علي بن محمد الببلاوي

علي بن محمد البِبْلاوِي (1251هـ- 1323هـ / 1835م- 1905م) هو فقيه مالكي مصري.

علي بن محمد الببلاوي

هو علي بن محمد بن أحمد الببلاوي الإدريسي الحسني المالكي. ولد في قرية ببلاو. عين نقيباً للأشراف سنة 1312 هـ ثم شيخاً للجامع الأزهر سنة 1320-1323 هـ. توفي بالقاهرة في الثالث من ذي القعدة 1323 هـ.[1] من آثاره: «الأنوار الحسينية».[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته المبكرة

ولد بقرية "ببلاو" وهي قرية تقع في شمال "سنبو" غربي بحر يوسف من أعمال (ديروط) بمحافظة أسيوط، وُلِدَ في شهر رجب 1251هـ - 1835م، ونشأ بها حيث حفظ القرآن الكريم ودرس مبادئ العلوم، ثم حضر إلى القاهرة، فالتحق بالأزهر 1269هـ وتتلمذ على يد أعلام الأزهر مثل الإمام الشيخ محمد الأنباني والشيخ عليش والشيخ الأسيوطي واختص به ولازمه، وقد استفاد من أساتذته الأجلاء، كما انتفع بصداقة أصحابه الأوفياء، ومنهم الشيخ حسونة النواوي، وسكن معه مدة الدراسة فكانا يقيمان معًا، ويحضران الدروس معًا، ولا يفترقان إلا في درس الفقه فالنواوي فقه حنفي والشيخ الببلاوي فقه مالكي، والشيخ الببلاوي من سلالة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب وابن السيدة فاطمة الزهراء فهو ينتسب للبيت النبوي الكريم، وسافر للحجاز وأدَّي فريضة الحج عام 1281هـ والتقى بكثيرٍ من علماء المسلمين، ولقد صدر القرار بتعيين الشيخ الببلاوي شيخًًا لنقابة الطرق الصوفية، ورشحه لذلك الشيخ حسونة النواوي لأنه من السلالة الطاهرة، ولأنه أهل لأن يكون نقيبًا للأشراف، ووقتها كان الشيخ حسونة النواوي رئيسًا لمجلس إدارة الأزهر قبل أن يكون شيخًا للأزهر. وصدر القرار بتعين الشيخ الببلاوي نقيبًا للأشراف في 6 شوال 1312هـ.[3]


توليه المشيخة

بعد استقالة الشيخ سليم البشري من مشيخة الأزهر تم تعيين الشيخ علي الببلاوي شيخًا للأزهر في 2 من ذي الحجة 1320هـ /1904م، ولكن الأمور لم تكن كما كان يأمل بسبب تدخل الخديو وحاشيته في الوقوف ضد إصلاح الأزهر وكذا المصالح العامة، فقدم استقالته من المشيخة في 9 محرم 1323هـ.

آثاره العلمية وتأثيره

وبعد أن تمكن الشيخ الببلاوي من دراسة العلوم المختلفة، وآنس فيه أساتذته القدرة على التدريس؛ فرشحوه للتدريس بالأزهر والمسجد الحسيني، حيث ألقى دروسًا في شرح الكتب المقررة في مناهج العلوم، ثم بعد ذلك صدر قرارٌ بتعيينه بدار الكتب المصرية لإعارة الكتب داخليًا وخارجيًا، ودرس التنظيم المكتبي، وشارك في تصنيف الكتب وفهرستها، كما أشتهر بالتصنيف، ثم تولى رئاسة دار الكتب وأصبح ناظرًا لها في 1299هـ، مع أن الكثيرين كانوا يتطلعون لارتقاء كرسي هذا المنصب فلم يحصلوا عليه، وكان دقيقًا منظمًا في عمله.

ولقد عاش أحداث الثورة العرابية وشارك فيها، لكن من وراء الستار، وكانت صلته قوية بشاعر الثورة العرابية محمود سامى البارودي، وعندما أصبح نقيبًا للأشراف نظم النقابة تنظيمًا دقيقًا وضبط أوقافها ونظم مواردها ومصادرها، وكلَّ ما يتعلق بنفقاتها، وبنى ستة دور من أموال الأوقاف ليستغل إيراداتها في النفقات المهمة، وصرف المستحقات في مواعيدها، وفاتحه المسئولون في ترك شياخة المسجد الحسيني لأن منصب نقابة الأشراف يفوق هذا المنصب بكثير!! فرد عليهم الببلاوي قائلا: "ألا إنْ كانت النقابة تمنعني من خدمة مسجد سيدنا الحسين فإني لا أقبلها" وظل مباشرًا للمنصبين معًاً حتى 1320هـ.

والمعلوم أن الخديو كان مستبدًا برأيه لا يطيق رؤية رجلٍ قويٍّ مصلحٍ إلى جواره؛ ولهذا ضاق ذرعًا بالشيخ محمد عبده مفتي مصر وعضو مجلس إدارة الأزهر، وصاحب الكلمة العليا فيه فأراد الخديو أن يحمل الإمام الببلاوي ويجبره على معارضة الشيخ محمد عبده، وعرقلة جهوده في الإصلاح، ولكن الإمام الشيخ الببلاوي لم يستجب لرغبة الخديو، وظل ملتزمًا بالحق، متعاونا مع كل مجاهدٍ في سبيله مستمسكًا بحبله المتين، ولهذا فقد وافق الشيخ الببلاوي الشيخ محمد عبده في كل مساعيه الإصلاحية واستجاب له وأحبه وامتزج به، مع أنه يعلم أن هذا يغضب الخديو، وأنه قد يسلبه منصبه الكبير، كما أنه قد يسلب ولديه منصبيهما المهمين، ولكن الحق أحق أن يتبع، وقام المغرضون بدسِّ الوقائع بين الشيخ، وبين ذوي السلطة، وادعوا أن الشيخ محمد عبده هو صاحب القرار والسلطة علي شيخ الأزهر، ولم يعد له من الرئاسة إلا اسمها، وأن الكلمة هي كلمة المفتي، ولما بلغ الشيخ الببلاوي ذلك قال: " إن الشيخ محمد عبده لا يريد إلا الإصلاح، فلا وجه لمعارضته، وساءت الأحوال فضاق صدر الشيخ بما يحاك حوله، وبالعقبات التي توضع في طريق مناهج الإصلاح في الأزهر، ولهذا قدَّم الشيخ الببلاوي استقالته.

مؤلفاته ومصنفاته

وللشيخ الببلاوي مصنفاتٌ كثيرةٌ لكن لم يصل إلينا إلا القليل منها:

  • رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان، وتوجد منها نسخة خطية مكتوبة في 1313هـ، وقد علق عليها ولده الشيخ السيد محمد برسالة سماها "عروس الفرقان في الحث على ترك البدع وشوائب النقصان على الرسالة الببلاوية بليلة النصف من شعبان".
  • إجازة منه للشيخ محمد بن حامد المراغي المالكي الجرجاوي أجازه فيها بما في "ثبت" الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير.
  • "إعجاز القرآن" وهى مجموعة مقالات نشرها في "روضة المدارس" وجمعها ابنه السيد محمود.
  • 4ـ الأنوار الحسينية في شرح الحديث المسلسل "يوم عاشوراء" ونصه: "صيام يوم عاشوراء إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

وفاته

ظل الشيخ الببلاوي ملازمًا بيته بعد استقالته، لا يخرج منه إلا لمامًا لبعض الأغراض المهمة، إلى أن وافته منيته، وتوفَّاه الله في 3 من ذي القعدة 1323هـ - 1905م.

وشُيِّعَت جنازته بعد الصلاة عليه في المسجد الحسيني، ودُفِنَ في بستان العلماء بقرافة المجاورين فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

المراجع

  1. ^ الإمام علي بن محمد الببلاوي دار الإفتاء المصرية
  2. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  3. ^ "فضيلة الإمام الشيخ علي بن محمد الببلاوي". مشيخة الأزهر.
قبلــه:
سليم البشري
شيخ الجامع الأزهر
السادس والعشرون استقال في شهر محرم عام 1323 هـ / 1905م
بعــده:
عبد الرحمن الشربيني