دليل اليونسكو للتربية الجنسية

دليل اليونسكو للتربية الجنسية، هو مشروع لصياغة مبادئ توجيهية للتربية الجنسية يتم الإعداد له من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وتم إعلانه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في نهاية اكتوبر 2008، وعرض في المؤتمر الدولي للتربية الجنسية الذي انعقد في المملكة المتحدة من 7 - 9 سبتمبر 2009. [2].

روبرت روز، في محاضرة حول فيروس نقص المناعة البشرية مع مجموعة من الطلبة الفلبينيين في مانلا. [1].

وكانت من المفترض أن ينشر مسودة للمشروع في الدليل الصادر عن اليونسكو في يونيو 2009، إلا أنه بسبب تعرض المنظمة للنقد من جانب بعض شركائها ومنهم صندوق الأمم المتحدة للسكان، والكثير من الجماعات الدينية والاجتماعية المحافظة في الولايات المتحدة وبلدان أخرى فقد تم إزالة المسودة من الدلية على الموقع الخاص بالمنظمة على الانترنت، وأرجأت نشره إلى اكتمال صورته النهائية. [3].

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

إن "المبادئ التوجيهية الدولية للتربية الجنسية"، وهي طوعية وغير إلزامية الطابع، تزوِّد التربويين بالإرشاد بشأن أفضل سُبُل اكتساب الأطفال والشباب للمعرفة التي يحتاجونها لحماية أنفسهم من الإكراه، والانتهاك والاستغلال، والحمل غير المقصود، والأمراض المنقولة جنسياً بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.

ويقول مارك ريشموند مدير قسم تنسيق أولويات الأمم المتحدة في مجال التعليم باليونسكو، والمنسق العالمي لليونسكو المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز: "في الوقت الراهن، يُعد التعليم أفضل سلاح للتعامل مع تلك القضايا. بيد أن الأدلة المتوفرة تنبئنا بأن الشباب يفتقرون على نطاق واسع للمعرفة الكفيلة بمساعدتهم على اتخاذ قرارات رشيدة ومن ثم تجنب الآثار المأساوية. وتسهم المبادئ التوجيهية الجديدة في سد هذه الفجوة".

ويضيف السيد ريشموند قائلاً: "ليست هذه الوثيقة منهاجاً دراسياً. إنها تركِّز عوضاً عن ذلك على القضايا المتصلة بسؤالي 'لماذا' و'ماذا'، والتي يجب العناية بها في الاستراتيجيات الرامية إلى إدخال أو تعزيز التربية الجنسية".


المحتوى

وتشرح المبادئ التوجيهية الدولية ماهية التربية الجنسية وأسباب أهميتها. وهي تنتظم حول ستة مفاهيم رئيسية ـ العلاقات؛ القيم والمواقف والمهارات؛ الثقافة والمجتمع والقانون؛ التنمية البشرية؛ السلوك الجنسي؛ الصحة الجنسية والإنجابية ـ و23 موضوعاً ذا صلة يرتبط كلٌ منها بأهداف التعلّم المتعلقة بأربع فئات عمرية مختلفة: 5-8 أعوام، 9-12، 12-15، 15-18 فما أعلى.

ويقول المؤلِف المشارك دوگلاس كيربي: "إذا كان الهدف يتمثل في الحد من السلوك الجنسي المنطوي على مخاطر، فإنه ينبغي للبرامج أن تكون مركَّزة وأن تتضمن توصيات ملموسة. وتطرح المبادئ التوجيهية 32 من تلك التوصيات، من بينها 13 توصية ترمي إلى تغيير السلوك. وينبغي للنهج المركَّز أن يكون قائماً على المهارات وتفاعلياً وأن يتضمن تمثيل الأدوار، وذلك بشأن كيفية تجنّب الجنس غير المرغوب فيه أو استعمال العازل الذكري على سبيل المثال".

وتضيف المؤلفة المشاركة نانيت إيكر: "إن الرياضيات والعلوم تحظى بالتقدير كمعارف هامة ينبغي للشباب اكتسابها كهدف في حد ذاته. وينبغي إيلاء التقدير نفسه للتربية الجنسية السليمة".

القضايا المستهدفة

الإيدز

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ومنظمة الصحة العالمية، فإن ما يربو على خمسة ملايين من الشباب على الصعيد العالمي يحملون فيروس الإيدز، كما أن 45% من مجموع الإصابات الجديدة تحدث في صفوف الشباب بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين من العمر.

وتشير بيانات الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة إلى أن 111 مليون حالة جديدة على الأقل من الأمراض المنقولة جنسياً تقع سنوياً في صفوف الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة والعشرين.

الإجهاض

وطبقا للبيانات الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة أن ما يصل إلى 4,4 مليون فتاة بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة من العمر يسعين لعمليات الإجهاض، والتي يكون أغلبها غير آمن. وتحدث عشرة في المائة من الولادات على الصعيد العالمي لأمهات في سن المراهقة يزيد معدل وفيات الأمهات بينهن عن نظيره لدى النساء الأكبر سناً.

المشاركون

وشارك في صياغة المبادئ التوجيهية الدولية كلٌ من الباحث البارز دوغلاس كيربي من منظمة "شركاء التعليم والتدريب والبحوث (ETR)" ونانيت إيكر المديرة السابقة للتعليم والتدريب الدوليين في "مجلس الولايات المتحدة للمعلومات والتربية الجنسية (SIECUS)". ويتميز هذا المؤلَف بأنه مبنيٌ على معطيات ملموسة وقائم على إبراز الحقوق. وهو يعتمد على 87 دراسة من مختلف أنحاء العالم وعلى استعراض للمناهج الدراسية في 12 بلداً، إضافة إلى "المبادئ التوجيهية للتربية الجنسية الشاملة" التي أعدها مجلس الولايات المتحدة للمعلومات والتربية الجنسية. والمؤلَف مصمَّم بغرض مساعدة السلطات المعنية بالتعليم والصحة وغيرها من السلطات ذات الصلة المشاركة في إعداد وتنفيذ البرامج والمواد المدرسية المتصلة بالتربية الجنسية.

نقد

صندوق الأمم المتحدة للسكان

أثارت حزمة من دليل للتربية الجنسية تقترح إحدى منظمات الأمم المتحدة تعميمه على دول العالم المختلفة عاصفة من الانتقادات من جانب جماعات محافظة لأنه صريح صراحة شديدة بحيث لا يصلح أن يُدرّس لأطفال صغار كما أنه يشجع اللجوء إلى الإجهاض الشرعي باعتباره من الحقوق.

وقال مارك ريتشموند –المنسق الدولي لفيروس نقص المناعة والأيدز باليونسكو- إنه في غياب لقاح للأيدز, فإن التربية تبقى هي اللقاح الوحيد الذي نملك.

غير أن الانتقادات من دوائر محافظة دفعت إحدى الوكالات المشاركة والمتبرعة الرئيسية, وهي صندوق الأمم المتحدة للسكان, إلى الانسحاب من المشروع وطلبت حذف اسمها من المواد المنشورة طبقا لرواية مسؤولين بالأمم المتحدة. وصرح مسؤول بالصندوق في نيويورك بأنهم يريدون إدخال تعديلات على الكتب المدرسية.

الجماعات المحافظة

وشنت جماعات محافظة ودينية, أغلبها في الولايات المتحدة, هجوما على مسودة الدليل التي صدرت في يونيو/حزيران الماضي لأنها توصي بفتح حوار بشأن المثلية الجنسية, وتصف العفة بأنها "أحد الخيارات المتاحة أمام صغار السن" لدرء المرض والحمل غير المرغوب فيه, وتقترح التحاور مع أطفال تبلغ أعمارهم خمس سنوات حول العادة السرية.

وانتقد كولين ميسون من معهد بحوث السكان –وهو مؤسسة مناهضة للإجهاض تتخذ من ولاية فيرجينيا الأميركية مقرا- المشروع قائلا: "إذا مررت بموقف كهذا أبدا حيث يتعين تدريس الجنس للأطفال قبل سن البلوغ, فإن هذه ليست الطريقة المناسبة للقيام بذلك".

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ ".N. Guide for Sex Ed Generates Opposition". نيويورك تايمز. 2009.
  2. ^ "مبادئ توجيهية دولية جديدة تحدِّد ما يتعيّن للتربية الجنسية تدريسه". اليونسكو. 2009.
  3. ^ "رفض لدليل أممي للتربية الجنسية". الجزيرة نت. 2009.