ابن لبال الشريشي

ابن لبال الشريشي هو أبو الحسن علي بن أحمد بن فتح، من بني أمية[1] (عاش 508 هـ الموافق 1114 - 3 ذو القعدة 582 هـ الموافق 15 يناير 1187[2]) قاضي ونحاء أندلسي، من الأدباء الشعراء، من أهل شريش، ولي قضاءها. له: كتاب في (شرح المقامات الحريرية).

ابن لبال الشريشي مع أبو إسحاق البناسي وابن مالك وابن عبد المؤمن بن شاكل، كان أحد أعلام المفكرين في شريش الإسلامية.

نشأ في أسرة رقيقة الحال من الأدباء من بني أمية في شريش. بدأ الدراسة في شريش ثم انتقل إلى اشبيلية لمواصلة تعليمه. وبعد أن أنهى تعليمه عاد إلى شريش في عام 540 هـ/1145م، حيث عمل معلماً وقاضياً، وهو المنصب الذي قبل به على الفور. ولاحقاً حين أعفي من منصب القضاء عاد إلى تعليم مختلف علوم اللغة العربية، من نحو، كتابة الرسائل والمعاجم والشريعة. وكان من بين تلاميذه النجباء ابن عبد المؤمن الشريشي، علي بن السماطي، ابن الفخار، ابن الغزال.[3]

كان متواضعاً، رث الثياب، عاش حياة بسيطة بعيدة عن الزخرف، بلا خدم، وكان يصنع خبزه بنفسه، ثم يذهب لأقرب فرن ليخبزه.

وشعره من بحر الوافر.

توفي في 3 ذو القعدة 582 هـ الموافق 15 يناير 1187، حسب ابن الزبير، إلا أن ابن الأبار يضع تاريخ وفاته في 2 شوال 583 هـ الموافق 2 فبراير 1188. ويقول ابن العبار أن جنازته حضرها جمع غفير من أناس من مختلف مضارب الحياة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أشعاره

ومهفهف
وَمُهَفهَفٍ عَبَثَ الشَّمولُ بِقَدِّهِ       عَبَثَ الفُتورِ بِلَحظِهِ الوسنانِ
عَضّت خَلاخِلُه وَجَالَ وِشَاحُهُ وَلَوَى مآزِرَهُ عَلَى كُثبانِ
ما كنتُ أَحسِبُ قبلَ رُؤشَةِ وَجهِهِ أنَّ البدورَ تدورُ في الأغصانِ
غازَلتُهُ حَتّى بدا لي ثَغرُهُ فحسِبتُه دُرّاً عَلَى مَرجانِ
كم لَـيـلـةٍ عـانـقـتُه فـكـأنَّـمـا عانقتُ من عِطفيهِ غُصنَ البانِ
يَطغى ويلعبُ عند عقدِ سواعدي كالمُهرِ يلعبُ عِندَ ثَني عِنان

أَلَمَّت وما غيرُ الوِشاحِ وِشاحُ
أَلَمَّت وما غيرُ الوِشاحِ وِشاحُ     وَلاَ غَير أطراف الثُّدِيِّ رِماحُ
وَلا غير ما فَوقَ الرَّوادِفِ بانَةٌ وَلاَ غيرُ ما فَوقَ الجيوب صباحُ
ولا وَردَ إلاّ ما حَوت وَجَناتُها ولا غيرُ منظومِ الثّغور أَقاحُ
فَبِتنا وما تحتَ الوشاحِ محرّمٌ علينَا وما فوقَ الوشاحِ مُباح

أيا حَبَّذا إِجانَةٌ كيفما اغتَدت
أيا حَبَّذا إِجانَةٌ كيفما اغتَدت     زمَان ربيعٍ أو زمان عَصيرِ
مذانبُ ماء كاللُّجين على حصىً كدُرٍّ بلا ثَقبٍ أَغَرَّ نثيرِ
ورملٍ إذا ما ابتلّ بالماء عِطفُه غَنينا بِهِ عن عَنبرٍ وَذَرورِ
وتينٍ كما قامت على حَلَماتها نهودُ عَذارى الزّنج فَوقَ صدور
كأنّ قِبابَ الخَزِّ فيها عَرائِسٌ على سُرُرٍ مفروشةٍ بحَرير

يا خليلي بالركاب سحيرا
يا خَلِيلَيَّ بالرِّكابِ سُحَيراً     عَرِّجا بالجَزيرَةِ الخَضراءِ
حَيثُ هزّ الغَديرُ عِطفَيه ممّا أَفلَتَتهُ أَنامِلُ الحَصباءِ
وانبَرَى يَستَحيلُ بَينَ شَواطيهِ زُلالاً مِن دُرّةٍ بَيضاءِ
وَوَشى القَطرُ جانُبيهِ فَبَاهَى بِأَزاهيرِه نُجومَ السّماءِ
وانثنى مِعطفُ القَضيب اختيالاً لِغِناءِ الحَمامَةِ الوَرقاء
وَتَراءَى أَبو الوَليدِ فخَرّت لِسَناهُ كَواكبُ الجَوزاء
ورقى رُتبة الوزارةِ حَتّى حَلّ تاجاً بمَفرق الوُزَراء
فَهنيئاً لكِ الجَزيرَةُ ماذا حُزتِ مِنهُ مِن السَّنا والسَّنَاء
فاحفَظيهِ مِنَ الحوادثِ حتّى تُنجزي بَينَنا وُجوهَ اللِّقاءِ

الراءات الثمانية
عِندي فديتكَ راءاتٌ ثمانيةٌ     ألقى بها الحَرَّ إن وافَى وإن بَرَدا
رَفٌّ ورَوح ورَيحانٌ وريقُ رشاً ورفرف ورياضٌ ناعم ورِدا

يَا سَيِّدي والزَّمانُ يَبلَى
يَا سَيِّدي والزَّمانُ يَبلَى     وَعَهدُ وُدّي لَكُم جَدِيدُ
إِن فَرَّقَت بَينَنا اللَّيالِي فَوُدُّكُم فِي الحَشَا عَتِيدُ

ومُدامَةٍ لبست غِلالةَ نرجسٍ
ومُدامَةٍ لبست غِلالةَ نرجسٍ     وتنفّست في الكاس أَيّ تنفُّسِ
باكرتها والوردُ يوقظُهُ النَّدى وَتَبلُّ خَدّيه عيون النّرجسِ
والشمسُ تنظُرُ من وراءِ غَمامةٍ لَبِست من الكافور أحسنَ ملبَسِ
نبّهتُها بيد المِزاجِ فأَصبحت ترنو إلي بأعينٍ لم تَنعَسِ
وتورّدت حَتّى توقّدَ كَأسُها فحسبتُها في الكفِّ جذوة مقبس


تكاملت فيك أوصافٌ خُصصتَ بها
تكاملت فيك أوصافٌ خُصصتَ بها     فكلُّنا بك مسرورٌ ومغتبط
فالسنّ ضاحِكةٌ والكفُّ مانِحةٌ والصدرُ متسعٌ والوجهُ منبسِطُ

كأنّ جَنَى القُوطِيّ في رَونَق الضّحَى
كأنّ جَنَى القُوطِيّ في رَونَق الضّحَى     وَقَد حَمَلَتهُ رَاحَةُ الوَرَقَاتِ
نُهودُ عَذارَى زُحزِحَت عَن مَقَرِّها فَقَامَت على الأَطراف والحَلَمَاتِ

فحمٌ ذكت في حشاه نارُ
فحمٌ ذكت في حشاه نارُ     فقلتُ مسكٌ وجُلّنارُ
أو خَدُّ مَن قد هويتُ لَمّا أطلّ من فَوقه العِذارُ

بَكَت أُمَيمَ أَن رَأَت مَشِيبي
بَكَت أُمَيمَ أَن رَأَت مَشِيبي     يَضحَكُ فَي مَفرِقِ الجَبِينِ
نَوَّرَ غُصنُ الشَّبَابِ مِنِّي هَل يُنكَرُ النَّورُ في الغُصُونِ
فَقُلتُ لا تَحزَنِي أُمَيما وَنَشِّفي أَدمُعَ الجُفُونِ

لمّا تقوّس منّي الجسمُ عن كِبَرٍ
لمّا تقوّس منّي الجسمُ عن كِبَرٍ     وابيَضَّ ما كَانَ مُسوَدّاً مِن الشَّعَرِ
جعلتُ أمشي كأنّي نصفُ دائرَةٍ تمشي على الأَرضِ أو قوسٌ بلا وَتَرِ



الهامش

  1. ^ حسب ابن عبد الملك وابن دحية
  2. ^ حسب ابن الزبير، إلا أن ابن الأبار يضع تاريخ وفاته في 2 شوال 583 هـ الموافق 2 فبراير 1188.
  3. ^ Miguel Ángel BORREGO SOTO (2009-10-27). "Ibn Lubbāl al-Šarīšī". EN LA TIERRA DE SIDUEÑA.

وصلات خارجية

الكلمات الدالة: