الأدب الهندي الحديث

الأدب الهندي الحديث مفهوم يدل على الأعمال الأدبية المؤلفة في اللغات الثماني عشرة التي ورد ذكرها في دستور دولة الهند بعد الاستقلال من الحكم البريطاني في عام 1947، ولاسيما أن اللغات الأدبية القديمة (السنسكريتية، البالية Pali، والبراكريتية Prakrit) قد تقلص دورها الإبداعي مع تراجع استخدامها على صعيد الحياة العملية اليومية، ولارتباطها تقليدياً بالديانات الهندوسية والبوذية والجاينيه بعيداً عن حتمية تطورات المجتمعات الهندية المختلفة، بحيث لم تعد تلبي الحاجة للتعبير عن الحياة المعاصرة على الصعد كافة. واستناداً إلى العناصر اللغوية التاريخية تتوزع هذه الآداب على مجموعتين: آداب الجنوب المرتبطة باللغات الدراڤيدية، وآداب الشمال المرتبطة باللغات المتفرعة عن السنسكريتية والمتصلة باللغات الهندية - الإيرانية الحديثة. ومن ناحية أخرى يدل مفهوم «الحديثة» على المرحلة الممتدة منذ بدء الاستعمار البريطاني للهند حتى اليوم، بما كان لهذا الاستعمار من تأثير ذي أبعاد شاملة في حياة الشعب الهندي على اختلاف قومياته ولغاته ودياناته.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ الأدب الهندي الحديث

منذ بدايات القرن التاسع عشر بدأ تأثير النماذج الأدبية الغربية ملحوظاً في أوساط النخبة المثقفة؛ مما جعل بعض الهندوس الإصلاحيين يحضّون أبناء جلدتهم على تبني نمط التعليم الغربي، كما أسهمت الأندية الأدبية الجديدة في نشر تأثير الأعمال البريطانية السائدة، فاتحة بذلك المجال أمام المتعلمين الهنود لولوج عالم الثقافة الغربية وآدابها عامة. وبعد فترةٍ هيمنت فيها الترجمة عن الإنكليزية إلى اللغات الهندية الحديثة، حاول الكتاب الهنود تقليد النماذج الغربية، وكانت أبرز نتائج عملية التغرُّب westernization هذه انتشار النثر الأدبي على نحو لافت، ولاسيما باللغات العامية vernacular التي لم يخطر ببال إنسان سابقاً أن تكون وسائل تعبير فني ملائمة، وفي أنواع أدبية غير مألوفة في الهند كالرواية والقصة الطويلة novella والقصة القصيرة، أما على صعيد الشعر فقد بقي الولاء للتراث أقوى من نزعة التغرب والتحديث، فاستمر النظْم وفق الأشكال الفنية التقليدية وبأكثر ما يمكن من البلاغة والأناقة لغوياً. وكان من نتائج التغرب أيضاً ظهور الواقعية جنباً إلى جنب مع الرمزية، ومع التفاتٍ إلى أعماق النفس الإنسانية وارتباطاتها الاجتماعية.

كانت البنغال مهد ولادة إحساس جديد بهدف قومي صار دافعاً ومحركاً للتأليف بالعامية المحلية، البنغالية، وبالإنكليزية أيضاً. وبصورة عامة يمكن متابعة ثلاثة تيارات في النتاج الأدبي المتنامي في الهند في تلك المرحلة: أولها تحول حركة التعلق بالتراث إلى نوع من رومنسيةِ الحنين إلى الماضي مصدراً للإلهام، في محاولة للحفاظ على ما عُدَّ قيّماً ومهماً؛ وثانيها جنوحٌ نحو الصوفية رافق المزاج الرومنسي الذي عمَّ أوربا أيضاً في القرن التاسع عشر متزامناً مع ازدياد الاهتمام بالقضايا الاجتماعية الملحة الذي برز في أعمال بعض الكتّاب الهنود ذوي النزعة التقدمية في نوعٍ من الماركسية الرومنسية؛ وثالثها هو التيار الإنساني humanistic الذي ارتبط بتعاليم المهاتما غاندي التي وفقت بين الالتزام الاجتماعي الراهن وبين الأخلاقيات التقليدية، وقد كان لهذا التيار تأثير عميق في الأدب لاحقاً. وفي السنوات التي سبقت الاستقلال وبعده، وفي أثناء إحكام قبضة الدولة اليافعة على الولايات الرئيسية المهمة تبدت لدى الكتّاب حماسة تقدمية تجلت في تلوينات ماركسية مختلفة إلى جانب تعبير عن المرارة وخيبة الأمل لدى آخرين، أو ميلٍ إلى الإغراق في الاستبطان أو الكشف عن دخيلة النفس البشرية وأهوائها لدى قلة منهم.


أدب اللغة البنغالية

يعد الشاعر مايكل مادوسودان داتّا Maikel Madhusudan Datta ت(1824-1873) بملحمته الشهيرة «قتل مِغَناد» The Killing of Meganhad ت (1861) أول من مزج ببراعة فن الشعر الغربي مع تقاليد النظْم الهندية، محطماً فيها كثيراً من الثوابت والمقدسات على صعيد المضمون المرتبط بالبطل التراثي راما وحبيبته لاكشمي وعدوهما راڤانا، إذ قلبَ الشاعر الأدوار رأساً على عقب. أما على صعيد النثر فقد كانت الساحة بوتقة للتجريب الذي أثمر روايات اجتماعية وهجائية ساخرة أو روايات الِكدْية التي لاقت انتشاراً واسعاً. وكان من أبرز كتاب الرواية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تشاتو بادهيايا تشاترجي، وكان الثاني سارا تشاندرا تشاترجي S.Ch.Chatterjee الذي اكتسب شعبية كبيرة في أواخر القرن 19 برواياته ذات الطابع الاجتماعي العائلي. أما الأديب الأبرز محلياً وهندياً في تلك المرحلة وفي الأجناس الأدبية كافة فكان لاشك رابندرانات طاغور الذي نال جائزة نوبل عام 1913. وقد شُهر بعده في النصف الأول من القرن العشرين الشاعر المجدِّد جيمبانَنادا داس Jimbananada Das وبودّاڤيدا بوسه Buddhaveda Bose الذي غادر السرب باستلهامه الرمزيين الفرنسيين شعراً، بعد تاريخ حافل من الكتابات النثرية اليسارية. وبصورة عامة يمكن القول إن أدباء البنغالية في القرن العشرين كانوا أكثر ميلاً إلى الموضوعات الذاتية والفردية منهم إلى الأفكار السياسية ذات الطابع الدعائي.

أدب اللغة الأسامية

بدأ هذا الأدب عملياً مع المسرحي هِِمْتشَاندرا بارووا Hemchandra Baruwa بمسرحيته «ليس كل ما يلمع ذهبا» All That Glitters Is Not Gold ت (1861)، وبمقالاته الصحفية الساخرة. وقد كان لمجلة «ضوء القمر» Moonlight التي أسسها الكاتب البارز لاكشمينات بِزبارووا Lakshminath Bezbaruwa في عام 1889 دور مهم في انتشار الرومانسية التي امتد تأثيرها جلياً إلى القرن العشرين، حين ازدهرت القصة القصيرة على أيدي ماهيتشاندرا بورا Mahichandra Bora وهوليرام ديكا Holiram Deka. وفي الأربعينيات شهدت الساحة الأدبية تحولاً ملحوظاً نحو الموضوعات النفسية، لكن الحرب العالمية الثانية كانت بمنزلة حد قاطع لتطور الفعاليات الأدبية. وعندما استعاد الكتاب رشدهم ودخلوا معترك التجريب المتباين بعد الحرب، احتل النثر الفني المساحة الأوسع، وخاصة على صعيد الرواية.

أدب اللغة الهندية

تجلت بدايات أدب الهندية الحديثة في قصائد هاريتشاندرا Harichandra ومسرحياته وفي كتابات مهاڤـير دْڤيڤيدي Mahavir Dvivedi وروايات بريم تشاند Prem Chãnd وقصصه وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الذي هيمنت فيه حركة الترجمة من السنسكريتية والبنغالية والإنكليزية إلى الهندية. وقد أدى نمو الفكر القومي والحركات الاجتماعية الإصلاحية إلى ظهور قصائد سردية مطولة أبدعها الشاعر مايتهيلي شَران غوبتا M.Sh.Gupta، ومسرحيات ألفها جَياشَنكار براساد J.Prasad وروايات تاريخية صاغها شاتورين شاستري Sh. Shastri وفرينداڤان لال ڤارما V.L.Varma بموضوعات من عهود امبراطوريات ماوريا Maurya وغوبتا Gupta والمغول Mughal، أما حركة اللاّعُنف Satyãgraha التي قادها المهاتما غاندي فقد ألهمت شعراء مثل مَهان لال تشَتورڤيدي M.L.Chaturvedi وسُبْهاردا تشاوهان S.Chauhãn وروائيين مثل بريم تشاند وجاينِندرا كومار J.Kumãr. ويبدو أن فقدان الأمل بتجارب غاندي السلمية وانتشار التيار الماركسي في الآداب الأوربية قد أثر في كتاب مثل يَشبال Yashpãl ورَغاڤا Raghãva ونَغَرْجونا Nagarjuna. وفي ثلاثينيات القرن العشرين قاد الحركة الشعرية كل من پانت Pant وبراساد Prasãd ونيرالا Nierala ومهاديڤي ڤارما M.Varma متأثرين بتقاليد الرومانسية الإنكليزية والشعر البنغالي والشعر الصوفي الهندي الذي يعود إلى القرون الوسطى. وعلى الجبهة المضادة نشط الشعراء الماركسيون والتجريبيون مثل ڤاتسيايان Vatsyayan وأغَرْوال Agarwal. أما أبرز شعراء الخمسينيات فهو نيرالا الذي تطور من الرومنسية - الصوفية إلى الواقعية التجريبية. ويجدر بالذكر من شعراء الستينيات والسبعينيات سَكْسينا S.D.Saxena وڤاجبَيي K.Vajpeyi وسَهاي R.Sahãy.

وعلى صعيد المسرح حتى الحرب العالمية الثانية كان لمسرحيات بانت وداس S.G.Das أهمية ملحوظة على صعيد المعالجة اللغوية المستمدة من السنسكريتية، على الرغم من عدم نجاح العروض جماهيرياً؛ في حين نجحت عروضٌ أقل قيمة أدبياً وفكرياً للكاتب رامِش ميهْتا R.Mehta.

أدب اللغة الغُجَراتية

لم يكن تأثير البريطانيين في مقاطعة (ولاية) غُجَرات أقل تأثيراً من مناطق الهند الأخرى على الصعيد الفكري - الأدبي، ففي عام 1886 صدر بالغُجَراتية أول ديوان شعري بعنوان «إكليل من الزهور» Garland of Flowers للشاعر نارسينغ راو N.Rau. ومن ثم تلاحقت المجموعات الشعرية والقصائد المطولة لـ: كَلابي Kalãpi وكانت Kant، ولاسيما نَنالال Nanalãl الذي خاض تجربة الشعر الحر وكان أول من مدح غاندي الغجراتي، الذي حث الشعراء على تناول القضايا الاجتماعية ومخاطبة الجماهير بلغة تفهمها وتؤثر فيها؛ فكانت النتيجة عدداً كبيراً من الأغاني التي شاعت في معظم أنحاء الهند مستلهمة حياة غاندي ونضاله، لكن الشعر لم يتوقف عند حدود مفاهيم اللاعنف بل دخل معترك الصراع الطبقي، ولاسيما في قصائد ميغْهاني R.L.Meghani وبوغيلال غاندي Bhogilal Gandhi. وفي مرحلة ما بعد الاستقلال تحول الشعر نحو الاستغراق في الذاتية الفردية، من دون التخلي عن تقاليد تمجيد الطبيعة والآلهة. أما على صعيد النثر الغجراتي فيبرز الروائي غُڤَردانرام Govardhanram بموضوعاته الاجتماعية. وفي مرحلة ما بعد الاستقلال تأثر الأدب بتيارات الوجودية والسريالية والرمزية الأوربية فاغترب عن واقعه وقضاياه وتاه مدة من الزمن في دروب غريبة لا جذور لها على أرض الواقع. وقد استمر ذلك حتى الربع الأخير من القرن العشرين، حين عاش الأدب نوعاً من اليقظة واستعادة الوعي الاجتماعي والسياسي بالقضايا الراهنة، الداخلية منها والخارجية.

أدب اللغة المراتية

يعد الشاعر كيسَفاسوت Kesavasut رائد الأدب الحديث المتأثر برومنسية القرن التاسع عشر والليبرالية البريطانية وبالحركة القومية الأوربية، وبعظمة تاريخ مهاراشْترا Mahãrãshtra في الوقت نفسه. لقد تمرد كيسَفاسوت على الشعر المراتي التقليدي وأسس لتيار تجديدي امتد حتى عشرينيات القرن العشرين، تركزت موضوعاته في الوطن والطبيعة الخلاقة والماضي المجيد والغنائية الصرف. أعقب ذلك مرحلةُ هيمنةِ حركة الشعراء الشعبيين Ravikiran Mandal الذين طالبوا بأن يكون الشعر جزءاً من الحياة اليومية المعيشة، وليس للنخبة من المثقفين وذوي الحساسية الخاصة.

أما أدب ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي استغرق في العامية المحلية فقد توجه نحو الذات البشرية لاستكشاف عوالمها المتباينة شعراً ونثراً ومسرحاً، فبرز على صعيد المسرح كولهاتكار S.K.Kolhatkar وگادكاري R.G.Gadkari وڤاريكار M.Varekar؛ وعلى صعيد الرواية أبتِه H.N.Apte وجوشي V.M.Joshi الذي دافع عن حقوق المرأة، ولاسيما في التعليم والعمل، وتناول العلاقة بين الفنون والأخلاق. والجدير بالذكر من الروائيين المعاصرين بيندْسِه S.N.Pendse وشيرڤادكار V.V.Shirvadkar ودانيكار G.N.Danekar وديساي R.Desai.

أدب اللغة البُنجابية

بدأ الأدب البنجابي منذ ستينيات القرن التاسع عشر بعدة تيارات متزامنة ومتقاربة من حيث القيمة الفنية، على صعيد الشعر السردي التقليدي والشعر الصوفي والغزلي، جنباً إلى جنب مع الشعر الفكاهي والهجائي التجريبي على مستوى اللغة والشكل الفني. وكان أبرز شعراء القرن التاسع عشر سينگ B.V.Singh؛ وفي القرن العشرين سينگ P.Singh وبريتام A.Pritam وبَلْوانتا B.Balwanta. وعلى صعيد الرواية والقصة ظهر سينگا Ch. Singha ومن العائلة نفسها ناناكا سينگا وبهاي ڤيرا سينگا، إلى جانب گورباكش سينگ G.Singh وديفندرا ساتياراتي D.Satyarati؛ وفي جنس المسرح ظهر ناندا I.C.Nanda وهَرْشَران سينگ H.Singh وسيكهون S.S.Sikhon.

أدب اللغة الراجَسْتانية

ثمة إجماع نقدي على أن بداية هذا الأدب الحديث قد تمثلت في الأعمال الشعرية التي قدمها سورَيمال ميسْراما Suryamal Misrama ذات الطابع التاريخي والمتأثرة فنياً بالتقاليد التراثية. وفي الاتجاه نفسه ظهر أيضاً الشاعران بَكتڤارا جي Bakhtavara Ji وكڤيراجا موراريدانا K.Muraridana. وفي الوقت نفسه أبرزت حركة النضال الوطني ضد البريطانيين شعراء مثل هيرَلالا ساستري H.Sastri ومِنيكيَلالا ڤارما M.Varma وجَيانارَيانا ڤياسا J.Vyasa؛ كما أنجب التيار النقدي الاجتماعي الشاعرين گنيشيلالا ڤياسا G.Vyãsa وسَتيابراكاشا جودي S.Jodhi. واللافت هو أن هؤلاء الشعراء كافة قد مزجوا في شعرهم بين التقاليد التراثية والمؤثرات الغربية. وعلى صعيد الشعر الغنائي الحديث برز كَنايا لال سيثيا K.L.Sethiya وميگراجا مُكولا M.Mukula؛ ومَنوهَرْما شارما Shãrma وشريمنتا كُمارا Sh. Kumara في الشعر السردي.

إضافة إلى الغنى الشعري الجديد تجلى في الأدب الراجستاني الحديث تنوع نثري لافت في الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، تناول موضوعات تاريخية واجتماعية ووطنية، ومنه ما استعاد التراث الحكائي في صياغات حديثة، في المسرح أيضاً، وخاصة للأطفال.

أدب اللغة التاميلية

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ساد الأدبَ التاميلي تياران، أولهما النثر التقليدي الذي يعد امتداداً للتراث التربوي الأخلاقي ذي الصبغة العلمية المعقدة، ويعود ثانيهما إلى القرن الثامن عشر في محاولة طموحة لردم الهوة بين اللغة المحكية والأخرى المكتوبة. وقد تمثل هذا الجهد في مسرحية ذات طابع أوبرالي للكاتب گوبَلاكريشنا Gopalakrishna لاقت نجاحاً مؤثراً، وكذلك في بالاداتٍ استمدت روحها من التقاليد السنسكريتية. وعلى الرغم من هذه الجهود الحثيثة لم تصبح اللغة المحكية وسيلة تعبير أدبية، ولذا بقيت الرواية التاميلية وكذلك القصة أسيرة أسلوب اللغة المكتوبة، وأبرز أعلامها هو ڤتنايَكام پيلاي V.Pillai. إلا أن النقاد يرون أن الكاتب الروائي الأكثر أهمية وتأثيراً في القرن التاسع عشر هو رجام أيّار R.Aiyar، ولاسيما في رواية «الشائعة القاتلة» The Fatal Rumor التي تقع أحداثها في الريف في أجواء واقعية يشوبها شيء من الفكاهة والهجاء الاجتماعي، في الحوارات خاصة. وعند منعطف القرن ساد الأسلوب المسمى «الإحيائي» centamil الذي استعاد التراث، مثل النهضة الأوربية التي مجّدت الماضي الأسطوري العريق. وقد ولَّد الاعتزاز التاميلي بالذات حركة النقاء التاميلي Tuyattamil التي أدت إلى تطهير اللغة المكتوبة من الكلمات غير التاميلية، ولاسيما منها السنسكريتية، مما وسَّع الشقة بين المحكية والمكتوبة؛ وكان له أثره في الشعر خاصة، حتى ظهور الشاعر والناثر سُبراهمانيا بهاراتي S.Bharati في مطلع القرن العشرين الذي قارب بين التقاليد الأدبية الشعبية والتراثية العلمية وزاوج بينهما، مبتكراً أسلوباً لغوياً مطواعاً لجميع أساليب التعبير الأدبي التاميلية، معتمداً اعتماداً أساسياً على مفردات العامية المحكية وقواعدها. وقد أُطلق على أسلوبه تسمية «أسلوب النهضة» renaissance style. وفي النصف الأول من القرن العشرين كان كريشنامورتي R.Krishnamurthy الروائي الأكثر شعبية وغزارة في الإنتاج، ولاسيما في الروايات العاطفية التاريخية. وظهر إلى جانبه الروائي بوتُمايبيتّان Putumaippittan ذو الأسلوب الواقعي والموضوعات الاجتماعية الناقدة. أما في النصف الثاني من القرن العشرين فيعد جَنايكيرَمان T.Jannikiraman أبرز كتاب الرواية والقصة القصيرة، وقد استمد موضوعاته من الحياة العائلية في إطار الطبقة الوسطى في مدن التاميل، في حين يتصف أسلوب معاصره جَياكْنتان Jayakanthan بالحدة والصرامة الصادمة، أما معاصرهما راماتيرتان Ramatirthan فقد كتب أعماله حتى السبعينيات بالإنكليزية، ثم عاد إلى التاميلية بأسلوب أدبي رفيع.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أدب اللغة الملايالامية

لم يبدأ أدب الملايالامية الحديث حتى أواخر القرن التاسع عشر، وخاصة في أعمال أسان Asan ذي النزعة الميتافيزيقية السلبية على صعيد الفاعلية الاجتماعية، في حين دعا أولّور Ullor في نثره الكلاسيكي إلى نوع من الحب الكوني للتقارب ما بين البشر جميعهم. أما ڤلاتول Vallathol فقد أبرز في أعماله الأهمية الإنسانية للتقدم الاجتماعي والتفاهم البشري. وقد ركز الشعر الحديث بصورة أساسية على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مع ميل إلى التطرف السياسي. أما الدراما ذات التقاليد المحلية العريقة فقد مالت في القرن العشرين نحو التعبير الهزلي والملهاوي والهجائي في موضوعات تناولت الأعراف والتقاليد الاجتماعية البالية. وتعود بدايات الكتابة الروائية إلى مطلع الثمانينيات من القرن التاسع عشر، بتركيز امتد حتى اليوم على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراهنة والملحة. ورافق ذلك في النصف الثاني من القرن العشرين ميل جلي نحو الاستبطان.

أدب اللغة الكنّادية

مع بداية القرن العشرين ظهرت بوادر حركة الشعر الحديث ذي النفحة الوطنية الاستقلالية التي تجلت في الأجناس الأدبية الأخرى أيضاً، التي لم تظهر على الساحة حتى الثلاثينيات، بعد تدفق الترجمات عن الآداب الأوربية من اللغة الإنكليزية، فبرز في الشعر والقصة القصيرة پ. م. راو P.M.Rao وسريكانتياه B.M.Srikantiah إلى جانب ماستي D.V.G.Masti وپاي G.Pai وبوتّابَا المعروف بلقب كوڤِمْبو Kuvembo. وفي أثناء العقدين الأخيرين من القرن العشرين تسربت حركة الحداثة إلى أدب الكنّادية.

أدب اللغة الأُردية

نحو منتصف القرن التاسع عشر نشأت طبقة وسطى طموحة رأت في الفكر الغربي وعلومه وسائل للتغيير الاجتماعي الضروري. وقد تجلى ذلك في روايات نذير أحمد وأشعار شبلي Shibli. وفي المرحلة اللاحقة برز الروائيون زَتَنات شرشَر R.Sharshãr وعبد الحليم شَرْشَر وميرزا رُسْوا Ruswã والشاعران حالي Hãli وآزاد Ãzãd اللذان استوحيا أجواء التراث. ولكن يبقى إقبال[ر] أبرز شعراء الحداثة في أدب الأردية، ولاسيما في قصائده الوطنية التحررية وتأثيره العميق في الجيل الجديد من الشعراء. وعلى صعيد القصة القصيرة يعد بريم شاند في النصف الأول من القرن العشرين أحد أبرز كتاب الأردية، لكنه تحول لاحقاً إلى الكتابة بالهندية. ومنذ الثلاثينيات تجلت في الأدب الأردي مؤثرات الفكر التقدمي اليساري التي حاولت استخدام الأدب وسيلة بهدف تحقيق الثورة الاجتماعية، وقد تمثل هذا التوجه في أعمال سَجَّاد زاهر S.Zãhir وأُبِندرانات عشق U.Ashk والكاتبة المهمة عصمت تشوگتاي I.Chughtai.

أدب اللغة الإنكليزية

بدأت أوائل الكتابات الهندية باللغة الإنكليزية قبل قرنين من الزمن تقريباً، مع الدعوة الإصلاحية الهندوسية التي قادها رامّوهان راي R.Ray مع زملائه لتبني اللغة الإنكليزية وسيلة لتحديث المجتمع الهندي على صعيد العلوم ومناهج التعليم الحديثة التي تفتقدها الهند. ومع نمو حركة الاستقلال في المناطق الهندية المختلفة وجد القادة الوطنيون في الإنكليزية وسيلة توحيد للجهود بهدف تحقيق غاية وطنية عامة.

كان أول من استخدم الإنكليزية أداة تعبير شعرية هنري ديروزيو H.Derozio، وكشيبراسا گوسِه K.Ghose، ومايكل مادوسودان داتّا M.M.Datta الذين اتصف شعرهم بالسردية. وفي الجيل اللاحق برزت الشاعرة تورو دوت Toru Dutt، ومشت على خطاها الشاعرة المهمة ساروجيني نايدو Sarojini Naidu بدواوينها «العتبة الذهبية» The Golden Threshold ت(1905) و«طائر الزمن» The Bird of Time ت (1912) و«الجناح المكسور» The Broken Wing ت(1917). وكان طاغور أهم شعراء الهند باللغة الإنكليزية والبنجابية، في حين مثَّل سْري أوروبيندو Sri Aurobindo نموذجاً مختلفاً تماماً، إذ بدأ ناشطاً قومياً متعصباً وسُجن بسبب نشاطاته، فتحول في السجن إلى أسلوب الاستبطان، وأسس بعد الإفراج عنه صومعة للتنسك في بونديتشِرّي Pondicherry حيث أقام ونظم حتى وفاته مخلفاً وراءه عملاً شعرياًَ ضخماً كان له تأثير عميق في تيار الشعر الصوفي المعاصر في الهند. ويمكن في أعمال بعض الشعراء المعاصرين تلمس تأثير كل من إليوت وباوند.

كانت حركة التحرير والاستقلال محفزاً على كتابةٍ بالإنكليزية تشرح القضية للهنود وغيرهم، فظهرت مجلات كثيرة بالإنكليزية، عمّ تأثيرها معظم أنحاء الهند، مثل ماهراتّا Mahratta التي أسهم فيها عدد كبير من المفكرين والأدباء. كما كان للمهاتما غاندي نفسه إسهاماته المهمة في التوعية بالقضية الهندية وفي عرض تجربته النضالية السياسية الخاصة، وقد سار على خطاه لاحقاً جواهَرلال نهرو.

يمكن القول إن تاريخ صدور رواية «بحيرة النخيل» The Lake of Palms في عام 1902 للكاتب روميش تشوندر دوت R.Ch. Dutt الذي ألف عدداً من الروايات عالج فيها مشكلة الصناديق الاجتماعية المغلقة (الصراع الطبقي) ومشكلة المنبوذين في إطار هذا النظام المعوِّق للتطور الاجتماعي الذي تسبب في سقوط كثير من الضحايا وضياع كثير من فرص النهوض. وعلى الرغم من أن نارَيان R.K.Narayan أقل حدة من معاصره دوت في تناول القضايا الاجتماعية الحساسة، لكنه أبرع منه على صعيد الشكل الفني والتعبير اللغوي، وقد تجلت نزعته هذه في القصة القصيرة أيضاً، التي لاقت مع رواياته أصداء إيجابية واسعة في الهند وخارجها. ومن الروائيين المعاصرين الذين يجدر ذكرهم هناك سَنتا راما راو S.R.Rau، ومانوهار مالگنكار M.Malgonkar، وكمالا مَركَنديا K.Markandeya، وكوشوانت سينگ K.Singh. إلا أن أكثرهم شعبية وانتشاراً هو راجا راو R.Rao بروايتيه المهمتين «بقرة المتاريس» The Cow of the Barricades ت (1938) و«الأفعى والحبل» The Serpent and the Rope ت (1947). وجدير بالذكر أيضاً الكاتبة السياسية والروائية أروندهاتي روي A.Roy التي اشتهرت عالمياً بروايتها «إله الأشياء الصغيرة» The God of Small Things ت (1999).

أدب اللغة السينهالية

بقي شعر هذه اللغة بوذياً سواء من حيث الموضوعات أم الأفكار حتى اليوم، ولكن ثمة مؤشرات لتطور حداثي بتأثير النماذج الغربية. وأهم ممثلي هذا التيار في الرواية هو ڤيكريماسنيگه Wickrimasinghe، وفي الشعر تينّاكون Tennakoon؛ وكومَراناتُنڤا Kumaranatunga على صعيد النثر الأدبي.[1]

المصادر

  1. ^ نبيل الحفار. "الهند (الأدب الحديث في ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-03-11.