داخلة نواذيبو

نواذيبو أو نواح الذئب هي محافظة وميناء بموريتانيا. او منواذيبو اي الذئب الشره النهم كانت هذه المدينة مجرد مركز للصيد وكان الاجانب, وخصوصا الاوروبيين هم الذين يمارسون الصيد ويستفيدون من خيرات شواطئها.

موقع ولاية داخلة نواذيبوا
سوق نواذيبو

وفى هذه الفترة لم تكن هناك اي معالم لما يمكن ان يسمى مدينة, ولم يكن هنالك ابسط مقومات الحياة فالمياه لم تكن موجودة وكان الفرنسيون يستجلبونها من (مارساي) و(بوردو) ويوزعونها على بعض السكان بمعدل خمس ليترات في اليوم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

انواذيبو هذه المدينة التى تعج بالحركة والنشاط والتى لا تعرف النوم ولا الاستقرار, لم تكن بالامس سوى نقطة بحرية استهوت البحارة البرتغاليين في القرن الخامس عشر الميلادى واثارت انتباه المستكشفين الفرنسيين لاحقا.

ومع تطور حركة الاستكشاف الاوروبي والتطلع الى ما وراء البحار وتوالى البعثات الاستكشافية, بدأت انواذيبو تتحول الى مركز استقطاب للرحالة والبحارة الاوروبيين الذين بهرتهم كثافة الاسماك في سواحلها وقربها من الشواطئ.

وخلال هذه الفترة ظلت انواذيبو مركزا للتنافس بين البرتغاليين والفرنسيين احيانا وبين الفرنسيين والأسبان احايين اخرى, وادى هذا التنافس في بعض الحالات الى تقسيم الرقعة التى تغطيها المدينة اليوم, بين الفرنسيين والاسبان.

ومع وصول الاستعمار الفرنسي الى الاراضي الموريتانية كانت انواذيبو إحدى النقاط الاساسية التى ركز عليها وبدأ يستقر فيها, وبعد سيطرته على البلاد تفرد بالسيطرة علي النقطة البحرية, وبدأت معالم مدينة انواذيبو الحالية تتشكل.

ونظرا لموقعها الجغرافي فقد عانت المدينة منذ بداية القرن الماضي من مشكلين رئيسيين هما: العزلة, وانعدام مياه الشرب, وكانت العزلة خانقة جدا حيث لم يكن الوصول اليها ممكنا الا عن طريق السفن او بواسطة الجمال, ويتذكر احد الموظفين القدماء من ابناء المدينة, السيد دودو ولد صمب نور رحلته اليها عندما تم تحويله اليها موظفا في عهد الاستعمار الفرنسي, حيث اضطر لركوب الجمال من نواكشوط الى المدينة ليتسلم عمله.

وفى مجال الصعوبات التى عاناها السكان من نقص المياه, يتذكر اول عمدة للمدينة السيد الناجم ولد محند, انه في عهد الاستعمار الفرنسي لم تكن هنالك وسيلة للحصول على المياه الصالحة, وان السكان كانوا يحصلون على المياه من (بوردو) و(مارساي) وكان كل مواطن يحصل على (5) ليترات من المياه في اليوم.

ومع بداية استغلال المناجم اصبح السكان يحصلون على المياه المستجلبة بواسطة صهاريج شركة مناجم موريتانيا, وكانت هذه المياه غير صالحة للشرب نسبيا حيث ترتفع درجة ملوحتها ويكدرها صدأ هذه الصهاريج ويلوثها غبار المعادن.

ولم يكن وضع سكان المدينة في الفترات الاولى من الاستقلال احسن حالا من فترة الاستعمار, حيث ظلت المدينة عبارة عن ثلاثة احياء هي: (كانصادو, الغران, ولعريقيب) ومجموعة احزمة من احياء الصفيح, ولم تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة ولم توجد فيها اي بنى تحتية اقتصادية او اجتماعية تذكر.

وحتى بداية ثمانينات القرن ال- 02 لم تكن هذه المدينة ذات الكثافة السكانية العالية, تتوفر الا على مدرستين او ثلاث, ولم يكن يوجد فيها سوى شارع واحد.

ورغم ان هذه المدينة هي بالدرجة الاولى, مدينة صيد, الا ان سكانها لم يستفيدوا من هذه الثروة التى استهوت الاوروبيين, الا في وقت متأخر وظلوا يتحدثون عنها باعتبارها احدي عجائب البحر التى لا تحصى.

 
صيادو نواذيبو

ويكفى للدلالة على ذلك ان نعرف انه حتى سنة 1977 لم يكن يوجد على شواطئ هذه المدينة سوى 17 زورق صيد تقليدي وطني.

اما المعادن التى استضافت انواذيبو مقر شركة استغلالها منذ نشأتها فلم تكن اكثر مساسا بحياة سكان المدينة وبقيت الاستفادة منها محصورة فيما تحمله رياح الشمال من غبارها" على حد تعبير احد شيوخ المدينة.

تلك هي ملامح مدينة انواذيبو بالامس, اما اليوم فقد تغيرت هذه الملامح, وتبدو مدينة انواذيبو لزائرها مدينة عصرية بكل المقاييس حيث توفرت البنى التحتية, وعمت الشوارع والكهرباء والمياه والمدارس والمرافق الصحية معظم احياء المدينة, ولم تعد انواذيبو تلك الاحياء الثلاثة الصغيرة المنزوية والمحاطة باحزمة احياء الصفيح.

وبعد ان ظل الصيد مجرد حكاية من حكايات الجدات اصبح اليوم جزءا من هذه المدينة ونشاطا حيويا يستقطب عشرات المستثمرين ويوفر آلاف فرص العمل لشبابها وفتياتها.

وبفضل هذا القطاع فان مدينة انواذيبو اليوم تعتبر مركزا تجاريا حيويا وعاصمة اقتصادية حقيقية للبلاد يعكس تطورها الوجه المشرق للنهضة الشاملة التى عرفتها وتعرفها موريتانيا الحديثة.

لقد استفادت داخلت انواذيبو من التطور الذى شهدته البنى التحتية حيث توفرت على شبكة طرق حديثة ربطت مختلف احياء المدينة وتمت توسعة الشبكة الكهربائية لتشمل احياءها النائية واعيد تأهيل بعض مرافق شبكة المياه فيها, وجعلها ذلك احدي اكبر المدن المستفيدة في هذه المجالات.

والى جانب ذلك عرفت مدينة انواذيبو تدخلا ملحوظا للمفوضية المكلفة بحقوق الانسان ومحاربة الفقر وبالدمج وشمل هذا التدخل, فتح 12 دكانا جماعيا استفادت منها500 امرأة كما مولت المفوضية نشاطات اخرى مدرة للدخل استفادت منها 150 امرأة ايضا.

والى جانب ذلك نظمت دورات تكوينية لصالح الشباب المنحدر من اوساط فقيرة وتم استيعاب هذا الشباب في ورشات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ومصانع الصيد.

وسيتعزز مجهود التنمية في انواذيبو من خلال جملة من المشاريع الحيوية التى سيبدأ تنفيذها في القريب العاجل بحول الله حيث سيقوم برنامج التنمية الحضرية بتمويل مجموعة من البنى التحتية الاساسية بغلاف مالي يقدر بثمانية مليارات من الاوقية.

وخلال الاشهر القليلة المتبقية من هذه السنة سينتهى العمل في الجزء الاخير من مشروع تزويد المدينة بالمياه, كما ستبدأ اشغال طريق انواكشوط انواذيبو.

ويمكن القول ان مدينة انواذيبو من خلال الانجازات المحققة وتلك المستقبلية توفرت فيها كل عوامل النهضة واصبحت مدينة حديثة منفتحة على العالم الخارجي ومرتبطة بمحيطها الوطني وبامكانها ان تشكل قطبا اقتصاديا حيويا ليس في موريتانيا فقط وانما على الصعيد العالمي كذلك


المصادر

[1]

الكلمات الدالة: