المسجد الجامع بقرطبة

المسجد الجامع بقرطبة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

يعد مسجد قرطبة بالأندلس الذى شيده الخليفة عبد الرحمن الداخل (169هـ- 170هـ) هو خير ما يعكس عظمة ذلك العهد وازدهار قرطبة كمركز حضارى ينافس بغداد أهميتها، وكان تصميمه مستمدًا من المسجد الأموى بدمشق.


التصميم

ويتكون الجامع الأصلى من قسمين أساسيين أحدهما مسقوف والآخر صحن مكشوف لا تحيط به أروقة. ويضم الصحن المسقوف أحد عشر رواقــًا شيّدت جميعًا في اتجاه عمودى على جدار القبلة، ويتميز الرواق الأوسط المفضى إلى القبلة بزيادة عرضه عن باقى الأروقة، ويبلغ ارتفاع السقف الذى أقيم على عمد تسعة أمتار، وقد توصل المعمارى العربى إلى هذا الارتفاع بأن أقام عقودًا عليا فوق العقود السفلى تفصل بينها كتل من الحجر بمقياس كاف لتوفير ركائز تتلقى أرجل العقود العليا التى فاق سمكها العقود السفلى، وبهذا أصبحت كل وحدة مكونة من عمودين سفليين وركيزتين علويتين وعقد أسفل وأخر يعلوه، واستكمل المعمارى الجدران الطولية فوق العقود بارتفاع بسيط أتاح له تركيب عروق خشبية عرضية غطيت بألواح خشبية لتسقيف كل رواق. ولحمايه السقف من أعلى، ولتصريف مياه الأمطار شيد أحد عشر جمالونًا يغطى كل واحد منها رواقــًا، بين كل منها مجرى مبطن بالرصاص، وقد أدخلت إضافات على هذا المسجد جعلته يبدو وكأنه مساجد ثلاثة عاصرت بنائها سبعة أجيال متعاقبة من المعماريين بداية من (780م- 1000م). وتختلف الأعمدة مادة ولونًا، فمنها ما هو رخامى أبيض، ومنها المرمرى الشفاف، أو الوردى، أو الأخضر. وتختلف تيجانها كذلك، فمنها ما هو دورىّ الطراز، أو أيونى، أو كورنثى، أو مركب، وقد جمعت هذه الأعمدة من أماكن شتى وخاصة من قرطاجة وإيطاليا . ولقد أضاف عبد الرحمن الأوسط إلى المسجد جزءًا مماثلاً للجزء الأول لايكاد يختلف معه تقربيًا إلا في أشكال العقود حيث جعل أحد الأقواس المزدوجة شبه دائرى والآخر على هيئة حدوة الفرس. وأوصى الحكم المستنصر بالإضافة الثالثة في جنوب الجامع مستكملاً إضافات عبد الرحمن الأوسط في اتجاه نهر الوادى الكبير حتى بلغ الجامع ضفة النهر. وجاء المحراب آية من آيات الجمال المعمارى مهد له المهندس بثلاثة عقود متتالية تبعث الهيبة في نفس المقبل عليه، ولم يلجأ المعمارى في بنائه إلى نحته في الحائط شأن كل المحاريب، ولكنه اختار له شكل مقصورة يؤدى إليها باب زخرفى معقود على هيئة حدوة الفرس، ويستند العقد إلى قاعدتين من الرخام، وأحاطه من أعلى بالزخارف والكتابات العربية، وحلاه بالفسيسفاء التى أهداها إمبراطور بيزنطة لتزيينه. ويغلب اللون الأزرق العربى على التكوين كله ويليه اللونان الذهبى ثم الأحمر، وكسيت الأجزاء السفلى من المحراب بالرخام الأبيض تعلوها عقود زخرفية صماء ثم إفريز تزينه الكتابة يليه إفريز زخرفى صغير، وما أشبه سقف هذا المحراب بالمحارة المنحوتة في قطعة حجر واحدة. ولا يفصل بين الجامع المسقوف والصحن المكشوف أبواب وإنما يفضى أحدهما إلى الآخر عن طريق العقود، وقد اشتهر الصحن المكشوف باسم "فناء النارنج" لما يحويه من أشجار البرتقال.

المصادر

موسوة الحضارة الأسلامية