الأعمى المخزومي

أبو بكر المخزومي الأعمى الشريف المدوري (نسبة إلى الحصن المدور قرب قرطبة، توفي بعد 540 هـ/1146م) شاعر أعمى كان شديد الشر معروفاً بالهجاء مسلطاً على الأعراض سريع الجواب ذكي الذهن فطناً للمعاريض سابقاً في ميدان الهجاء فإذا مدح ضعف شعره وله قصة مع نزهون بنت القلاعي الغرناطية وهي شاعرةً أندلسية (توفيت سنة 550ه‍ـ/1155م).[1]

ترجم له الحجاري في المسهب قال:

Cquote2.png (بشار الأندلس انطباعاً ولسناً وأذاة، وهو الذي أحيا سيرة الحطيئة بالأندلس فمقت، وكان لا يسلم من هجوه أحد، ولا يزال يخبط الآفاق بعصاه، ويقع فيمن أطاعه أو عصاه. وأصله من المدور، وقرأ بقرطبة ثم جال على البلدان، وأكثر الإقامة في غرناطة، وتعرض لشاعرتها نزهون، وهجاها (ثم أورد الهجاء ورد نزهون عليه.) Cquote1.png

ترجم له الوزير لسان الدين في الإحاطة ونقل أخباره عن كتاب الطالع السعيد[2] لأبي الحسن ابن سعيد قال:

Cquote2.png كان أعمى، شديد القحة والشر، معروفاً بالهجاء، مسلطاً على الأعراض، سريع الجواب، ذكي الذهن، فطناً للمعاريض، سابقاً في ديوان الهجاء، فإذا مدح ضعف شعره. Cquote1.png

ثم سرد أخباره ومنها مهاترته مع نزهون بنت القلاعي (ت 550ه‍1155م) ثم قال: وحديث مقامه بغرناطة يقتضي طويلا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أشعار

يَوَدُّ عيسَى نُزولَ عيسَى
يَوَدُّ عيسَى نُزولَ عيسَى * عَساهُ مِن دائِهِ يُريحُ
وَمَوضِعُ الدَّاءِ مِنهُ عُضوٌ * لا يَرتَضِي مَسَّهُ المَسيحُ
وُجوهٌ تَعِزُّ عَلى مَعشَرِ
وُجوهٌ تَعِزُّ عَلى مَعشَرِ * وَلَكِن تَهونُ عَلى الشَّاعِرِ
قُرونُهُمُ مِثلُ لَيلِ المُحِبِّ *وَلَيلُ المُحِبِّ بِلا آخِرِ
تَأَمَّلتُ تِسعَةَ رَهطِ الفَسادِ
تَأَمَّلتُ تِسعَةَ رَهطِ الفَسادِ *فَأَلفَيتُ عاشِرَهُم عاشِرا
لا شَيءَ أَشبَهُ مِن خَسيسِ طِباعِهِ
لا شَيءَ أَشبَهُ مِن خَسيسِ طِباعِهِ * إِن حُقِّقَت بِطِباعِ أُسدِ الماءِ
يَمتَصُّ أَفواهَ الأُيورِ بِفَقحَةٍ * وَيَبُثُّها في أَوجُهِ الجُلَساءِ
عَلى أَهلِ مُرسِيَةٍ لَعنَةٌ
عَلى أَهلِ مُرسِيَةٍ لَعنَةٌ * تَعُمُّ الدِّيارَ وَأَربابَها
فَما غَلَّقَت قَطُّ مُذ فُتِّحَت * عَلى فاضِلِ الطَّبعِ أَبوابَها
كِلابٌ تَهِرُّ إِلى شاعِرٍ * وَتَكشِفُ لِلشَّرِّ أَنيابَها
إِنَّ مَخزومِيَّكُم رَجُلٌ
إِنَّ مَخزومِيَّكُم رَجُلٌ * أَلِفَ الأَعوادَ مِن صِغَرِه
لَو أَنا كَحَّلتُ أَسفَلَهُ * لانجَلى عَنهُ عَمى بَصَرِه
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ * وَمَن لِذي مَأتَمٍ في وَجهِهِ عُرُسُ
لا تَقرَبَنَّ طَعاماً عِندَ غَيرِكُمُ * إِنَّ الأُسودَ عَلى المَأكولِ تُفتَرَسُ
لابنِ القَصيرِ مَعَ اِبنِهِ وَصَغيرِهِ
لابنِ القَصيرِ مَعَ اِبنِهِ وَصَغيرِهِ * حُجَجٌ بِها سُوقُ الفُسوقِ تَقومُ
أَلفاهُ يَوماً تَحتَ أَسوَدَ حالِكٍ * فَبَدا يُعاتِبُهُ لِذا وَيَلومُ
فَأَجابَهُ مُتَعَجِّباً وَجَوابُهُ * بَيتٌ عَلى مَرِّ الزَّمانِ قَديمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتِيَ مِثلَهُ * عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
أَصِخ لِلَّذي لَم يَأتِ دَهرٌ بِمِثلِهِ
أَصِخ لِلَّذي لَم يَأتِ دَهرٌ بِمِثلِهِ * لَعَمري وَلَم يَسمَعُ بِهِ قَطُّ سامِعُ
لِبَيّاسَةٍ قاضٍ قَطيمٌ مُثَولَلٌ * ثَواليلُهُ مِن أَن يُناكَ مَوانِعُ
فَراحَتُهُ في أَن يَرى نَيكَ عِرسِهِ * كَذي العُرِّ يُكوى غَيرُهُ وَهوَ راتِعُ
طُبنِيُّكُم هذا الفَقيهُ مُحَقِّقٌ
طُبنِيُّكُم هذا الفَقيهُ مُحَقِّقٌ * باقٍ عَلى عَهدِ الصَّديقِ مُقيمُ
شَهِدَت عَلَيهِ بِاللِّواطِ جَماعَةٌ * وَاللَّهُ يَعلَمُ أَنَّهُ مَظلومُ
ساءَ الفَقيهَ بِأَنَّني مُتَخَلِّعٌ * وَيَسُرُّني أَنَّ الفَقيهَ قَطيمُ
على وجه نزهون من الحسن مسحة
عـلى وجـه نـزهـون مـن الحـسن مسحة * وإن كان قد أمسى من الضوء عاريا
قــواصــد نــزهــون تـوارك غـيـرهـا * ومـن قـصد البحر استقل السواقيا
ألا قل لنزهونة ما لها
ألا قل لنزهونة ما لها * تـجـر من التيه أذيالها
ولو أبـصـرت فـيـشةً شمرت * كـمـا عـودتـنـي سـربالها
إليك أمير المؤمنين نصيحة[3]
إليــك أمــيــر المـؤمـنـيـن نـصـيـحـة * يـجـوز بـهـا البـحـر المـجـعجع شاعر
بـغـرنـاطـة وليـت فـي النـاس عـاملاً * ولكــن بــمــا تـحـويـه مـنـه المـآزر
وأنــت مــا تــخــفــي عــليــك خــفـيـة * فــسـل أهـلهـا فـالأمـر للنـاس ظـاهـر
ومــا لإلآه العــرش تــفــنـيـه حـمـدة * وزيــنــب والكــأس الذي هــو دايــر


وفاته

قال أبو القاسم بن خلف، كان حياً بعد الأربعين وخمسمائة.


المصادر

  1. ^ محسن هاشم عبد الحميد (2013-12-06). "الأعمى الشريف". ديوان الشعر العربي.
  2. ^ هذا الكتاب أحد فصول كتاب "المغرب في حلى المغرب" وقد جرى ابن سعيد على تسمية فصوله بالكتب وسماه: كتاب الطالع السعيد، في حلي قلعة بني سعيد.
  3. ^ "إليك أمير المؤمنين نصيحة". البيت العربي.