المجمع المسكوني الثالث

قالب:Infobox ecumenical council

قالب:Catholic Ecumenical Councils

المجمع المسكوني الثالث أو مجمع إفسوس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

بعد المجمع المسكوني الثاني ظهرت مسائل عقائدية جديدة, موضوعها هذه المرة ليس الثالوث القدوس في ذاته وانما الوحدة الشخصية بين ابن الله والانسان يسوع المسيح. التوسع في بسط هذه الحقيقة كان يصير –في حينه- بطريقة مختلفة بين المدرسة الانطاكية التي كانت تشدّد على واقعيّة التجسد وتُميِّز، في صراعها مع الآريوسيين وأَتباع أبوليناريوس، بين الطبيعتين الإلهية والانسانية, وبين مدرسة الاسكندرية التي كانت تنطلق من وحدة الطبيعتين في المسيح.

فتح نسطوريوس بُعيد انتخابه بطريركا على القسطنطينية في العام 428، باب الجدال على مصراعيه حين ابى ان يُطْلق على العذراء مريم لقب " والدة الإله"، وكان هذا اللقب الكتابي والمستعمل حرفيا عند اوريجنس قد دخل في العبادة الشعبية.

ولد نسطوريوس في مرعش من اعمال سورية على الفرات, وترهّب في انطاكية, ودرس في مدرستها على ثيوذورس، أسقف مصيّصة الذي علّم ان " الله الكلمة اتخذ انسانا كاملا من نفس عقلية ونفس انسانية موجودة معها "، وكان يقول ب"تماسٍ" بسيط بين الطبيعتين. اعتنق نسطوريوس نظريات معلّمه وأيد كمال ناسوت المسيح, غير انه شدّد كثيرا على التمييز بين ناسوته ولاهوته معتبرا ان مريم ولدت طبيعة المسيح الانسانية وليس طبيعته الإلهية, وقال بأن تسميتها ب"والدة الإله " تعني امرين اثنين: إما أن يسوع ليس انسانا كاملا، وهذا ما كان يقوله أپوليناريوس، وإما أنه إله مخلوق, وهذا ما كان يقوله آريوس.


مقاومة النسطورية:

تزعَّم مقاومة هذا التعليم على مستوى الكنيسة الجامعة كيرلُّس رئيس اساقفة الاسكندرية الذي نال تأييد بابا رومية. انطلق كيرلس في دفاعه من وحدة شخص المسيح اكثر من انطلاقه من التمييز بين ناسوته ولاهوته معتبرا ان القول بطبيعتين كاملتين في المسيح لا يعني التمييز بينهما إلى حدّ الفصل والتفريق، لان الطبيعة الانسانية فيه لم يكن لها كيان خاص اي لم تكن شخصا. ولذلك اراد ان يفرض على خصومه القبول بعبارة "الاتحاد الشخصي " في المسيح بين العنصرين الإلهي والانساني.

لفظة شخص في أنطاكية ولفظة طبيعة في الإسكندرية:

لفظة "شخص" بحسب المدرسة الانطاكية كانت تعني "الطبيعة", والمبدأ السائد في الفلسفة الانطاكية كان ان "كل طبيعة كاملة هي شخص". اعتبر نسطوريوس وأتباعه ان قولة كيرلس ان الإله والانسان اتحدا في يسوع اتحادا شخصيا تعني انهما اصبحا طبيعة واحدة. فاتّهموا كيرلس بالسقوط في بدعة ابوليناريوس وخصوصا وان كيرلس كان يستعمل مؤلفات ابوليناريوس المزوَّرة وكأنها صحيحة, ويردد -بثقة- عبارتَهُ "طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد" على أساس انها لاثناسيوس الكبير. رفض نسطوريوس تطبيق خصائص الطبيعتين على شخص واحد لانه – في زعمه –يؤدي إلى القول بأن المسيح تألم ومات في الطبيعة الإلهية.

نظرة جديدة

يرى بعض مؤرخي اللاهوت اليوم أن افكار نسطوريوس لم تكن خاطئة، وان خلافه مع كيرلس هو خلاف لفظي, وان ما رفضه مجمع افسس في البدعة النسطورية ليس تعاليم نسطوريوس شخصيا, بل التفسير الذي اعطاه كيرلس لتلك التعاليم. من دون ان نهمل هذه النظرة نقول ان الازمة النسطورية ارغمت الكنيسة على حسم النزاع وتوضيح ايمانها بوحدة الشخص في المسيح. ففي السنة ال 431 دعا الامبراطور ثيوذوسيوس الثاني إلى مجمع مسكوني عُقد في افسس, المدينة التي كانت تكرم العذراء مريم لدرجة العبادة, حضره مئتا أسقف أعلنوا جميعا موافقتهم على رسالة كيرلس التي بعثها إلى نسطوريوس, ومما جاء فيها: " اننا نعترف بأن الكلمة صار واحدا مع الجسد, اذ اتحد به اتحادا شخصيا. فنعبد الشخص الواحد الابن والرب يسوع المسيح. اننا لا نُفرق بين الله والانسان ولا نفصل بينهما وكأنهما اتحدا الواحد بالآخر اتحاد كرامة وسلطة... ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحا آخر غير المسيح المولود من امرأة. وانما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب وهو الذي اتّخذ جسداً. أعطى المجتمعون عبارة " والدة الإله"(ثيوطوكس) الأهمية ذاتها في عقيدة التجسد لعبارة " المساوي في الجوهر" في عقيدة الثالوث, وذلك لانها تحافظ على وحدة شخص المسيح, ووقّع حوالي ال187 اسقفا على قرار المجمع القاضي بتجريد نسطوريوس من "الكرامة الاسقفية ومن درجة الكهنوت". ثبَّت هذا المجمع أيضا الحكم على بعض الهرطقات التي دانتها بعض المجامع المكانية, مثل هرطقة بيلاجيوس ورفيقه كَلِستوس (حكم عليهما مجمع في قرطاجة) اللذين اعادا خلاص الانسان للإرادة والجهاد البشريين منكرَيْن دور النعمة الإلهية في هذا الخلاص, ومن ثم أصدر المجمع ثمانية قوانين.

رافقت مجمع افسس احداث معقدة, وذلك ان الوفد الانطاكي المؤلف من 33 أسقفا والذي يرأسه يوحنا بطريرك انطاكية كان قد تأخر بضعة ايام عن موعد افتتاح المجمع, وكان المجمع قد أصدر حكمه بإدانة نسطوريوس. بادر الانطاكيون – فور وصولهم – إلى عقد مجمع خاص بهم مع بعض الاساقفة الآخرين وكان عددهم 150 اسقفا, فحكموا على كيرلس لكونه تصرف خلافا للشرع الكنسي, ورأوا في أقواله ما رآه نسطوريوس سقوطا في ضلال ابوليناريوس. بيد أن موفدي رومية, الذين قَدِموا بعد الوفد الانطاكي ايضا بايام, كان موقفهم مختلفا, وذلك انهم وافقوا على ما جاء في وقائع الجلسة الاولى وثبّتوا الحكم على نسطوريوس, ومن ثم حَرَمَ المجمع يوحنا بطريرك انطاكية. إزاء هذا البلبال أُقفل المجمع, وأمر الامبراطور بتوقف كيرلس ونسطوريوس معا, غير انه مال – تحت تأثير غغط الشعب والرهبان – إلى جهة المجمع, فقيل استقالة نسطوريوس وصرف كيرلس والاساقفة إلى كراسيهم.

عَمِل الانطاكيون المعتدلون وعلى رأسهم يوحنا على إعادة السلام بين الكنائس وخصوصا بين انطاكية والاسكندرية, فتوصلوا بعد حوالى السنتين إلى مصالحة نهائية على اساس نص اعتراف وضعه لاهوتيون من انطاكية والاسكندرية دُعي بقانون الوحدة, وجاء فيه:"اننا نعترف بأن سيدنا يسوع الميسح ابن الله الوحيد هو إله تام وانسان تام من نفس ناطقة وجسد, مولود من الآب بحسب اللاهوت وهو عينه مولود في الازمنة الاخيرة لاجلنا من العذراء مريم بحسب الناسوت.... اذ قام فيه اتحاد الطبيعتين.... وأن القديسة مريم بحسب هذا الاتحاد العادم الاختلاط هي والدة الإله, لأن الإله الكلمة تجسد وتأنس منها ومن بدء الحمل أَتْحَدَ ذاته بالهيكل الذي منها....".


دراسة مفصلة حول المجمع المسكوني الثالث في هذا الرابط

المراجع

المصادر

  • Bellitto, Christopher M. The General Councils: a History of the Twenty-One Church Councils From Nicaea to Vatican II. Mahwah, New Jersey: Paulist P, 2002. 22–25.
  • Loon, Hans van (2009). The Dyophysite Christology of Cyril of Alexandria. Leiden-Boston: BRILL. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • McGuckin, John Anthony (1994). St. Cyril of Alexandria: The Christological Controversy, its History, Theology, and Texts. Leiden: BRILL. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Seleznyov, Nikolai N. (2010). "Nestorius of Constantinople: Condemnation, Suppression, Veneration: With special reference to the role of his name in East-Syriac Christianity". Journal of Eastern Christian Studies. 62 (3–4): 165–190. {{cite journal}}: Invalid |ref=harv (help)

للاستزادة

Millenium reinterpreted
Recommendations
  1. Gumerlock, Francis (2010). "Learning from Patristic Christology" (PDF). In Hartog, Paul (ed.). The Contemporary Church and the Early Church: Case Studies in Ressourcement (essay). Eugene, OR: Wipf and Stock Publishers. pp. 155–179. ISBN 978-1-4982-7185-1. Archived (PDF) from the original on 2 February 2019. Retrieved 1 May 2019.قالب:Gbq
  2. Gumerlock, Francis (2004). Yerxa, Donald A. (ed.). "Millennialism and the Early Church Councils: Was Chiliasm Condemned at Constantinople?" (PDF). Fides et Historia (Le Millénarisme et les Conciles de l'Eglise primitive: Le Chiliasme a-t-il été condamné à Constantinople ? (in French). Translated by fr (Menahem Macina). Rivtsion.org. Archived 2 فبراير 2019 at the Wayback Machine). The Conference on Faith and History. 36 (2): 83–95. ISSN 0884-5379. OCLC 643815799. Archived (PDF) from the original on 2 February 2019. Retrieved 1 May 2019. {{cite journal}}: External link in |type= (help)قالب:Gbq
  3. Svigel, Michael J. (2013) [17 September 2004]. "Annexe II – L'hérésie fantôme : Le Concile d'Ephèse (431) a-t-il condamné le Millénarisme?" [Appendix 2 – The Phantom Heresy: Did the Council of Ephesus (431) Condemn Chiliasm?]. In Menahem Macina (pen name of Claude Miranda) (ed.). Archived copy [A veil on their heart. The Catholic «No» to the Millennial Kingdom of Christ on Earth]. Un voile sur leur coeur. Le « non » catholique au Royaume millénaire du Christ sur la terre (English original.) (in الفرنسية). Translated by Menahem Macina (pen name of Claude Miranda). PressBooks. Archived from the original on 15 March 2016. Retrieved 1 May 2019. {{cite encyclopedia}}: External link in |trans-chapter= (help)CS1 maint: archived copy as title (link)قالب:Gbq
  4. Menahem Macina (pen name of Claude Miranda) (6 June 2013). La pierre rejetée par les bâtisseurs — L'«intrication prophétique» des Écritures [The stone rejected by the builders — the «prophetic entanglement» of the scriptures] (official book presentation). Los Gatos, CA: Smashwords. ISBN 978-1-301-76249-1. Archived from the original on 18 September 2017. Retrieved 5 May 2019. Menahem Macina (pen name of Claude Miranda) (4 October 2013). Dieu a rétabli son Peuple. Témoigner devant l'Église que Dieu a restitué au Peuple juif son héritage messianique [God has restored his people: to testify before the Church that God has restored to the Jewish people their messianic heritage] (official book presentation). Los Gatos, CA: Smashwords. ISBN 978-1-301-63397-5. Archived from the original on 3 May 2019. Retrieved 9 May 2019. — In the author's opinion (which is, nota bene: "sur la base d'une révélation privée reçue il y a près de cinquante ans, […] qu'il partage avec un petit groupe de fidèles chrétiens", lit.'based on a private revelation received nearly fifty years ago, […] that he shares with a small group of Christian faithful'), the messianic hope of the Old Testament prophecy of a future glory for "Judah" in Joel KJV ("For, behold, in those days, and in that time, when I shall bring again the captivity of Judah") has already literally come true through the present nation of Israel:قالب:GbqThat this perspective shocks Christians et alii, is implied by a picture:قالب:Gbq
Appraisals
  1. Zureik, Constantine K. (August 1948). Ma'na al-Nakba معنى النّكبة [The Meaning of the Nakba] (PIWP book presentation at UCC). Archived from the original on 4 May 2019. Retrieved 2019-05-04.قالب:Gbq
  2. "Inde venturus est iudicare vivos et mortuos" [From thence He will come again to judge the living and the dead]. Catechismum Catholicae Ecclesiae [Catechism of the Catholic Church] (English translation.). La Santa Sede: Libreria Editrice Vaticana. 15 August 1997. Archived from the original on 12 June 2018. Retrieved 2 May 2019. {{cite book}}: External link in |trans-chapter= (help)قالب:Gbq


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

قالب:Patriarchates

قالب:History of Christianity

قالب:Book of Revelation

الكلمات الدالة: