طالع الدوري

الفريق طالع خليل ارحيم الدوري (و. 1945 في محافظة صلاح الدين - ت. 12 يونيو 2024 في مصر)، وهو ضابط في الجيش العراقي.[1]

طالع الدوري
وُلِدَ
طالع خليل ارحيم الدوري

1945
توفي12 يونيو 2024
المهنةضابط في الجيش العراقي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

الفريق طالع من منتسبي الدورة 42 في الكلية العسكرية لم يكمل فيها 10 اشهر فصل في أكتوبر 1963 بسبب انقلاب عبد السلام عارف على حزب البعث و أعيد سنة 1968 الى الجيش العراقي على اثر انقلاب 17 يوليو ضد عبد الرحمن عارف من قبل حزب البعث منح رتبة ملازم و لم يكن لديه خبرة عسكرية او تجربة و منح بعدها من رتبة مقدم الى عميد شكل الفرقة التاسعة و يرجع هذا لصدام الذي كان مغرماً بشجاعة و بما ان الضابط بعثي فانه يصلح لذلك و لا ضرورة للخبرة العسكرية و هكذا الحال مع غيره الذين ترقوا سريعًا. [2]


خلال تقدم الجيش العراقي داخل الاراضي الايرانية بداية الحرب العراقية الإيرانية كان الفريق طالع الدوري على راس الفرقة التاسعة المدرعة التي دخلت الاحواز القت قوات الجيش العراقي القبض على 56 شخصاً قاوم الجيش امر الدوري بإعدامهم فوراً يقول الفريق رعد الحمداني ان بعقل طالع الدوري هؤلاء عراقيين خونة وحدهم الذين يحملون السلاح يستحقون الاعدام مما سبب مشاكل سياسية هائلة للقوات المسلحة العراقية وكانت هنالك إشارات بداية توغل القطعات العراقية داخل إيران عن سعادة قسم واسع من سكان الاحواز بدخول الجيش العراقي لكن قضية اعدام هؤلاء قلبت الموقف فالاحوازيين عرب وابناء قبائل و عندما تقتل فرداً من قبيلة تنقلب عليك القبيلة كلها ، عد صدام هذا العمل من اعمال الشجاعة ولم يرى الدوري مسؤولاً قانونيًا عن ذلك.

ذكرنا مسبقًا عن انتصار اللواء المدرع العاشر في 5 يناير 1981 على الفرقة المدرعة 16 الايرانية في الخفاجية لكن قبل ذلك كانت الفرقة 16 الايرانية قد دمرت في شرق الكرخة الفرقة المدرعة التاسعة العراقية بقيادة العميد حينها طالع الدوري و فككت نهائياً ومن بين الاسرى العراقيين الرائد الركن غضبان الخزرجي ابن عم الفريق نزار الخزرجي، واستولى الايرانيين حتى على سيارة المرسيدس بنز التابعة لطالع الدوري.

لكن الاشد من هذا منح الدوري قيادة الفرقة 12 في الجيش العراقي من قبل صدام حسين ولم يحاكم ويعدم كما حصل مع غيره بسبب رغبة صدام بإبقائه بمنصب قيادي لانه كان يراه يتحلى بشجاعة لا غير رغم عدم كفائته وقبل 3 ايّام فقط من تفكيك الفرقة التاسعة حل العميد الركن كامل عبد اللطيف محل الدوري وحمل المسؤولية وأحيل الى التقاعد.

في كانون الاول 1981 خاض الجيش العراقي معركة مشاة تسمى اطلاق النار على المخفر 1172 في كيلان غرب ضمن محافظة كرمنشاه الايرانية كانت تتواجد هنالك قطعات الفرقة 12 بقيادة طالع الدوري يذكر الفريق رعد الحمداني الذي كان امر كتيبة دبابات استطلاع ألقيت قوته على فريق استطلاع ايراني عرفوا من خلالهم نية الايرانيين احتلال هضبة (تسمى عراقياً الراقم 1155) رفص الدوري النصيحة و يظن ان العدو لن يهاجم هضبة ارتفاعها 1172 و نتيجة هذا العناد دفع الجيش العراقي الثمن باهضاً حيث قتل 1867 جندي واربعة اضعاف هذا العدد من الحراك ناجمة عن حماقة وعناد الدوري.

حاول الدوري الاستعادة الراقم 1155 و لكن أبيدت 3ألوية عراقية وخرجت من المعركة واستخدام لواء كان خطائاً لمنطقة جبلية كانت ضيقة تصلح لقدر فصيل او سرية لا غير و حاول الدوري استخدام اللواء الرابع لديه وهو اللواء 39. كان الدوري يصرح بانه سيستعيد الراقم 1155 ولم يبقى الا القليل رغم كل هذه الخسائر و لم يستطع، عصى العقيد زهير امر اللواء 39 اوامر الدوري وعلم الفريق نزار الخزرجي قائد الفرقة السابعة بذلك عن طريق قائد الفيلق الرابع الفريق عبد الجبار الاسدي.

ذهب الخززجي و التقى بالدوري الذي ابلغه بعصيان العقيد زهير اوامره وان هذا يعرضه للإعدام ذهبوا بعدها لروية الموقف من الارض ووضح العقيد زهير ما ذكرناه سابقا وتبين ان الدوري كان يقود المعركة من مقر الفرقة اصلاً و يتحجج بذلك بانه مصاب في معارك الجنوب و اقتنع الدوري بوجه نظر العقيد زهير بعدم استخدام اللواء والذي شرحها للفريق الاسدي و غضب من تحجج الدوري بإصابته فخرج مع الخزرجي و قال له اي نـوع بشراً هذا استلم قيادة الفرقة منه و لاحقا بعد جهود مضنية تحررت في 1982/1/5.

تسلم طالع الدوري قيادة الفرقة المدرعة الثالثة بعد خسارتها معركة كبرى في المحمرة 1982 من العميد جواد اسعد شتينة الذي اعدم و بعد عبور القطعات الايرانية نهر الكارون شمالاً من جهة الطاهري و وصلها الطريق العام احواز - محمرة صدرت الأوامر لفرقة طالع الدوري لإزاحة هذه القوات الايرانية وكانت القوة مؤلفة من 3 ألوية. تحركت القوة و ابلغ طالع الدوري آمرا اللواء الآلي24 و 17 المدرع ان اللواء 8 وصل لهدفه بينما سبب هذا ارباك لهم و ابلغا ان لواء 8 تراجع مضطراً لانهما لم يصلا و تبين لاحقاً ان هكذا كذباً محض وان لواء 8 بقيادة العقيد صابر الدوري لم يتحرك و انتظر اللوائين ان يتحركا ليسهل عليه المهم في تقدم . في النهاية فشل الهجوم المقابل و استشهد آمر اللواء 24 و عدد من ضباط ركنه و وقع في الاسر من تبقى منهم و اصيب آمر لواء 17 و تقريباً كانت خسارة اللوائين فادحة وفِي أعقاب انتكاسة المحمرة اعدم اللواء صلاح القاضي و العميد جواد اسعد شتينة و نجى طالع الدوري من الاعدام و عين بعدها أمين سر القيادة العامة .

في شباط 1986 سقطت الفاو بيد الايرانيين اختير لاستعادتها ثلاثة قادة الفريق ماهر عبد الرشيد و الفريق طالع الدوري وكان في قائد الفيلق الثالث و الفريق هشام صباح الفخري وبعد 42 من القتال انتهت الهجمات بفشل ذريع وخسائر فادحة ومن مجموع رتل الفريق طالع المتكون من 500 فرد لم يعد سوى 80 واعداد ضخمة من الجرحى . قررت بعدها القيادة التريث و اختيار الاحوال المناسبة لتحرير الفاو.

شن الإيرانيون في 24 ديسمبر 1986 هجومًا يعرف باسم كربلاء 4 على امتداد جبهتي الفيلق الثالث بقيادة الفريق طالع الدوري و الفيلق السابع بقيادة الفريق ماهر عبد الرشيد سيطر فيها الايرانيين على جزيرة ام الرصاص ضمن قاطع الفريق طالع و استعديت بعد يوم واطلق عليها معركة اليوم العظيم اذا لم تستمر اكثر من 36 ساعة ، يذكر الفريق نزار الخزرجي ان كان زيارة لقطاع الفيلق الثالث رفقة رئيس اركان الجيش الفريق عبد الجواد ذنون للخط الدفاعي في منطقة الدعيجي الحدودية مع استمرار القصف المتبادل وكان قائد الفيلق الفريق طالع لايكف يطلب قطعات اضافية لتقوية الخط الدفاعي الامامي ادى هذا لتكديس القطعات و تعرضها لخسائر كبيرة دون مبرر والأدهى من ذلك كانت عندما تخصص له رئاسة الاركان القطعات تظل تتجمع في مناطق انتظار واحيانا لفترات طويلة قبل دخولها الخط الدفاعي الامامي و نتيجة عدم التنسيق ضمن مدى مدفعية العدو فكان هذا يوقع خسائر كبيرة .

يكمل الفريق نزار اذ يقول نبه رئيس اركان الجيش الفريق طالع ليعالج هذا الخلل و استمر الدوري يطلب المزيد من القطعات ، شك الفريق نزار الخزرجي من ان الدوري يعرف حقيقة الموقف عند تشكيلاته الأمامية و دعاه اكثر من مرة ان يخرج الى الامام ليرى بأم عينه ما يدور هنالك ولم يفعل ، اقترح الفريق نزار على رئيس اركان الجيش تبديله بالفريق سعد الجبوري لكن رئيس اركان أجابه ان القائد العام للقوات المسلحة قد عينه ، التقى بعدها الفريق نزار بوزير الدفاع عدنان خيرالله وشرح له وضعية الفريق طالع الدوري وقال (اذا بقي اللواء طالع الدوري يقود بهذا المنوال فانه كفيل بانهاء الجيش العراقي دون ان يرف له جفن ) ساله خيرالله ماذا تقترح قال الخزرجي تعيين الفريق سعد محل الدوري وان يكون الان قبل الغد اجابه خيرالله سأذهب الان والتقي القائد العام غداً .

اختار القائد العام صدام حسين الفريق ماهر عبد الرشيد ليكون رديفاً لطالع الدوري في إدارة المعركة وكان بينهما توتر وما ان التحق الفريق ماهر مساء حتى تكهرب الجو في مقر الفيلق الثالث فماهر المعروف بسلاطة لسانه اخذ يسخر من طالع الدوري بسبب سوء أدائه الكارثي و على اثر ذلك اصبح الموقف العسكري يتدهور من سيء الى الاسوء اجتمع بعدها صدام بهم رفقة مجموعة كبار الضباط لمعرفة تردي الوضع في الفيلق الثالث أوجز رئيس اركان الجيش وأشار لضعف اداء طالع الدوري دون ان يمس مشاعره وبدا الدوري يبرر بشكل غير مفهوم ويشيد بقدراته و ولائه و إخلاصه و أشار لصدره الضخم وقال يمكن ان تمشي كتيبة دبابات عليه و من هذا الكلام الذي لا معنى له .

ثم قال الدوري سيدي الرئيس اذا كانت تريد الحقيقة فهي ... قاطعه الرئيس غاضباً قال له لواء طالع اصغي إليك منذ اكثر من ساعتين و الان تقول ماقلته لي غير حقيقي و ستقول الحقيقة الان ؟ كيف تضيع وقتنا بمثل هذا الكلام ؟ تركتم الجبهة و اجتمعنا هنا لنعرف حقيقة ماحدث و كان الشحوب و الاصفرار كسا وجه طالع الدوري و تكلم مدعيا ان رئيس الاركان لم يدعمه بما يكفي رد رئيس الاركان : سيدي الرئيس اذا كان اللواء طالع يتهمني لا أستطيع العمل . قاطع الرئيس غاضباً ماذا لا تستطيع العمل ؟ ان قادر على عمل قادة من الحجر . تدخل الفريق نزار موضحا ان طالع الدوري هو المخطئ و ليس رئيس اركان الجيش وان طالع لم يكن يعرف مايجري في ساحة القتال و كان همه يدفع باللواء تلو الاخر دون معرفة الموقف الذي تزج به الألوية و اقترحت تبديله بالفريق سعد الجبوري ، اجابه صدام لماذا لم تخبرني قال الخزرجي اني لا اتجاوز سلسلة المراجع . لاحقا اختير الفريق ضياء الدين جمال قائد الفيلق الخامس محل طالع الدوري اذا استلم قيادة الفيلق الخامس .

يستذكر اللواء الحقوقي اللواء محي الدین محمد الذي كان برتبة رائد وبمنصب مدير شرطة أربيل عندما كان الفريق طالع الدوري قائداً للفيلق الخامس ومقره في محافظة أربيل وكانت المعارك على أشدها بين الجيش العراقي والجيش الإيراني في المناطق الحدودية بين البلدين ويستطرد قائلاً :، واخص بالذكر منها معارك جبل گرد مند الذي التهم آلاف الشباب العراقيين من جراء سوء إدارة المذكور لدفة القيادة في القاطع المذكور وصادف في تلك الفترة كنت مع صديقي الشيخ (ميزر نوري الفيصل الجربا) في طريقنا لزيارة الأمين العام للثقافة والشباب لمنطقة الحكم الذاتي (محمد أمين شمدين) وقبل دخولنا مكتبه خرج من عنده الفريق الركن (طالع الدوري) فتعانق الرجلان عناقا حارا وكان الشيخ يردد: (يا أحسن قائد عسكري عراقي يا من تدخل أكبر المعارك بأقل الخسائر) وكان الرجل مرتاحا لكلمات الإطراء هذه ولا يدري بأنها (حسجة شمر) وبعد أن تفارقنا مع المذكور قلت للشيخ: (يا أبو فيصل أنت شتحجي يا أقل الخسائر؟). ورد علي : (هو لو يفتهم يعرف أنا شكلتلو).

يعلل الفريق رعد الحمداني اختيار قادة مثل طالع الدوري رغم قلة خبرتهم العسكرية حيث يقول (بدأت المشاكل عندما جاء صدام إلى السلطة سنة 1979. كان يعتقد أن مستوی كفاءة، وشجاعة، وولاء الشعب يتناسب مع التزامهم بحزب البعث. وبما أن صدام لم يكن رجلا عسكرية ، لذا لم يؤمن بالتخصص. كان يعتقد أنه طالما أن الفرد، أي فرد، بعثي، بوسعه أن يكون قائد عسكرية. وهكذا، رفع الرتب العسكرية للعديد من الضباط، وباتوا يمتلكون رتبة أعلى من الرتب التي يستحقونها)، تسبب طالع الدوري بمقتل ثلث الجيش العراقي كما يصفه الفريق الحمداني.


المصادر

  1. ^ "الفريق الركن طالع الدوري اسوء ضباط الجيش العراقي ج(1)". البعد الجيوسياسي. 2024-06-05. Retrieved 2024-06-21.
  2. ^ "الفريق الركن طالع الدوري اسوء ضباط الجيش العراقي ج(2) و الاخير". البعد الجيوسياسي. 2024-06-07. Retrieved 2024-06-21.
  • مذكرات مقاتل الفريق الركن نزار الخزرجي ..
  • قبل ان يغادرنا التاريخ الفريق الركن رعد الحمداني ..
  • من موقع الكاردينيا مقال اللواء محي الدین محمد ..
  • جنرالات صدام حوار مع الفريق الركن رعد الحمداني ..
  • البناء المعنوي للقوات المسلحة العراقية العقيد احمد الزيدي ..