قالب:الصفحة الرئيسية/ركن كتاب المعرفة/12

داعش فون أوبنهايم -     أيمن زغلول

أيمن زغلول
"كان ماكس فون أوبنهايم (1860-1946) باحثا في الآثار القديمة ومهتما بالشرق وحضاراته الزائلة.

وقد كان من عائلة أوبنهايم المالية اليهودية في كولن بغرب ألمانيا إذ أن والده كان سالومون أوبنهايم صاحب بنك S. Oppenheim المعروف حتي اليوم. ولكنه كان في نفس الوقت النظير المقابل للضابط البريطاني توماس لورنس الذي أرسلته بريطانيا غداة قيام الحرب لكي يؤلب القبائل العربية علي العثمانيين ويدمر خط سكك حديد الحجاز لمنع نقل القوات العثمانية. وكانت خطة ماكس فون أوبنهايم هي إعلان الجهاد بين المسلمين في الشام والعراق لكي تنتصر الدولة العثمانية بقوة هذا الجهاد الذي يمارسه العرب. بينما كانت خطة إنجلترا هي سلخ المناطق العربية عن تركيا بإشعال الثورات ضد السلطان العثماني (الذي كان علي كل حال مجرد صورة لا حول لها ولا قوة إذ كانت السلطة الحقيقية في يد الضباط الثلاثة أنور وطلعت وجمال). وبالطبع فشلت خطة الجهاد ونجحت خطة القومية العربية واندحرت الدولة العثمانية حليفة ألمانيا في الحرب ثم إندحرت بعدها المانيا نفسها وأصبح الأمر مجرد حكايات تاريخية. ولكن.. ماالذي ظل باقيا من خطة ماكس فون أوبنهايم حتي اليوم؟ كنت قد كتبت لكم من قبل عن تطور فكرة الدولة القومية خلال القرن التاسع عشر علي الأقل في أوروبا والولايات المتحدة التي كانت تشجع ثورات اللاتين ضد الإستعمار الإسباني وكلنا نذكر خطاب الرئيس مونرو في حالة الإتحاد حين طالب بأن تكون أمريكا للأمريكيين وذلك مبكرا في عام 1823. وهي نفس الفترة التي قامت فيها حركة قومية في اليونان ضد العثمانيين وساهم الجيش المصري في محاولة إخمادها إلي جانب الجيش العثماني ولم ينل المصريين منها سوي الهزيمة النكراء وحرق أسطولهم وتشتيت جيشهم في موقعة نفارين عام 1827. وكان مؤسس هذه الحركة القومية هو ريجاس فاليستينليس من منطقة فالستين في شمال اليونان والذي إستلهم الدستور الفرنسي بل ونشيد الميرسييز الفرنسي وجعله نشيدا قوميا لليونان ولكنه لم ير ثمرة نجاحه إذ قتله الأتراك."