أخبار:اكتشاف جمجمة طفل متحجرة بجنوب أفريقيا

جمجمة طفل متحجرة في جنوب أفريقيا.

في 4 نوفمبر 2021، أعلن باحثون اكتشاف متحجرات جمجمة طفل داخل كهف في جنوب أفريقيا، وأعاد هذا الاكتشاف التفكير حول أبناء عمومة بعيدين للإنسان أُطلقت عليهم تسمية هومو ناليدي، وبذلك قد يعيد العلماء النظر في كل ما يتعلق بالتطور البشري.

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، عُثر في ماروبينگ قرب جوهانسبرگ على 28 قطعة من جمجمة صغيرة وستة أسنان صغيرة.

يعرف هذا الموقع الأثري الغني جداً بمهد البشري"، فهو مليء بالكهوف والمتحجرات التي تعود إلى ما قبل الإنسان ومصنف من اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وقد ظل لسنوات كنزًا دفينًا من المعلومات لعلماء الأحافير.

المتحجرات كانت موجودة في تجويف يستحيل الوصول إليه، في نهاية ممرات يبلغ عرضها أحيانًا عشرة سنتيمترات فحسب. لكنّ التنقل في الكهف كان ربما أسهل بالنسبة إلى هومو ناليدي، بحسب أحد العلماء الذين شاركوا في الاكتشاف، إذ كان صغير الحجم وأكثر براعة في التسلّق، حسب شرح تيبوگو.

قال رئيس فريق الباحثين عالم الأحافير لي برگر إن "اللغز الفعلي فيما يتعلق بهذا الطفل يتمثل في سبب وجوده هناك". ويتوقع أن يكون "حصل شيء مذهل في هذا الكهف قبل 200 ألف إلى 300 ألف عام". ولم يُحدد جنس الطفل مع أن العلماء يتحدثون عنه على أساس أنه أنثى.

كان قد عُثر على عظام 15 فردًا من هذا النوع البشري القديم في مكان آخر من الموقع نفسه عام 2015. وصُنف النوع الذي أطلقت عليه تسمية "النجم" بلغة سيسوتو المحلية في جنوب إفريقيا ضمن جنس الإنسان الذي ينتمي إليه الإنسان الحديث.

كشف فحص عظام لأسلاف الإنسان هؤلاء أنهم كانوا صغار الحجم ويتمتعون بخصائص الأنواع التي يبلغ عمرها ملايين السنين، كالدماغ الصغير، وغيرها من الخصائص الأحدث كالقدمين القادرتين على المشي واليدين القادرتين على حمل الأدوات.

حددت الدراسات حقبة وجود هذا النوع في مطلع ما يُعتبر بداية عصر الإنسان الحديث، وقد يكون تاليًا عاصر الإنسان العاقل الأول. وأثارت هذه النظرية التي تشكك في القراءات الخطية لتطور البشرية جدلاً في الأوساط العلمية.

أما المتحجرات العائدة إلى الطفل المسمى ليتي - أي "المفقود" بلغة سيتسوانا - فعُثر عليها بعيدًا من العظام السابقة. ويُعتقد أن بقايا الطفل قد تكون تُركت في هذا المكان طواعية من قبل أبناء جنسه الآخرين فقد تكون أحد طقوسهم الجنازئية.

وفي حال تأكدت هذه النظرية، ستُظهِر أن ممارسة الطقوس وبالتالي أن المعتقدات أيضًا كانت موجودة قبل ربع مليون سنة. وتشير المعطيات المتوافرة حتى اليوم إلى أن أقدم طقوس البشر المرتبطة بالموت تعود إلى ما بين 50 ألف عام و100 ألف. لم يُعثَر على أي عظام أخرى. ولم تظهر على الجمجمة أي علامات، كتلك التي قد تشير مثلاً إلى التعرّض لهجوم من آكلة اللحوم. ونادرًا ما يجد الباحثون بقايا متحجرات لأطفال لأن عظامهم الرقيقة جداً والهشة لا تتحمل الوقت.

يُرجَح أن الطفل كان في يبلغ ما بين أربع سنوات وست عندما مات. وكانت أسنانه اللبنية لا تزال سليمة، فيما كانت الأسنان البالغة بدأت لتوها بالظهور، بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "باليو أنثروبولوجي" العلمية.[1]

مرئيات

اكتشاف جمجمة طفل متحجرة في جنوب أفريقيا.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "عودة اللغز إلى "مهد البشرية" بعد اكتشاف متحجرات في جنوب إفريقيا". تويتر. 2021-11-05. Retrieved 2021-11-05.