سليمان القانوني (مقالة مميزة)

سليمان العظيم

سليمان القانوني وفي حضرته أحد ملوك اوربا

سليمان القانوني (1495-1566)، أحد أشهر السلاطيين العثمانيين، حكم لفترة 46 عاماً منذ عام 1520، وبذلك يكون صاحب أطول فترة حكم بين السلاطيين العثمانيين. زادت مساحة الدولة العثمانية بأكثر من الضعف خلال فترة حكمه ، حيث فتح شمال أفريقيا، وفي أوروبا قضى على دولة المجر وفتح ڤيينا وبلگراد. قام سليمان القانوني بالعديد من أعمال التشييد، ففي عصره بني جامع السليمانية الذي بناه المعماري سنان، كما قام بحملة معمارية في القدس من ضمنها ترميم سور القدس الحالي. كما عرف بسنه لقوانين لتنظيم شؤون الدولة عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان" أي دستور السلطان سليمان ، وظلت هذه القوانين تطبق حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان ذلك مصدر تلقيبه بالقانوني. ولقد سماه الفرنجه بسليمان العظيم. وكان وراء تلك النهضة الشاملة السلطان سليمان القانوني، وكان شاعرا له ذوق فني رفيع، ويجيد الخط، وعددا من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، كل ذلك إلى جانب قدرته الفائقة على قيادة الجيوش وإدارة الدولة، وممارسة الدبلوماسية بكل فنونها.

وكان سليمان مولعاً بالجارية هـِرنزَلتان، وكانت من السبايا وارتقت في مراتب الحريم لتصبح محظية سليمان. ضارباً عرض الحائط بتقليد عثماني دام قرنين من الزمان، رقـّاها من جارية لتصبح زوجة شرعية للسلطان، لتثير استغراب المراقبين في القصر والمدينة. كما سمح كذلك لهرنزلتان أن تبقى معه في القصر طيلة عمرها، كاسراً تقليداً آخر —وهو أن عندما يبلغ ورثة العرش الرشد، يـُرسلوا مع أمهاتهم ليحكموا مقاطعات بعيدة في الامبراطورية، وألا يعدن إلا إذا اعتلى أولادهن العرش.

وباسمه المستعار، محبي، كتب سليمان القصيدة التالية لروكسلانا:

"عرش محرابي الوحيد، ثروتي، حبي، وضياء قمري.

يا أعز أصدقائي، كاتمة أسراري، وجودي، سلطانتي، وحبي الأول والوحيد.
يا أجمل الجميلات…
ياربيعي، حبي المرح، نهاري، قلبي، وورقتي الضاحكة…
يا حديقتي، زهرتي الحلوة، الوحيدة التي لا تحمـِّلني هموماً في هذا العالم…
يا اسطنبولي، قرماني، وأرض أناضولي
يا بادخشاني، وبغدادي وخراساني
يا امرأتي ذت الشـَعر الجميل، وحبي للحاجب المعقوص، وحبي للعيون الملآى بالغواية…
سأنشد مدائحك دوماً

فأنا، المحب ذو القلب الملوع، محبي ذو العيون الملآى بالدموع، حقاً سـعـيـد.