كاليپسو (أسطورة)

كاليپسو ( /kəˈlɪps/، باليونانية: Καλυψώ، Kalypsō)، هي حورية في الأساطير اليونانية، والتي عاشت على جزيرة أوگيگيا، واستبقت أوليس لسبعة أعوام.

كاليپسو
Calypso receiving Telemachus and Mentor in the Grotto detail.jpg
تفاصيل من كاليپسو يستقبل تلماخوس ومنتور في الگروتو رسم وليام هاميلتون
المسكنأوگيگيا
الرمزالدرفيل
معلومات شخصية
الأبوانأطلس
الأنجالحسب بعض الروايات، لاتينوس، ومن آخرين نوسيثوس ونوسينوس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أسطورتها

كانت الآلهة القديمة تخشى كاليپسو وما يمكن أن تفعله بالبشر إذا هم تاهوا في البحر وحلّوا على شطآن جزيرتها. معظم الرجال الذين قابلوها لم يعودوا إلى زوجاتهم أبداً. وآخرون هجروا زوجاتهم وذهبوا باحثين عن نساء مثاليات دون أن يعرف احد إلامَ انتهى مصيرهم.

يذكر هوميروس أن كاليپسو كانت حورية خالدة وبارعة الجمال. وكانت تشتهي أن يكون أوليس من نصيبها. ولا بدّ وأن مرآها كان يروق لرجل في أواسط العمر. هي لم تتلاعب بأعصابه مثلما فعلت الساحرة سيرسي قبل ذلك بعام. كما أنها لم تكبر ثم تتغيّر ثم تنضج كما حدث للأميرة الشابّة نوسيكا. ولم تحاول أن تسيطر عليه كما كانت تفعل زوجته بينيلوب. هل كان أوليس يبحث عن الرفقة الكاملة؟ هل يبحث رجل حكيم عن امرأة مثالية؟ وإذا فعل، هل يكون ذلك "أمرا حكيما"؟ وهل الأغبياء فقط هم من يؤمنون بفكرة الرفيق المثالي؟

مضت سبع سنوات على وجود أوليس في جزيرة كاليپسو. وفي أحد الأيّام، توسّلت الإلهة أثينا، حامية أوليس، إلى زيوس وغيره من الآلهة أن يبادروا إلى إنقاذ أوليس من براثن كاليپسو. في عالم الإغريق القديم، مثل هذه القرارات كان يلزمها الإجماع. وافق زيوس والآلهة على أن شيئاً ما ينبغي أن يُفعل. واُرسل هرمس فعلاً لإعلام كاليپسو أن عليها أن تطلق سراح أوليس على الفور. ترى، هل توسّل أوليس فعلا إلى الآلهة كي تسمح له بالهرب من كاليپسو، أم أن تلك كانت رواية أثينا عن القصّة؟ الأجزاء اللاحقة من الأوديسا يرويها أوليس نفسه. لذا فإنها تخلو من إجابة واضحة على هذا السؤال.

عندما يذهب هرمس إلى كاليپسو ليطلب منها إطلاق أوليس تحتجّ على طلبه قائلة: أنتم الآلهة لا يمكن تحمّلكم. شعوركم بالغيرة يجعلكم تقفون مذعورين من إلهة تنام علناً مع الرجال". قوّة كاليپسو واستقلاليّتها كانا يهزّان أركان العالم القديم ويحرجان الأوصياء على شئونه. إلهة فقط يمكنها أن تقول مثل هذه الأشياء. غير أن قرار كبار الآلهة يُعتبر نهائياً وملزماً.[1]

كاليپسو تجلس في حديقتها على طرف الكهف الذي تعتبره بيتها. الهواء العليل في المكان يضوع بروائح أزهار الربيع الشذيّة. الطيور تغنّي، وهناك نار تشتعل. كاليپسو تتحرّك وتلوّح بيديها وتغنّي على أمل أن يقرّر أوليس أن يبقى معها باختياره. إنها تنسج خيوط أحلامها بالحياة العائلية والرضا والاستقرار ورفض الصراعات والتوقّف عن ملاحقة الرجال. بل إنها تعده بالشباب الأبدي والخلود، مثلها تماماً، إن هو قرّر البقاء. غير أنه يجد كلّ هذه الوعود خانقة ولا تناسب الرجال. يتجوّل بعيداً بين الأشجار إلى أن يصل إلى المقعد الحجري في أعلى الجرف مستطلعاً الأفق العاري للبحر. عندما أزفت النهاية، كانا على وشك أن يتعاركا. منذ زمن طويل لم يعد بمقدور الحوريات أن يمتّعن الرجال. كان أوليس قد بدأ يتجنّب كاليپسو مفضّلاً الجلوس أمام البحر والتحديق في الأمواج. هذا ما كان يفعله دائماً عندما يستبدّ به الحنين إلى أرض الوطن. وهذا ما يفعله العشّاق غالباً عندما يتفرّقون: يحدّقون في البحر، ولا يعود الجنس الكامل والطعام الشهيّ يكفيان في النهاية.

لذلك، ومثل العشيقة التي تراقب حبيبها وهو يعود إلى بلاده وزوجته، كانت كاليپسو تتابعه وهو ذاهب مع حركة المدّ في الصباح. إنها حتّى لا تساعده في بناء الطوف الذي سيبحر به. هو لا يقول وداعا، وهي لا تسعى لحمله على قولها. سبع سنوات معا تُعتبر فترة طويلة. وبعض الأشياء من الأفضل أن لا تقال.

أدرك أوليس أنه يجب أن يرحل. هذه مجرّد مرحلة في عملية التطوّر الطبيعي من الميلاد إلى الموت، حيث نصبح جميعاً لوحدناً ويتعيّن عندها أن يختار كلّ مصيره بنفسه. يختار هو أن يغادر أخيراً. هذا هو السبب في أن الآلهة تساعده وفي أن كاليپسو أذعنت لمشيئته في النهاية. ورغم أنها إلهة، إلا أنها فعلت ذلك وهي تحسّ بغضب عميق. لكنها تفهّمت رغبته في أن يكبر وأن يجرّب الصراع وألم الفراق مرّة أخرى وأن يخرج من حياة الركود إلى أمواج المحيط المظلم التي ستأخذه مجدّدا إلى وطنه.

دورة الحياة لا يجب أن تتعطّل لفترة أطول مما ينبغي. والقصيدة نفسها يجب أن تأخذ مداها بلا توقّف. لو أن أوليس مكث مع كاليپسو هناك، لما كان ثمّة شعر. ربّما لهذا السبب لم تكسب كاليپسو أبداً قلوب من ترجموا الأوديسّا من الرجال. كانت لديهم أفكار محدّدة حول عودة أوليس إلى بينيلوب. بعضهم تحدّثوا عن القصّة من منظور التحليل النفسي. هل كانت جزيرة كاليپسو تذكّره بالرحم الذي كان يهرب منه طوال حياته؟ أوليس كان يشتكي من آلام الولادة الجديدة التي تأجّلت عندما كان يعيش معها. والكثيرون زعموا أن اسم كاليپسو محمّل بالاستعارات الجنسية الرائجة في التحليل النفسي.

هل كانت أسطورة العلاقة الكاملة والمرأة المثالية تعني انه سيفقد كلّ شيء آخر جعل منه رجلا؟

هناك حزن أساسي يرتبط بشخصية كاليپسو. فهي لم تُدع مرّة ثانية كي تعود إلى الأساطير. يمكن للمرء أن يقول إنها ستظهر ثانية في المستقبل البعيد على هيئة امرأة فاتنة وغامضة ووحيدة في "سيدة البحيرة" وأساطير الملك آرثر. كما ستظهر من جديد في شخصية "سيدة جزيرة شالوت" الأكثر هشاشة.


معرض الصور

المصادر

  1. ^ "نساء الاوديسّا". خواطر وأفكار. 2010-06-21. Retrieved 2018-02-09.

المراجع

وصلات خارجية