الأدب الإنگليزي القديم

(تم التحويل من الأدب الأنگلو-سكسوني)

الأدب الإنگليزي القديم (وأحياناً يشار إليه بإسم الأدب الأنگلو-سكسوني) يضم الأدب المكتوب بالإنگليزية القديمة (تسمى أيضاً بالأنگلو-سكسونية)في إنگلترة الأنگلو-سكسونية من القرن السابع حتى العقود التي تلت الغزو النورمي عام 1066. "ترنيمة كيدمون"، نُظمت في القرن السابع حسب بـِده، وعادة ما تعتبر أقدم قصيدة باقية بالإنگليزية، في حين أن القصيدة اللاحقة، المقبرة هي واحدة من القصائد الأخيرة التي كتبت بالإنگليزية القديمة، ويرد فيها نص تقليدي بين الإنگليزية القديمة والمتوسطة.[1] بطريقة مماثلة، استمرت تأريخ پاركر حتى القرن 12.

قصيدة بيوولف، والتي عادة ما تبدأ شريعة الأدب الإنگليزي، وهي من أشهر أعمال الأدب الإنگليزي القديم. التأريخ الأنگلو-سكسوني التي ثبت أنها أيضاً دراسة هامة، تحفظ تأريخ التاريخ الإنگليزي المبكر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأدب الأنگلو-سكسوني

 
الصفحة الأولى من ملحمة بيوولف

وكان ثمة أدب أنگلو-سكسوني جدير بالاعتبار من القرن السابع، وليس لنا مصدر نعتمد عليه في تقدير معظمه إلا قطع متفرقة منه لأن جزأه الأكبر قد اندثر بعد أن أدخلت اللاتينية في إنجلترا الحروف اللاتينية (واستبدلتها بحروف شمالي أوربا التي كانوا يكتبون بها من قبل)، وبعد أن دمرت الفتوح الدنمرقية كثيراً من دور الكتب، وحين غمرت الفتوح النورمندية اللغة الإنجليزية بفيض من اللغة الفرنسية. يضاف إلى هذا أن كثيراً من القصائد الأنگلو-سكسونية كانت قصائد وثنية، وكان يتناقلها جيلاً بعد جيل شعراء مغنون مستهترون بعض الاستهتار في حياتهم وحديثهم، وكان يحرم على الرهبان والقساوسة أن يستمعوا إليهم. ومع هذا فأكبر الظن أن راهباً من رهبان القرن الثامن هو الذي كتب أقدم قطعة بقيت لنا من الأدب الأنگلو-سكسوني-وهي شرح منظوم لسِفر التكوين ليس فيه من الإلهام كما في الأصل وقد وضع بين أبيات القصيدة ترجمة لقصة ألمانية تروي خروج آدم من الجنة. وهنا تسري في الشعر الحياة، ومن أكبر أسبابها أن الشيطان يصور في صورة الثائر المنفعل المتحدي، ولعل ميلتون قد وجد هنا لمحة بنى عليها وصفه للشيطان في قصيدته. ومن القصائد الأنجليسكسونية ما هو مراث؛ فقصيدة "الجائل" مثلاً تتحدث عن الأيام السعيدة الخالية في قصور الأشراف؛ أما الآن وقد مات النبيل "فقد أقفرت هذه الأرض الثابتة كلها" وأصبح "أكثر ما يثر الأشجان أن نتذكر أسباب السعادة"؛ وليس ثمة تعبير عن هذه الفكرة أجمل من هذا التعبير لا نستثني من ذلك شعر دانتي نفسه. وأكثر ما تتغنى به هذه القصائد القديمة هو الحرب وهي حين تفعل هذا ممتعة قوية. و"أنشودة واقعة ملدون" (حوالي 1000) لا نرى في هزيمة الإنجليز شيئاً غير البطولة، والمحارب القديم برهتود، وهو واقف أمام جسد سيده القتيل "يبث الشجاعة" في قلوب السكسون حين أحدق العدو بهم بعبارات كعبارات مالوري وتسبقها في الزمن:

كلما نقصت قوانا زادت أفكارنا صلابة، وقلوبنا حدة، وتضاعفت أمزجتنا. وها هو ذا أميرنا مزجى على الأرض؛ لقد قطعوه وأماتوه! ألا فلتحل الأحزان والأشجان أبد الدهر بالرجل الذي يغادر وطيس القتال! لقد تقدمت بي السنون، ولكنني لن أبرح هذا المكان؛ إني أريد أن أرقد إلى جانب مولاي، إلى جانب الرجل الذي أعزه. [2]


بيوولف

نظن أن بيولف أطول القصائد الأنجلوسكسونية وأنبلها قد، أنشئت في القرن السابع أو الثامن، واحتفظ بها لنا مخطوط يرجع تاريخه إلى عام 1000 يوجد الآن في المتحف البريطاني. ويبدو أن أبياتها البالغ عددها 3183 بيتاً هي القصيدة بأكملها والشعر غير مقفى ولكنه موزون متجانسة أوائل ألفاظه، مصوغ في لهجة سكسونيا الغربية لا نستطيع أن نفهمها في هذه الأيام. والقصة نفسها كأنها عبث الأطفال، وخلاصتها أن بيولف أمير القيط (القوط؟) في جنوبي السويد يعبر البحر ليطلق سراح هرنجار ملك الدنمرقة من التنين جرندل؛ وبعد أن يغلب جرندل وأم جرندل نفسها، يعود بطريق البحر إلا قيطلاند ويحكمها حكماً عادلاً مدة خمسين عاماً. ويظهر وقتئذ تنين ثالث يقذف باللهب ويعيث فساداً في أرض القيط، فيهاجمه بيولف، ويصاب في هذا الهجوم بجرح مميت، فيخف صديقه وجلاف إلى معونته ويتعاونان على قتل التنين. ويموت بيولف من أثر جرحه، وتحرق جثته على كومة الحريق. وليست القصة من السذاجة كما تبدو لنا من روايتنا هذه؛ فالتنين الذي تتحدث عنه آداب العصور الوسطى يمثل الحيوان البري الذي يكمن في الغابات المحيطة بمدن أوربا، وفي وسعنا أن نعفو عن خيال الناس الذين صور لهم الفزع هذه الوحوش في تلك الصورة الخرافية، ولقد نسجوا حولها كثيراً من الأقاصيص يعبرون بها عن شكرهم للرجال الذين تغلبوا على هذه الوحوش حتى أمنت القرى والنجوع شرهم.

وبعض فقرات القصيدة مسيحية الصبغة لا تنسجم مع بقية أجزائها، كأنما أراد ناشر رحيم من الرهبان أن يحفظ هذه القصيدة الوثنية الرائعة بأن يضيع في أجزاء متفرقة منها سطراً يشعر بالتقي والصلاح. غير أن جو القصيدة وحوادثها جو وثني خالص وحوادث وثنية خالصة. ولقد كان الحب، والحياة، والمعارك الحربية على الأرض هي التي تعني بها أولئك "النساء الحسان والرجال البواسل"، ولم يكونوا يعنون بجنة هادئة وراء القبور. ويقول المؤلف في بداية القصيدة بعد أن يدفن سلد Scyld الملك الدنمرقي كما يدفن قراصنة الشمال في قارب يدفع إلى البحر وهو خال من الملاحين: "لا يستطيع الناس أن يقولوا وهم واثقون من الذي تلقى هذا العبء". غير أن جو القصيدة ليس بالجو الوثني المرح، بل تسري فيها من أولها إلى آخرها روح نكدة، وأكثر من هذا أن تلك الروح نفسها لا تبرح الحفلة التي أقيمت في بهو هرثجار. وفي وسعنا أن نلمح ثنايا أبيات القصيدة المتدفقة وما فيها من طرب وتحسر أنين العازف على القيثار:

ثم جلس بيولف على مقعد بجوار البئر... وأخذ يتحدث عن جرحه، وعما يحس به من آلام شديدة أشرف من جرّائها على الموت؛ وأدرك أن منيته قد دنت... ثم طاف حول كومة الدفن رجال أبطال أقران حرب، يريدون أن يعبروا عن أحزانهم، وأن يرثوا الملك، وأن ينشدوا ويتحدثوا عن الرجل؛ فأخذوا يشيدون بكل ما أوتوا من قوة ببطولته في أثناء حياته، ويمتدحون أعماله الباسلة الجديدة ويقولون إنه كان أعظم ملوك العالم رأفة ورحمة، وأرقهم في معاملة شعبه، وأحرصهم على كسب الثناء ومن أجل هذا كان خليقاً بالإنسان أن يثني على سيده وصديقه وأن يحبه بكل قلبه، إذا ما حان أجله، وفارقت روحه جسده، وغادر هذا العالم.

وأكبر الظن أن بيولف أقدم ما بقي لدينا من القصائد في أدب بريطانيا، ولكن كيدمون (المتوفى سنة 680) وهو أقدم الأسماء في هذا الأدب. ولسنا نعرفه إلا من فقرة طريفة في كتاب بيد، فقد جاء في كتاب التاريخ الكنسي أنه كان في دير هوتبي أخ ساذج يجد في الغناء من الصعوبة ما يحمله على الهرب إلى مكان يختبئ فيه كلما جاء دوره في الغناء. وخيل إليه ذات ليلة وهو نائم مستقر في مرقده أن ملكاً قد جاءه وقال له: "غن لي شيئاً يا كيدمون!" فقال الراهب إنه لا يستطيع الغناء، فأمره الملك أن يغن، وحاول كيدمون الغناء، ولشد ما دهش من نجاحه، ولما استيقظ في الصباح تذكر الأغنية، وأعاد غناءها؛ ولهذا أخذ يحاول قرض الشعر ونظم سفري التكوين، والخروج، والأناجيل شعراً "صاغه" كما يقول بيد "بألفاظ عذبة تأخذ بمجامع القلوب". ولم يبق من هذه الأشعار كلها إلا أبيات قليلة ترجمها بيد إلى اللغة اللاتينية. وبعد عام من ذلك الوقت حاول سينولف (ولد حوالي عام 750) وهو شاعر مغن في بلاط نورثمبرلاند أن يخرج هذه الرواية إلى حيز الوجود بأنه ينظم عدة قصص دينية مختلفة-"المسيح" و"أندرياس" و"يوليانا"، ولكن هذه القصص تبدو، إذا ما قورنت بقصة بيولف المعاصر لها، ميتة لا حياة فيها لكثرة ما بها من الصناعة والمحسنات اللفظية.

ويجيء النثر الأدبي في جميع الآداب بعد الشعر في الترتيب الزمني، لأن العقل ينضج قبل أن تتفتح أزهار الخيال، مع أن الناس ينطقون بالنثر قروناً "وهم لا يعرفون" قبل أن يتسع لهم وقتهم أو يمكنهم غرورهم من أن يصوغوه فناً من الفنون. وأوضح شخصية في نثر إنجلترا الأدبي هي شخصية ألفرد، فتراجمه ومقدماته يضفي عليها الإخلاص والبساطة كثيراً من البلاغة، وهو الذي بذل من الجهد في نشر "ملف الأسقف" الذي كان محفوظاً عند قساوسة كنيسة ونشستر، فاستحال على يديه أقوى وأوضح أقسام السجل الأنجليسكسوني أول كتاب قيم في النثر الإنجليزي. وليس ببعيد أن يكون معلمه أسر Asser هو الذي كتب الجزء الأكبر من حياة ألفرد، أو لعل هذه السيرة قد جمعت فيما بعد (حوالي عام 974)؛ ومهما من يكن من شأنها فهي مثل من أقدم الأمثلة على استعداد الإنجليز باللغة اللاتينية في الكتب التاريخية والدينية، على حين أن "القارة" الأوربية التي كانت لا تزال تستحي من أن تكتب هذه المؤلفات الكريمة باللغة "العامية".

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Leher, "The Genre of the Grave and the Origins of the Middle English Lyric”
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

وصلات خارجية