.


مناصب سياسية
سبقه
{{{before}}}
وزراء التعليم العالي بمصر
19 يونيو 1967 -
27 أكتوبر 1968
تبعه
{{{after}}}