الكامل في اسانيد وتضعيف حديث نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام وإنكار الأئمة علي من قال أنه متروك أو مكذوب
سلسلة الكامل / 85 / الكامل في أسانيد وتضعيف حديث نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام ، وتضعيف الأئمة له وإنكارهم علي من قال أنه متروك أو مكذوب
يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .
بعض الناس يتبعون مقولة ( متنٌ باطل وإن كان سنده كالشمس ) ، فإذا أتي الحديث من طريق ثابتة أو حتي طرق ثابتة قالوا متنه لا يعجبنا فهو باطل وإن أتي بما أتي ،
وذكرت مثالا من ذلك في كتاب رقم 2 من هذه السلسلة / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث أنا مدينة العلم وعلي بن أبي طالب بابها ) ، وأن الحديث صححه الأئمة الطبري والحاكم والسخاوي وابن حجر والزركشي والعلائي والسيوطي وغيرهم ،
وكتاب رقم 14 / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اطلبوا الخير عند حسان الوجوه وبيان معناه ) ، وذكرت طرق الحديث الكثيرة التي تثبت أن له أصلا عن النبي ، وأن الإمام السيوطي قد أصاب حين قال أن الحديث صحيح ، وذكرت عددا من أقوال الأئمة والتابعين في معني الحديث ،
وكذلك كتاب رقم 83 / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من عشق فعف فمات مات شهيدا ، وبيان معناه ومن صححه من الأئمة ) ، وأن من الأئمة الذين صححوه ابن حزم ومغلطاي والسخاوي والباجي والقشيري وابن الصائغ وابن الديبغ وغيرهم ،
ثم كتاب رقم 84 / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من حديث حديثا فعطس عنده فهو حق ، وبيان معناه ومن حسّنه وضعفه من الأئمة وإنكارهم علي من قال أنه متروك أو مكذوب ) ،
آثرت أن أتبعه بكتاب آخر في أسانيد حديث ( نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام ) ، إلا أن هذه المرة ليس لتصحيح الحديث أو تحسينه وإنما لبيان ضعفه ، لكن أيضا لبيان إنكار الأئمة علي من قال أنه متروك أو مكذوب ، وإنما هو حديث ضعيف فقط .
_ أما من ضعف الحديث من الأئمة فمنهم البزار ( كشف الأستار / 3025 ) ، والبوصيري ( مختصر الإتحاف 2 / 63 ) ، والهيثمي ( مجمع الزوائد / 5 / 99 ) ، وابن عراق في تنزيه الشريعة ( 1 / 203 ) ، وقال السيوطي في اللآلئ ( 1 / 123 ) ( الأشبه أنه ضعيف لا موضوع )
_ أما عدد قليل جدا من الأئمة من قال أنه متروك أو مكذوب فإنما تكلموا عما بلغهم من طرق للحديث فقط ، وستري فيما يلي أن الحديث له طرق فعلا متروكة ومكذوبة ، وهي ما وصلت إليهم وتكلموا في الحديث بناء عليها ، ولو لم يكن للحديث إلا هذه الطرق لصار قولهم حقا ، وإنما العتب علي من بلغه الحديث من طرق أخري غير التي بلغتهم ثم ما زال يقول متروك .
_ وإنما ظهر هذا القول حديثا وتعصب له متعصبون تحت وطأة العصر الحاضر بما فيه ، فصار مثل هذا الحديث عندهم لا ينبغي أن يقال عنه ضعيف فقط ، بل لابد أن يكون متروكا علي الأقل .
__ وقال في خاتمة الكتاب : وبهذا يتضح أن الحديث :
_1_ رواه رشدين المهري وهو مختلف فيه بين موثق ومضعف
_2_ وتابعه أشعث السمان وهو متفق علي ضعفه
_3_ وتابعه أيوب بن واقد وهو ضعيف
_4_ وتابعه نعيم بن مورع وهو ضعيف
_5_ وتابعه عمر الوجيهي وهو ضعيف
_6_ وتابعه حمزة النصيبي وهو ضعيف
فهؤلاء ستة رواة مجتمعون علي الحديث ، واجتماعهم يثبت ولابد أن الحديث ليس بمتروك ، وهو ضعيف فقط ، بل وإن قال قائل أن اجتماع مثل هؤلاء الرواة يثبت أن للحديث أصلا عن النبي لم نستطع أن ننكر عليه ، وخاصة أن رشدين أقصي ما قيل فيه سوء الحفظ الخفيف فقط وأن حديثه يصير حسنا عند المتابعة وهنا تابعه خمسة رواة مما يثبت أنه لم يخطئ في هذا الحديث ، إلا أن الحديث عندي أقرب إلي الضعف .