الفاشية الإيطالية

الفاشية الإيطالية، وتُعرف أيضاً ببساطة بإسم الفاشية (بالإيطالية: Fascismo)، هي الأيديولوجية الفاشية الأصلية، كما تطورت في إيطاليا. وتقترن الأيديولوجية بـالحزب الفاشي الوطني، الذي حكم بقيادة بنيتو موسوليني مملكة إيطاليا من 1922 حتى 1943، الحزب الفاشي الجمهوري الذي حكم الجمهورية الاشتراكية الإيطالية من 1943 إلى 1945، الحركة الاشتراكية الإيطالية بعد الحرب والحركات النيو فاشية الإيطالية اللاحقة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الظروف التي ساعدت في ظهور الحزب الفاشي الإيطالي

كانت الفاشية نتاج مجموعة مركبة من المؤثرات التاريخية ظهرت في الفترة ما بين الحربين العالميتين، ففي المقام الأول: كان الحكم الديمقراطي حديث التطبيق في أجزاء عديدة من أوروبا، ولم تكن القيم السياسية الديمقراطية قد حلَّت محل القيم السياسية الاستبدادية القديمة؛ وفي مثل هذه الظروف نالت الرُّوح الحماسية للزعامة القوية الكاريزمية قَبولاً قويًّا.

وثانيًا: اضطرب المجتمع الأوروبي من جراء التجربة الصناعية التي هددت على وجه الخصوص الطبقة المتوسطة الدنيا التي تضم أصحاب المتاجر والمزارعين والحرفيين، الذين طحنتهم القوة المتنامية للأعمال الضخمة من جهة، والنفوذ المتزايد للعمالة الموجهة من جهة أخرى. وقد استمدت الحركات الفاشية القَدْر الأكبر من الدعم، وكذلك العضوية، من هذه العناصر المحبَطة والمضارَة، المنتمية إلى الطبقة المتوسطة الدنيا. ومن ثم كانت الفاشية في وجه من وجوهها "ثورة قامت بها الطبقة المتوسطة الدنيا" مما يفسر عداوة الفاشية لكل من الرأسمالية والشيوعية.

ثالثًا: تأثرت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى تأثرا شديدا بالثورة الروسية، وبالخوف الذي غمر الطبقات ذوات الممتلكات من أن تنتشر الثورة الاجتماعية في أوروبا كلها. وقد حصلت الجماعات الفاشية على الدعم المالي والسياسي دون شك من البرجوازية، وكانت نتيجة ذلك أن نظر المؤرخون الماركسيون للفاشية بوصفها شكلا من أشكال الثورة المضادة في محاولة من الطبقة البورجوازية للحفاظ على السلطة وذلك بدعم الديكتاتوريين الفاشيين.

رابعًا: وجهت أزمة الاقتصاد في العالم في ثلاثينيات القرن العشرين ضربة قاضية للأنظمة الديمقراطية الهزيلة، وقد أدى تزايد البطالة والانهيار الاقتصادي إلى خلق أجواء من الأزمات والتشاؤم كانت تربة خصبة لاستغلال المتطرفين السياسيين والجماهير.

وأخيرًا: أخفقت الحرب العالمية الأولى في حل الصراعات والعداءات الدولية؛ مما خلف موروثا قاسيًّا من قومية محبطة، ونعرات عصبية، ورغبة عارمة في الانتقام من القوميات الأخرى. واشتد توتر القوميين في الأمم المعدَمة التي هزمت في الحرب مثل ألمانيا التي أصيبت بخيبة أمل بسبب شروط تسوية فرساي السلمية المجحفة. ولما سبق من عوامل لم يكن سقوط الأنظمة الفاشية على يد ثورات أو حركات معارضة شعبية؛ بل جاء بسبب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، فمنذ عام 1945 لم تحقق الحركات الفاشية إلا نجاحا هامشيًّا؛ مما شجع البعض على الاعتقاد بأن الفاشية ظاهرة لفترة ما بين الحربين.


أهم مبادئ الحزب الفاشي الإيطالي

لقد بلغت الفاشية بصفتها ظاهرة تاريخية من التعقيد والتركيب ما تعذر معه تحديد جوهر مبادئها أو" الحد الأدنى الفاشي". فأين تبدأ الفاشية؟ وأين تنتهي؟ وما هي الحركات والأنظمة التي يمكن أن تصنف بأنها فاشية خالصة؟ ويمكن تحديد ملامح وخصائص عامة للفكر الفاشي:

1-مناهضة المذهب العقلاني:

يرتبط غياب الثقة في المنطق والفكر عند الفاشية بإيمان بالمذهب الحيوي، ويرى المذهب الحيوي أن الكائنات الحية تستمد خصائصها من "قوة حياتية" عالمية، وكان لمثل هذه الأفكار تأثير خاص على ألمانيا النازية كما ساعدت على قيام ثقافة القوة الجسدية، والبراعة الفائقة؛ فكان شعار النازية "الدماء والتربة" Blut und Boden تجليًّا لذلك.

كذلك كان لأفكار العالِم البيولوجي البريطاني "تشارلز داروين" في القرن التاسع عميق الأثر لا على العلوم الطبيعية فحسب بل على الفكر الاجتماعي والسياسي كذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وأمد الفكر الدارويني الفاشية بمجموعة متميزة من القيم السياسية تساوي بين "الخير" و"القوة"، وبين "الشر" و"الضعف"، ثم نمت صورة الفصائل المتطورة بـ"الاختيار الطبيعي" على يد الفيلسوف الليبرالي وعالم الاجتماع "هيربرت سبنسر" لتصل إلى فكرة "البقاء للأصلح"، وهو الاعتقاد في أن المنافسة بين الأفراد سوف تكافئ الجادين والموهوبين وتعاقب الكسلة وغير الأكفاء.

وأخيرًا أضفى مفهوم الفاشية عن الحياة بأنها "صراع أبدي"- أضفى عليها طابعًا مضطربًا وتوسعيًّا. وأنه لا يمكن زرع الصفات القوية - القومية إلاَّ بالصراع، ولا يمكن إظهارها إلا بالنصر والفتح.

2-القومية العسكرية:

شهدت القوى الفاشية نموًّا للقومية كشعور وهوية، ولا تدعو القومية الفاشية إلى احترام الثقافات المختلفة أو التقاليد القومية؛ بل تؤكد تفوق أمة أو عنصر على جميع الأمم الأخرى، وجاء هذا التعبير صريحًا وجريئًا في الإيمان بتفوق الجنس الآري الألماني، والاعتقاد بأن الألمان هم "عنصر الأسياد". وتسعى الفاشية إلى دعم ما هو أكثر من الوطنية وحب الوطن، فهي ترمي إلى خلق شعور كثيف وعسكري بالهوية القومية، وهو ما عُرِف بـ "القومية المتكاملة"، وتجسد الفاشية شكلاً من أشكال الرأسمالية المتعصبة والأمل في انبعاث القومية وميلاد الكبرياء القومي من جديد.

3-الفاشية والدولة:

كان نظام الفاشية هو النموذج الديكتاتوري المتمثل في خضوع الفرد التام للدولة، وجذبت الدولة الفاشيين بشدة حيث إنهم رأوا فيها أداة للتحديث، ولم تسمح الفاشية بوجود مجتمع مدني ولا ديني قوي ورأت في ذلك تهديدًا لقوة الدولة، وسحقت المعارضة سحقًا، وعرف نظامها الداخلي قبضة بوليسية حديدية.

أهم المراحل التي مر فيها موسوليني (الحزب الفاشي) من أجل الوصول للحكم

البرنامج الفاشي الذي وضع عام 1919 تضمن دعما وحماسا للحرب الامبريالية، وطالب باقصاء الليبراليين عن الحكم الذين لم يمنحوا ايطاليا حصة كبيرة بما فيه الكفاية من غنيمة الحرب العالمية. في الانتخابات التي اجريت في نفس العام لم يحصد الفاشيون ولو مقعدا واحدا، وبدا وكأن موسوليني اقترب من نهايته.

في عام 1920 قام أنطونيو گرامشي الذي استقال هو أيضاً من الحزب الاشتراكي، بتأسيس الحزب الشيوعي الايطالي. بعد مضي عام، وليس بالصدفة، حاز موسوليني في المعركة الانتخابية على 35 مقعدا. وقد نجح موسوليني بشق طريقه لسدة الحكم، مدعوما بعدد متزايد من الحكام ورجال الشرطة، الذين رأوا في الفاشيين القوة الوحيدة التي يمكنها وقف النفوذ المتنامي للشيوعية.

المعارك الضارية في الشوارع والمواجهات المستمرة التي بادرت اليها الكتائب الفاشية، ادت بالحكومة البرجوازية الليبرالية لاعلان حالة الطوارئ. في تشرين اول (اكتوبر) 1922 نظم موسوليني مسيرة مكونة من 25 الفا من مؤيدي "القمصان السوداء" الذين توجهوا إلى روما مطالبين بحل الحكومة. بعد يومين، في 30 تشرين اول 1922، عيّن الملك فيكتور عمانوئيل، موسوليني رئيسا للحكومة.

المفكرون الفاشيون الإيطاليون

الشعارات الفاشية الإيطالية

 
Fascist slogan: "We dream of a Roman Italy".
  • Me ne frego (“I don’t give a damn!”): the Italian Fascist motto.
  • Libro e moschetto — fascista perfetto (“Book and Musket — Perfect Fascist”)
  • Viva la Morte (“Long live Death!”): sacrifice.
  • Tutto nello Stato, niente al di fuori dello Stato, nulla contro lo Stato (“Everything in the State, nothing outside the State, nothing against the State”).[1]
  • Credere, Obbedire, Combattere (“Believe, Obey, Fight”)
  • Se avanzo, seguitemi. Se indietreggio, uccidetemi. Se muoio, vendicatemi (“If I advance, follow me. If I retreat, kill me. If I die, avenge me”) Borrowed from French Royalist Gen. Henri de la Rochejaquelein.
  • Viva Il Duce(“Long live the Leader”)
  • La guerra è per l'uomo come La maternità è donna (War is to Man as Motherhood is to Woman.)[2]
  • Boia chi molla (“Who gives up is a rogue”); the first meaning of "boia" is "executioner, hangman" but in this context it means "scoundrel, rogue, villain, blackguard, knave, lowlife" and it can also be used as an exclamation of strong irritation or disappointment or as a pejoratively superlative adjective (e.g. tempo boia, awful weather).[3]
  • Molti nemici. Molto onore (“Many enemies. Much Honor”)
  • E' l'aratro che traccia il solco, ma è la spada che lo difende ("The plough cuts the furrow, but the sword defends it")
  • Dux mea lux ("The Leader is my light"), Latin phrase.
  • Duce, a noi ("Duce, to us")[4]
  • Mussolini ha sempre ragione ("Mussolini is always right")[5]
  • Vincere e vinceremo ("To win, and we shall win!")

انظر أيضا

الهوامش

  1. ^ Used by Musolini in a speech before the Chamber of Deputies on 26 May 1927, Discorsi del 1927, Milano, Alpes, 1928, p. 157
  2. ^ Sarti, Roland. 1974. The Ax Within: Italian Fascism in Action, New York: New Viewpoints. p.187.
  3. ^ Italian definition of boia
  4. ^ "EUROPE: Bread & Circuses". Time. 13 May 1946.
  5. ^ World fascism: a historical encyclopedia

المصادر


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للإستزادة

عام

  • De Felice, Renzo Interpretations of Fascism, translated by Brenda Huff Everett, Cambridge ; London : Harvard University Press, 1977 ISBN 0-674-45962-8.
  • Eatwell, Roger. 1996. Fascism: A History. New York: Allen Lane.
  • Hughes, H. Stuart. 1953. The United States and Italy. Cambridge, MA: Harvard University Press.
  • Mises, Ludwig von. 1944. Omnipotent Government: The Rise of the Total State and Total War. Grove City: Libertarian Press.
  • Paxton, Robert O. 2004. The Anatomy of Fascism. New York: Alfred A. Knopf, ISBN 1-4000-4094-9
  • Payne, Stanley G. 1995. A History of Fascism, 1914-45. Madison, Wisc.: University of Wisconsin Press ISBN 0-299-14874-2
  • Reich, Wilhelm. 1970. The Mass Psychology of Fascism. New York: Farrar, Straus & Giroux.
  • Seldes, George. 1935. Sawdust Caesar: The Untold History of Mussolini and Fascism. New York and London: Harper and Brothers.
  • Alfred Sohn-Rethel Economy and Class Structure of German Fascism,London, CSE Bks, 1978 ISBN 0-906336-00-7
  • Adler, Frank, and Danilo Breschi, eds., Special Issue on Italian Fascism, TELOS 133 (Winter 2005).

أيدولوجية فاشية

  • De Felice, Renzo Fascism : an informal introduction to its theory and practice, an interview with Michael Ledeen, New Brunswick, N.J. : Transaction Books, 1976 ISBN 0-87855-190-5.
  • Fritzsche, Peter. 1990. Rehearsals for Fascism: Populism and Political Mobilization in Weimar Germany. New York: Oxford University Press. ISBN 0-19-505780-5
  • Gregor, A. James "Mussolini's Intellectuals: Fascist Social and Political Thought". Princeton, N. J.: Princeton University Press, 2005. ISBN 13:978-0-691-12790-3
  • Griffin, Roger. 2000. "Revolution from the Right: Fascism," chapter in David Parker (ed.) Revolutions and the Revolutionary Tradition in the West 1560-1991, Routledge, London.
  • Laqueur, Walter. 1966. Fascism: Past, Present, Future, New York: Oxford: Oxford University Press, 1997.
  • Schapiro, J. Salwyn. 1949. Liberalism and The Challenge of Fascism, Social Forces in England and France (1815–1870). New York: McGraw-Hill.
  • Laclau, Ernesto. 1977. Politics and Ideology in Marxist Theory: Capitalism, Fascism, Populism. London: NLB/Atlantic Highlands Humanities Press.
  • Sternhell, Zeev with Mario Sznajder and Maia Asheri. [1989] 1994. The Birth of Fascist Ideology, From Cultural Rebellion to Political Revolution., Trans. David Maisei. Princeton, NJ: Princeton University Press.

فاشية دولية

  • Coogan, Kevin. 1999. Dreamer of the Day: Francis Parker Yockey and the Postwar Fascist International. Brooklyn, N.Y.: Autonomedia.
  • Gregor, A. James. 2006. "The Search for Neofascism: The Use and Abuse of Social Science". New York: Cambridge University Press.
  • Griffin, Roger. 1991. The Nature of Fascism. New York: St. Martin’s Press.
  • Paxton, Robert O. 2004. The Anatomy of Fascism. New York: Alfred A. Knopf.
  • Weber, Eugen. [1964] 1985. Varieties of Fascism: Doctrines of Revolution in the Twentieth Century, New York: Van Nostrand Reinhold Company, (Contains chapters on fascist movements in different countries.)
  • Wallace, Henry. "The Dangers of American Fascism". The New York Times, Sunday, 9 April 1944.
  • Trotsky, Leon. 1944 "Fascism, What it is and how to fight it" Pioneer Publishers (pamphlet)

وصلات خارجية